رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

خريطة دموية بديلة لـ «داعش» ترسمها بالشرق الأوسط.. أخطر التقارير الاستخباراتية عن دوائر الجماعات الإرهابية

بعد مقتل البغدادى والمهاجر..

خريطة دموية بديلة لـ"داعش" ترسمها بالشرق الأوسط

حزنا على زعيم التنظيم.. أكبر هجمة وحشية تنتظر العالم

عمليات جديدة أكثر شراسة للرد على مقتل البغدادى

تشكيل وزارة إعلام جديدة بعد بتر الذراع الإعلامية

لماذا تخلى التنظيم عن "وزير الانتحاريين والتفخيخ" واختار قائدًا مجهولًا

سر حزن الإخوان على موت زعيم داعش

تفاصيل جديدة يرويها القرضاوى مفتى الجماعة الإرهابية

فرص جديدة للقاعدة لاستعادة المشهد من التنظيم

خبير فى الجماعات المتطرفة: المقاتل الشبح استراتيجية جديدة بعد اصطياد رؤوس التنظيم

الشهاوى: الداعشيون يلفظون أنفاسهم الأخيرة.. والتنمية السلاح الوحيد للفتك بها

نكشف.. هل تتلمذ البغدادى على يد جماعة الإخوان الإرهابية؟

من هما القرشيان المجهولان اللذان سيديران تنظيم «الرايات السود»؟

يواجه تنظيم داعش الإرهابى وما ينضوى تحت لوائه من جماعات إرهابية مصيرًا غامضًا وضبابيًا، عقب مقتل "رأس الأفعى" والعقل المدبر، "أبوبكر البغدادى" فى غارة جوية على يد البنتاجون الأمريكى فى إدلب السورية شمالا.

ويستمر التنظيم فى معاناته بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية مقتل "أبوالحسن المهاجر" المتحدث الإعلامى للتنظيم، وسط تساؤلات عدة حول مستقبل التنظيم إعلاميا وقياديا، ومتى يحين وقت لملمة الأوراق وترتيبها وجمع شتات الأذرع العسكرية التى فقدت مركزيتها وتوازنها بعد الضربتين اللتين تلقتهما على يد القوات الأمريكية وبأوامر موقعة من الرئيس دونالد ترامب؟

كما يفتح موت "البغدادى" ملفات عدة أبرزها إلى أى اتجاه ستولى بوصلة داعش قبلتها؟ وكيف سيرسم التنظيم بأذرعه الجديدة خريطة العمل الانتحارى والتفخيخى فى الشرق الأوسط وأوروبا بل والعالم؟ وكذلك سيناريوهات عمليات الثأر لرأس التنظيم المبتورة ومواقع عمليات حفظ ماء الوجه القادمة، وأبرز الجماعات المنضمة للتنظيم والمبايعة له، وتفاصيل إعادة هيكلة وزارة إعلام داعش بعد اصطياد "أبوالحسن المهاجر" وقيادات الوكالات الإعلامية.

اعتراف داعش

كانت الأمور تسير بشكل طبيعى إذ إن إعلان روسيا تنصلها من الرواية الأمريكية التى كذبت سابقا حول مقتل القيادى منذ سنوات، ليخرج بعدها فى اجتماع له معلنا تحديا جديدا للولايات المتحدة وطاعنا إياها فى مصداقيتها.

وكانت روسيا قد أعلنت جنبا إلى جنب مع تركيا عدم ثقتها فى كلام ترامب الذى يتأرجح على خطوات من السقوط فى فخ العزل الذى يستمتع الديمقراطيون بنصبه به فى الكونجرس الأمريكى، مشددة على أنها لم يكن لديها علم بما قاله ترامب عن ضلوعها وتركيا وإيران فى تسهيل الأمر، وتحديد مكان الزعيم المقتول بحسب تصريحاتها الرسمية.

لكن بمرور الوقت ما لبثت وكالة أنباء "أعماق" أن أيدت- فى تسجيل صوتى- مقتل زعيمها فى غارة جوية، ولم تكتف بذلك بل بايعت الأمير الجديد "أبوإبراهيم الهاشمى القرشى" خلفا له، ليكون أول زعيم لها غير معروف إعلاميا، حيث تنتهج الجماعة أسلوبا جديدا فى إخفاء معلومات قادتها حتى لا تطالهم أيدى القوات النظامية، وهو نهج استخدمه التنظيم الإرهابى فى وقت سابق حين تم تعيين "أبوحمزة المهاجر" وزيرا للحرب فى زمن "أبوعمر البغدادى"، زعيم داعش الأسبق، إلا أنه تم الكشف لاحقا عن اسمه وكان مصريا من محافظة الشرقية.

مستقبل التنظيم

لا شك أن الضربات المتتالية التى تلقاها التنظيم وأسفرت عن فقدان زعيمه ونائبه والمتحدث الرسمى له, أصابه بالتخبط إداريا ومعنويا، فـ"البغدادى" الذى كان بارعا فى اصطياد التمويل من دول كثيرة وصاحب حنكة ومرونة فى استدراج الدول ذات المصالح المشتركة لتنفيذ عمليات لصالحها مقابل المال، لم يعد التنظيم يبحث عن رجل مثله فقط, بل بات يترنح بحثا عن توفير سبل الدعم للأذرع التابعة له لمعاودة لملمة الصف مرة أخرى.

التنظيم بكل المقاييس يعانى اضمحلالا واضحا وتراجعا جراء هزائمه المتتالية فى العراق وسوريا وهما معقله ومهد تأسيسه، وحينما يهزم تنظيما فى حجم داعش فى معقله وفى عقر داره فكيف بحاله فى البلدان الأخرى، إذ باتت الجماعات الموالية له كـ"بوكو حرام" وحركة الشباب الصومالية أكثر تنظيما عن الكيان الإرهابى نفسه.

"إنه لا توجد معلومات كافية عن خليفة البغدادى فى قيادة التنظيم الإرهابى، مشيرا إلى أن إخفاء التنظيم للشخصية من خلال الكنية وأسماء حركية"، بهذه الجمل بدأ الخبير فى شئون الإسلام السياسى، ماهر فرغلى حديثه.

وأضاف "فرغلى" لـ«الزمان»، أن هناك قائمة من أسماء القيادات المؤسسين للتنظيم، نجد أن 43 منهم قتلوا كان آخرهم "أبوبكر البغدادى"، كما أن 97 من قيادات الصف الثانى قتلوا وتبقى منهم قيادات معروفة.

"أحد المؤسسين الكبار لداعش وهو مازن النهيرى، رئيس الاستخبارات، إضافة إلى حجى بكر، الذراع اليمنى للبغدادى، الذى كان يمثل الأمير الفعلى للتنظيم المتطرف" حسبما أشار فرغلى، مؤكدا أن "تنظيم داعش فى إعلانه لم يشر إلى أن تعيين القرشى كان أميرا أم خليفة، وهل اختياره ممكن أم لا؟"، لافتا إلى أن "مجهولية الخليفة ستؤدى إلى مشاكل جمة داخل التنظيم".

وتحدث الخبير فى شئون الجماعات المتطرفة أن إصدار التنظيم المتطرف للبيان بشكل سريع يعود إلى خوفه من حدوث انشقاقات كبيرة عقب مقتل البغدادى.

وعن خسارة التنظيم للبغدادى، قال فرغلى "داعش يعانى من أزمة كبيرة نظرا لعدة أسباب منها أن "أبوبكر البغدادى" كان قيادة فكرية أيديولوجية شرعية دينية لهذا التنظيم الإرهابى, بعد أن قام بالقضاء على تيارات معادية له داخله، كما أنه كان يقود التنظيم بشكل لا مركزى، لكنه كان مسئولا عن قضايا التمويل".

وأضاف أن "غياب شخصية البغدادى عن المشهد سوف تخفض المعنويات وتنهار العناصر بغيابها وتنبئ بحدوث خلافات بشأن الاستراتيجيات القادمة للتنظيم الإرهابى"، مستطردا "مقتل المتحدث الإعلامى باسم داعش، "أبوالحسن المهاجر"، يعد أيضا ضربة قوية للذراع الإعلامى لداعش، حيث يأتى مقتله بعد يوم من مقتل البغدادى".

وأوضح فرغلى أن استراتيجية داعش فى الفترة الأخيرة تغيرت، بعد أن أوكل البغدادى إلى الجهاز الأمنى وليس العسكرى إدارة التنظيم، كما اعتمد على سياسة الاستنزاف من خلال "المقاتل الشبح".

وحذر الخبير فى شئون الجماعات المتطرفة من أن "التنظيم المتطرف سيكمن لفترة، ثم يقوم بعدد من العمليات الإرهابية لإثبات وجوده على الساحة"، منوها أن القائد الجديد يتوقع أن يكون أخطر من البغدادى، وفقا للمعطيات التى صدرت عن التنظيم المتطرف.

القرضاوى ينعى تلميذه النجيب

لم يكن خروج يوسف القرضاوى، أحد أبرز شيوخ الإخوان ليعلن أن "أبوبكر البغدادى" زعيم تنظيم داعش الإرهابى، كان عضوا بجماعة الإخوان خلال مرحلة شبابه، إلا ليكشف عن علاقة بين القرضاوى والبغدادى، تلك العلاقة التى تؤكد أن البغدادى كان متأثرا بأفكار يوسف القرضاوى.

خبراء فى الإسلام السياسى، كشفوا العلاقة بين البغدادى والقرضاوى، مؤكدين أن العلاقة بين الطرفين طويلة, إلا أن الشيخ الإخوانى حاول إخفاء هذا الأمر.

فى هذا السياق كشف عماد أبوهاشم، القيادى السابق بجماعة الإخوان، العلاقة بين يوسف القرضاوى أحد أبرز شيوخ جماعة الإخوان و"أبوبكر البغدادى"، زعيم تنظيم داعش، مشيرا إلى أن تنظيم داعش الإرهابى صناعة قطرية بتقنية غربية، و"البغدادى" مجرد إخوانى أعده "القرضاوى" ووضع برنامج عمله ونظام تشغيله.

وقال القيادى السابق بجماعة الإخوان إن يوسف القرضاوى حاول عبثا إخفاء العلاقة بينه وبين البغدادى فى حديثه الذى تناول البغدادى "داعش"، إذ تظهر نبرة صوته وحركة تنفسه اضطرابا داخليا يفصح عن أنه كان يعانى ضغوطا نفسية نتجت عن صراعه من أجل إخفاء حقيقة علاقته بالبغدادى، وكذا علاقة قطر وتنظيم الإخوان بداعش خشية افتضاح ما يستره من حقائق.

وأشار عماد أبوهاشم إلى أن يوسف القرضاوى اعترف فى وقت سابق بأن البغدادى كان عضوا بالإخوان، مشيرا إلى أن حديث "القرضاوى" قدم الكثير من الدلائل على تورطه هو وحكومة قطر وتنظيم الإخوان فى تصنيع تنظيم "داعش"، وفى تشغيل عناصره، وذلك من خلال الإشارات التى تشير إلى تعمده الكذب وإخفاء ما يعلمه من حقائق فى ذلك الصدد.

وأوضح أن قطر هى المجهول الذى يقف فى ظهر داعش، والذى كان يبحث عنه الجميع، "كانت أنظارنا تتجه بعيدا بحثا عن ذلك المجهول، وهو قريب منا يقبع فى داخلنا"، موضحا أن "القرضاوى" كشف كل أوراق اللعبة أو على الأقل الجزء المتعلق بقطر والإخوان.

وأشار إلى أن اعتراف القرضاوى بأن البغدادى أحد عناصر تنظيم الإخوان ليس بالأمر الهين، حيث إن القرضاوى كان مترددا حين أفصح عن الهوية الإخوانية للبغدادى، وتباطأت وتيرة حديثه نسبيا عندما صرح أن "البغدادى" كان من الإخوة يقصد "الإخوان"، وذلك بسبب تردده ما بين البوح بالأمر وبين الإحجام عن ذكره؛ الأمر الذى أدى إلى انقطاع تنفسه بسبب المجهود العصبى الذى كان يعانيه نتيجة صراعه الداخلى ما بين البوح والإحجام فنطق بلفظة "الإخوة" بدلا من "الإخوان، كما أن القرضاوى يعلم المزيد من السمات الخاصة بشخصية "البغدادى" التى ذكر منها ميله إلى القيادة، فمن أين له بمثل هذه المعلومات؟

وتابع عماد أبوهاشم: "لقد بدت علامات الندم والتأثر على الرجل الذى ورط نفسه فى البوح بمثل تلك الحقائق فيما تلا ذلك من حديثه حول هذا الصدد؛ الأمر الذى زاد من ارتباكه وحمله على البوح بتواجد عناصر للتنظيم فى داخل الأراضى القطرية من الأجانب المقيمين والعاملين فى قطر، وهو ما يعنى أن قطر توفر لعناصر التنظيم المأوى الآمن وسبل الرزق والعمل دون أن تتخذ حيالهم الإجراءات القانونية الملائمة، وهذا يشير أيضا إلى تورط القرضاوى والإخوان وقطر فى صناعة وتشغيل تنظيم "داعش".

قِبْلة الدماء الجديدة

الأمر الذى لا يختلف عليه إثنان، أن تنظيم داعش سيحتاج الفترة القادمة أن يرد هيبته وهيبة رأسه المقطوع بضربة ستكون ضمن الأكثر شراسة وعنفا ودموية فى تاريخ التنظيم، من المتوقع أن تكون فى عقر دار الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد فى نيويورك، وفقا لما يراه خبراء الجماعات الإرهابية والمتطرفة فى العالم.

وبحسب الخبراء، فإن التنظيم الذى تكبد خسائر فادحة فى الأموال والعتاد والمقاتلين يبحث عن مقاتلين جدد وعن أهداف واستراتيجيات جديدة، وعن تغيير فى الدماء حتى يظهر فى ثوبه الجديد معلنا عودته لبث الرعب فى النفوس ولو كلفه الأمر التحالف مع ألد أعدائه "القاعدة وتنظيم جبهة النصرة"، مشيرين إلى أن القاعدة لم تمت بعد مقتل زعيمها وأبيها الروحى أسامة بن لادن، وبالمثل داعش لن يموت بل سيعيد جمع الشمل وتكتيل الذئاب المنفردة لرد الصاع صاعين لأمريكا دون الوضع فى الاعتبار لأطفال أو مدنيين، وهى عادة التنظيم الذى استهدف كل ما هو آمن واستباح كل ما هو معاهد.

ويرى خبراء الإسلام السياسى، أن التظيم يبحث عن دعاة جدد وسيعمل على تنشيط أدواته الإعلامية وفتح نوافذ جديدة ووكالات إخبارية على منصات التواصل الاجتماعى للعمل على نقل فكره، وكما يعرف الجميع فإن الفكرة تنتقل عبر العقول وليس الأجساد لذا فإن التنظيم باقٍ ببقاء فكره ومبادئه.

وأضاف الخبراء أن تركيا ستشهد عددا من العمليات الإرهابية والانتحارية فى الفترة الأخيرة، نظرا لما قامت به من تقديم مساعدات لأمريكا لتمكنها من تحديد مكان البغدادى، كما شاركت بطائرات استطلاعية فى تحديد مكانه، مشترطة عدم المشاركة فى الضربة، حتى لا تخسر أتباعها من المتشددين الذين يوالون داعش ولو بالفكر.

وكان التنظيم قد حذر أوروبا بعد مقتل زعيمه "أبوبكر البغدادى" والإطاحة بـ"أبوالحسن المهاجر" الذراع الإعلامى ونائب الزعيم، بأنه يقف على أعتابها، وأنه يجرى على قدم وساق التخطيط لعمليات "رد الاعتبار والثأر" من قتلة الزعيم، موضحا أنها لن تهنأ ولن تنعم بأمان ما دام مقاتلوا الدولة يعيشون وعلى قيد الحياة، الأمر الذى ينذر بضربات متفرقة فى الشمال والجنوب، وفى قارات عدة لاستعادة ماء وجه التنظيم.

من "القرشى" خليفة داعش؟

صادق تنظيم داعش على الإعلان الأمريكى بمقتل زعيمه إبراهيم عواد السامرائى الملقب بـ"أبوبكر البغدادى"، وأكد النبأ الذى حاولت حسابات جهادية التشكيك فيه أول الأمر باعتباره ليس الإعلان الأول من نوعه عن استهداف رأس التنظيم الدموى.

وذكر المتحدث الجديد باسم التنظيم ويدعى "أبوحمزة القرشى" فى تسجيل صوتى، أن البغدادى قتل هو و"أبوالحسن المهاجر"، الذى كشف جزءاً من هويته الغامضة، وقال إنه من "جزيرة محمد" أى السعودية، وقدم "أبوإبراهيم الهاشمى القرشى"، خليفة جديداً حسب زعمه، ودعا أعضاء التنظيم إلى مبايعته والثأر لسلفه المقتول، وتنفيذ وصيته بالاجتهاد فى فك أسرى التنظيم وعائلاته فى السجون.

وشحنت رسالة داعش الصوتية التى بثتها بتهديد أمريكا بشكل خاص، وتوعدتها بأنها ستلقى ما ينسيها أيام البغدادى، متباهية بفروعها ومنسوبيها على أبواب أوروبا والعالم أجمع، حسب ادعائها. وينسجم التسجيل مع طبيعة داعش وكذلك مع شخصية مديرها الجديد، الذى تردد أنه كان يلقب بين أوساطه بـ"المدمر"، لدرجة إسرافه فى العنف.

قُرشيان مجهولان

ومع أن إخفاء هويات الرموز عند التنظيمات الجهادية ليس أصلاً باعتباره يقلل من صدقيتها، إلا أن داعش هذه المرة أخفى هوية الخليفة فى محاولة للتأكيد على شرط شرعيته الدينية، وحرص على إبراز أنه "هاشمى قرشى" مع أن أحدهما يكفى عن الآخر، فيكفى أن يكون قرشياً حسب المرجعيات الجهادية، كما أن كل هاشمى هو قرشى بدهياً، إلا أن التنظيم أراد إبعاد الشك عن كون زعيمه الجديد ليس من بيت نبى المسلمين وقبيلته.

بل إن داعش لتأكيد هذه القضية خلع على المتحدث الرسمى لقب الهاشمى القرشى أيضاً، لكن هذا إن لم يكن يعزز الشكوك فى صحة النسب المزعوم فإنه لا ينفيها.

من جهته قال أيمن التميمى، الباحث فى جامعة سوانسى، إن الاسم غير معروف لكنه قد يكون شخصا قياديا يدعى الحاج عبدالله عرفته وزارة الخارجية الأمريكية بأنه الخليفة المحتمل للبغدادى.

ووجه المتحدث باسم الدولة الإسلامية فى التسجيل الصوتى الكلام للولايات المتحدة وقال ”احرصوا على الثأر لأمتكم وإخوانكم من الكفار والمرتدين وتنفيذ وصية أمير المؤمنين فى كلمته الصوتية الأخيرة والتقرب إلى الله بدماء المشركين“.

ويتوقع محللون أن يؤدى مقتل البغدادى إلى انقسامات فى الدولة الإسلامية مما يعنى أن أيا كان من سيتولى الزعامة ستقع على عاتقه مهمة توحيد وإعادة ترتيب صفوف التنظيم مجددا كقوة قتالية.

ويقول المحللون إن مسألة تأثير خسارة الزعيم على قدرات التنظيم يبقى أمرا خلافيا وحتى إن واجه التنظيم صعوبات فى نقل زمام القيادة فسيظل فكر الكراهية الطائفية الأساسى الذى يروج له جذابا للكثيرين.

ولا تزال جنسية القرشى الخليفة المزعوم والمتحدث الرسمى مجهولة مثل الهوية، لكن الجهات الأمنية فى العراق وأمريكا وقوات سوريا الديمقراطية، لا بد أن تكون لديها قائمة بالشخصيات المؤهلة لخلافة البغدادى، بغض النظر عن الألقاب التى يمكن صرفها من دون تدقيق، خصوصاً مع المطاردة الأمنية.

استبعاد وزير "التفخيخ والانتحاريين"

تخلى التنظيم عن وزير الانتحاريين والتفخيخ وله فى ذلك بعد نظر، وذلك لبحثه عن زعيم غير معروف مؤثر، ولكن لا يظهر فى الأوساط الإعلامية بشكل أكبر حتى لا تدرجه قوات أمريكا وغيرها تحت قوائم الاستهداف والتتبع.

وكان القيادى الداعشى عبدالله قرداش، ينتظر تولى صفوف تنظيم داعش الإرهابى إذ كانت دفة القيادة تتهيأ للزعيم المنتظر عقب مقتل البغدادى الذى أحدث تغييرات فجة فى مراكز مختلفة بمراكز قيادة التنظيم، وأصيب التنظيم بارتباك وشلل مؤقت عقب إعلان البنتاجون الأمريكى اغتيال زعيم التنظيم "أبوبكر البغدادى" فى غارة جوية بمدينة إدلب السورية.

وكان مقرر أن يتولى القيادى الداعشى عبدالله قرداش الخلافة بعد "أبوبكر البغدادى" بعد أنباء عن مقتله فى إدلب السورية، إثر عملية جوية نفذتها فرقة أمريكية مدربة، بحسب المركز المصرى للدراسات الاستراتيجية.

وكشف المركز عن معلومات حول قرداش التركمانى الأصل، والذى ولد عام 1967 فى تلعفر غرب الموصل، غير أن قيادات داعشية وجهت بقرشيته ونسبه المتصل بمكة.

وبحسب المركز، فإن القيادى تخرج فى كلية الشريعة بجامعة الإمام الأعظم فى الموصل، وذاع صيته فى ربوع التنظيمات الإرهابية والجماعات ذات الأفكار التكفيرية عام 2003، وهو الوقت الذى عمل فيه بوظيفة "شرعى عام" بتنظيم القاعدة الإرهابى الدولى.

وأضاف المركز، أن قرداش اعتقل فى أحد السجون العراقية بمحافظة البصرة، حيث قابل البغدادى وبايعه، وبعدها أصبح أميرا لديوان الأمن العام فى سوريا والعراق.

وتدرج قرداش فى المناصب الخطيرة حتى تولى منصب "وزير التفخيخ والانتحاريين" داخل التنظيم، وبات أحد المقربين من "أبوالعلاء العفرى" النائب السابق لزعيم داعش البغدادى، والذى يصفونه بأشرس وأعنف عناصر التنظيم، إلا أن مجلس شورى التنظيم جنح فى الأخير لاختيار قائد آخر ولو بشكل رسمى حرصا على أرواح القادة والعقول المدبرة.

"القاعدة" ينتهز مرض "داعش"

انتهز تنظيم القاعدة فرصة ارتباك غريمه التقليدى ومنافسه الأشرس "داعش" بعد تلقيه ضربتين موجعتين إحداهما أودت برأس التنظيم والأخرى بذراعه اليمنى والرجل الثانى "أبوالحسن المهاجر"، ووجه ضربة فى مالى أفقد فيها الجيش ما يقارب 53 جنديا وفقا لمصادر أمنية مالية.

وكان التنظيم قد استهدف موقعًا عسكريًا فى "انديليمان" بمنطقة "ميناكا" شمال شرق البلاد بالقرب من الحدود النيجيرية، وخرج وزير الإعلام المالى يايا سانجارى، معلقا "إن الوضع الآن تحت السيطرة، كما تم الدفع بقوات إضافية إلى المنطقة من أجل البحث عن هؤلاء الإرهابيين المتورطين فى هذه العملية التى تعتبر هى أسوأ عملية استهدفت قوات الجيش خلال الآونة الأخيرة."

وبحسابات المنطق فإن الضربة التى أتت فى أعقاب ارتباك داعش وإعادته لملمة أوراقه، تشير وبقوة إلى بحث "القاعدة" عن فرصة للتوغل والانتشار فى أماكن حلفاء التنظيم المضطرب ماديا ومعنويا وعلى أوسع نطاق وتنفيذ عملياتها خارج حدود مالى.

ويؤكد تنظيم "القاعدة" من خلال الضربة سعيه لتوسيع نفوذه وتنفيذ عمليات نوعية فى منطقة الساحل والصحراء، لتعزيز قدرته على مواجهة الضغوط التى تحاصره والإنهاك الذى أصابه على خلفية الحرب العالمية ضد الإرهاب، فضلًا عن رغبة "القاعدة" فى التأكيد على قوة تنظيمهم، خاصة بعد مقتل "البغدادى" زعيم تنظيم "داعش"، وذلك لجذب مزيد من الأتباع واستمالة عناصرها الذين انشقوا قبل ذلك وأعلنوا بيعتهم لـ"داعش.

لا تخافوا ولكن احذروا

قال الخبير العسكرى اللواء محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، إن مقتل "البغدادى" لا يغير شيئا لأنه حينما قتل "أسامة بن لادن" كان ولا زال تنظيم القاعدة قائما، ولا زال الفكر والأيديولوجيا لتنظيم داعش مستمرة، ولذا يجب توخى الحذر من العمليات الانتقامية.

وأضاف «الشهاوى»، فى تصريح خاص لـ«الزمان»، أن تنظيم داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة، لأن كلا من العراق وسوريا استطاعتا، القضاء عليه واسترداد الأرض من يد هذا التنظيم، لافتا إلى أن هناك بعض الدول تدعم مثل هذه التنظيمات وعلى رأسها تركيا، التى تنقل الإرهابيين إلى مناطق أخرى، لإعادة توظيفهم مرة ثانية.

وأكد الخبير العسكرى، أن الإرهاب ليس له وطن أو دين لذا يجب أن تتضافر مجهودات المجتمع الدولى للقضاء على مثل هذه التنظيمات الإرهابية.

وأشار مستشار كلية القادة والأركان فى تصريحه، إلى أن: "مصر الآن تستعد استعدادا كاملا لمجابهة أى حادث إرهابى، كما تنتهج استراتيحية عسكرية مكملة، لمكافحة الإرهاب، وهى لقيام عمليات عسكرية استباقية، ومحاربة الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الدينى، والقيام بتنفيذ أعمال التنمية"، معلقا: "التنمية تقضى على الإرهاب وتفتح آفاقا وفرص عمل للشباب التى كانت تستقطبهم لها ولفكرها المتطرف".

الخديعة الكبرى.. ننفرد بأخطر

التقارير الاستخباراتية عن دوائر الجماعات الإرهابية

التنظيم يستنسخ تجربته بأشكال دموية جديدة

تبادل المعلومات بين ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا.. ومصر تساهم فى توجيه ضربات موجعة للتنظيم

أظهرت عدد من التقارير السرية، تبادل مراسلات بين مصر والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا عن الإرهاب فى الشرق الأوسط- انفردت بها "الزمان"- والتى استعرضت العمل المشترك، خاصة بعد تصفية "أبوبكر البغدادى" زعيم تنظيم داعش .

وترصد إحدى ورقات العمل الاستراتيجية، معلومة وحقيقة مهمة عن تنظيم داعش جاء فيها نصا: "لا نعلم بعد إن كان من الممكن هزيمة تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش بالكامل، قد تكون خلافة داعش متناثرة وممزقة، لكن بقيت عناصر جوهرية من داعش والقاعدة منتشرة فى جماعات أخرى، مما قد يظهر حركات جديدة، وينمّى حركات أخرى".

وتشير التقارير إلى أنه على الرغم من أن الخطابات الدينية المتشددة تقوم أساسا على مغازلة المعتقدات، إلا أن دراسة تاريخ ظهور التنظيمات المتطرفة تبرز أن فشل الحكومات فى التعاطى مع ملفات مجتمعية كان فى أغلب الأحيان وراء جرّ العديد من البلدان إلى مستنقع الإرهاب وأن العديد من البلدان الإسلامية تعانى منذ تاريخ طويل من العنف الداخلى والخارجى، ولا ينشأ هذا العنف فى الغالب من التطرف الأيديولوجى، بل من نزاعات أهلية.

ويُحمل التقرير، تضخم التطرف فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى إخفاقات الحكومات فى التعامل مع القضايا التى تشكل المفاهيم الشعبية للسياسات الوطنية، وفعالية سياسات حكومة ما واستخدامها للعنف، مؤكّدا أن هذه الممارسات هى نتاج إخفاق سيادة القانون فى توفير الأمن الكافى لجميع الفصائل والعناصر الوطنية الرئيسية، واستخدام دولة معينة للقوة ضد سكانها.

كما يشدّد على أن فشل الثورات والحروب القومية العربية على امتداد تاريخها فى تلبية تطلعات شعوبها أدى إلى تغذية الحاضنة الاجتماعية للفكر المتطرف، وتؤدى دراسة هذه التطورات إلى المساعدة فى فهم وتوقع مستقبل التشدد الدينى والعرقى.

وتمثل الاتجاهات الديموجرافية ونقصد بها "السكانية" للبلدان ذات الأغلبية المسلمة تحذيرا قويا من أن التطرف قد يشكل تهديدا فى العقود القادمة، وفق التقرير، الذى يضيف أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعدان مركزا للمواجهة العنيفة، حيث يعيش أكثر من 310 ملايين شخص فى هذه البلدان، ويحمل أكثر من 14 مليونا منهم وجهات نظر قد تشكل بيئة عقائدية وفكرية محتملة، يمكن أن يستمد منها داعش الدعم.

ورغم انحياز هذه التقارير المعلوماتية وهلعها من كل التيارات التى تولد من رحم مجتمعات إسلامية وزيادتها لكن وفى المقابل ترى أنه سيكون عدد سكان الديانات الرئيسية الأخرى ثابتا وقد تنخفض نسبة المنتمين إلى تلك الأديان من إجمالى عدد السكان فى العالم. وسيغيّر هذا النمو تأثير الإسلام فى جنوب وجنوب شرق ووسط آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء وأوروبا بشكل جذرى.

ومع تطور نسق خطورة التطرف الدينى الذى غزا العالم، يعكف الباحثون على التأصيل الفكرى لأنواع التطرف بجميع أشكاله وعدم حصره فى مفهوم التطرف الإسلامى مجمعين على وجود أشكال شتى للتشدد لا علاقة لها بالأيديولوجيات الدينية.

وأكدت عدة تقارير معلوماتية، وجود اختلافات فى أشكال التطرف، حيث تختلف الأيديولوجية والاستراتيجية والتكتيكات وطابع التطرف من حركة إلى حركة، ومن منفذ إلى منفذ، ومن بلد إلى بلد آخر لكن لا تتسبب هذه الاختلافات سوى فى تأثير محدود على السلوك الفعلى للجماعات لأنها فى الغالب تتمثل فى الصراع على السلطة والنفوذ داخل مجموعة معينة من المتطرفين أكثر من التركيز على المبادئ الأيديولوجية والقيم الأساسية لها” ولعل أبلغ دليل على ذلك أن الفارق بين الإسلاميين والشيوعيين والفاشيين شاسع على المستوى الأيديولوجى، على عكس الاختلاف فى السلوك والاستعداد لاستخدام العنف ونتائج هذا العنف المتقاربة والمتشابهة .

وتشير الدراسات الاستراتيجية التى تفرغت فى البحث عن منشأ الفكر المتطرف إلى أن كل تطرف ينشأ فى دول فاشلة تعانى من انقسامات داخلية وتركيبة سكانية وقوى اجتماعية واقتصادية متفاوتة، حيث ركزت بعض الجماعات المتطرفة السياسية، مثل الأناركية والشيوعية والفاشية، على الحلول الجذرية للمشكلات العلمانية، بينما ركزت معظم الحركات العربية المتطرفة (والعنيفة) فى البلدان الإسلامية على القومية والاشتراكية، من الحرب العالمية الأولى حتى 1990-2011.

ويركز التطرف السلفى الجهادى الحالى ـ حسب وصف التقارير ـ على العودة إلى الدين وإرادة الله لإيجاد الحلول، ويعتبر جزء كبير من الزخم وراء التشدد الإسلامى رد فعل لعقود من العلمانية والقومية والاشتراكية والديمقراطية الفاشلة، وهى الأماكن التى تكون محور اهتمام بعض القوى الخارجية والجماعات المتشددة لتزرع فيها بذرة الإرهاب.

وتشير بعض ورقات التقارير إلى تجارب تقصد بها مصر وجاء فيها "يمكن للدول الإسلامية المستقرة أن تتعامل بشكل عام مع التطرف وتواجهه بنجاح، حيث يمكن للحلول غير الأيديولوجية مثل الحوكمة الفعالة والصادقة والاستقرار الاقتصادى وتقدمه والمساواة، وسيادة القانون، الحد من تأثير التطرف".

كما يمكن أن تنجح الحلول العسكرية أو القمع لفترة من الوقت، ولكنها غالبا ما تفشل إذا لم تتعامل مع المشاكل الأساسية فى الدولة مثل سوريا أو الجزائر وبمجرد أن يتولى "التطرف" السياسى الحاكم السيطرة على الجهاز الفعلى للدولة تتولد عقود من الفشل ومن ذلك أمثلة روسيا والصين وكوريا الشمالية.

وتشير بعض فقرات أحد التقارير التى حاولت فهم استخدام الجماعات المتطرفة للإسلام كغطاء أنه لا توجد علاقة بين القيم الحقيقية للإسلام والعنف والتطرف، إلا أن المتطرفين الإسلاميين يستخدمون الشريعة كمبرر لتطرفهم وعنفهم، وغالبا ما يشوهون الإسلام من خلال الفهم الخاطئ لبعض النصوص بحجة الاستناد إلى السلف.

ويعكس هذا الهيكل العقائدى السلفى الجديد جهدا مماثلا لمحاولات الطائفيين المسيحيين، والمتطرفين اليهود والهندوس، والبوذيين، تشويه وتحريف أديانهم، ويسمح كل هذا للمتطرفين الإسلاميين بتبرير أى شكل من أشكال العنف باسم الدين.

وتظهر آخر الدراسات الاستقصائية التى استندت إليها التقارير المعلوماتية أن معظم مواطنى البلدان، التى تأوى أعدادا كبيرة من المسلمين، هم غير مؤيدين لداعش، بمن فى ذلك جميع المستجوبين اللبنانيين و94% من الأردنيين، وفى بعض البلدان، لا يصرح عدد كبير من السكان بآرائهم عن داعش، بمن فى ذلك أغلبية بنسبة 62% من الباكستانيين، ويتمتع داعش بأعلى نسبة تأييد علنية فى نيجيريا 14% من معظم الدول الأخرى، وبين المسلمين النيجيريين، يقول 20% إنّ نظرتهم لداعش إيجابية، وعبرت جماعة بوكو حرام النيجيرية المتشددة، التى كانت تشن حملة إرهابية فى البلاد منذ سنوات، عن ولائها لتنظيم داعش،

وتحقق عمليات التمرد والتطرف نجاحا عندما تفشل الدول، وبالتالى فإنه من العوامل الأساسية التى وجب أن تأخذ بعين الاعتبار لمكافحة الفكر المتطرف إنشاء البلدان لهياكل دولة مستقرة للسياسات والحوكمة والاقتصاد، وهذا ما سيقطع الطريق أمام كل من يسعى لتوظيف الإرهاب والتطرف فى سياق مصالح استراتيجية وعمل مخابراتى لا علاقة لهما بالشعارات الدينية التى ترفعها الجماعات المتطرفة، فمهما كان الدين مهمّا، فغالبا ما يكون البحث عن السلطة والسيطرة والتمويل والموارد والمقاتلين والنشاط العملى من أكثر العوامل أهمية.