رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

فرنسا تعلن انطلاق مهمة بحرية أوروبية مستقلة من أبوظبي

أوروبا تتجنب الحلول العسكرية في الصراع الأمريكي الإيراني

روحاني وترامب
روحاني وترامب

استبعدت الدول الأوروبية الحل العسكري لحسم الصراع الأمريكي الإيراني، وآثرت الابتعاد عن الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها، وعدم تأييد التحالف الذي تتزعمه رسميًا، حيث أعلنت عن تدشين تحالف بحري مستقل تقوده في منطقة الخليج، لحماية حرية الملاحة في مضيق هرمز الذي يعد البوابة الرئيسية لقطاع النفط العالمي، ويمرعبره نحو خُمس إنتاج العالم من النفط وذلك وفقًا لشركة فورتيكسا للتحليلات النفطية.

وتترأس فرنسا -وفقًا لوكالة أنباء رويترز- مهمة بحرية أوروبية لمدة 6 أشهر تبدأ في يناير 2020 القادم، وستتضمن المبادرة نحو 10 حكومات أوروبية وغير أوروبية ستشارك بعد الموافقات البرلمانية، ووفقا لما ذكرته فلورنس بارلي وزيرة الدفاع الفرنسية، عبر حسابها على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أن دولة الإمارات العربية المتحدة قبلت توًا استضافة مقر بعثة المراقبة البحرية الأوروبية في مياهها، ليأتي بعد ذلك إعلان وكالة الأنباء الهولندية مساهمة بلادها بسفينة في المهمة البحرية التي تقودها فرنسا في أبو ظبي.

وكانت بارلي في زيارة إلى قاعدة «السلام» البحرية الفرنسية في أبوظبي في الـ 24 من نوفمبر الجاري، وقالت خلال الزيارة إن المهمة الأوروبية سيكون عملها "منفصل" عن عمل التحالف الأمريكي، لكن منسقا معه،  وشكلت فرنسا قوة بحرية أوروبية في منطقة الخليج لتأمين حركة الملاحة، في أعقاب الهجمات الإيرانية التي تعرضت لها ناقلات نفط في منطقة الخليج، لتخوف الأوروبيون من الانضمام إلى التحالف الذي تقود الولايات المتحدة وتوريط واشنطن لها عسكريا مع إيران، وتربط الإمارات وفرنسا علاقات وطيدة وكلاهما متشاركان في عدد من اتفاقيات الدفاع ، وفي عام 2009، فتحت فرنسا أول قاعدة عسكرية لها خارج إفريقيا في الإمارات، وهناك حوالي 700 فرد يتمركزون هناك بشكل دائم.

وأعلنت الولايات المتحدة بدء عمل التحالف العسكري البحري بقيادتها، لحماية الملاحة في الخليج من التهديدات الإيرانية، ودعت واشنطن أكثر من 60 دولة لترفض أغلب حكومات الدول الأوروبية الإنخراط في التحالف بسبب طول العداء الأمريكي الإيراني، الذي يرجع إلى خلفية انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الإتفاق النووي عام 2018 الماضي، وتدمير جهودها لإنقاذ الاتفاق وشارك في التحالف البحري إلى جانب الولايات المتحدة، السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا وأستراليا وألبانيا، ونوهت الدول الأوروبية للمرة الأولي عن مهمتها البحرية المستقلة في يوليو الماضي.  

في 12 مايو 2019 اشتعلت أزمة ناقلات النفط في مضيق هرمز، حيث أعلنت الإمارات استهداف 4 ناقلات نفط تجارية - سعوديتان وإماراتية وواحدة نرويجية – ووصفتها بأنها "أعمال تخريبية" قبالة سواحلها ، وبعد ذلك بشهر ، أصيبت ناقلة يابانية وأخرى نرويجية في المنطقة ، بأضرار من جراء 3 انفجارات.

وازدادت وتيرة المناوشات في 19 يوليو عندما احتجزت إيران ناقلة ترفع العلم البريطاني و23 شخصا من طاقمها أثناء مرورها عبر المضيق، ثم في 14 سبتمبر، استهدفت غارات الطائرات بدون طيار منشآت النفط السعودية الرئيسية -أرامكو- ، مما تسبب في أضرار كارثية ضربت مؤقتًا نصف إنتاج المملكة من النفط، وأعلن متمردو الحوثي اليمنيون المدعومون من إيران الهجمات مسئوليتهم عن الحادث.