رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

لإنهاء عزلة قطر..

قطر تدرس ترحيل «الإخوان» من أراضيها.. وتكهنات بإنهاء الأزمة الخليجية قريبًا

قيادات الجماعة الإرهابية
قيادات الجماعة الإرهابية

مصر أمام «العدل الدولية»: تميم يدعم العمليات الإرهابية فى سيناء

الكويت: «قمة الرياض» تشهد تطورًا فى المصالحة الخليجية

«أردوغان» يزور «تميم».. لضمان أن التقارب المحتمل فى الخليج لن يؤثر على العلاقات التركية القطرية

خبراء: المصالحة الخليجية برعاية أمريكية لمواجهة النفوذ الإيرانى

 

أفادت بعض التقارير الصحفية الأمريكية والغربية بأنباء عن زيارة سرية لوزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانِ، فى الشهر الماضى إلى المملكة العربية السعودية؛ لإقناعها بإنهاء المقاطعة التى فرضتها المملكة والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر على الدوحة بعد اتهامها بتمويل الإرهاب.

حيث تشير بعض التوقعات إلى أن الشيخ تميم بن حمد، سيتخذ خطوات فعلية للمصالحة مع الدول الأربعة من أجل إنهاء الأزمة الخليجية، بالإضافة إلى بعض المؤشرات التى تنبئ بأن أزمة الدوحة مع دول الخليج العربى ستنحسر قريبًا.

الدوحة تدرس التخلى عن الإخوان

صرح مصدر دبلوماسى رفيع المستوى لموقع «قطريليكس»، بأن تميم بن حمد يدرس ترحيل أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المتواجدين داخل البلاد، إلى إحدى الدول بشرق آسيا، مضيفًا أن تميم ناقش مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان- أثناء زيارته الأخيرة- إمكانية استقبال تركيا لأعضاء الإخوان المتواجدين بالدوحة.

وأعرب تميم للرئيس التركى عن انزعاجه من تضرر الاقتصاد القطرى من هذه المقاطعة وانعزال بلاده عن الشعوب الخليجية، وأكد له أن هذه العزلة أثَّرت سلبًا على شعبيته بل وتهدد حكمه، لذلك قرر مناقشة ترحيل الإخوان من الدوحة لإنهاء العزلة القطرية مع جيرانها، وفقًا لـ«قطريليكس».

يذكر أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر قد قرروا قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر، خلال يونيو 2017، لاتهامهم الدوحة بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الإمارة الصغيرة، علاوة على ذلك وضعت الدول المقاطعة 13 شرطًا لإعادة العلاقات مع الدوحة، مثل إغلاق قناة الجزيرة التليفزيونية، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية، وتقليص الروابط مع إيران، وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

ولقد نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، تقريرا يفيد بقيام وزير الخارجية القطرى بزيارة سرية إلى السعودية لإعادة العلاقات بين البلدين.

وقالت الصحيفة الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين وعرب، أن وزير الخارجية القطرى، سافر الشهر الماضى فى رحلة غير معلنة إلى السعودية، للقاء كبار المسئولين السعوديين البارزين؛ لإنهاء الخلاف الذى استمر لمدة عامين، وأكد مسئول عربى للصحيفة الأمريكية أن "الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانِ قدم خلال الزيارة إلى الرياض، عرضًا مفاجئا، لإنهاء الخلاف بين البلدين قائلًا لهم بكل وضوح، مستعدون لقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، مقابل عودة العلاقات".

كما أكدت وكالة «رويترز» أن وزير الخارجية القطرى التقى خلال الزيارة السرية بمسئولين سعوديين بارزين الشهر الماضى لمناقشة سبل إتمام المصالحة الخليجية.

ومن جانبها لم تعلق السعودية على هذه التقارير ولم تؤكد أو تنفى هذه الزيارة، كما أن عادل الجبير، وزير الدولة للشئون الخارجية السعودية، قد أبلغ الصحفيين فى الفترة الأخيرة أن الرياض ما زالت تنتظر رد الدوحة على المطالب الخاصة لإنهاء الأزمة، وفقًا لـ«سبوتنيك».

وقال السيناتور الأمريكى، كريس مورفى، إن زيارة وزير الخارجية القطرى تعد خطوة مهمة، كما أنها تعبر عن وجود نية الحوار بين الجانبين، متابعًا أن هذا يشير إلى أن السعودية تبدو جادة فى محاولتها للتوصل إلى سبل حل الأزمة الخليجية، وفقًا لموقع «يورونيوز».

وقالت بعض المصادر الحكومية فى الولايات المتحدة الأمريكية لموقع «الحرة» الأمريكى، إن المصالحة الخليجية بين قطر ودول الخليج تتم برعاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كما أنها وصلت لمراحل متقدمة من المفاوضات.

علاوة على ذلك، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية عن وصول وفد قطرى لمدينة الرياض فى المستقبل القريب، كما سيزور مسئول بالجامعة العربية دولة قطر خلال كأس الخليج لكرة القدم.

قمة الرياض والمصالحة الخليجية

أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزيانى، أن قادة دول المجلس سيعقدون اجتماع الدورة الـ40 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون فى مدينة الرياض فى10 ديسمبر الجارى، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وأكد ‏رئيس الوزراء الكويتى الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، أن القمة الخليجية المقبلة فى الرياض "ستدفع المصالحة الخليجية قدماً للأمام"، قائلًا أن القمة الخليجية فى الرياض ستكون "محطة مهمة للغاية فى المصالحة الخليجية"، مضيفًا أن "دورة خليجى 24 لكرة القدم فى قطر تعد إحدى الخطوات الهامة".

تركيا وقطر.. علاقة صداقة ومصالح متبادلة

دعا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، خلال زيارته الأخيرة لقطر أواخر الشهر الماضى، إلى إنهاء الأزمة الخليجية فى أسرع وقت، ولكنه استبعد تمامًا إغلاق القاعدة العسكرية التركية فى قطر، وهو أحد المطالب التى كانت قد اشترطت الدول المقاطعة تنفيذها لإعادة العلاقات المقطوعة مع قطر منذ يونيو 2017، وفقاً لـ «يورونيوز».

إن قاعدة طارق بن زياد التركية فى قطر، التى تتسع لنحو 5000 جندى- وتم افتتاحها عام 2015- تثير غضب السعودية وباقى الدول المقاطعة، لذلك طالبوا الدوحة بإغلاقها كأحد شروط إنهاء المقاطعة وإعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية.

كما أعلن أردوغان خلال زيارته الأخيرة لقطر، انتهاء بلاده من تشييد الثكنة العسكرية التركية الجديدة فى الدوحة، حيث أطلق عليها اسم "خالد بن الوليد"، قائلًا أن هدف "قيادة القوات التركية القطرية المشتركة هو الاستقرار والسلام بمنطقة الخليج برمتها وليس بقطر فقط، كما أنه لا ينبغى لأحد أن ينزعج من وجودنا بالمنطقة"، وفقًا لـ«روسيا اليوم».

بعد قرار قطع العلاقات، اعتمدت الدوحة بشكل كبير على أنقرة فى استيراد المواد التى أصبحت عاجزة عن شرائها من دول الخليج، مثل المواد الغذائية ومواد البناء، وعلى الجانب الآخر، قدمت قطر دعمًا ماليًا لتركيا بعد الأزمة المالية التى أحلت بها فى الفترة الأخيرة، كما حصل أردوغان العام الماضى على دعم قطرى بقيمة 15 مليار دولار من أمير قطر، كما أن الدوحة تمتلك استثمارات فى تركيا تقدر بأكثر من 20 مليار دولار فى عام 2018، وفقًا لـ«يورونيوز».

وبالنظر إلى علاقة تركيا بباقى الدول العربية، فيوجد توترًا حادًا نتيجة الهجوم التركى ضد القوات الكردية فى شمال شرق سوريا قبل شهر ونصف، والذى لاقى تنديدا عربيا كبيرا باستثناء دولة قطر، كما أن العلاقات التركية السعودية شهدت تدهورًا كبيرًا منذ مقتل الصحفى جمال خاشقجى فى القنصلية السعودية فى اسطنبول أكتوبر 2018، وفقًا لـ«فرانس 24».

وقال اندرياس كريج، الباحث المتخصص فى شئون الشرق الأوسط فى كينجز كولدج البريطانية، أن أردوغان قام بزيارة للدوحة لإظهار متانة العلاقات الثنائية بعد أسابيع من التقارير الإعلامية التى تحدثت عن وجود شرخ فى العلاقات بين تركيا وقطر، وتوقعات بإنهاء الأزمة الخليجية، وفقًا لـ«فرانس برس».

وتزامنت زيارة الرئيس التركى الشهر الماضى، مع وصول منتخبات السعودية والبحرين والإمارات لكرة القدم والمشاركة فى بطولة كأس الخليج العربى، وقد يعتقد الكثير من المراقبون أن مشاركة الدول الثلاث الاختيارية فى البطولة قد يعطى مؤشرا على توافر النية لإنهاء الأزمة الدبلوماسية، وفقاً لـ«يورونيوز».

وقالت سينزيا بيانكو، الباحثة فى معهد المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، لـ«يورونيوز»: "إن أردوغان يحاول من خلال زيارته لقطر أن يضمن ألا يأتى التقارب المحتمل فى الخليج على حساب العلاقات التركية القطرية".

 

مصر والإمارات: قطر تهدد الأمن القومى العربى

أكد ممثل مصر فى محكمة العدل الدولية، أمجد عبدالغفار، الأسبوع الماضى, أن قرار مصر بقطع العلاقات مع قطر جاء بسبب إصرار النظام القطرى على تبنى موقف معاد تجاهها واستمرار دعمها للمنظمات الإرهابية, وعلى رأسها تنظيم الإخوان.

كما اتهم الدوحة بتوفير ملاذ آمن لجماعة الإخوان, ودعم العمليات الإرهابية فى سيناء، مشيرا إلى أن القاهرة أوضحت عدة مرات "إصرار قطر على التدخل بالشؤون الداخلية بمصر ودول المنطقة بطريقة تهدد الأمن القومى العربى".

ومن جانبها قالت الإمارات العربية المتحدة فى بيان رسمى لوزارة الخارجية، عشية بدء المرافعات فى استئناف الدول المقاطعة للدوحة ضد قرار لمنظمة الطيران المدنى بخصوص أزمة الخليج، أن قطر لم تفِ بالتزاماتها أمام محكمة العدل الدولية.

وقالت حصة العتيبة، ممثلة أبوظبى أمام محكمة العدل الدولية، إن الإجراءات التى تم اتخاذها- ومن ضمنها إغلاق المجال الجوى أمام الطائرات القطرية وتلك المسجلة فى قطر من قبل الدول المقاطعة- جاءت لحماية الأمن الوطنى لهذه الدول.

وأضافت أن الإجراءات كانت ردًا على عدم وفاء قطر بالتزاماتها القانونية التى وقعت عليها والمتمثلة فى اتفاقيات الرياض، ومحاولتها الهرب من تنفيذ التزاماتها الدولية بوقف تمويل الجماعات الإرهابية وإيواء الإرهابيين، واستخدام منصاتها الإعلامية لنشر الأفكار لدعم الإرهاب والتطرف.

خبراء: انفراجة الأزمة الخليجية برعاية أمريكية

وتعليقًا على الزيارة السرية لوزير خارجية قطر للسعودية، قالت الدكتورة مى قاسم، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، أنه إذا تأكدت هذه الزيارة، سيكون مؤشرا جيدا على انفراجة الأزمة الخليجية، لأن إرسال الدوحة وزير الخارجية بمقترحات لإجراء المصالحة، وقبول السعودية بالزيارة، يشير إلى أن هناك نية متبادلة بين الطرفين للوصول لحل، ولكن قبل ذلك يجب التأكد من التزام قطر بوعودها التى قد تحتمل بعض الشك، كما يجب توافر آلية لتطبيق ما عرضته، مثل قطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وترحيلهم خارج البلاد.

وأشارت «قاسم» إلى أن توقيت الزيارة فى الوقت الحالى قد يكون نتيجة ضغط الولايات المتحدة الأمريكية، التى طالبت حلفائها فى منطقة الخليج بالتوحد أمام إيران؛ لأنه إذا كان هناك خيارًا عسكريًا، فلن تستطيع الولايات المتحدة اتخاذه بدون توحيد صفوف الخليج، بالإضافة إلى تراجع النفوذ الإيرانى فى الوقت الحالى نتيجة الاضطرابات السياسية الداخلية، وانحسارها فى كلاً من لبنان والعراق.

ومن جانبه قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، أنه لا يرى جدية قطر فى إنهاء الأزمة الخليجية؛ لأنها لن توافق على الـ13 شرطًا التى وضعتها دول المقاطعة الأربعة، بل تحدث وزير الخارجية القطرى عن قطع العلاقات مع الإخوان وترحيلهم فقط، وماذا عن القاعدة العسكرية التركية بأراضيها، كما أنها لن تقوم بإغلاق قناة الجزيرة التى تعد أحد أهم منابرها لنشر الفكر المتطرف وإثارة الشائعات.

وأضاف أن مشاركة المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين فى كأس خليجى 24 لكرة القدم، يشير إلى بداية ذوبان الجليد عن العلاقات وتغير طفيف فى موقف هذه الدول، كما أن إرسال قطر وزير خارجيتها إلى السعودية- إذا تم تأكيد هذه الزيارة- يشير إلى وجود نية ورغبة لدى الطرفين لإنهاء الأزمة، فمن الممكن أن نشهد فى القريب المصالحة، وذلك من خلال إيجاد حلول وسط ترضى جميع الأطراف، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإنهاء الأزمة الخليجية بشتى الطرق؛ لأن ذلك يخدم مصالحها.