بعد ارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار.. خبراء يكشفون السبب وتوقعات بالمزيد من الإيجابية الاقتصادية

خبراء: الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين الحكومي سبب في انخفاض سعر الدولار
شهدت حركة سوق صرف الدولار تغيرات كبيرة، خلال الفترة الماضية، حيث لاحظ العديد من الخبراء تراجع سعر العملة الأمريكية بشكل ملحوظ؛ مما أثر إيجابيا على عدد من المجالات، وفي هذا التقرير سنتناول آراء الخبراء حول هذا الملف.
وأوضح بعض الخبراء، السبب وراء تراجع سعر الدولار أمام الجنيه، إضافة إلى التأثير الإيجابي لانخفاض سعر الدولار أمام الجنيه على الفرد والمجتمع.
سبب التراجع
قال ياسر شويتة، خبير اقتصاد تنمية محلية، إن هناك عدة أسباب وراء انخفاض سعر الدولار، ومن ضمنها استقرار الأوضاع الاقتصادية والذي أدى إلى انتعاش السياحة، فترتب على ذلك تدفقات من العملة الصعبة، بالإضافة إلى تحويلات العاملين بالخارج ومشاركة هذه الأموال في الاستثمارات
وأضاف أن التدفقات الاستثمارية الأجنبية من العوامل المساعدة على انخفاض سعر الدولار أمام الحنيه، وذلك لتوافر بيئة ومناخ استثمارملائم وزيادة عوائد قناة السويس، وأيضا زيادة الصادرات وقلة الواردات وكل هذه العوامل ساعدت علي انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه.
من ناحيتها، أكدت هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسة الجدوى، أكدت أن أسباب صعود الجنيه في مواجهة الدولار، هي تحسن الإنتاجية بعد نفاذ كمية المخزون من البضاعة التي كانت بالمخازن لدى التجار، وبدأوا في الإنتاج في الوقت الذي تم فيه انخفاض الطلب على السلع؛ بسبب الزيادة في ارتفاع الأسعار.
وتابعت أن الاقبال على السياحة، نظرا لانخفاض العملة الوطنية أمام الدولار، فأصبح هناك تدفقات من الدولار حيث كان هناك طفرة وترويج سياحي في الفترات السابقة بسبب الاستقرار الأمني، وأيضا تحويلات العاملين بالخارج في هذه الفترة؛ لأن المصريين العاملين بالخارج كل منهم يعمل لشراء مسكن أو أراضٍ أو عمل مشروع في بلده، وبالتالي تزيد التدفقات الدولارية ويكثر العرض من الدولار فينخفض سعره مقابل الجنيه، وأيضا هناك إيرادات قناة السويس وجميع السفن التي تعبر القناة تدفع بالدولار فكل ذلك أدى لانخفاض الدولار أمام الجنيه.
وعلى نفس الصعيد، قال علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، إن تحسن المصادر الدولارية للاقتصاد المصري متمثلة في ارتفاع الصادرات وإيرادات السياحة وإيرادات قناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج والاستثمار الأجنبي المباشر وذلك بجانب التوقعات الإيجابية عن الاقتصاد المصري، تقود الجنيه للتحسن أمام الدولار، وكان لاستثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومي دور كبير وذلك بالاستثمار في السندات وأذون الخزانة.
تأثير إيجابي
وأضاف "شويتة" أن انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه له تأثير ايجابي على الفرد والمجتمع من خلال انخفاض أسعار السلع وهذا بدوره يساهم في زيادة معدلات القوى الشرائية للمواطنين.
وبدوره، قال الإدريسي إن من إيجابياته المساهمة في انخفاض معدلات التضخم، وانخفاض تكلفة الحصول على المواد الخام والتكنولوجيا والآلات والمعدات.
مصلحة الاقتصاد
وكشف "شويتة" أنه كلما انخفض سعر الدولار أمام الجنيه، يؤثر ذلك على الاقتصاد بالإيجاب لأنه سيساهم في دعم الاقتصاد من خلال زيادة الاستثمارات.
ومن جانبها قالت هدى الملاح، إن استمرارية الركود وانخفاض الاستيراد وخاصة عن السلع التي بها رفاهية مثل الأنواع المختلفة من الجبن والألبان والسلع، كل ذلك سيؤدي لانخفاض الطلب على الدولار وأيضا احتمالية انخفاض الدولار إلى 13 جنيه.
وأضافت أنه بكل تأكيد سيكون في مصلحة الاقتصاد لأن انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار ليس لصالح الاقتصاد وذلك سوف يكون سببا في تدهور مستوى المعيشة، وبالتالي انخفاض الدولار سيعود بالنفع على الاقتصاد لأن هناك سلع وسيطة تدخل كعامل مساعد في الصناعة وانخفاض الدولار سوف يخفض في تكلفتها في الإنتاج مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار ومع انخفاض الأسعار يكثر الإنتاج وترتفع الصادرات وتزيد التدفقات الدولارية.
السوق السوداء
وعن السوق السوداء إذا كانت من ضمن أسباب ارتفاع الدولار أم لا، أكد "شويتة" أن السوق السوداء كانت أحد العوامل في زيادة سعر الدولار أمام الجنيه، ولكن بعد اتخاذ الآليات المعينة من خلال فكرة التعويم أدى ذلك إلى القضاء على ظاهرة السوق السوداء.
وفي نفس السياق، قالت هدى الملاح، إن تعويم الجنيه هو السبب الرئيسي لارتفاع الدولار وهذا كان شرط من شروط صندوق النقد الدولي وبكل أسف لم يتم استخدام عمليات رشيدة أثناء عملية التعويم
وعلى صعيد متصل شدد الإدريسي، على أن سبب ارتفاع الدولار مقابل الجنيه هو ارتفاع الطلب على الدولار وانخفاض المعروض منه في السوق بجانب التوقعات السلبية لسعر صرف الجنيه، وانخفاض المصادر الدولارية للاقتصاد المصري، ووجود السوق الموازية.
نقطة تحسن
أوضح "شويتة"، أنه كلما زادت معدلات النمو الاقتصادي وقلة الواردات وزيادة الصادرات، هنا نقول إن هناك قوة في الجنيه لأن في هذه الحالة سيكون هناك إقبال على الجنيه، مما يجعل الأمر إيجابيًا نحو جذب مزيد من الاستثمارات مما يعود بالقوة على الاقتصاد.
وأكدت هدى الملاح أن وصول الجنيه المصري لنقطة التحسن، عندما ترتفع قيمته أمام الدولار وهذا لا يكون إلا بالزيادة في الإنتاج.
وفي سياق متصل أكد الإدريسي، أنه عندما يصل الدولار لسعره الرسمي قبل قرار التعويم وهو 8 جنيهات سيكون في تحسن، ولكن أي ارتفاع للجنيه أمام الدولار بالتأكيد تحسن.