رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

العالم يودع «مبارك» برسائل محزنة

وسائل الإعلام تصفه بالفرعون المحب للسلام

السعودية والإمارات والصين وأمريكا وإسرائيل يشيدون بدوره فى تحقيق الاستقرار

إعلان الحداد على الرئيس الأسبق.. رؤساء الدول: سيظل فى ذاكرة الشعوب

عقب الإعلان عن وفاة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز الـ 91 عامًا، توالت ردود الأفعال الدولية والعربية المواسية لمصر، فى وفاته.

كما تصدرت أخبار وفاته عناوين الصحف العربية والأمريكية والبريطانية، وكانت السعودية من أوائل الدول العربية التى تصدرت قائمة المعزين؛ حيث أعربت عن بالغ مواساتها وتعازيها فى وفاة مبارك، وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، برقية عزاء ومواساة للرئيس عبدالفتاح السيسى، كما بعث ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ببرقية عزاء ومواساة للرئيس المصرى فى وفاة مبارك.

وتلتها الإمارات، التى نعت وزارة شئون الرئاسة الرئيس الراحل، ووصفته بأنه «صاحب مواقف وطنية وتاريخية»، وأعلنت تنكيس الأعلام ليوم واحد بجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية داخل الدولة وسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية فى الخارج، كما أشاد بالرئيس الراحل، أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية فى الإمارات العربية المتحدة، باعتباره "رجل دولة، تبنى المواقف القومية والتاريخية". وقال قرقاش فى تغريدة "الرئيس حسنى مبارك رحمه الله تميز بالحكمة والشجاعة، وهو دور فى معركة تحرير الكويت وسيتذكر التاريخ الكثير من الأزمات التى تؤثر على العالم العربى".

وأرسل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، برقية تعزية إلى السيسى، عبّر فيها عن خالص التعازى فى وفاة مبارك، كما بعث كبار المسئولين الكويتيين ببرقيات مماثلة.

وفى ذات السياق، بعث ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، برقية تعزية ومواساة إلى الرئيس السيسى، حيث أصدر الديوان الملكى فى البحرين، كما أرسل الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى برقية عزاء ومواساة لنظيره المصرى، نوّه خلالها بمكانة الرئيس الراحل ومواقفه فى خدمة مصر وقضايا الأمة العربية.

وبدوره، غرّد رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريرى، على «تويتر»، ناعياً مبارك، وقال: «تنطوى برحيل الرئيس حسنى مبارك حقبة من تاريخ مصر والأمة العربية حفلت بالإنجازات والإخفاقات على حدٍّ سواء، وتركت بصمات من التطور والحداثة فى مختلف المجالات، الرئيس مبارك كان صديقاً وفياً للبنان وعلامة مضيئة من علامات التضامن العربى، نذكره بالخير ونسأل له الرحمة والرضوان»، ولم ينس الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن يشيد بمبارك باعتباره مؤيدا للقضية الفلسطينية، وقال بيان صادر عن مكتب عباس إنه نعى الموت "بحزن شديد" وأشاد "بمواقف الرئيس الراحل فى دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى فى تحقيق حريتهم واستقلالهم".

من جهته، نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، الرئيس المصرى السابق، وقال فى بيان رسمى، إن مبارك كان قائدا عسكريا بارزا لعب دورا تاريخيا فى سبيل استعادة مصر كرامتها العسكرية والوطنية فى حرب أكتوبر 73، ثم رئيسا للجمهورية عمل بإخلاص وتفان ووطنية من أجل تحقيق السلام والتنمية فى مصر. وأشار أحمد أبوالغيط إلى أن مبارك كان «مخلصا للعروبة وللقضية الفلسطينية» وداعما صلبا للجامعة العربية ودورها وصاحب مواقف عروبية يذكرها التاريخ.

كما قدمت عدد من الدول الأجنبية خالص تعازيها للقاهرة فى وفاة الراحل حسنى مبارك، وتقدمهم وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى مؤتمر له بواشنطن، قائلًا: «أقدّم تعازى لعائلة مبارك..همتنا هناك فى العمل مع الحكومة المصرية لتطوير الشراكة، وسنستمر فى عمل ذلك».

وأعربت الصين عن تعازيها العميقة لرحيل رئيس مصر الأسبق محمد حسنى مبارك، ومواساتها لأسرته، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «تشاو لى جيان»، إن مبارك قدم إسهامات مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية الصينية المصرية، وسيظل فى ذاكرة الشعب الصينى، وستواصل الصين العمل مع مصر من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

كما عبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن تعازيه وتعاطفه فى رسالة تلقها نظيره عبدالفتاح السيسى، مع أسرة الرئيس الراحل مبارك، وكشف فيها عن مدى حزنه فى أعقاب تلقى خبر وفاة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، مشيرا إلى إسهامات الراحل الكبيرة فى تعزيز علاقات الصداقة المصرية الروسية، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستى" الروسية عن الكرملين.

ومن ناحيته، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، عن حزنه على وفاة مبارك، وقال فى بيان إنه كان «صديقاً شخصياً لى وزعيماً قاد شعبه نحو تحقيق السلام والأمن، ونحو تحقيق السلام مع إسرائيل».

ومن ناحيتها، لم تنس الصحافة الأجنبية ذكر "مبارك"، حيث أن عددا من المواقع العالمية ومنها "CNN"، و"بلومبرج" وغيرهما ذاكرين أهم المحطات المهمة فى حياة الرئيس الراحل، وأهم مواقفه السياسية، وكما عرضت أجزاء من تاريخه العسكرى، وكتبت بلومبرج تقريرا تحت عنوان "حسنى مبارك.. وفاة "الفرعون" المصرى المتنحى، عن عمر يناهز 91 عامًا" وجاء فى التقرير أن وسائل الإعلام الحكومية أعلنت وفاة مبارك حيث وصفته الرئاسة المصرية بأنه بطل حرب الأمة عام 1973 ضد إسرائيل، ولم يتم تقديم أى سبب للوفاة، على الرغم من أن عائلته قالت فى يناير الماضى إنه خضع لعملية جراحية وأنه فى العناية المركزة فى المستشفى.

كما ذكر التقرير أن مبارك لم يتراجع قط عن سياسة التقارب الدبلوماسى مع إسرائيل، على الرغم من أن زيارته الوحيدة للدولة اليهودية كانت فى تشييع جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل إسحق رابين فى عام 1995، كما أشارت إلى أن مبارك نجح فى استعادة الروابط مع الحكام العرب الذين غضبهم قرار توقيع السادات على معاهدة سلام مع إسرائيل، كما أوردت جزءا من حديث قال فيه للزعماء العرب فى عام 1996: "ليس بيننا أى شخص يريد أن تعود المنطقة مدمرة بفعل الحروب أو ترجع إلى مرحلة اللا حرب ولا سلام، نحن مصممون بإخلاص على الكفاح من أجل السلام حتى النهاية."

كما قالت "CNN" الأمريكية أن مصر خلال حكم مبارك كانت حليفا رئيسيا للغرب، حيث تلقت أكثر من مليار دولار سنويًا من المساعدات العسكرية الأمريكية والمساهمة بقوات فى التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة والذى طرد العراق من الكويت فى عام 1991، مؤكدة أن مبارك عارض بشدة الغزو الأمريكى للعراق فى عام 2003.

وتطرقت "واشنطن بوست" الأمريكية فى تقريرها إلى أن حكم مبارك تميز بتحالف وثيق مع الولايات المتحدة خاصة فى الحرب ضد التشدد الإسلامى ومساعدة جهود السلام الإقليمية، وأوضحت فى تقريرها أن العديد من المصريين من فئة كبار السن "صُعقوا"، بصور مبارك على فراش صغير يُحال إلى المحكمة لحضور جلسات محاكمته فى القاهرة فى أعقاب تنحيه عن الحكم، وقالت إنهم اعتبروه لا يقهر.