رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

إيران: يموت من الفيروس شخص واحد كل 10 دقائق

كورونا يضيق الخناق على نظام الملالي وسط دعوات برفع العقوبات الأمريكية

ضيق انتشار وباء كورونا الخناق على ما يواجه نظام الملالي في إيران، حيث زاد حمل ما تعانيه طهران من تحديات، خاصة بعدما قضى الفيروس على عدد كبير من القادة والمسئولين في إيران، لتصبح إيران الدولة الشرق أوسطية الأكثر تضررًا من فيروس "كوفيد- 19"، مع ما يزيد على 1800 حالة وفاة، وأكثر من 23 ألف شخص مصاب، حيث يصاب 50 شخصًا في المتوسط يصابون بالفيروس في إيران كل ساعة تقريبًا، ويموت من الفيروس شخص واحد كل 10 دقائق، ووفقا لوزارة الصحة الإيرانية.

 

 

وقال مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، ريك برينان، الذي زار إيران مؤخرًا، في 17 مارس إن العدد الإجمالي الفعلي لإصابات الفيروس قد يكون أعلى بـ 5 مرات من الإحصاءات الرسمية، كما ذكر التلفزيون الرسمي نقلا عن الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الثلاثاء 24 مارس أن نصف عدد الموظفين الحكوميين تقريبا يمكث في المنازل في إطار إجراءات احتواء تفشي فيروس كورونا، وسبقه بيوم إعلان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أن الاتحاد سيرسل 20 مليون يورو كمساعدات إنسانية لإيران التي تخضع لعقوبات أمريكية، وسيدعم أيضا طلب طهران للحصول على مساعدة مالية من صندوق النقد الدولي، على ألاّ تحول العقوبات المفروضة دون حصولها على مساعدات تمكّنها من شراء واستيراد الأدوية والتجهيزات الطبية اللازمة لمواجهة انتشار فيروس كورونا وذلك وفقا لوكالة رويترز، وسط دعوات من الدول الكبرى كالصين وروسيا لرفع العقوبات في ظل أزمة تفشي الفيروس.

 

وأصاب تفشي المرض عددًا من كبار المسؤولين والسياسيين ورجال الدين والأعضاء النخب من الحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى العشرات من المشرعين الإيرانيين، وتوفي ما لا يقل عن 12 منهم جراء الفيروس. ويصر المسئولون الأمريكيون على أن العقوبات الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران منذ عام 2018، لا يعوق التجارة الإنسانية، في حين تشكو إيران من أن القيود المصرفية، كجزء من العقوبات الأمريكية، تجعل من الصعب استيراد الأدوية والإمدادات الطبية، ووفقا لتقرير "ميدل إيست آي" الأجنبية أن ما تزعمه واشنطن صحيح من الناحية الفنية، لكنه غير واقعي عمليا فلا يمكن لأي شركة تمويل مبيعاتها في إيران دون الوقوع في فخ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، وذكر التقرير أن أولئك الذين يحاولون ترتيب المساعدة الإنسانية لإيران يبذلون قصارى جهدهم، لكن أي بنك يرغب في القيام بأعمال تجارية في الولايات المتحدة يعرف أنه سيعاقب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية إذا كان له علاقة بإيران.

 

 

وفي أكتوبرالماضي، قبل تفشي وباء فيروس كورونا، لاحظت هيومن رايتس ووتش: "بينما وضعت الحكومة الأمريكية استثناءات للواردات الإنسانية في نظامها للعقوبات، أن الإعفاءات فشلت فعليًا في تعويض الإحجام القوي للشركات والبنوك الأمريكية والأوروبية عن المخاطرة بفرض عقوبات وإجراءات قانونية من خلال تصدير أو تمويل السلع الإنسانية المعفاة، مما نتج عنه حرمان الإيرانيين من الحصول على الأدوية الأساسية وإضعاف حقهم في الصحة، وأورد تقرير "ميدل إيست آي" أن الأمر الآن أسوأ، حيث تحارب السلطات الإيرانية الوباءً بيد مغلولة، ويبدو أن العقوبات الأمريكية أدت إلى وفاة الناس لأن شركات الأدوية لا يمكنها استخدام النظام المصرفي العالمي لتمويل جلب الأدوية.

 

 

ومن جانبه يرى الدكتور محمد السلمي، رئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) في مقال كتبه لجريدة "عرب نيوز" بنسختها الإنجليزية: "منذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ونفذ البيت الأبيض استراتيجية الضغط الأقصى، زاد سوء معانة إيران اجتماعيا واقتصاديا، كما أضاف انتشار الفيروس بعدًا آخر للوضع الذي تواجهه إيران، مما تسبب في سرعة تدهورها خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأدى إلى تفاقم بؤس الشعب الإيراني".

 

 

وأشار السلمي إلي أن "من منظور إنساني، عرضت بعض دول الخليج مساعدة لإيران، لكن الفيروس انتشر بينما لا تزال طهران تتعامل مع أزمات غير مسبوقة، حيث واجهت السخط الشعبي إثر تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية في أواخر العام الماضي، كما شنت الحكومة حملة مكثفة، كانت حصيلتها اعتقالات جماعية ووفيات، إلا أن الوباء جعل الوضع أسوء بينما كانت لا تزال الحكومة الإيرانية تكافح للتعامل مع تشديد العقوبات الأمريكية كما عرقل خططها الإقليمية في أعقاب وفاة قاسم سليماني"، مضيفا أن " العالم بأسره، بما في ذلك دول الخليج المجاورة لإيران، يرغب في مساعدتها، لذلك عرضت الكويت والإمارات، مساعدة طهران بما يتفق مع مبادئ التعاون وحسن الجوار التي تتمسك بها لإحتواء الإزمة"

 

 

و تابع أن " الحكومة الإيرانية ماهرة في تسييس الأزمات لتحويل انتباه الرأي العام للحفاظ على شرعيتها المتآكلة، لكن الفيروس ترك الحكومة في معضلة، في حين باءت جهود ادعاءات النظام المعتادة ونظريات المؤامرة بالفشل في محاولة لاستغلال أزمة كورونا، التي كشفت مدى عمق مشاكل النظام."، كما أكد على أنه " من غير المنطقي أن يساعد العالم إيران في التغلب على أزمة الوباء الحالي، بينما تصر طهران على مواصلة سلوكها العدائي وخططها الخبيثة، ومن غير المنطقي أيضًا أن تغلق البلدان حدودها لاحتواء الفيروس، في حين يواصل الملالي إرسال جنوده ووكلائه في جميع أنحاء المنطقة لمحاربة ونشر الكراهية الطائفية والفوضى تحت ستار "تصدير الثورة".

 

 

واختتم " يجب أن يساعد النظام الإيراني نفسه، وهذه الفترة توفر فرصة ذهبية للقيادة لإعادة التفكير، أتاح مقتل سليماني لإيران فرصة ممتازة لإعادة النظر في سلوكها العدائي في المنطقة، كما أن أزمة الفيروس تقدم لإيران فرصة أخرى لمد يد الصداقة لجميع جيرانها، ولإثبات حسن النية والتعاون مع الآخرين، فلم تعد سياسة النظام المعتادة باللجوء إلى التلاعب والخداع منطقية أو مقبولة في ظل الظروف الحالية، وعلى عكس الدعاية الإعلامية الإيرانية، لا أحد يريد إسقاط النظام أو يعترض على وضع إيران كدولة طبيعية في المنطقة."