رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

نقص الأدوية يغتال أصحاب الأمراض المزمنة مع معركة الوباء

المرضى: المستشفيات تصرف الأدوية شهرين مقدمًا.. وهناك بدائل للعقاقير

أطباء: التزاحم الكبير تسبب فى نقص الأدوية.. والمستشفيات العامة صرفت ثلاثة أشهر مقدمًا

معاناة يومية ومأساة حقيقية، يعيشها ما يقرب من مليونى مريض سكر وضغط، أو ما يطلق عليهم أصحاب الأمراض المزمنة، وخصوصا فى الفترة الأخيرة مع انتشار فيروس كورونا ووصوله إلى مصر.

وهناك ما يقرب من مليونى مريض سكر وضغط، اعتادوا على صرف أدويتهم شهريا من المستشفيات، وتحديدا فى المعهد القومى للسكر والغدد الصماء، ومستشفى المصل واللقاح "فاكسيرا"، إلا أنه مع الإجراءات الجديدة التى فرضتها وزارة الصحة، من أجل التصدى لفيروس كورونا، ومنعا للتكدس فى المستشفيات، اتبعت المستشفيات صرف الأدوية لمدة ثلاثة أشهر للمرضى من أجل الحد من التكدس والزحام، ولكن حدثت مشكلة وهى أن هناك عددا كبيرا من المرضى يأتون من محافظات مختلفة، مما يتسبب ذلك فى معاناتهم بشكل كبير، فضلا عن أن المستشفيات تأخذ ١٠٠ حالة يوميا فقط، مما يتسبب فى أن هناك مرضى يأتون إلى المستشفيات، ثم يعودون مرة أخرى دون صرف أدويتهم.

رحاب محمود، مريضة سكر وضغط، قالت إنها اعتادت على صرف أدويتها من مستشفى المصل واللقاح بالدقى شهريا، إلا أنها مؤخرا حدثت مشكلة كبيرة، وهى أن المستشفى اتبعت سياسة جديدة فى صرف الأدوية، حيث إنها تقوم بأخذ ١٠٠ حالة يوميا فقط، وتقوم بصرف الأدوية لهم، علما بأن هناك ما يقرب من ٥٠٠ مريض، يأتون إلى المستشفى يوميا، من أجل صرف أدويتهم، والكارثة هى أنهم يأتون من محافظات بعيدة.

وأضافت أن الأطباء كانون يكشفون علينا قبل صرف العلاج، ويتم قياس السكر والضغط، ولكن هذا الشهر لم يقوموا بالكشف علينا، واكتفوا بكتابة العلاج الذى يأخذه المريض، على صورة قرار نفقة الدولة فقط، وبناء على ذلك يتم كتابة الدواء ويتم صرفه من الصيدلية.

أما نرمين مصطفى، مريضة سكر، قالت إن المستشفى اتبعت أسلوبا جديدا، ومنذ حدثت هذه الأزمة المتعلقة بفيروس كورونا، وهناك مشاجرات يومية تحدث أمام الصيدلية عند صرف الأدوية؛ بسبب عدم وجود الأدوية الخاصة بمرضى السكر، ووجود بديل للأدوية، وعندما يتم سؤال الأطباء، يؤكدون أن هناك نقصا فى الأدوية.

من جانبه كشف الدكتور أحمد السبعاوى، أخصائى السكر والغدد الصماء بالمعهد القومى، أنه بسبب أزمة فيروس كورونا التى أصابت البلاد مؤخرا، بل والعالم كله، اتخذت المستشفيات استراتيجية جديدة فى صرف أدوية مرضى السكر والضغط، وذلك من خلال صرف الأدوية الخاصة بهم بشكل مجمع، بمعنى أن يتم صرف الأدوية لمرضى السكر والضغط، من قبل المعهد القومى للسكر والغدد الصماء لمدة ثلاثة أشهر مقدما، أما المستشفيات الأخرى، مثل مستشفى المصل واللقاح بالدقى، مستشفى خاص، وبالتالى صرف الأدوية لمدة شهرين مقدما.

وأضاف السبعاوى، أن السبب فى نقص الأدوية بالمصل واللقاح، هو أن الصيدلية بدأت فى صرف الأدوية بشكل مكثف أول الشهر، مما تسبب فى نقص المخزون الخاص بهم، وأنه بسبب الضغط والتكدس الكبير من المرضى، وتخوفهم من نقص الأدوية الذى دفعهم إلى اللجوء إلى المستشفيات بشكل كبير وأعداد كبيرة، مما أدى إلى نقص الأدوية.

وأوضح السبعاوى، أن الطبيب لا يستطيع أن يضر مريض سكر أو ضغط، ويكتب له دواء يسبب له أى مشاكل، ولكن كل ما يفعله هو أن يقوم بصرف الأدوية البديلة حال نقص الدواء الذى يأخذه، ولكن بسبب ثقافة المرضى، بأن العقار الذى يأخذه شهريا وأعتاد عليه، يجب أن يأخذه بشكل دورى، علما بأن هناك أدوية جديدة فاعليتها أكبر، وكل ما يقوم به الطبيب هو وصف العقار المناسب والأفضل للمريض.

موضوعات متعلقة