الشهيد مصطفى عبيد.. البطل الذى أحبط تفخيخ الإرهابيين بمدينة نصر (حوار)

أرملة البطل الشهيد تروى المشاهد المضيئة فى حياته:

استشهد أثناء تفكيك عبوة ناسفة.. كان دائم الحديث عن الشهادة.. وتمناها كثيرًا.. وشكرًا للرئيس السيسى وقيادات الداخلية

 ودع الشهيد الرائد مصطفى عبيد، ضابط المفرقعات بوزارة الداخلية، الحياة، أثناء قيامه بتفكيك عبوة ناسفة أعلى سطح عقار تحت الإنشاء بعزبة الهجانة بمدينة نصر خلال تأمين احتفالات أعياد الأقباط فى الخامس من يناير 2019، حيث نجح فى إحباط محاولة لإفساد احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد، بينما دفع دماءه الطاهرة فى مشهد لا يزال عالقا بالقلوب.

الشهيد، ينتمى إلى أسرة ساهمت فى الدفاع عن الوطن، فهو ابن اللواء أركان حرب عبيد محمود، كما أن جده أحد شهداء القوات المسلحة خلال العدوان الثلاثى على مصر.

"الزمان" التقت أرملة الشهيد، وتحدثت معها عن اللحظات الأخيرة فى حياة الشهيد الذى دفع حياته لتحيا مصر والمصريون فى أمن وسلام.

قالت أرملة الشهيد إيمان البندارى، إن مصطفى كان دائم الحديث عن الشهادة وكان يتمناها وكنت أسمعه دائما فى صلاته وهو يطلبها فى كل فرض يؤديه للخالق عز وجل، وكانت تنتابه حالة الحزن حينما يسمع عن استشهاد أحد زملائه بإحدى البلاغات أثناء تفكيك عبوة ناسفة، وكان لسان حاله يردد "اشمعنا هما ربنا اختارهم، وأنا لأ".

وتضيف البندارى: فى يوم استشهاد مصطفى أرسل إلىَّ الساعة التاسعة إلا ربع مساء رسالة عبر الواتس فيها صور ولكنى لم أفتحها ثم اتصل بى تليفونيا، وسألنى شفتى الصور اللى بعتهالك، قلت له لا أنا فى الطريق وسايقة، كان المفروض إنه قرب يرجع البيت، لكن صوته كان متوتر قالى أول مرة نشوف نوعية القنابل دى فى مصر، قلتله هتعمل إيه قال لى هشتغل بإيدى، وقال مع السلامة قالهالى 3 مرات، قفلت معاه التليفون، وقلبى اتقبض، كلمت والدتى وقلتلها مصطفى فى بلاغ وقلبى مقبوض قوى قالتلى من امتى وانتى بتقلقي!.

وتابعت زوجة الشهيد قائلة: فات 10 دقايق، وأنا متوترة ومن طبيعتى مش بكلمه طالما فى شغل علشان مشتتوش، هو بيخلص ويكلمنى لكن بعد شويه كلمته لقيت كل تليفوناته مقفولة.

وأوضحت: "اتصلت بالعسكرى اللى معاه لقيت حد غيره بيرد عليا وبيقولى متقلقيش يا مدام، مصطفى بيه شغال، قلتله ادينى مصطفى، هو مش شغال مصطفى جراله حاجة، وسمعت صوت بكاء أحد زملائه والذى فاجأنى فى الهاتف" قائلا: "تعاليلنا على مستشفى مدينة نصر، مصطفى بيه العبوة انفجرت فيه، ومقاليش إنه استشهد".

وتضيف إيمان قائلة: "روحت المستشفى ولما وصلت شفت المصابين وملقتش مصطفى معاهم، كله يقول مصاب، وبيعمل آشعة، ولا حد عاوز يقولى الحقيقة إنه مات عشان كنت حامل، وطبعا كانوا خايفين يجرالى حاجة، كنت عمالة أصرخ مصطفى فين؟!، كنت أول واحدة أوصل فى عيلته كلمت أخوه قلتله تعلالى بسرعة مصطفى اتصاب، ولما عمه وصله الخبر وجه سمعته بيقول لحد فى التليفون افتحوا المقابر، وساعتها بس عرفت أنه استشهد".

وتشير أرملة الشهيد قائلة: "مصطفى كان مختار اسم سليم من أول ما عرفنا إنى حامل فى ولد، ولما كنت زعلانة عشان نفسى فى بنت قالى متزعليش سليم هيبقى راجلك وسندك فى الدنيا، كان بيتكلم عن الشهادة فى الفترة الأخيرة كتير أوى، وكان دايما يصبرنى ويأكدلى إن ده مصيره اللى مستنيه، وهو سعيد بيه، وإنى مش المفروض أزعل لما ده يحصل، كان بيقولى "ربنا ينولهالى، وأتزف بجنازة عسكرية، وأتلف بعلم مصر، مفيش حاجة أجمل من كده"، مصطفى كان جميل وطيب وبشوش وبيحب الناس كلها مبيزعلش حد ولا بيزعل من حد".

وأكدت إيمان، أن سليم هو طفلها الوحيد من الشهيد، ولم يحظ بالظهور فى الإعلام حيث كانت حاملا فيه وقت استشهاد والده البطل.

واختتمت أرملة شهيد الشرطة، مصطفى عبيد، حديثها موجهة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على تكريمه لروح الشهيد، كما تقدمت بالشكر لقيادات الداخلية لسؤالهم الدائم عن ابن الشهيد وكل أبناء الشهداء قائلة: "لم يتركونِ ودائما فى أى مناسبة يتذكرون شهداء الوطن فشكرا لهم جميعا".