رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

عقارات

”الجائحة” تغير اتجاهات شركات وعملاء العقارات

"الرغبة فى الاستثمار طويل الأجل"..

خبراء: القطاع الملاذ الآمن للاستثمار.. والسوق الأقوى بعد الأزمات

تفشى فيروس كورونا "كوفيد- 19" فى العالم أثر بالسلب على أغلب القطاعات الاقتصادية عالميًا ومحليًا، إلا أن المطورين العقاريين دائمًا ما يؤكدون أن العقار هو الملاذ الآمن للاستثمار وقت الأزمات، وأن الاستثمار الأفضل هو شراء العقار وقت الأزمات، ولكن هل تغير السلوك الشرائى أو رغبات العملاء والمستثمرين فى السوق العقارى على خلفية انتشار الوباء وفترات الحظر الطويلة فى المنزل؟

قال محمد العتال، الرئيس التنفيذى لمجموعة العتال هولدينج، إن قطاع العقارات شهد خلال الثلاثة شهور الماضية تراجعا فى نسبة المبيعات المتوقعة للشركات فى هذا التوقيت من العام، وذلك نتيجة طبيعية لأزمة كورونا التى أثرت على معظم القطاعات الاقتصادية فى العالم بأكمله.

وأشار إلى أن المجموعة استطاعت أن تتغلب على تراجع حركة المبيعات خلال هذه الفترة بعدد من الخطط التسويقية المختلفة منذ أول يوم لاندلاع الأزمة التى تتمثل فى التواصل المستمر مع العملاء عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة والبيع إلكترونيا وتقديم عروض "أونلاين" مميزة، بالإضافة إلى استمرار عروض الشركة الخاصة بالتخفيضات التى كان من المقرر طرحها خلال معرض سيتى سكيب- والذى تم تأجيله كإجراء احترازى من قبل الدولة- لمدة شهر تقريبا مما كان فرصة قوية للعملاء فى الحصول على وحدات مميزة وبأسعار تنافسية.

وأضاف العتال، أن أزمة "كوفيد- ١٩" لها تأثير كبير على الاقتصاد القومى بوجه عام، والقطاع العقارى من ضمن القطاعات التى تأثرت بالطبع، ولكن يظل القطاع أحد أكثر القطاعات تماسكا وقت الأزمات بل ويخرج من كل أزمة الأكثر قوة وربحًا باعتبار العقار أحد أكثر الملاذات الاستثمارية أمنا وحفاظا على القيمة خاصة مع تراجع سعر الدولار بداية الأزمة وتغيير أسعار الفائدة فى البنوك، لافتا إلى أن الشراء وقت الأزمات هو أفضل أنواع الفرص لراغبى الاستثمار الحقيقى.

ونوه إلى أن الفترة المقبلة ستحدث ثورة تكنولوجية فى كافة القطاعات، وسيتم الانتقال بشكل سريع إلى التحول الرقمى فى كافة تعاملات الحياة، التى أصبح ضرورة حتمية فى كافة القطاعات بعد الظروف الأخيرة، مؤكدًا أن المشترى عقب الأزمة الأخيرة أصبح أكثر مقارنة وتفكيرا قبل اتخاذ القرار بالشراء خاصة فى المشروعات التى لا زالت تحت الإنشاء ولكن لم يتغير الأمر لدينا كثيرا نظرا لسمعة الشركة مع العملاء والتزامها بمواعيد التسليمات تحت أى ظروف وتاريخها الطويل فى السوق الذى يمتد لأكثر من ٧٠ عاما.

وأشار إلى أن الشركة لاحظت خلال الأزمة أن الوحدات التجارية والإدارية والطبية "لذا بافليون العاصمة" المشروع الإدارى للشركة، كانت الأكثر طلبا مما يدل على رغبة المشترى فى الاستثمار طويل الأجل، ولذا قامت الشركة بتقديم عروض مميزة على هذه الوحدات بالإضافة إلى منح "الجيش الأبيض" من الأطباء المتعاملين مع الشركة خصما خاصا وتسهيلات فى السداد للوحدات الطبية داخل المشروع بنسبة تصل إلى ٢٠% بالإضافة إلى عروض مميزة للوحدات السكنية الخاصة بمشروع باركلين، تقديرا من الشركة لجهودهم فى مواجهة أزمة كورونا.

الاتجاهات الشرائية بعد كورونا

قال هانى عادل، رئيس مجلس إدارة شركة Smart Assets للتسويق العقارى، إن الشركة اعتمدت على المرونة فى التعامل مع أزمة كورونا الحالية وتأثيرها على القطاع العقارى، فالخطة التسويقية للشركة تعتمد على عنصرين وهما تنويع قنوات التسويق والاتصال مع العملاء والحفاظ على معدلات الإنفاق على التسويق دون أى نقصان.

وأشار عادل، إلى أن هذه الخطة مكنت الشركة من تحقيق خطتها البيعية حتى الشهر الماضى دون أى تراجع ملحوظ، وذلك عبر التسويق لعملاء مصريين وعملاء خارج مصر، فالفترة الحالية فرصة للعملاء المستثمرين فى العقار أو الراغبين فى الحصول على وحدة جاهزة، بالإضافة للوحدات ذات تيسيرات السداد المتميزة.

ولفت إلى أن هناك توجها ملحوظا مؤخرا بزيادة الإقبال على شراء عقارات سكنية سياحية بالعين السخنة والساحل الشمالى وهو ما يُتوقع أن يستمر ويزداد خلال النصف الثانى من العام الحالى، فهناك العديد من العملاء الذين طبقوا استراتيجية المكوث فى المنزل فى وحداتهم المصيفية، موضحا أن العميل أصبح يفضل التواجد فى وحدته السياحية للعمل من المنزل بدلا من التواجد فى وحدته الأساسية وخصوصا فى موسم الصيف.

وتابع أنه أصبح هناك نشاط ملحوظ فى وحدات الـRESELL فى المدن الساحلية وتحديدا بالعين السخنة مؤخرا بجانب وجود إقبال قوى على شراء وحدات سياحية فى طروحات جديدة لشركات عقارية مؤخرا وهو ما يؤكد الإقبال على شراء وحدات سكنية سياحية.

وقال إن هناك إقبالا قويا على شراء واستثمار بالوحدات التجارية والإدارية فى السوق بشكل عام وفى العاصمة الإدارية بشكل خاص نظرا لتحقيقها عائدات استثمارية متميزة للعميل المستثمر فى العقار، فالعميل أصبح لديه وعى قوى بالوحدة التى يقوم بشرائها والعائد منها.

وأضاف أن أحد أبرز المشروعات التجارية والإدارية التى تقوم الشركة بتسويقها فى العاصمة الإدارية الجديدة هى مشروعات شركة دولمن للتطوير العقارى والتى تتميز باختيار مواقع لا تتكرر داخل العاصمة الإدارية وبالقرب من مناطق الإشغال بحى المال والأعمال وبالقرب من مشروع "المقصد" المملوك لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وهو ما يجعله ذا إقبال قوى من العملاء والأفراد.

وقال إن هناك شركات تقدم أنظمة سداد مبالغ بها للعملاء وهو ما لا يفيد العميل أو الشركة فرغم أن العميل يبحث عن شروط سداد ميسرة لكنه لا يريد أيضًا أعباء مالية مضافة عليه، وبالتالى فإن أنظمة السداد يجب أن تراعى ما يحتاجه العميل بالتحديد وما لا يمثل عبئًا ماليًا على الشركة.

التنمية المستدامة للمشروعات

ومن ناحيته، قال الدكتور أحمد حسن، الخبير العقارى فى تخطيط المدن المستدامة، إن بوصلة الاستثمار العالمى بدأت تتجه بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد إلى الدول التى توفر ضمانات حقيقية لإنجاح الاستثمار فى التنمية المستدامة والمشروعات التى تتوافق مع نُظم الاستدامة العالمية.

وأشار إلى أن مصر ستكون الدولة الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط عقب انتهاء أزمة تفشى فيروس كورونا المستجد التى تتمتع بتلك الضمانات على رأس توافر البيئة التشريعية الجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة والاستقرار السياسى والاقتصادى التى تتمتع به مصر حاليا، بالإضافة إلى البنية التحتية المتميزة والمناخ الجيد ومصادر الطاقة البديلة والتربة الجيدة للاستصلاح.

ويرى أن هذه الضمانات هى الركيزة الأساسية لخلق بيئة استثمار مستدام فى مجالات التنمية العمرانية بإنشاء مدن مستدامة وفنادق سياحية صحية كاملة تحقق أقصى استغلال للموارد الطبيعية وتعيد تدوير كافه الموارد والمخلفات، مشيرا إلى أن هذا النوع من الاستثمار يقوم على عنصرين أساسيين هما الموارد المحلية والأيدى العاملة المدربة، ويوفر الاستثمار المستدام نموذجا معيشيا مستقبليا تتنوع فيه كافة الاستثمارات بين طبية وترفيهية وإنتاجية وفندقية".