رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

التنمر.. ظاهرة أزعجت الوسط الفنى والاجتماعى وأغضبت رجال الدين

مبروك عطية
مبروك عطية

مبروك عطية: إن الله يبغض الفاحش البذىء ​

آمنة نصير: القرآن نهى عن السخرية من الآخرين

الشبراوى: الهدف منه سياسى وليس شخصيات الفنانين​

انتشرت فى الشارع المصرى خلال الفترة الأخيرة ظاهرة التنمر بين فئات المجتمع المختلفة، حيث بات الانتقاد أمرا عاديا بسبب اسمرار لون بشرته أو لهجته، وساعدت وسائل التواصل الاجتماعى فى انتشار تلك الظاهرة السلبية ليتعدى الأمر حاجز النقد إلى الإساءة باللفظ أو حتى الاعتداء على الآخرين فى الطرقات.​

وشهدت الساحة الفنية العديد من تلك المشكلات كان آخرها ما تعرض له الفنان شريف منير عندما نشر صورة لابنتيه "كاميليا وفريدة" على حسابه الشخصى بموقع "إنستجرام"، فتعرض لتعبيرات جارحة وإساءة من بعض المتابعين.

وقام أحد المتابعين بتوجيه تعبيرات وإساءات خارجة للفنانين فى تعليقه على الصورة الخاصة لبنات شريف منير فانفعل شريف وأقسم بمقاضاته كاتبا: "عملت سكرين شوت لتعليقك.. وبكرا هقدم محضر فى مباحث الإنترنت، ومش هسامحك.. وهسجنك والأيام بيننا.. هخليك عبرة."

كما تعرضت الفنانة رجاء الجداوى، لانتقادات حادة على إثر نقلها لمستشفى العزل فى أبوخليفة بالإسماعيلية، فهل يقبل الدين والقانون بتلك السلوكيات السلبية "الزمان" استعرضت آراء فقهاء الدين الإسلامى ونقاد الفن فى هذه الظاهرة .​

وأكد الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن السخرية من الآخرين بقصد إيذائهم وإلحاق الضرر النفسى بهم غير جائز شرعا، أما إذا كانت السخرية من أجل الدعابة على سبيل الضحك فهذا أمر جائز بشرط أن يقبله الطرف الآخر منه وألا يصل إلى حد الإيذاء النفسى.

وأضاف "عطية" لـ"الزمان"، أن أقبح الأشياء هى التقليل من شأن شخص ما عن طريق شكله الذى أبدعه الخالق، دون أن يتدخل فيه بشر، مدللا بالحديث الشريف «أَثْقَلُ شَىْءٍ فِى مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِىَء»، بالإضافة إلى أن كمال الإيمان يأتى بكمال الخلق الحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا».​

واختتم "عطية" كلامه بقوله، إن الإسلام حثنا على السلام وحسن الخلق، والبعد عن الأذى ونهانا عن إيذاء الآخرين بمختلف الطرق، فلا ندرى فقد يتسبب التنمر بالآخرين إلى إحداث نوع من الاكتئاب لهم وقد يلجئهم إلى الانتحار رغبة فى التخلص من الحياة المليئة بالبشر المؤذية المنحدرة أخلاقيا، لذلك حرم الإسلام الضرر والإيذاء حتى لو كانت بكلمة واحدة قال تعالى {.. وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} صدق الله العظيم.​

واتفقت معه دكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف، قائلة إن التنمر أمر منهى عنه فى الإسلام وكل الأديان السماوية نجدها ترفض فكرة التنمر بمعنى سخرية شخص من شخص آخر.​

أضافت أن الإسلام يرفض هذا لقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ".​

ووصفت المتنمر، بأنه شخص غير سوى، مطالبة الشباب بالحياء وأن يتركوا الناس وشأنهم، كما دعت الشخص الذى يتعرض للتنمر بعدم الاهتمام بذلك السلوك غير السوى حتى لا يضيع وقتك فى حديث لا قيمة له.​

فى سياق متصل، أكدت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى أن التنمر أصبح ملحوظا مؤخرا لأنه لم يصل بعد إلى حد الظاهرة، مضيفة أنه أمر مرفوض ووصفت من يقوم به بأنه شخص ضعيف مهزوز نفسيا بل يمكن تصنيفه على أنه مريض نفسى.

لأن المتنمر يقصد هدفا كما حدث مع الفنان شريف منير عندما قام البعض بالتنمر على بناته وهو تنمر أخلاقى ووراؤه هدف سياسى لأنهم يعلمون أن الفنان شريف منير شخصية محترمة ويساند الدولة ويدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مشروعاته القومية .​

أوضحت البشلاوى، أن الأمر لم يصبح ظاهرة بعد، ولا داعى لاستصدار قانون لأن المجتمع يجب أن ينظر للمتنمر بتجاهل لأن الرد عليه تقدير له وهو أمر مرفوض، مؤكدة أن المشكلة تحولت إلى ظاهرة ولا بد عندها من صدور قانون يعاقب كل من تسول له نفسه الإساءة للآخرين .​