رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الموضة تحرق أجساد الفتيات... الوشم في ظاهره الجمال وباطنه التشويه والعذاب

انتشرت خلال الآونة الأخيرة ظاهرة مختلفة عن عادات و تقاليد مجتمعنا الشرقي وهي رسم " الوشم و التاتو " ، الذي أصبح موضة بين الجنسين، و يظهر بقوة خلال فصل الصيف ، كما إن العديد من الفتيات تلجأ لوضعه قبل زفافهن، كنوع من التجميل و التجديد، و يعد "الوشم" من العادات الغريبة التي تم تقليدها من المجتمعات الاوروبية و الغربية، و أنتقلت هذه العادة بين الشباب والفتيات تحت مسمي الموضة، و يمثل رسم الوشم أخطاراً وأضراراً جسيمة و خطيرة لأصحابه ، لأنه يمثل اختراقًا للجسم بإدخال بعض المواد الكيميائية الملونة فيه لتثبيته، و يعتبر الوشم من أكثر العادات السلبية التي تم تقليدها، و انها مخالفة للشرع و الدين ، بجانب الأضراراً صحية البالغة التي تظهر فيما بعد .

و قال الدكتور محمد هاني ، أستشاري الأمراض الجلدية : إن رسم الوشم أصبح منتشر بشكل مبالغ فيه بين الشباب والفتيات في وقتنا الحالي ، بالرغم من المشاكل الكثيرة التي يسببها الوشم للجلد، حيث أنه قد يتسبب في أكثر من مشكلة جلدية، و أن المواد المستخدمة في عمل الوشم هي مواد كيميائية مضاف إليها بعض الصبغات الملونة، والتي تخترق الجلد بشكل كبير وبالتالي تتسبب في أن يمتصها الجلد، مؤكداً ؛ أن الأبرة المستخدمة في الرسم يمكن أن تنقل كثير من الأمراض عن طريق الجلد والدم، و أن الصبغة المستخدمة للوشم يمكنها أن تسبب حساسية مزمنة لكثير من الأشخاص ، متابعاً : إن الوشم يبقى في الجلد لأن جزيئات الحبر التي تنتج التلوين أكبر من أن تستوعبها خلايا الدم البيضاء التي تقوم بدوريات في الجسم وتحمل الأجسام الغريبة بعيداً عن الجلد، ولكن على الرغم من ذلك قد تساعد أشعة الليزر على إزالة الوشم من الجلد بسبب تدمر الحبر في الجزيئات الصغيرة من الجلد بواسطة خلايا الدم البيضاء.

و أشار استشاري الأمراض الجلدية ل "الزمان" : إلى إن الإبرة اللي بيترسم بيها بتنقل ميكروبات وفيروسات و الكثير من الأمراض جلدية ، و من الوارد حدوث حساسية بسبب إننا بنحقن الجلد صبغة، مضيفاً : أنه أصبح هناك الآن طرق عديدة لإزالة الوشم عن طريق الليزر لكن عن طريق عدة جلسات تتراوح من 5 إلى 6 مرات، و أن عملية الإزالة تجري باستخدام تقنية الليزر الكربوني، الذي يساعد في تفتيت الحبر تحت الجلد إلى جزيئات صغيرة، ثم تكوين قشرة بنية اللون، تقع بين 7 و10 أيام، لافتاً إلى أن إزالة الوشم نهائياً من الجلد ربما تحتاج من 5 إلى 10 جلسات، حتى يعود الجلد إلى لونه الطبيعي، مع العلم أن هناك رسومات تترك اثار على الجلد و لا يمكن إزالتها بشكل كامل ، مؤكداً : انه لا يمكن لأصحاب الوشم التبرع بالدم تماماً .

و في سياق متصل؛ تردد عدد كبير من الشباب والبنات في الفترة الأخيرة على عيادات ومراكز التجميل لإزالة الوشم باستخدام تقنية الليزر ، وشجعتهم على ذلك الفنانة هنا الزاهد بعد إن كتبت على حسابها الشخصي على "إنستجرام" أنها أزالت وشمين على كتفها وأسفل رقبتها وخضعت لـ4 جلسات حتى الآن، مؤكدة أنها ندمت على رسم الوشم و تنصح الشباب بالتفكير جيداً قبل رسمه.

و قالت الدكتورة نسمة أحمد ، أستاذ الأمراض الجلدية و الليزر : زاد إقبال الفتيات هذة الفترة علي التردد إلى العيادة لإزالة الوشم، متابعة: بيكون عندهم سبب واحد إنه حرام وخايفين يموتوا فجأة ويبقى التاتو في جسمهم ، مؤكدة أنه لا يؤثر الليزر الكربوني في مسامات الجلد، حيث يعود إلى طبيعته بعد الانتهاء من الجلسات، دون حدوث أي تشوه أو نتائج سلبية، و لكن على عدة جلسات و ليس جلسة واحدة، و أنه بين كل جلسة وأخرى لا بد من فترة راحة للجلد تستمر من أسبوعين إلى شهر، و أن إزالته تستغرق وقتاً طويلاً .

و قالت ديانا محمد، أحدى الفتيات المترديين على مركز التجميل لإزالة الوشم : رسمت وشم من وقت قريب و كنت لم أعلم أنه حرام، بعد ما عرفت الفتوى خلال الايام الماضية ، ذهبت على الفور إلى دكتورة لازاله الوشم، و أضافت : أنني رسمته نوع من الموضة و التغير فقط و لم أعرف مخاطرة البالغة.

و التقطت مي محمد طرف الحديث : رأيت أصحابي يرسمون الوشم شكله عجبني فقولت أجرب و أرسمه، بعدها علمت أنه حرام و يسبب أمراض كثيرة بالإضافة إلى عند وفاه الشخص سيأخذ ذنب الدفن به و تابعت: فذهب إلى العيادة لإزالة على الفور و ندمانة اني رسمته من الأول.

أما عن الأسباب النفسية التي تدفع الشاب أو الفتاة إلى اللجوء لرسم الوشم، أشار أحمد عبدالله خبير الصحة النفسية : قد يلجأ الشباب إليها نوع من الفراغ والإضطراب النفسي و السلوكي ، متابعاً : بعد رسم الوشم قد يكون عامل للسيطرة على أفكارهم و تتشكل شخصياتهم بشكل كامل مما تمثل خطراً عليهم و على المجتمع بالكامل، مؤكداً بيكون سبب كل ذلك غياب الرقابة مجتمعية والأسرية، كل هذا أدى إلى أتجاه الشباب للقيام بسلوكيات أوروبية و بتقليد الرموز الغربية التي يراها ناجحة مثل الممثلين ولاعبي الكورة فيما يفعلونه من رسم للوشم وارتداء الملابس الغريبة بتصميماتها، وهذا ما وصفه بأنه لا يتعدى كونه مجرد تقليد مظهري لهذه النماذج فقط ، ولا يتبع بأي نجاح عملي لهؤلاء الشباب الذين لا يكونوا غير مقلدين للغير و فاقدين شخصيتهم الأصلية .

و من جابنه؛ قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية ، إن الوشم الثابت الذى فيه حبس الدم تحت الجلد حرام شرعًا باتفاق الفقهاء، وتلزم التوبة منه، وتجب إزالته إذا لم يكن فى ذلك ضرر على صاحبه، أما إذا قرر المختصون بأن في إزالته ضررًا فإنه يجوز تركه وتكون الصلاة به صحيحةً على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ولا إثم على صاحبه بعد التوبة. و حرمت الشريعة الإسلامية عملية الوشم حيث يعتبر الوشم تغييرًا في خلق الله، واعتبرت الشريعة الوشم من كبائر الذنوب والمعاصي، والكبائر هي الذنوب التي رتبت عليها الشريعة حداً، أو ارتبطت بالوعيد والعذاب يوم القيامة، وقد لعن النبي عليه الصلاة والسلام الواشمة التي تقوم بعملية الوشم، وكذلك من يقع عليه هذا الفعل.