رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«القاهرة الخديوية» تشرق من جديد

تعمل الحكومة المصرية هذه الأيام على تطوير منطقة وسط القاهرة والمعروفة "بالقاهرة الخديوية"، وصرح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أنه سيتم إزالة كل المظاهر السلبية وأى تعديات فى القاهرة الخديوية، من أجل عودة القاهرة لرونقها وجمالها عبر الاحتفاء بآثارها ومبانيها التاريخية، سميت بهذا الاسم نسبة إلى الخديوى إسماعيل الذى جلب مهندساً فرنسياً لتصميمها لتكون على النمط الأوروبى، وكانت محافظة القاهرة، قد وضعت خطة لتطوير القاهرة الخديوية، وإحداث نقلة نوعية عبر تحسين صورتها البصرية وتعظيم شخصيتها المعمارية عبر الحفاظ على واجهات مبانيها المميزة وإزالة جميع التشوهات التى لحقت بها خلال الفترة الأخيرة وتنظيم لافتات المحال التجارية بأسلوب يتناسب مع الطابع العام لتاريخ هذه المنطقة.

وقال مصدر بمحافظة القاهرة: إن العمل بدأ بالفعل بمنطقة طلعت حرب ومصطفى كامل، بالبدء فى إخلاء المبانى من الورش والمخازن التى كانت تشغل وحداتها، ورفع الإشغالات والمخالفات، من بروزات وغيرها بالمحلات وواجهات العمارات، كما سيتم رفع كل اللافتات من المبانى، وتوحيد واجهات المحلات وألوانها، وذلك بالتعاون بين عدد من الجهات فى مقدمتها مستثمرى المنطقة من أصحاب تلك المبانى، والذين قاموا بمجهود كبير لإعادة المنطقة لرونقها، وإقناع قاطنيها بمخطط التطوير، بل وجعلهم جزءا من عملية التطوير، متابعاً: أن العاصمة تملك نحو 500 عقار ذات طراز معمارى نادر بمنطقة وسط البلد يطلق عليها منطقة "القاهرة الخديوية"، نسبة للخديوى إسماعيل الذى أسسها على الطراز الأوروبى، وتقع ما بين ميدان العتبة وميدان رمسيس ونهر النيل وميدان التحرير وميدان عابدين، وأنشأها الخديوى إسماعيل عام 1867، جزء منها آثار وجزء آخر من الطراز المعمارى المتميز، تم تطوير ما يقرب من نصف العقارات بتمويل أغلبه من المساهمات المجتمعية والبنوك والشركات المالكة لبعض العقارات.

وأشار المصدر لـ"الزمان": أن أعمال التطوير، سبقها عملية توثيق شاملة، هى فى حد ذاتها مشروع ضخم، من خلال استخدام جهاز مسح، وبذلك أصبح لدينا أرشيف لكل ما كانت عليه تلك المبانى وتاريخها وتطورها، إظهار المبانى المميزة بمنطقة وسط القاهرة ليلاً عبر إضاءة واجهاتها بأسلوب يظهر عناصرها المميزة وطابعها المعمارى الفريد، ويضيف إلى المنطقة ليلاً بعداً جمالياً إلى جانب ضمان استدامة المشروع واستمرار الحفاظ عليه وصيانته عبر تفعيل المشاركة الأهلية، ودمج الأطراف المعنية بتطوير واجهات المبانى والمحال التجارية كملاك العقارات، وملاك ومستأجرى المحال والمطاعم بمنطقة وسط القاهرة، مضيفاً: أنه لا يقتصر العمل على المبانى، بل على تخطيط الشوارع والميادين، وللمرة الأولى سيكون هناك مسارات للمشاة، وأخرى للدراجات بالقاهرة الخديوية، كما ستنهى ظاهرة الباعة الجائلين للأبد، وسيتم تنظيم عمل أسواق اليوم الواحد، وسيكون هناك سوق منظم بكل حى، كما سننهى ظاهرة عشوائية الإعلانات وكرنفال الألوان فى شرفات المبانى وواجهات المحلات.

وفى سياق متصل؛ وجه عدد من المواطنين الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، على توجيهاته بتطوير منطقة القاهرة التاريخية.

وقال وائل محمد، موظف: تم تطوير ميدان التحرير بشكل رائع فهو يعد أشهر الميادين فى مصر، حيث تم وضع مسلة وكباش فرعونية وتوحيد الإضاءة بميدان ليكون مزاراً ضمن المزارات الأثرية والسياحية التى تحظى بها مصر، وذلك فى إطار المشروع العام لتطوير القاهرة الخديوية، متابعاً: أتوجه بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على اهتمامه الكبير بهذه المنطقة التى تعد من أقدم المناطق التاريخية بالعاصمة والتى تعبر عن جزء كبير ومهم من تاريخ مصر القديمة.

وفى نبرة سعادة غامرة عبرت رغدة محمد عن سعادتها بجمال المنطقة، وتابعت: عمادالدين، شارع الفن وأيامه وعظمة زمان يعود إلى رونقه، بعد التطوير وبدون مبالغة أصبح أجمل من شوارع أوروبا.

وفى ذات السياق، قال الباحث التاريخى أحمد عامر: إن القاهرة الخديوية هى مكان مرتبط بحقبة تاريخية من الزمان، ويرجع تسمية القاهرة الخديوية بهذا الاسم نسبة إلى الخديوى إسماعيل، باعتباره مؤسس وواضع البنية الأساسية لمنطقة القاهرة الخديوية، والتى تمثل حالياً منطقة وسط البلد بداية من ميدان رمسيس شمالًا وحتى ميدان فم الخليج جنوبًا مع المنطقة الواقعة على شط النيل كواجهة غربية لها.

ولفت إلى أن المبانى التراثية بمصر هى المبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المتميز أو المرتبطة بالتاريخ القومى أو بشخصية تاريخية أو التى تمثل حقبة تاريخية أو التى تعتبر مزاراً سياحياً مهدداً بالاندثار من جراء التعدى عليها وإهمالها وقد تتحول معظم هذه المبانى لأماكن مشبوهة لعدم وجود آلية لتسجيل المبانى التراثية ليتضمنها هذا القانون وترك الأمور مفتوحة للتسجيل فى أى وقت حتى تتلاشى هذه المبانى تماما أو يحصل أصحابها على تصريح بهدمها، مضيفاً: أن هناك سعى فى الفترة الحالية لإعادة القاهرة الخديوية القديمة، وتم الاستعانة بخريطة بيير جران بك التى ترجع لعام 1874، والتى تظهر القاهرة الخديوية القديمة، مؤكدة أن الجميع يسعى فى الفترة الحالية لعودة مصر للجمال القديم، حيث إن مشروع القاهرة الخديوية من المشروعات التى أولتها الدولة اهتماما كبيرا عبر أكثر من عام والجميع يشاهد ما تقوم به الدولة المصرية من مجهودات فى إطار ذلك.

وأشار الباحث التاريخى إلى أن مصر فى وقت من الزمان كانت أجمل من باريس، والجميع يسعى لذلك، موضحاً أنه تم تأهيل 400 عقار فى وسط البلد ومستمرين، على أن مبنى قصر النيل الذى انهار من أسابيع تم بناؤه عام 1941، وأن المبانى التاريخية المرتبطة بأحداث معينة أو ذات قيمة معمارية وفنية وغير مسجلة كأثر تحتاج إلى حماية بخضوعها للقانون رقم 144 لسنة 2006 والخاص بتنظيم هدم المبانى والمنشآت غير الآيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعمارى.

وأضاف، أن منطقة القاهرة الخديوية مرتبطة بحقبة الخديوى إسماعيل بعد سفره وتعليمه فى باريس وأوروبا، والذى كان يرغب فى جعل مصر قطعة من أوروبا متحضرة، موضحًا أنه قام بجلب خبراء من الخارج وتحديًا من فرنسا، وبدأ فى إعادة الكثير من المناطق وقام بردم بعض البرك وإنشاء شوارع وقام بمجهودات كبيرة لجعلها العاصمة الجديدة.