رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

العلماء يسابقون الزمن لاكتشاف عقار ضد كورونا للفوز بجائزة نوبل

تسببت إصابة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزوجته وعدد من معاونيه بفيروس كورونا الأسبوع الماضى فى هبوط أسعار النفط وأسهم البورصة العالمية، والذى اعتبره الكثيرون بأن هناك فترة من الكساد والظروف الاقتصادية الصعبة التى ستمر على العالم جراء إصابة ترامب بهذا الفيروس، معتبرين أن ترامب يتحكم فى البورصة العالمية وأن مرضه سيؤدى إلى إرباك حسابات الكثيرين من رجال الأعمال حول العالم، وكبرى شركات الأدوية.

وقد كشف الفريق الطبى المعالج للرئيس الأمريكى بأنه يتم علاجه وفق أحدث بروتوكولات العلاج الخاصة بفيروس كورونا، وأنه فى حالة جيدة، ووجوده فى مستشفى عسكرى بسبب أنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الجانب الآخر فإن شركات الأدوية العالمية تسابق الزمن حاليا من أجل التوصل إلى اللقاح الخاص بفيروس كورونا، كما أن هناك تسابق لعلماء الفيروسات حول العالم من أجل الوصول للقاح كورونا من أجل الفوز بجائزة نوبل، وذلك أسوة بالأطباء الذين اكتشفوا فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى فيروس سى.

الدكتور أحمد فرغلى عضو نقابة الصيادلة أكد لـ"الزمان" أن عمل أطباء الفيروسات حول العالم هو عمل شاق جدا، ويعتمد على الأبحاث والدراسات العلمية الدقيقة، لافتا إلى أن إصابة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزوجته قد تتسبب فى تغيير موازين العالم سواء من الناحية الاقتصادية أو الناحية العلمية، حيث إن ترامب رئيس أكبر دولة فى العالم، وبالتالى فإن إصابته ستتسبب فى أن يسابق العلماء الزمن من أجل الوصول إلى لقاح ضد فيروس كورونا من أجل إنقاذ حياة رئيس أكبر دولة فى العالم فضلا عن إنقاذ الإنسانية وتوفير لقاح سينفذ الملايين حول العالم.

وأضاف أن الصين قد أعلنت عن أنها قد انتهت من المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية على لقاح ضد فيروس كورونا، وأنها اتخذت مصر مركزا إقليميا لتصدير اللقاح إلى قارة أفريقيا، ويأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه روسيا أيضا وصولها للقاح ضد فيروس كورونا، وأنها ستقوم بإنتاجه بكميات كبيرة من أجل توفيره لشعبها أولا ثم باقى دول العالم التى قامت بحجز كميات كبيرة منه قبل إنتاجه، مشيرا إلى أن الصراع حاليا بين ٤ أكبر دول حول العالم هى الصين وروسيا وألمانيا وأمريكا، وجميع هذه الدول يسعى علماؤها إلى توفير اللقاح من أجل إنقاذ البشرية ومن أجل حصول علمائها على جائزة نوبل.

من جانبه كشف الدكتور محمد الوردانى أخصائى الباطنة ومناظير الكبد لـ"الزمان" أن وصول أى دولة للقاح ضد فيروس كورونا سيكون لها نصيب الأسد فى تحقيق أرباح خيالية من جراء هذا الإنجاز لأنها ستوفره للعالم بأكمله فضلا عن أنه من سيصل إلى لقاح ينقذ البشرية من هذا الفيروس سيكون نصيب علمائه بالفعل هو الحصول على جائزة نوبل، وذلك مثلما حدث مؤخرا مع ثلاثة علماء فيروسات فازوا بجائزة نوبل فى فسيولوجيا الطب لعام 2020 بالتساوى بينهم تكريمًا لجهودهم التى أدت إلى التعرّف على الفيروس المسئول عن كثير من أمراض الكبد، وهو التهاب الكبد "سى"، وتحديد الخصائص المميزة له.

وأضاف أن العلماء الثلاثة الحاصلين الفائزين هم هارفى والتر، ومايكل هاوتن، وتشارلز إم، ورايس، الذين توصلوا إلى مجموعة من الاكتشافات الأساسية التى قادتنا إلى التعرّف للمرة الأولى على فيروس التهاب الكبد "سى"، حيث إنه قبل اكتشاف العلماء لفيروس "سى"، ساهم اكتشاف فيروسات "إيه" و"بى" فى التعامل مع المرض على نحو واضح، لكن الغالبية العظمى من حالات التهاب الكبد الفيروسى، التى تتسبب فيها فيروسات منقولة عن طريق الدم، بقيت مجهولة السبب. وكان لاكتشاف فيروس" ‎سى" المُسبب لالتهاب الكبد الفضل فى الكشف عن سبب الحالات المتبقية المزمنة، كما جعل بالإمكان تطوير اختبارات للدم، وعلاجات جديدة، أنقذت حياة الملايين من البشر.

وأوضح أنه عادة ما يحدث التهاب الكبد لأسباب فيروسية، وإن كان الإفراط فى تناول الكحوليات أو السموم البيئية أو أمراض المناعة الذاتية تعد عوامل من شأنها أيضًا التسبب فى المرض، حيث إنه فى أربعينيات القرن الماضى، كان من الواضح أن هناك نوعين أساسيين من عدوى التهاب الكبد، يُعرف أولهما بالتهاب الكبد "‎إيه"، الذى ينتقل من خلال الماء أو الطعام الملوث، وعادة ما يكون ذا تأثير قصير المدى على المصابين. أما النوع الثانى "بى" فينتقل عن طريق الدم وسوائل الجسم، ويمثل صورة أكثر خطورة، خاصة أنه يؤدى إلى حالات مزمنة من المرض، وإلى مضاعفات تتضمن سرطان الكبد أو تليفه، ويتصف هذا النوع من التهاب الكبد بالكمون، إذ يمكن لأشخاص أصحاء أن يصابوا بالعدوى لمدة سنوات كثيرة قبل أن تظهر على أى منهم مضاعفات المرض، وإضافة إلى ذلك، فإن مرض التهاب الكبد الذى ينتقل عن طريق الدم يرتبط عادة بمعدلات مرض ووفاة عالية. ويعتقد أنه مسئول عن أكثر من مليون حالة وفاة كل عام، ما يجعل منه مشكلة صحة عالمية.

وأشار أن هذا الاكتشاف، الذى تشاركه العلماء الثلاثة، إنجاز شديد الأهمية فى المعركة الطويلة ضد الأمراض الفيروسية، وبفضل اكتشافهم هذا وأصبح بالإمكان تطوير مجموعة من اختبارات الدم التى استطاعت بالفعل تقليل معدلات الإصابة بالأمراض المعدية التى تلى عمليات نقل الدم، كما أصبح بالإمكان تصميم علاجات تستهدف فيروس "سى" مباشرة لأول مرة فى التاريخ، ما يعزز آمال الكثيرين فى القضاء الكامل على فيروس "سى"، وتبرز أهمية إشارة الأكاديمية السويدية إلى هذا الإنجاز التاريخى، حتى لو كان متأخرًا بعض الشىء، وسط سياق تعانى فيه البشرية من جائحة عالمية تؤثر على كل نواحى الحياة، فهى بشكل ما إشارة إلى الماضى وسط عالم يصارع الأمراض الفيروسية بكل طريقة ممكنة.