تعاون مرتقب بين مصر وكوريا الجنوبية في الاستزراع السمكي وبناء وإصلاح السفن كشف ملابسات واقعة حدوث مشاجرة ووفاة ربة منزل بأسيوط.. وضبط طرفيها «الإنتاج الحربي»: توجيهات رئاسية بالتوسع في الاستثمارات العامة وتعميق التصنيع المحلي اليوم.. الأهلي يستضيف مازيمبي الكونغولي في دوري أبطال إفريقيا ضبط مالك شركة بالجيزة بتهمة تزوير المحررات الرسمية وتقليد الأختام الحكومية مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج عن القانون ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي الداخلية تواصل حملاتها المكثفة لضبط الأسواق والتصدى للتلاعب بأسعار الخبز ضبط سيدة بالغربية تدير كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين ضبط شخص بالإسكندرية لقيامه بإدارة كيان تعليمى وهمى بقصد النصب الكشف على مليون و688 ألف شاب وفتاة بمبادرة فحص المقبلين على الزواج موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف.. تعرف عليه
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

المصريون يذبحون الإسرائيليين بخطة الخداع الإستراتيجى

كان لحرب أكتوبر 1973 أثر كبير على العدو الإسرائيلى واعترفوا أنه لا قوة أمام الجيش المصرى، لم يكن مجرد انتصار بل كان الأمر يمثل فضيحة للجيش الإسرائيلى وقالت جولدا مائير عن الهزيمة التى تعرضت لها: "وجدت نفسى فجأة أمام أعظم تهديد تعرضت له إسرائيل منذ قيامها، هناك معتقدات أساسية انهارت فى ذلك اليوم، منها إيماننا المطلق بقدراتنا العسكرية".

اعتمدت حرب أكتوبر عام 1973، على خطة الخداع الاستراتيجى والحرب النفسية، وهذا بجوار براعة الجيش المصرى الذى تمكن من عبور الساتر الترابى بشكل رآه العالم أنها معجزة بعد أن قالت إسرائيل وأمريكا أن عبور خط بارليف أمر مستحيل ولكن رغم الصعوبات والإعاقات التى نصبوها للجيش المصرى، نجحت قواتنا المسلحة فى عبور خط بارليف بالمياه وبشجاعة الجنود.

أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن خطة الخداع الاستراتيجى فى حرب أكتوبر عام 1973 كان على أعلى مستوى وتم بمنتهى البراعة، مشيرا إلى أن الرئيس محمد أنور السادات شارك فى الخطة وظهر أمام العالم رئيساً غير مستعد للحرب حيث كان أكثر من مرة يعلن أن العام هو عام "الحسم"، ويقصد بهذا التنفيذ والحرب، ولكنه لم يكن ينفذ ما يقوله ويحارب.

وأضاف، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن المخابرات المصرية سربت بشكل مقصود إلى إسرائيل، أن الرئيس السادات سافر إلى أوروبا لقضاء إجازة المصيف فى أحد الشواطئ الأوروبية بهدف تشتيت العدو عن الحرب، لافتا إلى أن القوات المسلحة قامت قبل الحرب بإخلاء المستشفيات بشكل غير واضح وحتى لا يعلم العدو، وأظهروا أن وباءً انتشر فى المستشفى وكانت فى ذلك الوقت تسمى مستشفى الدمرداش، وبذلك أخلوا المستشفيات لتجهيزها للجرحى خلال الحرب.

وأشار اللواء سالم، إلى أن ضمن الخداع الاستراتيجى للتجهيز قبل الحرب الجيش أعلن فتح باب العمرة للضباط، وبدأوا فى التقديم للعمرة، موضحاً، أن جميع هذه العمليات أوحت للعدو أن مصر غير مستعدة للحرب وكانت خطة عبقرية ساعدت فى خداع العدو وأدت إلى النصر.

ومن جانبه قال اللواء ناجى شهود، أحد أبطال حرب أكتوبر، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن مصر وقواتها المسلحة كانت واقعة تحت تأثير المراقبة الدولية 24 ساعة بالأقمار الصناعية بالتعاون مع عدد من الدول الأوروبية، مؤكدا أن عنصر المفاجأة الذى استخدمته فى مصر فى حرب أكتوبر العظيمة بالإضافة إلى استخدام الأسلوب التكتيكى والاستراتيجى ساعد على النصر.

وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن عنصر المفاجأة شمل الجنود، لافتا إلى أن هناك العديد من القادة تم تكليفهم بمهمات ولم يكونوا على علم بموعد الحرب إلا الساعة 2 ظهر يوم 6 أكتوبر 1973.

وأشار اللواء ناجى، إلى أن خطة الخداع على المستوى السياسى التى قامت بها مصر، هى أن وزير الخارجية المصرى سافر إلى الصين يوم 6 أكتوبر، موضحا أنه توجه من أجل بحث عن حل للمشكلة بين مصر وإسرائيل بهدف تجنب الحرب.

وتابع اللواء ناجى شهود: "توجه مستشار الرئيس السادات للأمن القومى إلى أمريكا أيضا لعرض المشكلة، مضيفاً، أن الجيش المصرى فى يوليو عام 1973 قبل الحرب قام بتسريح أكثر من 20 ألف عسكرى، ثم عادوا إلى منازلهم ثم عادت بعد ذلك جميع هذه الوحدات، فضلا عن عقد امتحانات للضباط فى أول أكتوبر".

وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أنه تم عمل مناورة للقوات المسلحة ولم يكن يستطيع أحد أن يقوم بحصرها، مؤكداً أن القوارب ومعدات العبور والكتائب والصواريخ التى دخلت لتدعيم الجبهة كل هذه العمليات تمت فى وقت محدود، موضحاً أن كل ذلك تم دون أن يعى أو يدرك أحد ما كانت تجهز له مصر من خطة خدعة للحرب.

وكشف اللواء ناجى شهود، أنه قبل الحرب بعام كامل حركت مصر قطعا بحرية من القاعدة بالإسكندرية وغيرها فى قواعد أخرى، بشكل تمويهى، لتعتقد إسرائيل وإسبانيا وغيرهما من البلاد المراقبة هذا التحرك أن هذه القطع فى طريقها للصيانة، ثم يعيد تمركزها فى موانئ أخرى، فى السودان وعمان وغيرها من الموانئ.

وتابع، اللواء شهود، ثم تم تسليم خطاب بداخله آخر صغير، لكل قبطان وكان الخطاب يحتوى على أوامر عسكرية للتحرك إلى مناطق محددة، وبعد الوصول إلى هذه المناطق كان عليه أن يفتح المظروف الصغير وكان يحتوى على كلمتين هم "البحر الأحمر منطقة عمليات مصرية، ممنوع دخول أية قطعة بحرية تحمل أية نوع جنسية سواء أمريكية أو غيرها من الجنسيات الأخرى"، وبهذه الطريق تم منع الإمداد إلى ميناء إيلات، مضيفاً، كان التوقيت الذى تم فتح الظرف فيه يتماشى مع توقيت المسافة لكل قطعة بحرية حتى تصل إلى الهدف المطلوب منها.

ولفت اللواء شهود، إلى أن الشعب شارك فى خطة الخداع مشيرا إلى أنه لكل شخص خلال حرب أكتوبر كان له مهمة محددة، ولم يدرك العدو ما يحاك له من خطط، فى ذلك القوت كان لكل مصرى سواء الجيش أو الشعب مهمة محددة أدت إلى هذا النصر العظيم، رغم أن هذه الخطة لم يتم الكشف عنها إلا قبل الحرب بدقائق.

واستطرد اللواء ناجى شهود، عندما علم قادة الجيش بالحرب كان ذلك فى تمام الساعة 10 صباحاً يوم 6 أكتوبر 1973، وتابع، قائد اللواء الخاص به وهو العقيد فؤاد صالح رحمة الله عليه، قام بجمع الـ6 قادة كتائب وقادة السراية، وكلفهم بالمهمة قائلا: "ساعة س 1400 اليوم، يتم المرور على الحد الأمامى على قناة السويس، تأكيد المهام مع القوات، لا يتم الإخطار بالتوقيت، التوقيت بعبور القوات الجوية وبدء المدفعية بضرباتها المركزة على النقط القوية".

ولفت اللواء ناجى شهود، إلى أنه عندما مر الساعة 12 ظهرا على العناصر المسئولة عن العبور فى القوارب كلفهم بالمهمة بدون إخبارهم بالتوقيت، قائلا: "يا شباب ربنا يكرمنا النهارده والذى ترجونه من سنين سوف يتم "اليوم رتبوا أنفسكم".

وأكد اللواء شهود، أنه كقائد للكتيبة لم أكن على علم بموعد الحرب إلا فى نفس اليوم ظهرا، نظرا للسرية والتكتيك الاستراتيجى والخداعى، مشيرا إلى أنه رغم كل هذا التعتيم حاربنا وانتصرنا وأظهرت القوات أداء على أعلى مستوى.

وشدد على أن المهمة التى نفذت تحققت بقوة الدولة الشاملة، وبنجاح الشعب والقوات المسلحة والضغط الدبلوماسى، حيث قررت إسرائيل أن تمضى على "معاهدة سلام"، وألزمتها بعدة قوانين لا يمكن تغييرها إلا بموافقة الأطراف المعنية، وفى هذه المعاهدة أرغم المصريين أن يجعلوا إسرائيل تمضى على المادة الثانية التى تنص على أن تحترم الدولتان مصر وإسرائيل الحدود بينهما.

وتابع: "كان لخطة الخداع صعوبة فى التنفيذ وبيننا وبين القوات الإسرائيلية فاصل قدرة يبلغ 180 أو 200 متر، وبين خط بارليف وغرب القناة 15 كيلو"، مؤكدا أن مصر كانت مراقبة تحت الأقمار الصناعية ليلا نهارا، فضلا عن مراقبة جميع أجهزة الاستخبارات، ولكن بالفعل تمكنت مصر من تحقيق الانتصار والتغلب على كل هذه الصعوبات.

تضليل المخابرات الإسرائيلية

وقبل حرب 1973 استطاعت المخابرات العامة والحربية فى مصر أن تحصل على معلومات دقيقة من خلال حرب الاستنزاف ومن خلال عملائها وأيضا من خلال نشاطا دوليا واسع النطاق، فتتبعت مصر صفقات التسلح الإسرائيلى وعلى جانب آخر استطاعت المخابرات تضليل المخابرات الإسرائيلية، ورغم حجم المعلومات التى كانت لدى إسرائيل إلا أنها أخطأت فى التفسير.

ورغم جميع المعلومات الشبه كاملة التى حصلت عليها إسرائيل عن استعدادات مصر وسوريا للحرب، فكان تفسير هذه المعلومات يشكل مشكلة بالنسبة لهم، فأعمال الخداع والسرية التى قامت بها مصر وسوريا جعلت المخابرات فى حيرة من تفسير هذه المعلومات، فاحتارت أن كانت هذه حربا أو مجرد عملية تدريبية روتينية تقوم بها القوات المصرية مع نظيرتها السورية.

واستوعبت مصر الدرس من هزيمة 1967، فوضعت خطة شاملة للخداع قبل الحرب، شملت المجال السياسى والعسكرى والاقتصادى والحرب النفسية المخططة.

إسرائيل تعترف بالهزيمة

قال موشيه دايان وزير الدفاع الإسرائيلى: "علينا الاعتراف بأننا لسنا أقوى من المصريين والسوريين، التفوق العسكرى الإسرائيلى انتهى إلى الأبد انتهت نظرية الأمن الإسرائيلى القائم على أن الجيش الإسرائيلى لا يقهر".

علقت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل: "لا شىء أقسى على نفسى من كتابة ما حدث فى أكتوبر، فلم يكن حدثا عسكريا رهيبا فقط، وإنما مأساة عاشت وستعيش معى حتى الموت، لقد وجدت نفسى فجأة أمام أعظم تهديد تعرضت له إسرائيل منذ قيامها، هناك معتقدات أساسية انهارت فى ذلك اليوم، منها إيماننا المطلق بقدراتنا العسكرية".

قال شارون قائد الفرقة المدرعة 142 عام 1973: "إننى أدركت تماما أن كل القوات الإسرائيلية الموجودة فى الضفة الغربية لقناة السويس سيصبحون رهائن فى أيدى المصريين أو أن القتال قد تجدد، وقد وقعت إسرائيل اتفاقية الفصل بين القوات تحت ضغط هذه النقطة".

علق صحفى إسرائيلى قائلا: "هذه هى أول حرب للجيش الإسرائيلى التى يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسى، هناك من نسوا أسماءهم وهؤلاء كان يجب تحويلهم إلى المستشفيات، لقد أذهل إسرائيل نجاح العرب فى المفاجأة فى حرب يوم عيد الغفران وفى تحقيق نجاحات عسكرية".

قال إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلى عام 1974: "لقد تعرضنا لنقص فى الوسائل التى تكفل استمرار القتال وكان للجسر الجوى الذى أقامته الولايات المتحدة لنقل الأسلحة إلى إسرائيل أضخم جسر من نوعه فى التاريخ وأكبر حتى من عملية الإنقاذ التى تمت بالنسبة إلى برلين والمؤكد أنه بدون هذا الجسر لم يكن باستطاعتنا أن نستمر فى القتال".

إيلان كفير صحفى إسرائيلى: "قيام كتيبة دبابات إسرائيلية بفتح النيران عن قرب على مجموعة من الجنود الإسرائيليين وقتل بعضهم وجرح الآخرون بدم بارد، لمجرد اعتقاد جنود الكتيبة أن الجنود المقابلين لهم هم جنود فروا من الجيش المصرى".

كما قال ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1973: "لو لم نمد الجسر الجوى إلى إسرائيل لما كان فى مقدورها الصمود أكثر من 48 ساعة أخرى".