ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى التعاون الإسلامي تؤكد على المبادئ المتعلقة بسيادة الدول وسلامة أراضيها والحل السلمي للنزاعات الجيش الإسرائيلي يستهدف موقعا للأونروا وسط غزة وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج ملك ماليزيا يزور سنغافورة في أول زيارة خارجية له الأمم المتحدة: نقف بحزم ضد أي قرار يستهدف تقييد حرية الصحافة محافظ الإسماعيلية يتابع اصطفاف المعدات ومدى جاهزيتها خلال المرحلة الثالثة من الموجة 22 لحملة إزالة التعديات المنيا: السيطرة على حريق داخل سور مدرسة الفريق صفي الدين أبوشناف محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان وتلقيه العلاج في باريس محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف و طلبات التصالح على القانون الجديد بكفر الزيات مسكت في باب العربية.. تفاصيل قيام نجار بإلقاء زوجته من السيارة بدمياط كشف ملابسات تداول فيديو على فيس بوك متضمن قيام قائد دراجة نارية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

التسريبات تسقط «ألاعيب» البيت الأبيض لتدمير الشرق الأوسط

وجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب صفعة قوية للديمقراطيين من خلال تسريب إيميلات كلينتون التى فضحت تعاملاتها مع الجماعات الإرهابية خلال فترة إدارتها لوزارة الخارجية فى وقت تولى أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

واستهدف ترامب هذا الوقت ليتغلب على المنافسة التى بينه وبين الديمقراطيين قبل الانتخابات الرئاسية، الأمر الذى كشف للعالم جانب تعامل هيلارى مع الإخوان فى ذلك الوقت وطريقتها فى إدارة المخططات التى استهدفت مصر عام 2011 وهى فترة الربيع العربى.

تسريبات ليست جديدة فى مضمونها بل كانت مكشوفة لدى الكثيرين وربما الكشف لم يكن إضافة هامة لما كانت تمارسه أمريكا خلال الأحداث التى وقعت فى الشرق الأوسط، ولكن الأهم من ذلك هو سر استخدام ترامب لهذه الورقة من أجل الخوض فى الانتخابات رغم علمه منذ توليه الرئاسة لما كانت تمارسه هيلارى كلينتون من دعم للجماعة الإرهابية فضلا عن دعمها لقطر، وفى الوقت الذى تم فيه محاكمة العديد من ضباط المخابرات الأمريكية عند فضحهم لبعض الوثائق السرية، لم يُحاكم ترامب على كشفه لهذه الوثائق السرية الخاصة بهيلارى كلينتون.

مانينج ووثائق ويكيليكس

عام 2010 المخابرات الأمريكية ألقت القبض على "برادلى مانينج" وهو ضابط استخبارات أمريكى، أدانته محكمة عرفيّة فى يوليو عام 2013 بانتهاك قانون التجسس وغيره من الجرائم، بعد أن كشفت لموقع ويكيليكس نحو 750,000 وثيقة سرية أو غير سرية، ولكن من الوثائق العسكرية والدبلوماسية، كما سرب فيديو لطائرة أباتشى أمريكية فى العراق قتلت 12 مدنيا بينهم صحفيان تابعان لوكالة رويترز، زُج به إلى السجن وحُكم بـ35 عاما، ليس لتهمة تسريب الفيديو أو المعلومات الاستخباراتية ولكن لتعاونه مع مؤسس "ويكيليكس" الذى فضح أمريكا بملايين المعلومات الخاصة والوثائق السرية بالمخابرات، ولم يحاكم القضاء الأمريكى قيادات الجيش التى قصفت المواطنين فى العراق.

تضمنت التسريبات لمؤسس ويكيليكس العديد من الملفات الخاصة بأفغانستان والعراق وانتهاك حقوق الإنسان، وقتها أعلنت المخابرات الأمريكية أن هذا الموقع يشكل تهديدا للجيش الأمريكى.

ضابط المخابرات إدوارد سنودن:

وعام 2013 سرب شخص يدعى إدوارد سنودن معلومات استخباراتية تكشف تورط الرئيس الأمريكى فى إدارة برنامج قتل يديره الرئيس أوباما بدون محاكمة، وكان أغلب ضحاياه بالطبع من الشرق الأوسط، كما كشف أن أوباما وافق على تنفيذ 26171 ضربة عسكرية بطائرات بدون طيار خلال عام 2016.

كما سرب إدوارد سنودن برنامج التجسس الخاص بالمخابرات الأمريكية إلى الصحف وتحديدا صحيفة الجاردين وواشنطن بوست، وكشف أن الاستخبارات الأمريكية تتجسس على موبيلات المواطنين المقيمين وأية مواطن أجنبى تختاره الاستخبارات، كشف سنودن هذه المعلومات بعد أن شعر أن مرتبه الكبير ومنزله الفاخر رشوة فى مقابل صمته عما تفعله المخابرات الأمريكية مقابل عما تفعله بالمواطنين وحرية الرأى وسعى إلى فضح كل ما يعرفه عنهم أمام العالم.

يوم 21 يونيو 2013، وجه القضاء الأمريكى إلى إدوارد تهمة التجسس وسرقة ممتلكات حكومية وسرقة معلومات تتعلق بالأمن القومى الأمريكى، وكانت كل الاتهامات التى وجهت لسنودن كانت هى نفس الاتهامات التى وجهها إلى المخابرات الأمريكية، ورغم كل تهم التجسس التى وجهت لسنودن تم ترشيحه إلى جائزة نوبل كما تم ترشيحه لجائزة "سام آدم" وهى جائزة تمنح للمتميزين فى مجال الاستخبارات وهذه الجائزة أسسها مجموعة من ضباط الاستخبارات المتقاعدين لأية ضابط مخابرات يدافع عن النزاهة والأخلاقيات، وتم تسميتها نسبة لصمويل آدمز الذى كشف فساد وكالة الاستخبارات الأمريكية خلال حرب فيتنام.

لجاء سنودن سياسياً وهرباً من المحاكمة إلى الصين ولكن أمريكا طالبت بتسليمه، الأمر الذى دفعه للهروب إلى روسيا التى منحته اللجوء السياسى ورفضت روسيا تسليمه لأمريكا بعد أن طالبت بتسليمه لها.

سبب كشف هؤلاء الضباط لأسرار الجيش الأمريكى هو أن الشعب الأمريكى نشأ على مبدأ الحرية الفكرية وحقوق الإنسان ولكن بمجرد دخولهم عالم المخابرات الأمريكية يكتشفون أن حقوق الإنسان والحرية ما هى إلا أكذوبة غير حقيقية فى أمريكا.

ترامب وتسريبات هيلارى كلينتون:

بدأت أزمة تسريبات كلينتون منذ عام 2016 عندما اكتشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى جيمس كومى، أن هيلارى لا تستخدم جهاز الكمبيوتر الخاص بها فى وزارة الخارجية، وتستخدم جهازها الشخصى فى المنزل، وفى هذا الوقت وبخها لأن جهازها الشخصى غير مؤمن مثل جهاز الخارجية، ولكنها لم تستجب لأن هدفها الرئيس هو استخدام الجهاز بعيدا عن رقابة الخارجية.

بعد أن كشف ترامب عن هذه التسريبات قال إنه كشفها تنفيذا لقانون حرية تداول المعلومات الأمريكى، رغم أنه لم يطبق هذا القانون عندما تولى الرئاسة فى 2016، ولكن الرسائل التى تم الكشف عنها رغم أن العدد الذى ذكر أكبر من التسريبات المنشورة وهذا يوضح أنه أفرج عن تسريبات محددة ولم يفرج عن تسريبات دولية مثل روسيا.

المتورطون فى الكشف عن هذه التسريبات منهم جون راتكليف وهو مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، وهذا الجهاز يترأس مجتمع الاستخبارات الأمريكية ويضم 16 وكالة استخباراتية، ومن المتورطين أيضا المدعى العام الأمريكى بيل بار وهو من الذين دعموا عملية الكشف عن الوثائق للحزب الجمهورى الذى ينتمى له ترامب، وهم من اختاروا الوثائق المسموح لها أن تنشر وهذا ما قاله مدير المخابرات المركزية السابق جون برينر بهدف نشر بعض الوثائق التى تساعد ترامب فى إدارة معركته الأمريكية ضد الحزب الديمقراطى.

سبب الكشف عن الوثائق فى هذا الوقت

ضعف موقف ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية هذه الفترة كان سببا رئيسيا نظرا لتفوق جون بايدن عليه، وتحديدا فى المناظرة الأخيرة التى تمت أمام وسائل الإعلام فضلا عن إصابته بفيروس كورونا، لذلك بحث ترامب عن وسيلة لتقوية موقفه أمام حزب الديمقراطيين والذى ينتمى له أوباما وهيلارى كلينتون وجون بايدن المرشح فى الانتخابات، لذلك لجأ ترامب إلى إيميلات كلينتون المحتفظ بها منذ 2016، ولم يكشف هذه المرة الوثائق السرية ضابط أو صحفى بل رئيس جمهورية لغرض انتخابى، لذلك انتقى ترامب الرسائل التى كشف عنها تحت غطاء أو مسمى حرية تداول المعلومات رغم محاكمة الضباط الاستخباراتيين إدوارد وبرادلى بسبب معلومات قد قاموا بتسريبها تحت مسمى حقوق الإنسان وحرية الرأى.

والهدف لتسريب ترامب للمعلومات الخاصة بهيلارى هو أنها تخدم مصالحه الشخصية، لذلك تستخدم أمريكا حرية الرأى فى تسريب المعلومات حتى لو كان فى ذلك تهديد للأمن القومى الأمريكى من أجل المصالح الشخصية، ولكنها فى نفس الوقت تعاقب الضباط الذين اعترضوا على أسلوب الاستخبارات الأمريكية فى التعامل مع المواطنين فى الشرق الأوسط.

قال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة سابقاً، إن المعلومات المتعلقة بتسريبات هيلارى كلينتون ليست بالأمر الجديد على المخابرات المصرية، لافتا إلى أن هذه التسريبات ترجمة لكل الأحداث التى وقعت فى مصر وتحديدا مع الجماعة الإرهابية حيث إن 2011 تعد صناعة أمريكية من البداية للنهاية.

وأضاف وكيل المخابرات العامة سابقاً، أن المخابرات الأمريكية المسئول الرئيسى عن حروب الجيل الرابع، مشيرا إلى أنها التى خلقت الفوضى الخلاقة عام 2006، كما قامت بالتجربة فى لبنان ولكن حزب الله منعهم من تحقيق الفوضى ولم يمكن إسرائيل من تحقيق أية مكاسب ضد لبنان، ولكنهم بعد ذلك لجأوا لمنظمات المجتمع المدنى وقاموا بتجنيد عدد من الأشخاص فى العالم العربى وبدأوا من تونس ثم مصر مثل 6 أبريل وفى نفس الوقت شكلوا حقوق الإنسان لتحقيق عملية التوازن، وهذا كله من صنيع المخابرات الأمريكية.

وأوضح اللواء رشاد، أنه بداية من 2018 قاموا بتأسيس ما يسمى بـ"الإنهاك البطىء"، وهو تحويل الدولة من مستقرة إلى فاشلة ثم إسقاطها، مضيفاً، أن هذه الدولة لا تستطيع أن تحقق طموحات المجتمع الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى وجود عملية الصراع داخل الدولة، ثم الصراع مع الجيش ورجال الأمن المسئول عن تحقيق الأمان داخل الدولة وبالتالى يتواجد مجتمع ملىء بالصراع وتتحول الشعوب إلى قطيع الجميع فيه يتحارب بحثاً عن المصلحة الشخصية ومن هنا تُخلق الدولة الفاشلة، ثم تسقط وفى حالة استيقاظها فإنها تستيقظ "ميتة".

ولفت اللواء محمد رشاد، أن هذا هو مدخل المخابرات الأمريكية فى خلق دولة فاشلة، الأمر الذى يستغرق وقتاً طويلا ولكن نتائجه تكون حاسمة جداً، موضحاً، أن المجتمع يكون فى هذا الوقت مصنعا لخلق الأزمات وفى حالة حل أزمة محددة تُخلق أزمة مختلفة، وتابع، ثم بعد ذلك تسقط الدولة سقوطاً قاسياً ليس لها عودة مرة أخرى.

وعن المقاول الهارب واستفزازه للمصريين بحديثه عن الشهيد المنسى، أكد اللواء محمد رشاد، أنه أفلس ولا يجد موضوعا يتحدث فيه بعد أن فشلت خططه، وتابع، هو شخص صُعلوك ظهر فى غفلة من الزمن ولا قيمة له.

ومن جانبه أكد العميد خالد عكاشة، الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن مقارنة المقاول الهارب، الشهيد المنسى بالإرهابى عشماوى، يوضح مدى حجم الانحراف الأخلاقى بشكل غير مسبوق، لافتا إلى أن الأعداء أنفسهم لا يتحدثون عن الأبطال والشهداء بهذه السطحية واللغة، وهذا الانحراف كشف عن نفسه.

وتابع الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن الحديث عن بطل مصرى من أبطال القوات المسلحة لا يمكن أن يوصف بهذا الوصف مع العلم بمدى التقدير العميق للشعب المصرى له، مشيرا إلى أن كل بطل من أبطال القوات المسلحة أمثال الشهيد المنسى لو تعرضوا لمثل ما تعرض له من المؤكد أنهم سيسلكون نفس سلوكه وهذا ليس استثناء على الإطلاق وهى العقيدة الوطنية الثابتة.

وأوضح العميد عكاشة، أن معارضة كل المشاعر الحقيقية والوطنية لدى الشعب المصرى والمؤسسة العسكرية بكل عناصرها لو وضعت فى مكان الشهيد المنسى لكان سار فى نفس الطريق بلا تردد، مؤكدا أن هذا بالفعل يحدث يومياً فى سيناء وغيرها، وحديث المقاول الهارب يعزز موقفه أمام الشعب المصرى بأنه شخص منحرف إدراكيا وخلقيا، فالشهداء لهم قيمة راقية وسامية لدينا جميعا، بينما العشماوى الذى اتجه إلى الإرهاب عوقب بالقانون وحُكم ولقى مصيره القضائى كما لقى مصيره فى نفوس الناس باعتباره هو من اختار هذا الطريق وسلكه إلى النهاية.

وأكد العميد خالد عكاشة، أن أية مقارنة كما جاءت على لسان المقاول الهارب تدل على السطحية وفراغ وخواء عقلى يسكن هذا الشخص، وتستغله الميديا المعادية لاستخدامه وترويضه ولكنه يتجرع الفشل فى كل مرة يظهر فيها ويصيبهم بخيبة أمل كما اعترف بذلك فى أكثر من محطة.

وعن تسريبات هيلارى كلينتون، قال الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن هذه المخططات كانت تمس كيان الدولة عام 2012، موضحاً، أن الإخوان استخدموا مجموعة من المصطلحات والشعارات البراقة من أجل جذب الانتباه، فضلا عن رغبتهم بتمزيق الجهاز الأمنى المصرى ووزارة الداخلية على وجه التحديد، والهدف منه تدمير الأمن الداخلى.

وتابع، كان هدف الجماعة الإرهابية فى هذا التوقيت هو هدم مؤسسات الدولة وقرروا وفق تقديرهم وتقدير من يساعدهم ويخطط لهم تفكيك مؤسسات الدولة المصرية، مشيرا إلى أن الجماعة الإرهابية كانت مستحدثة أنظمة تركية لخلق شكل من أشكال الحرس الوطنى والثورى وأجهزة أمنية تابعة لمؤسسة الرئاسة، حيث تكون جميعها أمور غير مؤسسية على الإطلاق وتهدف لضرب الجهاز الأمنى فى الصميم وتحويل القبضة الأمنية إلى إخوانية لكى تمارس كل أشكال القمع على الشعب المصرى من خلال هذه الأجهزة البديلة.

ولفت إلى أن من أولى المخططات هو استهداف جهاز أمن الدولة، لأنه هو الجهاز القابض على المعلومات وخريطة التهديدات للدولة المصرية، فضلا عن أنه جهاز يعمل على المعلومات الاستباقية والتى تخص مكافحة الإرهاب.