الحكومة تحسم ملف المصروفات الدراسية

قرر الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إلغاء الزيادات السنوية بمصروفات المدارس الخاصة للعام الدراسى الحالى 2020/2021 نظرا للظروف التى تمر بها البلاد نتيجة انتشار فيروس كورونا المستحد.
وقررت اللجنة المركزية للتعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وقف إضافة نسبة شريحة زيادة مصروفات التعليم والنشاط بالمدارس الخاصة (عربى – لغات- دولى) للعام الدراسى 2020/2021.
وتعمل الدولة، على الارتقاء بالعملية التعليمية سواء من خلال المعلمين الكوادر أو المناهج التعليمية، ولكن بعض الأعمال الفردية يصدر منها تصرفات غير مسئولة من شأنها تشويه ما تم بناؤه،
فقد فوجئ أولياء أمور طلاب المدارس الخاصة والحكومى بصدور منشور رسمى داخل المدرسة عقب مرور أسبوع من الدراسة، بأن من يخالف دفع مصروفات المدرسة سوف يتم تحويل ملف إبنه إلى مدارس حكومية والطالب بالمدرسة الحكومية تم تغيير الزى المدرسى الخاص بالطلاب بالتزامن مع الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لمنع تفشى وباء كورونا.
المدرسة ترفض استقبال الطلاب
على الرغم من مرور أسبوعين على بداية العام الدراسى إلا أنه ما زال أبنائى يجلسون بالمنزل، هذا ما أكده محمد حمزة ولى أمر لطفلين فى الصف الخامس والرابع الابتدائى، حيث فوجئ بإدارة المدرسة بعدم دخول الأولاد المدرسة بسبب عدم دفع المصروفات، حدث مشاحنات بين أولياء الأمور الذين تأثر أغلبهم بانتشار فيروس كورونا وفقدوا وظائفهم، والبعض الآخر انخفضت رواتبهم، مع إدارة المدرسة، ولكن دون جدوى وردت المدرسة أن لها بروتوكول محدد ولن يتغير.
وقرر محمد ومجموعة من أولياء الأمور وصل عددهم إلى ما يقرب من 10 آلاف، تقديم شكوى متضمنة بعض الطلبات إلى وزارة التربية والتعليم، ضمت إعادة تسعير الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب بسبب احتمالية تقديمها خلال العام الجديد إلكترونيًا وفتح باب التحويل أمام طلاب المدارس الخاصة للالتحاق بالمدارس الرسمية خلال هذا العام فقط حتى وإن كانت بمصاريف أكثر قليلًا من التى يدفعها طلاب هذه المدارس ودخول الطلاب المدرسة والكارثة بإن هناك طلابا لم يستلموا الكتب الدراسية حتى الآن بسبب أنهم قاموا بدفع مبالغ ضئيلة من مصروفات هذا العام.
وأشار محمد إلى أن الأزمة مع المدارس الخاصة لا تتمثل فى إجبارهم على دفع مصاريف العام الجديد، ولكن أيضًا فى حصولهم على مصاريف الفصل الدراسى الثانى ومصاريف الأتوبيس وناشد وزارة التربية والتعليم بإجبار المدارس الخاصة بتحمل أولياء الأمور والظروف الأقتصادية الذى مر وما زال يمر بها أولياء الأمور، وأن نقوم بدفع جزء بسيط من مصروفات هذا العام ولم يحددوا قسطا معينا.
تهديد بالفصل
وائل على ولى أمر طالبين فى مدرسة الراهبات، هددته المدرسة بفصل ابنيه وعدم السماح لهما بالدخول بداية العام الدراسى بسبب أننا قمنا بدفع مبلغ بسيط وقال إن المدرسة أعلنت على صفحتها الخاصة، دفع أولياء الأمور المصاريف كاملة للطفل والتى تصل إلى 9000 جنيه، وأكدت عدم أحقية الطفل بالالتحاق بها فى حالة عدم الدفع فى الموعد المحدد، والكارثة إنهم نفذوا قرارهم وعلى الرغم من أننا قمنا بدفع مبلغ ضيئل إلا أنه ما زال أبنائى مهددين بالفصل فلم نستلم الكتب الدراسية حتى الآن.
وأشار إلى أن المدارس الخاصة تستنزف أولياء الأمور ولا تعيد الحقوق إلى أصحابها، موضحًا أنه رغم تعليق الدراسة فى الفصل الدراسى الثانى إلا أن المدارس حصلت المصاريف كاملة من أولياء الأمور بما فيها مصاريف الأتوبيس، وما زال مهازل المدارس الخاصة كثيرة ولا يستطيع التحدث معهم ومناقشتهم فى قراراتهم لأنه يعلم مقدمًا أنه سيكون دون جدوى، متمنيا تدخل الوزارة لرفع الظلم الواقع عليهم من هذه المدارس.
المصروفات الدراسية تنشر التنمر
حميد فراج ولى أمر لطالبين فى الصفين الأول والثالث الابتدائى، يؤكد أن أولاده بمدارس تجريبية وتفاجئ مع بدء العام الدراسى بأن الزى المدرسى الخاص بأبنائى وعدد كبير من الطلاب مختلف عن باقى المرحلة، وتفاجئ بأن إدارة المدرسة قررت تغير الزى المدرسى للطلاب الذين تعثروا فى دفع مصروفات المدرسة هذا العام، فلم يفكروا فى التنمر الذى يتعرضون له الطلاب بسبب اختلاف الزى المدرسى ولا الأزمة النفسية الذى يتسببون فيها لطلاب.
واستطرد: توجهنا للإدارة التعليمية وتقدمتا بشكوى كان مصيرها الدرج ليس أكثر من ذلك والمدرسة ما زالت تمارس أفعالا شاذة ضد أبنائنا كان النتيجة أنها جعلت أبنائى يجلسون بالمنزل وأرفض ذهابهم إلى المدرسة.
شوقى حسين ولى أمر طالبين فى الصف السادس والثانى الابتدائى، لم يحصل على كتب أبنائه بسبب قرار المدرسة بعدم تقديم الكتب لمن يقوموا بدفع القسط الأول كاملاً، حيث رفضت المدرسة تسليم الكتب للطلاب الذين لم يقوموا بتسديد القسط الأول كاملاً، على الرغم من أننا قمنا بدفع جزء بسيط من القسط الأول.
وتابع، أن المدارس الخاصة تتعامل مع أولياء الأمور معاملة سيئة وتجبرهم على دفع مصاريف لا يحصلون مقابلها على أى خدمة، لذا قرر عدم الشكوى لوزارة التربية والتعليم، ولكن سيحرر محضرا ضد المدرسة لإجبارها أولياء الأمور على دفع مصاريف خدمة تعليمية لم يحصلوا عليها، وطالب وزارة التربية والتعليم بتشديد الرقابة على المدارس الخاصة وعدم ترك أولياء الأمور لقمة هيّنة فى أفواههم.
وقد تسبب ذلك فى تأثير كبير على نفسية الأطفال ومستواهم الدراسى، نظرا لما تعرضوا له فى مدارسهم ومعلميهم، مما يشجع الأطفال على النظر لهم بتنمر، فيؤثر ذلك فى بناء شخصيتهم، وفى هذا الصدد تقول سوسن فايد أستاذ علم الاجتماع، إن هذه الحالات فردية وليست قاعدة معممة، ومن الواضح أن السياسة التعليمية غير مدروسة غير جيدة فى تلك المدارس، وتهتم بالبعد المادى وهذا لا يؤثر نفسياً فقط ولكن فى مستقبلهم أيضا.
وأضافت سوسن لـ"الزمان" أن تعرضهم لمثل هذه المواقف يؤثر على مستواهم الدراسى، فهنا طبعاً الأثر النفسى للطفل سيشعر بقمة التنمر، لأنه يوجه له إهانة مباشرة وغير مباشرة، فهم يظهرون عدم قدرة والديه على السداد، يحسسه بالدونية، وأنه متدنى فى قدراته النفسية، فسيكون له أثر عميق جداً مما يتسبب فى أحقاد مجتمعية فى المستقبل كصراع ثقافى.
وأوضحت أستاذة الاجتماع أن الأب والأم سيكون بينهما وبين أبنائهم، لأن الأطفال سينظرون أن أولياء أمورهم غير قادرين على الحماية والرعاية، فيكون هناك نوع من عدم الثقة ويعمل أزمة نفسية فيشعر أنه بلا مأوى أو حماية ورعاية فضلاً عن أن هذا العقاب يعطى فرصة للآخرين أنهم ينظرون نظرة فيها نبذ بأنه عاجز، وبالطبع سوء تصرف غير مدروس إطلاقاً يعنى على نفسية الطفل.
واختتمت: "والمفروض أن هناك فى تصحيح للموقف يعنى السياسة التعليمية أو إدارة المدرسة توضح أنه كان هناك ظروف أو مشكلة منعت التلميذ أن يقوم بالسداد ولا نخبره بأنها كانت مشكلة مادية من قبل الوالدين، ونقول له بأنها كانت مشكلة إدارية، فعلى إدارة المدرسة والقائمين عليها أن يكون لديهم تركيز ووعى بأن يصححوا الموقف".
وتقول النائبة ماجدة بكرى وكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، إن مثل هذه التصرفات غير محسوبة على توجه على وزارة التربية والتعليم، فنحن ننفذ توجيهات الرئيس الجمهورية من حيث التيسير على أولياء الأمور، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بتخصيص بتخصيص مليار جنيه لدعم تكافؤ الفرص التعليمية، للطلاب غيرالقادرين، الذين تم رفضهم فى برامج الدعم النقدى، وذوى الإعاقة وطلاب المدارس المجتمعية وطلاب تكافل الذين التحقوا بالجامعات، والتدريب الفنى ومحو الأمية ووحدات التضامن الاجتماعى بالجامعات.
وأضافت "بكرى" لـ"الزمان" أن أى مشكلة تظهر فى أى مدرسة يكون هناك سوء فهم للقرار، وحينما تجد الوزارة أى موقف يسىء لأبنائنا الطلاب تأخذ موقفا فورا حيال الأمر.