أمين سر حركة فتح: مصر تسعى لتوفير كل أسباب الصمود والقوة لشعبنا في غزة التعليم تصدر بيانا بشأن تصحيح امتحانات الثانوية العامة المقالية الأرصاد محذرة من طقس الأيام المقبلة.. نشاط رياح ورمال تؤدي لتدهور الرؤية توافد جمهور الأهلي لحضور مباراة مازيمبي بايدن يرحب بالمشاركة في مناظرة أمام ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بلينكن: اتفقنا مع الصين على استدامة الاتصال الدبلوماسي لإدارة العلاقات الثنائية بصورة مسئولة محافظ بني سويف يتابع انتظام العمل بسوق السيارات شرق النيل من خلال التقرير الميداني لمنظومة العمل محافظ قنا يعلن الطوارئ وغلق الطرق السريعه لحين استقرار الأحوال الجوية وزيرة البيئة تعقد لقاء ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارىء والسلامة العامة بالديوان العام الوادي الجديد: رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية محافظ المنيا يوجه بمتابعة الالتزام بمواعيد العمل الصيفية بدءا من اليوم
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

اللواء يحيى السنجق: الرئيس السيسى وضع يده على الأخطار التى تمر بها الدولة

تحدث اللواء الدكتور يحيى السنجق، الخبير العسكرى، وأحد الأبطال الذين شاركوا فى حرب 6 أكتوبر المجيدة عام 1973، وحرب الاستنزاف، لـ"الزمان"، فى عدد من الموضوعات المتعلقة بالأمن القومى المصرى.

وتطرق إلى الملف الليبى، وأزمة سد النهضة والتعنت الإثيوبى، والعلاقات المصرية الأمريكية خلال ولاية ترامب والمتوقع حول سياسات بايدن فيما يخص الشرق الأوسط، وغيرها من الموضوعات التى تهم الرأى العام، فى الحوار التالى..

كيف تمكنت مصر من فرض التوازن الاستراتيجى؟

مصر لديها خبرة طويلة فى الحروب فى منطقة الشرق الأوسط، ولو بدأنا من الدرس الذى أخذناه عام 56 و67 فهذه الدروس أفادتنا فى حرب الاستنزاف من 5 يونيو 1967 إلى حرب 6 أكتوبر عام 1973، هذه الدروس هى التى جعلتنا ننتصر فى هذه الحرب بعد أن عرفنا أن العدو يعتمد على قوة رئيسية تساعد القوات البرية وهى القوات الجوية، حيث كانت قواتنا الجوية أقل حداثة من القوات الجوية الإسرائيلية فى 1973 وإسرائيل دمرت 75% تقريبا من قواتنا الجوية عام 67 لتضمن حرية السيطرة على سماء المعركة حيث إنها تستطيع أن تفعل ما تشاء بحرية مطلقة مع القوات البرية وبالتالى نجحت فى خطتها عام 67 ودمرت جزءا كبيرا من القوات البرية فى سيناء.

وبهذا الشكل تعلمنا الدرس بعد هذه المواقف لذلك كان لا بد من الاعتماد على قوات جوية قادرة للتعامل مع العدو وليس المقصود هنا بالعدو الإسرائيلى فقط ولكن العدو هو كل من يهدد الأمن القومى المصرى فى جميع الاتجاهات، ليس الشرقى فقط وهو اتجاهنا مع إسرائيل وأيضاً من ناحية ليبيا بسبب القواعد الجوية التى تسيطر عليها تركيا، واحتلت ليبيا تقريبا حتى الخط الأحمر الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو "سرت الجفرة".

كما تهدد الأمن القومى المصرى وعمقها بالكامل وفى اتجاه الشكال حيث الأساطيل التركية التى تتحرك فى البحر سواء بالبواخر أو القوات الجوية التركية التى تتحرك بين تركيا وطرابلس، وكذلك فى الاتجاه الشمالى تركيا مُحتلة للشمال السورى بالكامل ولها قوات فى شمال العراق وتمددت إلى أن وصلت لإريتريا، وتلعب فى إثيوبيا وتحارب مصر فى المياه التى نعتمد عليها فى الحياة، فضلا عن دعمها لإثيوبيا بتقديم خدمات لوجيستية لوقف شريان الحياة عن مصر ولا رادع لها، لهذا السبب مصر مُهددة من اتجاهات كثيرة استراتيجية يجب أن نعتمد من أجل ذلك على سلاح قوى يستطيع التعامل مع مثل هذه التهديدات فى جميع الاتجاهات وبأذرع طويلة وليست قصيرة فى الداخل فقط، لهذا السبب القوات الجوية المصرية تستطيع أن تصل إلى إثيوبيا وإلى تأمين الساحل الشمالى المصرى وحدودنا البحرية الاقتصادية والاستراتيجية وفى اتجاه الغربى الليبى.

لو لم تستطيع القوات الجوية تحديث الأسطول الجوى المصرى على فترات متتالية سوف نتخلف لأن العالم أصبح متقدما فى السلاح الجوى، كما ظهر الجيل الخامس من الطائرات وبالتالى الطائرات اليوم تستطيع تدمير الهدف من مسافات بعيدة، وليس قصف الأهداف من فوقها، كل هذا تصور يجب أن نحافظ عليه وعلى تقدمنا، لذلك الرئيس عبدالفتاح السيسى تقديراً منه للأخطار التى تجابه مصر اجتمع مع وزير الدفاع وقائد القوات الجوية واطمأن على موقف القوات الجوية للتعامل على التهديدات الاستراتيجية للأمن القومى المصرى، فضلا عن التعرف على الاحتياجات الواجب توافرها للقوات الجوية، وكذلك الاحتياجات اللازمة لباقى أفرع القوات المسلحة من بحرية ودفاع جوى وبرية والتى تشمل وحدات المشاة والمدرعات والمدفعيات والإشارة وجميع الخدمات اللوجيستية التى تحتاجها القوات المسلحة، وبالتالى الرئيس وضع يده كرجل عسكرى مُلم بالأخطار التى تمر بها الدولة المصرية وبالتالى يحاول تأمين احتياجات القوات المسلحة بجميع الأفرع وليست القوات الجوية فقط.

مصر حققت طفرة فى التدريبات المشتركة مع الدول.. ما الهدف من هذه التدريبات؟

المناورات والتدريبات المشتركة التى تتم بين القوات المسلحة المصرية والأجنبية تحقق تبادل الخبرات فى مواضيع معينة وبالتالى نكتسب هذه الخبرات ونقارنها ونقيمها مع خبراتنا، كما أن هذه الخبرات تطعيم للمعركة بأهداف محددة، قديماً مصر كانت تنفذ تدريبات النجم الساطع مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما نفذت تدريبات مع القوات البحرية الفرنسية واليونانية فى البحر الأبيض المتوسط، وكذلك تدريبات مع السعودية والإمارات والأردن وروسيا والسودان، هذه التدريبات تمت فى أماكن مختلفة من البحر المتوسط والأحمر وأخيراً البحر الأسود مع روسيا حيث مر الأسطول المصرى بمضيق البوسفور رافعاً العلم المصرية بكل شموخ بجوار السواحل التركية، هذه التدريبات كانت رسائل ردع وتحدى للأطراف المعادية التى تعربد فى شرق البحر الأبيض المتوسط.

مصر نفذت التدريب المشترك مع وحدات السودان وباقى الدول العربية فى "سيف العرب"، فى الوقت الذى نفذت فيه تدريب الصداقة 3 مع روسيا فى البحر الأسود، هذا يوضح مدى قوتنا للدول التى تهددنا بأننا نستطيع التعامل معهم إذا استمروا فى المماطلة مثل التعنت الإثيوبى.

ما رأيك فى التعنت الإثيوبى الذى يُقابله صبر من القيادة السياسية؟

إثيوبيا تعمدت المماطلة فيما يتعلق بالاجتماعات المتعلقة بسد النهضة، وهذه سياسة إثيوبيا وضعتها للتعامل مع مصر والسودان وقد نلجأ بسببها إلى القوى العسكرية، ومصر لها الحق فى ذلك، وعند مجابهة أمريكا لأية أحداث تُهدد أمنها القومى تصرح بأن جميع الخيارات مفتوحة هذا معناه أن الخيار السياسى والعسكرى محتملان، حتى الآن مصر لم توفق فى الخيار السياسى مع إثيوبيا، نحن صبورون ولكن هناك حد إذا حدث تهديد للأمن القومى المصرى فى وقف تدفق مياه النيل إلى مصر فلنا خطوة يجب أن نقوم بها، وهذه مسئولية القيادة السياسية لتأمين مياه النيل مهما كان الثمن.

الرئيس السيسى اهتم بتعميق العلاقة مع جنوب السودان لأن هذه المنطقة تعتبر حساسة جداً بالنسبة للأمن القومى المصرى، ولو نظرنا إلى الماضى فى عهد محمد على باشا الكبير وأبنائه حكام مصر، كانوا يذهبون إلى منابع النيل فى أفريقيا لتأمين مياه النيل لأن مصر تعتمد أساساً فى حياتها على مياه نهر النيل وكل من يهدد نهر النيل ومجرى سريان المياه فى النيل يعتبر تهديداً للأمن القومى المصرى ولن تتورع مصر فى إيقاف هذا التهديد وتدميره مهما كان الثمن ولا حساب لأية قوة خارجية إلا الأمن القومى المصرى.

والقيادة السياسية أوضحت هذه الرؤية ولكنها صبورة ولا تريد اللجوء إلى الإجراء العسكرى رغم قدرتها عليه، القيادة السياسية عندما أقامت قاعدة برنيس العسكرية فى جنوب مصر لم تختار هذه المنطقة عشوائياً ووضعت بها جميع أفرع القوات المسلحة، وذلك بهدف تأمين الاتجاهات الاستراتيجية لمصر والتعامل مع أية تهديدات قد تصل إلى باب المندب، ونحن نواجه إيران المسئولة عن تأمين الحوثيين فى باب المندب لذلك هناك تهديد فى جنوب البحر الأحمر، حيث تستطيع إيران أن توقف الملاحة فى قناة السويس وتهدد الأمن القومى فضلا عن مشاكلها مع الخليج العربى وسيطرتها على مضيق هرمز وقواتها الموجودة فى لبنان الممثلة فى حزب الله، كما لها قوات فى سوريا والعراق، لذلك نحن لدينا "كماشة" من الشرق بذراع إيرانى ومن الغرب والجنوب بذراع تركى، ليس الخطر هنا على مصر فقط ولكن على جميع الدول العربية.

والذى يستطيع حماية هذه الدول العربية هى القوات المسلحة المصرية والرئيس قال "مسافة السكة فى حالة وجود أية تهديد لأى من دول الخليج"، وهذا معناه وجود قوات مسلحة مستعدة 24 ساعة فى اليوم، ومسافة السكة أى إنه يتم إصدار الأمر للقوات المسلحة بالتحرك فى ساعات قليلة فتكون فى أرض المعركة، لذلك القوات المسلحة المصرية فى رباط مستمر لا تأخذ راحة أو توقف، ولدينا الدفاع الجوى يحمى سماءنا سواء صيفاً أو شتاءً فقواتنا لا تعبأ بأية معوقات من أجل القيام بواجبها.

ما رأيك فى سياسة آبى أحمد الذى بدأ يفقد مؤيديه فى إثيوبيا؟

هو مُجرد "بالون" نفخته قوى عالمية، وأعطت له جائزة نوبل للسلام حتى يمتلئ أكثر ويتمدد، فضلا عن الخدمات اللوجيستية التى تأتى له من جميع الجهات من تركيا والمساعدات المادية من قطر، من أجل تهديد أمن مصر من الجنوب ووقف شريان نهر النيل، إثيوبيا نفسها بها عرقيات مختلفة كانت مُجمعة منذ عصر الإمبراطور الإثيوبى هيلا سيلاسى الذى كان على علاقة جيدة جداً مع الرئيس جمال عبدالناصر، حيث كان سيلاسى يزور القاهرة شهرياً تقريباً فى بداية الستينيات خاصة الكلية الحربية وكنت أدرس بها فى ذلك الوقت، وكنا نُقيم له الاستعراضات بالكلية، وذلك لأن الرئيس جمال عبدالناصر كان يعلم أن منابع نهر النيل تأتى من إثيوبيا ولذلك كان يتطلب هذا الأمر علاقة جيدة بين مصر وإثيوبيا.

حاليا الدول التى تُحارب مصر "نفخت" آبى أحمد الذى تمرد وأعتقد أنه يستطيع أن يقف أمام مصر لتغيير الاستراتيجية المصرية فى أفريقيا، ولكنه لم يستطع التغلب على العرقيات الموجودة فى إثيوبيا وبالتالى انقلبوا عليه لأنه كان منتخبا وانتهت فترة ولايته ورفض إقامة انتخابات جديدة من أجل السيطرة على الحكم، لهذا السبب العرقيات الموجودة فى إثيوبيا رفضت هذه السياسة وطالبت بإقامة انتخابات جديدة وطالبوا بأشخاص جديدة تقود البلاد بلا مشاكل مع مصر القوية ودول الجوار.

"آبى" سيطر منذ أيام على إقليم تيجراى وحوالى 44 ألف شخص هاجروا من هذا الإقليم إلى جنوب السودان، وطلبت الأمم المتحدة 150 مليون دولار مساعدة لهؤلاء اللاجئين، وأتوقع أن يبدأ قادة تيجراى حرب عصابات مع آبى أحمد بعد سيطرته على الإقليم، وستكون حرب عصابات قوية وصعبة على أية قوات مسلحة نظامية والدليل على ذلك أن أمريكا فى حربها مع فيتنام خسرت الكثير لأنهم حاربوا أمريكا حرب عصابات.

وهذه النوع من الحروب تحقق خسائر كبيرة فى القوات المسلحة النظامية وتتطلب أسلوبا محددا فى التعامل معها وليس الأسلوب التقليدى التكتيكى المُعتاد للقوات المسلحة، مثال على ذلك إن الحروب فى الصحراء تختلف عن المعارك فى المناطق الجبلية أو مناطق الغابات كما تختلف عن حرب العصابات فى المناطق السكنية، لذلك سيواجه آبى أحمد حرب عصابات شرسة لفترات طويلة، نظراً إلى أن القوات الثائرة فى تيجراى عددهم حوالى 250 ألفا وهم قوة عددية وبشرية بأسلحة متوسطة يمكنها تحقيق نصر بحرب العصابات وهو الأسلوب المتوقع فى المرحلة القادمة.

هل اغتيال زادة تم بأذرع إسرائيلية أم إيرانية؟

لا بد أن نقرأ التاريخ حتى نُحلل الأحداث الحالية، ومنذ أشهر قليلة تمكنت الولايات المتحدة من اغتيال القائد العسكرى الإيرانى سليمانى، وذلك تم من خلال متابعة دقيقة له بعد أن كان فى زيارة إلى سوريا متوجهاً لإيران، وبالتالى تمكنت من خلال جواسيسها أن تعرف بتوقيت استقلاله الطائرة، فضلا عن الجواسيس فى إيران الذين كشفوا باقى التفاصيل ومنها السيارة التى سوف يستقلها ثم رصدوه بالأقمار الصناعية.

وفى وقت وصوله إلى إيران أرسلت أمريكا أهدافا موجهة بدون طيار فوق المنطقة وتعاملت مع الهدف، والذى كان يتتبعه غُرف عمليات أمريكية والأقمار الصناعية لنقل صورة المعركة لحظة بلحظة إلى مراكز القيادة لإصدار الأوامر إلى الأسلحة المتوفرة وهى الدرونات المسلحة بقنابل مناسبة للهدف وبالتالى تعاملت مع سليمانى ونسفته.

هناك العديد من الخونة الذين كشفوا معلومات عن سليمانى منهم من فى سوريا وإيران والعراق جميعهم يعملون لحساب الـ CIA لجمع المعلومات، وتسعى أمريكا لتصفية مثل سليمانى وزادة من أجل الحد من الانتشار النووى الإيرانى فى منطقة الشرق الأوسط وتهديد إسرائيل بالأسلحة النووية.

إيران للأسف هددت بالثأر لسليمانى ولم تفعل شيء، والآن السياسة الدولية أصبحت فى مرحلة "المياعة" وهو ما معناه أن القيادة الأمريكية القديمة سوف ترحل ممثلة فى ترامب وإدارته وسوف تأتى إدارة جديدة بقيادة بايدن، لذلك هناك مياعة حيث من الممكن أن يحدث تصرف من القيادة القديمة لتنفيذ عمليات بشكل سريع دون الاهتمام برد الفعل العالمى، لذلك عملية محسن فخرى زادة تمت بالتنسيق بين الموساد والـ CIAالأمريكية، ولا يوجد شك أبداً لأن الأسلوب واضح، والمصالح مشتركة بينهما.

ما توقعك حول الرد الإيرانى على اغتيال زادة؟

إيران تحسب جيداً رد فعلها وتتخوف، وتوجه حالياً اتهاما مباشراً إلى إسرائيل ولم توجه اتهاما إلى أمريكا، وهددت بالثأر لزادة ولكنها تتخوف من رد الفعل الأمريكى فى حالة ضرب إسرائيل رغم قدرتها على ذلك، كما أن أمريكا قبل أن يتم اغتيال زادة دعمت أسطولها فى الخليج العربى، من أجل تهديد إيران فى حالة عمل أية تصرف عدائى ضد إسرائيل، لذلك إيران متخوفة من الرد وكل ما تستطيع أن تفعله هو القيام بحركات ثأرية صغيرة غير مؤثرة، حزب الله المُدعم من إيران نفسه لم يتدخل عندما تم اغتيال سليمانى أو زادة تخوفاً، لذلك لا أعتقد أن إيران ستقوم برد فعل قوى وهى لا تستطيع مجابهة رد الفعل عليه، لذلك العالم يغلى من حولنا، فضلاً عن أن مسرح العمليات به العديد من التهديدات والقوى الكبرى تلعب دوراً كبيراً جداً فى المنطقة وبمنتهى العنف مثل هذه الاغتيالات.

الدول تتعامل معاً حاليا بأسلوب الشطرنج حيث يتم تحريك العساكر فى الصف الأول لوقف رد فعل الكبار المتوقع، وفى هذه الحالة سيكون هناك تخوف من الجانب الآخر فى تحريك القوات أو العساكر ليسقط الملك وهذا بالضبط ما يتم مع إيران.

هل تعتقد أن سياسة أوباما بخصوص الشرق الأوسط ستعود بعد فوز بايدن؟

"تعود مع تعديلات"، بعد أن سألوا بايدن هل سترجع سياسة أوباما مرة أخرى وستكون ولايتك الفترة الثالثة لولاية أوباما قال لهم "العالم تغير لذلك يجب أن تتغير سياستى"، وأعتقد أن اللوبى الصهيونى مُسيطر على السياسات الخارجية الأمريكية ولن يسمح للرئيس بتعديلات جوهرية قوية فى العالم، رغم أن بايدن له اتجاهاته الخاصة، لذلك يجب أن يُدرس جيداً ويتم تحليله للتعرف على اتجاهاته منذ أن كان نائباً للرئيس أوباما من أجل التعامل معه، كما يجب أن نُظهر له أننا لم نعد فى نفس الموقف الذى كنا فيه فى الماضى.

خلال فترة ولاية أوباما حيث كان لدينا الرئيس السابق حسنى مبارك الذى كان يحافظ على الاستقرار بأسلوب أنه فى حالة حدوث أمر ما يقول إنه مجرد "زوبعة فى فنجان"، من أجل سير الأمور بشكل مستقر، ولكن مع أحداث 25 يناير الدفة قُلبت وكان فى ذلك الوقت أوباما فى الحكم ويساعده بايدن وهيلارى كلينتون وهم مخرجو الربيع العربى، لهذا السبب يجب أن نضع فى اعتبارنا كل هذه الأمور، خاصة أن مصر عام 2011 ليست هى نفس مصر عام 2021.

وأصبح هناك فرق فى القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلاقات الخارجية الدولية، مصر تغيرت ولدينا أقوى أسطول فى البحر الأبيض المتوسط وتاسع قوات مسلحة على مستوى العالم بالكامل، وقوى اقتصادية نامية تزداد بالرغم من فيروس "كورونا" والدمار الذى حدث للاقتصاد العالمى نتيجة له، بينما مصر متماسكة وتنمو، واليوم لدينا غازات نكتشفها فى البحر المتوسط زادت من قوة مصر الاقتصادية، كما أن مصر اختلفت من 2011 إلى 2021، ولا بد أن نثق فى قدراتنا وقيادتنا ولا نخشى وجود بايدن فى الحكم لأننا اختلفنا فى الـ10 سنوات الأخيرة.

ومصر تقود العالم العربى وأفريقيا والسلام ولا تُهدد أحداً، ولكن يجب أن يعمل لها الجميع حساب، وقوية فى قوتها واستراتيجياتها فيجب أن لا نخشى أحدا، لأن العالم اليوم أصبح يؤيد مصر، فالقيادة الأمريكية الجديدة تعى هذا جيداً وتعلم أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية ولا تعتمد على علاقة رئيس بمصر.

هل تعتقد أنه ما زال هناك تهديد للأمن القومى المصرى فى ليبيا رغم الهدوء الحالى؟

ما زال هناك تهديد قوى للأمن القومى المصرى من الاتجاه الغربى، وما زالت تركيا تدعم القوات التركية والتكفيريين والمرتزقة فى ليبيا، وتُعد قواعد عسكرية فى ليبيا للسيطرة عليها اقتصادياً وسياسيا.

أردوغان يقوم بلُعبة كبيرة تشبه أسلوب آبى أحمد فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث إن أردوغان يتلاعب مع الاتحاد الأوروبى الذى يجتمع الآن ليقرر عقوبات على تركيا نتيجة لتهديدها لقبرص واليونان واختراق مياههم الإقليمية، لذلك قبل اجتماع الاتحاد لاتخاذ القرار قام أردوغان بسحب سفن البحث عن الغاز والبترول من المياه القبرصية واليونانية تخوفاً من عقاب الاتحاد الأوروبى عليه، وللأسف موقف الاتحاد ضعيف جداً مع تركيا لأنها تمتلك التأييد الأمريكى لأردوغان.

توجد فى تركيا قاعدة أمريكية من أقوى القواعد فى الشرق الأوسط، لهذا السبب لن تُضحى أمريكا بقاعدتها الجوية هناك، لذلك أردوغان حصل على الضوء الأخضر من أمريكا الممثلة فى إدارة ترامب للعبث فى الشرق الأوسط، فضلا عن المشاكل التى يُهدد بها الأمن القومى الأوروبى بفتح الحدود للمهاجرين، ولهذا السبب لا يتخذون إجراءات ضده وهو يماطل العالم مثلما يفعل آبى أحمد، ويريد أن يؤسس خلافة لذلك له وجود فى سوريا والعراق وأفريقيا وليبيا ولا يستطيع أحد أن يوقفه سواء من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبى.

العالم الأوروبى يتحدث عن حقوق الإنسان، وأردوغان على مدى 4 أيام جمع حوالى 4 آلاف معتقل سياسى وعسكرى من الجيش التركى، فأين حقوق الإنسان!؟، ومنذ عامين عندما ألقى القبض على قائد القوات الجوية وقادة فرق المشاة وقادة فرق المدرعات التركية وجمع حوالى 10 آلاف من القوات المسلحة التركية وألقى بهم داخل السجون وأهانهم فأين حقوق الإنسان من هذا، لماذا نستخدم حقوق الإنسان ليس لصالح الإنسان ولكن لمصلحة السياسات التدميرية للدول العربية، هذه هى تركيا.

لماذا أصبحت الاتفاقيات التركية القطرية وتوطيد العلاقات بشكل ظاهر فى الفترة الأخيرة؟

الاقتصاد التركى ينهار نتيجة لسياسة أردوغان الخارجية، رغم أنه من قبل كان الاقتصاد فى تركيا ممتازا ومتوسعا قبل الـ10 سنوات الأخيرة، المحفظة التى يمد يده ويحصل منها على المال اليوم هى قطر، ورغم أن القطريين قد لا يتجاوزون الـ600 ألف شخص، ولكنها دولة تريد أن تضع رأسها برأس مصر وتريد أن تقود العالم العربى، لإظهار أنها دولة قوية وهى لا تعتمد إلا على البترول فقط فى اقتصادها لا غير، كما أنها تعتمد على تأجير الأجانب.