ساطع النعمانى.. عميد الشهداء.. فقد بصره وأبصر بعيون المصريين

العقيد سراج النعماني شقيق الشهيد: أواصل مشوار البطل وأثأر لمصر
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، بهذه الكلمات القرآنية تحدث العقيد سراج النعمانى، مدير نادى التجديف الفرعى لضباط الشرطة بالجبلاية، عن شقيقه الشهيد العميد ساطع النعمانى، موضحا أن شقيقه كان بطلا من طراز فريد، فقد بصره عندما تصدى بشجاعة للإرهابيين فى أحداث الجيزة، وخاض رحلات طويلة مع العلاج انتهت باستشهاده، قائلا: ولا ننسى جملته المأثورة "فقدت بصرى لأرى بعيون المصريين"، ولا أنكر أن شقيقى البطل عاش حياة مليئة بالتضحيات عاشها منذ أن كان طالباً، حيث كان يرغب فى الالتحاق بكلية الطب، لكن مجموعه جعله يلتحق بكلية العلوم التى لم يمكث بها سوى شهرا، قبل أن يلتحق بكلية الشرطة، ليبدأ مشوار بطل جديد فى مصنع الرجال، وتخرج عام 1992، وعمل معاون نظام بقسم شرطة العجوزة، ثم ضابطًا بالإدارة العامة للمباحث، ثم معاونا للمباحث بقسم الدقى، ومعاونا لمباحث الصف ورئيسًا لمباحث المرور لمدة عامين، ثم تدرج فى المناصب، وأصبح رئيسا لمباحث ترحيلات الجيزة، ورئيسا لحرس محكمة جنوب الجيزة، حتى وصل نائبًا لمأمور قسم بولاق الدكرور حتى أحداث بين السرايات، فى يوليو 2013، عندما خرجت العناصر الإخوانية تهاجم المواطنين، وأصيب خلال هذه الأحداث البطل ساطع النعمانى أثناء دفاعه عن المواطنين فى الجيزة برصاصة غدر، وتلقى العلاج بالخارج نحو 14 شهرا، ثم عاد مرة أخرى للبلاد، وحظى بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2015، خلال حفل تخرج دفعة جديدة بكلية الشرطة.
وأكمل شقيق الشهيد حديثه بقوله: إصابة البطل ساطع النعمانى، جعلته من ذوى الاحتياجات الخاصة، وجعلت القيادة السياسية، تولى اهتماما خاصا بذوى الاحتياجات الخاصة وتخصيص عام 2018 عاما لذوى الاحتياجات الخاصة مما رفع من نفسية ومعنويات الشهيد، وجعلته يقاوم إصابته الشديدة حتى استشهاده فى نوفمبر 2018، مشيرا إلى أنه بعد وفاة الشهيد ساطع يذهب فى بداية كل عام دراسى لمدرسة الشهيد العميد ساطع النعمانى، فى بولاق الدكرور، ليشهد الطابور الصباحى مع الطلاب ويتحدث معهم عن الشهيد وبطولاته وما قدمه لوطنه، ودعا أسر الشهداء لعمل ذلك، لتبقى سيرة الشهيد فى الأذهان خاصة فى الأجيال الجديدة التى لم تكن حاضرة وقت استشهاد الأبطال.
وأوضح شقيق الشهيد، أن الراحل كان دائم الاهتمام بزيارة مستشفى 57357، وبعد رحيله واستمرارا لمسيرته فإننى أواظب على زيارتها وتقديم الدعم الدائم لها، وقال شقيق الشهيد: كنت مرافقا للشهيد فى رحلة علاجه بعد إصابته لمدة 5 سنوات فى سويسرا وإنجلترا فى خلال تلك الفترة، وأدركت أن من أصيب بعاهة لا يريد من الشفقة ولكن يريد إدماجه فى الحياة وهذا ما فعله الرئيس السيسى مع ذوى الاحتياجات الخاصة.
وحول علاقة الشهيد بأهالى منطقة بولاق الدكرور، أوضح شقيق الشهيد، أنه يكمل دور شقيقه لكى تبقى العلاقة طيبة حيث كان أهالى بولاق يحبون الشهيد، ولأنه كان مثالا للضابط الجدع، كان دائما يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وكان الشهيد يلجأ أولا للحلول السلمية لحل أى خلاف أو مشكلة تقع فى نطاق دائرة القسم، وكانت فترة عمله بقسم بولاق الدكرور، بشهادة قياداته كانت الأمور والنزاعات تنتهى بطرق سلمية، لأنه كان قريب من الناس ولا يتعالى على أحد، وكان يقدم المساعدة قبل العقاب، وتابع: لا أنسى كم الغارمات اللاتى قام الشهيد بفك أسرهن، وسدد عنهن المبالغ التى كانت سببا فى دخولهن السجون، وكان يهتم جدا بالمساجين، ويحرص على أن ينال المسجون حقوقه كاملة مع الاعتراف بأنه أخطأ فى حق المجتمع وينال عقابه، ولهذا أحبه الناس والدليل على ذلك أنه لدى عودته من فترة العلاج بسويسرا كان هناك استقبال شعبى غير عادى.
وأشار العقيد سراج، إلى أن شقيقه البطل، كانت له مكانة خاصة عند الرئيس السيسى، فقد فوجئنا به يترك مؤتمر شرم الشيخ لكى يحضر ويتقدم الجنازة العسكرية للشهيد، وقال: وبصراحة من بدء إصابة الشهيد لم أجد أحن من قواتنا ولا وزارة الداخلية على المصابين ولا الشهداء وذويهم ويوجد فى كل كيان شرطى قسم خاص لرعاية أسر الشهداء والمصابين فمصر من أول الدول التى تقوم بمعاملة ذوى الشهداء معاملة خاصة ورغم مسئوليتها الجسيمة.
ويتذكر شقيق الشهيد ساطع تلك الكلمات التى كان يقولها أثناء مرافقته لعلاجه، حيث أكد أنه كان دائما ما يقول له "كل دقيقة فى عملك كضابط شرطة تؤجر عليها من الله عز وجل، وأن الضابط هو نجدة الملهوف، وهو خير ربنا جعلنا ضباط شرطة أو جيش"، وأوضح العقيد سراج، أنه بمجرد إصابة شقيقه سراج تم نقله بناء بتكليفات من أعلى المستويات بالدولة بطائرة خاصة لسويسرا لأنه كان فى غيبوبة استمرت عاما كاملا وشاء الله أن يعود من الموت بعدها، واستشهد بين يدى قبل العودة للقاهرة بحوالى 24 ساعة، والشهيد متزوج ولديه ابن "ياسين" 9 سنوات.