رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الحوثيون يواصلون استهداف ناقلات البترول السعودية

استهدفت ميليشيات الحوثيين هذا الأسبوع ناقلة بترول "إم تى إغرارى"، أثناء تفريغ حمولتها فى ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية، مما تسبب فى حدوث حريق نتج عنه بعض التلفيات بجسم السفينة، إلا أن طاقمها نجح فى إخماد الحريق دون حدوث أى إصابات بين العاملين عليها.

ولم تعلن أى جهة رسمية عن الطريقة التى أصيبت بها السفينة، وإن كان من المؤكد أن الحوثيين هم الذين نفذوا العملية، حيث سبق أن فجروا لغما فى البحر الأحمر، قبالة ساحل السعودية قرب اليمن، كما قاموا بتدمير ناقلة نفط خلال شهر نوفمبر الماضى، فيما يبدو أنها محاولة منهم لإثبات وجودهم على مسرح العمليات.

ومن جانبه قال اللواء ذكى الألفى المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الهدف من العملية رفع الروح المعنوية لأفراد الميليشيات، وخفضها بين صفوف الجيش السعودى، لافتا إلى استخدامهم لأكثر من مرة طائرات مسيرة بدون طيار.

أوضح لـ"الزمان" أن ميليشيات الحوثى مدعومة من إيران، التى تستهدف استنزاف السعودية اقتصاديا، لافتا إلى أن الطبيعة الجبلية لأراضى اليمن تجعل حسم المعركة أمرا مستحيلا، وخير مثال على ذلك فشل القوات الأمريكية فى حسم الموقف على أرض أفغانستان.

أكد الخبير العسكرى تأثر مصر بمثل هذه الأحداث نظرا لوقوعها على شاطئ البحر الأحمر، بالقرب من المدخل الجنوبى لقناة السويس الذى يعتبر أحد شرايين الاقتصاد المصرى، كما يمر به 35% من بترول الخليج متجها لدول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

من جانبه أشار الدكتور محمد عبدالوهاب أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، إلى وجود قوى أجنبية تسعى لزرع القلاقل فى الإقليم، لافتا إلى وجود رفض كبير بين أبناء الخليج لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، وربما كان الهدف من ذلك الحدث شغل الرأى العام بعيدا عن اتفاقات التطبيع التى يجرى توقيعها دون أى مبرر.

أضاف الخبير الاستراتيجى أن غالبية الشعب اليمنى يدين بالمذهب الزيدى وهو مذهب ذو جذور شيعية، كما أن أغلب سكان شرق السعودية التى تقع فيها حقول النفط الرئيسية يدينون بمذهب الشيعة الاثنى عشرية، مشيرا إلى التأثير المباشر لاختلاف المذاهب الدينية للقبائل على استمرار الصراعات المسلحة، لافتا إلى الطبيعة الشرسة لسكان اليمن بصورة تعمل على تأجيج الحرب فى الإقليم.

وحول مدى تأثر مصر بمثل هذه العمليات العسكرية، أوضح الخبير الاستراتيجى أن مصر أصبحت تمتلك قوة ردع بحرية، جعلت أسطولها البحرى مصنفا ضمن أقوى عشرة أساطير بحرية فى العالم، بعد أن قامت بإحداث طفرة فى تسليحه بشراء العديد من الغواصات الجديدة، إضافة إلى امتلاكها حاملتى طائرات مما سيمكنها من ردع أى عدوان مباشر قد تتعرض له.

وفى ذات السياق قال دكتور عيسى عباس واكد الطبيب والمحلل السياسى السعودى إن الاعتداء على السعودية هو اعتداء إرهابى ليس فقط على الممكلة بل اعتداء على كل العرب والمسلمين.

وأضاف عيسى أنه من لا يتضامن مع السعودية فهو خائن للدين والوطن قلتها وأقولها السعودية العمود الفقرى للأمة الإسلامية، مشيرا إلى أن هذه الميليشيات لا تمثل فقط خطراً على السعودية، ولكن أيضاً على الشرعية الدولية والمجتمع الدولى.

وتابع كما تمثل تهديداً للملاحة البحرية وأيضاً على الإمدادات الدولية، وهذا لا يؤثر فقط على المملكة ولكن على العالم، مؤكدا أنه يجب فرض مزيدا من القرارات التى تساهم فى وقف تمويل ميليشيات الحوثى الإرهابية ومدها بالأسلحة.

وشدد عيسى على أن هذه الميليشيات الهمجية تهدد الاقتصاد العالمى وتحاول تعطيله وإثارة الفوضى فى سوق الطاقة العالمى عبر استهدافها للمنشآت النفطية وإيقاف الملاحة فى البحر للضغط على المجتمع الدولى.