رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

اللواء محمد الغباشى: تصنيع فرقاطة جديدة بأيادٍ مصرية نقلة نوعية فى البحرية الوطنية

يتساءل العديد من الناس دائما عن معدلات الإرهاب والسبب الرئيسى لكسر شوكة عناصر داعش وتقهقرهم، فهل هذا يرجع للكفاءة القتالية للجيش؟ أم بسبب الطفرة التى شهدتها القوات المسلحة فى مجال التسليح والاهتمام بالمناورات والتدريبات المشتركة؟.. يجيب عن هذا الخبير العسكر والاستراتيجى اللواء محمد الغباشى مساعد رئيس حزب حماة الوطن.

وأوضح "الغباشى" فى حواره لـ"الزمان" أثر المصالحة القطرية المصرية وتأمين الحدود الغربية على الأوضاع فى ليبيا واستقراراها، مؤكدا أن دولة ليبيا الشقيقة أحد أهم بوابات تأمين الحدود المصرية.

وإلى نص الحوار..

بداية.. حدثنا عن أسباب تراجع معدلات الإرهاب فى أرض الفيروز؟

هناك أسباب عديدة وملحوظة لتراجع الإرهاب فى سيناء، وتبدأ منذ العملية الشاملة سيناء 2018، فكانت الأساس لتطهير سيناء حيث تم المسح والتطهير على الأقدام فى كل شبر، كما أن الجيش والشرطة، أحبطوا كل المحاولات للمؤامرة والنيل من هيبة الدولة، وقدم شعب وجيش وشرطة مصر التضحيات باختلاف الفئات، وتراجعت العمليات الإرهابية من أكثر من 500 عملية فى العام عام 2015 إلى أن وصلت لأدنى مستوياتها العام الحالى، وذلك يرجع إلى العديد من المحاور الرئيسية، وأهمها استعادة الأجهزة الأمنية لعافيتها، واليقظة الأمنية من الجيش والشرطة الذين نجحوا فى تطويق الإرهاب، وتوجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية.

بالإضافة إلى قوات الجيش والشرطة التى نجحت فى القضاء على كل عناصر الصفين الأول والثانى للجماعات الإرهابية التى استعانت مؤخرا بالصف الثالث، لتنفيذ أى عمليات إرهابية، ونجحت قوات الأمن فى القضاء على العناصر الإرهابية سواء بتصفيتها فى مواجهات مباشرة أو بعمليات استباقية أحدثت شللًا فى هذه الجماعات التكفيرية، وبفضل امتلاك مصر لمحاور المواجهة من معلومات كافية وإمكانات وعتاد عسكرى مناسب، بالإضافة إلى المناورات العسكرية التى قامت بها مصر مع الدول الصديقة والشقيقة وما أحدثته من رعب لتركيا وكل من تسول له نفسه الاقتراب من الحدود المصرية، والمعلومات هى الأساس فى مواجهة الإرهاب، فالمعلومات هى التى تجعلك تعرف مداخل ومخارج ومنافذ الجماعات الإرهابية، وبالتالى تتمكن من محاصرتها وتقويضها والقضاء عليها، وهو ما انتهجته الدولة المصرية من خلال جمع كل المعلومات عن الجماعات الإرهابية التى تهدد أمننا، وتكثيف الجهود للقضاء على عناصرها.

والعناصر الإرهابية يواجهون أسودًا تضحى من أجل مصر وتقاتل باستماتة فى الدفاع عن كل شبر من أرض مصر، ومن هنا نؤكد أن المؤامرة على مصر لم ولن تنتهى، وإفشال مصر للمخططات الاستعمارية فى العديد من البلدان العربية الشقيقة يجعل أعداء مصر لا يزالون يخططون للنيل من وطننا، فالتمويل مستمر والتحركات التركية ومخططاتها الإرهابية والإجرامية مستمرة، ولولا جهود وتضحيات أبناء مصر لنالت هذه العناصر الإرهابية من وطننا الحبيب.

هل كان لتدريبات الجنود المصرية والمناورات المشتركة أثر فى تراجع معدلات الإرهاب؟

بالفعل التدريبات أثرت فى تراجع العمليات الإرهابية وشاهدنا التدريبات التى قامت بها القوات المسلحة مع الدول الصديقة والشقيقة وهناك بعض التدريبات والمناورات التى اشتركت فيها كل أفرع القوات المسلحة فى البر والبحر والجو وهذا أظهر جاهزية وقوة الجيش المصرى للأعداء وهى رسالة بأننا قادرون على حماية أهدافنا الاقتصادية خارج مياهنا الإقليمية، وداخل المياه الاقتصادية بصورة محترفة، وبالتعاون مع دول صديقة أخرى، كما أن التدريب يتضمن العديد من البنود والأسلحة الحديثة، التى تؤكد قدرة رجال قواتنا المسلحة على استيعابها واستخدامها بالصورة المثلى، وأن الجيش المصرى لن يتردد فى استخدام الأسلحة الحديثة، وإمكاناته لمواجهة أى تعدٍّ على الدولة المصرية أو مصالحها وحقوقها وأى عدائيات سيتم مواجهتها فوراً، ولدينا جاهزية عالية لمواجهة أى تهديدات فى أسرع وقت، والتدريب فى حد ذاته رسالة ردع لأى عدائيات محتملة ويعمل على تجفيف منابع الإرهاب.

وما جهود الجيش فى رفع مستوى الكفاءة والتسليح للجنود؟

لقد حققت القوات المسلحة المصرية طفرة نوعية فى رفع مستوى الكفاءة والتسليح حتى أصبحت واحدة من أقوى جيوش العالم، حيث حرصت على امتلاك أحدث مقومات العصر من العلوم والتكنولوجيا ونظم التسليح العالمية، لدعم قدراتها وإمكاناتها القتالية والفنية للوفاء بالمهام المكلفة بها فى تأمين حدود الدولة وتحقيق مطالب الأمن القومى المصرى، ومع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية وزارة الدفاع قام بلقاءات متعددة والسيد وزير الخارجية نبيل فهمى مع وزيرى الخارجية والدفاع الروس سيرجى لافروف وسيرجى كوارشينكو (2+2) كبداية تنويع مصادر التسلح، وعند تولى مهام رئيس الجمهورية فى يوليو 2014، تبدأ زيارات فى مختلف الاتجاهات لنتعاقد على حاملة الطائرات الأولى ميسترال من فرنسا لحماية المصالح الاقتصادية فى البحر المتوسط، وحاملة الطائرات الثانية لحماية الملاحة فى البحر الأحمر وقناة السويس.

وأيضا طائرات الرفال بعيدة المدى حتى تحقق الذراع الطولى للقوات الجوية، والوصول إلى أهداف بعيدة وحماية مصالح الدولة المصرية وتجل ذلك عندما اقتصت لأبنائنا فى ليبيا، وأرسلت رسالة شديدة اللهجة بأن مصر قادرة على حماية أبنائها فى الداخل والخارج، وأمنها القومى كما تم شراء أربعة طرادات فرنسية من طراز «جوييد 2400»، على أن يتم تصنيع ثلاثة منها داخل ترسانة البحرية المصرية، وكما تم عقد عدة صفقات أسلحة تم شرائها من روسيا مثل منظمة صواريخ دفاع جوى بعيدة المدى وشراء مقاتلات حربية، وطائرات هيل قتالية واستمر التعاون ومع أمريكا لاستكمال عقد طائرات مروحية من نوع " أباتشى" وطائرات من طراز "إف 16"، ومن ألمانيا تسلمت مصر غواصات حديثة كما تم شراء أسلحة من الصين والهند والأهم هو نقل تكنولوجيا التصنيع إلى مصر مع روسيا وفرنسا وألمانيا والصين لتعلن مؤسسة "جلوبال فاير" إلى وصول القوات المسلحة المصرية إلى المركز العاشر بين الجيوش العالمية، وهو ما كان له بالغ الأثر فى استقلال وحرية القرار السياسى السيادى المصرى ولا يمكن لأحد أن يلوى ذراع الدولة المصرية وبدأت مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تنفيذ خطة استراتيجية موسعة، لتوطين صناعة الأسلحة المتقدمة على أراضيها، عبر التوسع فى سياسات التصنيع المشترك مع عدد من دول العالم وهدفت الخطة الاستراتيجية إلى أن تقوم مصر بالوصول تدريجيًا إلى مرحلة التصنيع الكامل، بعد نقل وتوطين التقنيات التكنولوجية والعسكرية المتقدمة، بل والعمل على تطويرها من أجل تلبية احتياجات القوات المسلحة المصرية، من المنتجات والصناعات العسكرية.

وتصنيع مصر لفرقاطة جديدة بأيادٍ مصرية يمثل نقلة نوعية فى البحرية الوطنية، وهذه الفرقاطة من ضمن 4 فرقاطات طراز "جوويند"، تعاقدت مصر عليها مع فرنسا وكان الاتفاق أن يتم تصنيع الفرقاطات الأخرى فى مصر بإشراف فرنسى والسفن بالكامل تم تصنيعها فى شركة الترسانة البحرية المصرية فى الإسكندرية، شارك فيها 2100 مهندس وعامل مصرى وتم تدشين الفرقاطة المصرية الثانية "المعز" طراز جوويند التى تعد من أحدث التكنولوجيات فى صناعة السفن البحرية على مستوى العالم التطوير والتحديث فى التسليح الذى قام به الرئيس السيسى.

هل مصالحة مصر مع قطر وتأمين الحدود الغربية سيؤثر على الوضع فى ليبيا؟

ليبيا أحد أهم بوابات الاستقرار لمصر، ولا يمكن تحقيق الاستقرار دون أن يتحقق وتشعر به الجارة العزيزة ليبيا، وهو ما يستلزم مواجهة الغزو التركى والتمويل القطرى بكل ما نملك، وبكافة الوسائل السياسية والدبلوماسية، حتى فرض خط سرت الجفرة كخط أحمر لتأمين الحدود الغربية لمصر حفاظا على الأمن القومى المصرى، وفق ما تقتضيه الضرورة والقانون الدولى والأطماع التركية لا يمكن أن نختذلها فى الجزء الاقتصادى، وإن حمل غزوها ملامح الحصول على ثروات حوض المتوسط، والتى تقدر بقرابة 1200 تريليون قدم مكعب من الغاز ورغم ما يُغرى تركيا من هذه الثروات إلا أن أطماعها العسكرية وطموحها فى التوسع والانتشار وعودة إمبراطوريتها البائدة الخلافة العثمانية، هدف استراتيجى، والمساحة الكبيرة لدولة ليبيا والتى سمحت للمتطرفين وللميليشيات المسلحة باستخدام هذه الأسلحة فى تنفيذ عمليات مسلحة فى العمق المصرى.

وقد شهدت مصر عددا من العمليات العسكرية من خلال تمركز هؤلاء المتطرفين فى مدينة درنة المحررة، حيث كانت هذه التنظيمات تتحرك من الداخل الليبى وعبر الحدود إلى داخل الصحراء الغربية حيث يتم دعم التنظيمات الإرهابية فمصر كانت وما زالت تواجه الإرهاب داخل وخارج حدودها، إيمانًا منها بأن خطر الإرهاب سوف يطال لهيبه كل منطقة آمنة، وبالتالى لا بد أن تتسع دائرة المواجهة بشكل كبير وألا يقتصر دورها على تنظيمات متطرفة فى الداخل المصرى، لسبب بسيط أن أغلب هذه التنظيمات عابرة للحدود والقارات، وبالتالى يستلزم مواجهتها مواجهة رأس هذه التنظيمات ومموليهم فى الخارج ووجود التنظيمات المتطرفة فى ليبيا واضطراب الأوضاع السياسية يُهدد الأمن فى مصر، ومن هنا تبدو أهمية مواجهة تنظيمات العنف والتطرف فى ليبيا ومواجهة الدور التركى المشبوه والغازى للأراضى الليبية.

ما أثر ندوات وزارة الأوقاف التثقيفية التى تنظمها القوات المسلحة على جنود الجيش المصرى؟

هذه الندوات مهمة جدا وتأتى فى إطار جهود القوات المسلحة، لزيادة الوعى القومى والدينى وتنمية روح الولاء والانتماء لدى الشباب، وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة، وأن الوطنية ليست شعارات تردد وإنما هى عطاء وجهد وعرق وأن وفاء الشعوب وأصالة معدنهم تعرف دائما من مدى انتمائهم لأوطانهم واعتزازهم بها، وهذا يؤكد على حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التواصل الدائم مع أبنائها من الضباط وضباط الصف والجنود، وكذلك الشباب من مختلف التوجهات والأعمار لخلق حالة من الوعى تجاه كافة القضايا المختلفة للدولة المصرية.