رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حوادث

البطل محمد عبدالعزيز.. أول شهداء «النهضة»

والدته: لا نعرف حتى الآن المتهمين بقتل البطل

الملازم أول محمد عبدالعزيز، من الشهداء الذين لن ينساهم التاريخ، فهو ضحية الغدر والخيانة، فهو أول من قاد مدرعة للشرطة أثناء فض اعتصام النهضة، ووفر الخروج الآمن للمتظاهرين، وكان حريصا على ألا يصاب أحد منهم بأى أذى، وهو أيضا أول شهيد سقط فى ميدان النهضة، وسطر بدمائه كبرى الملاحم البطولية التى ستظل محفورة فى التاريخ الوطنى على مدار التاريخ، وستبقى قصة استشهاد البطل فى يوم الاثنين الموافق 16 سبتمبر 2013، باقية خاصة أنه قدم روحه ودمه فى حب مصر.

وقالت أمينة محمد عشيش، والدة الشهيد، إن ابنها البطل لم يتجاوز عامه الثانى والعشرين، وكان يقود أول مدرعة للداخلية تقتحم ميدان النهضة لتفريق المعتصمين، وكان شديد الحرص على حياة المعتصمين، وشديد الحرص على تنفيذ الأوامر بضبط النفس والحفاظ على حياة الجميع، ووفر ممرا آمنا لخروج المعتصمين من ميدان النهضة دون أن يتعرض لهم أحد، وكان سببا رئيسيا فى نجاح فض اعتصام النهضة بشهادة زملائه، لأنه استعمل قنابل الصوت والدخان التى أثارت ذعر وفزع الإرهابيين، وهرولوا فتمكن الضباط والمجندون من الحصول على العديد من قطع السلاح والذخائر، وسمح نجلى الشهيد للمعتصمين بالخروج الآمن وفتح لهم ممرات دون التعرض لأحد منهم.

وتضيف والدة الشهيد لـ«الزمان»، قائلة: «أصيب الشهيد أثناء فض الاعتصام، حيث شاهد أحد المعتصمين ومعه زوجته وأولاده، فكان الشهيد يحاول أن ينادى عليهم للخروج خوفا على الأطفال، وفى تلك اللحظات أصيب أحد الجنود بطلق نارى فاحتمى بمدرعة الشهيد، وأسرع ابنى البطل بحمله داخل المدرعة، وفى نفس اللحظة حمل الإرهابى السلاح الآلى الذى كان مع زوجته وصوب منه عدة رصاصات اخترقت جانب البطل الأيمن وخرجت من الأيسر، ولم تحمه السترة الواقية التى كان يرتديها»، وهنا انهمرت والدة الشهيد البطل، فى نوبة من البكاء المتواصل، وتابعت: وعلى الرغم مما حدث إلا أن إنسانية نجلى الشهيد، منعته من إطلاق الرصاص على قاتله خوفا على الأطفال الصغار.

وأضافت والدة الشهيد، قائلة: وبعد إصابة البطل، تم نقله إلى إحدى المستشفيات بالقاهرة، حيث أجريت له عدة عمليات جراحية، تم خلالها استئصال الكلية اليمنى والطحال والفص الأيمن من الكبد وجزء من الرئة اليسرى، وتبين أيضا وجود تجمع دموى حول الحبل الشوكى يضغط على الدورة الدموية، مما تسبب فى فقدانه للحركة فى النصف الأسفل من جسده، وتقرر نقله إلى إحدى المستشفيات بلندن لتلقى العلاج حتى فاضت روحه إلى بارئها شهيدا.

وتكمل والدة الشهيد حديثها فتقول: «الغريب فى الأمر أننا لم نعرف القاتل ولم يتم تقديم أحد للمحاكمة بتهمة قتل الشهيد حتى اليوم، على الرغم من أن رجال الداخلية لم يتركوا مناسبة إلا ويكرمون اسم الشهيد، ونحن فخورين بذلك، ولكن من قتل ابنى الشهيد الذى كنا نريد أن نفرح به، "ده السؤال اللى محيرنا ومش لاقيين له إجابة خالص". فالشهيد كان بشوش الوجه، محب للجميع، وخدوم، وكنا نتمنى أن تتم محاكمة القاتل الإرهابى لكى تطمئن نفوسنا.

واختتمت أم الشهيد حديثها قائلة: «الرئيس السيسى لم يترك مناسبة إلا وكرم أهالى الشهداء، كما أن وزارة الداخلية على تواصل دائم معنا، وأتوجه بالتهنئة لهم فى عيد الشرطة، وأقول لهم ابنى شهيد الواجب استشهد لأنه رفض إطلاق النار على المتظاهرين فى ميدان النهضة، وهم قتلوه غدرا، وأؤكد على أن الإرهاب لا دين له وأدعو الله أن يحفظكم ويحفظ مصر».

موضوعات متعلقة