رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

عمال الجلود يستخدمون الكولا لمعالجة أنفسهم

سمعنا كثيرا عن أناس يستخدمون الكولا فى التعاطى تلك المادة التى تعمل كغراء وتصنع من مواد كيميائية سامة تنتمى إلى فئة المذيبات العضوية الطيارة، مما يجعل جودتها عالية فى عملية اللصق، وبالطبع نجد العديد ينتابهم الفضول لتجربتها كبديل رخيص وسهل للمواد المخدرة، ولكن الجديد بالأمر أن العاملين بالمحال والمصانع خاصة بمجال الجلود يستخدمونها لوضعها على جروحهم حينما يصابون، ثم يضمدونها بقطعة من القماش ويستكملون يومهم بشكل طبيعى.

ولكن كيف لتلك المواد السامة أن تطيب جروحهم دون التسبب بموتهم، يقول سيد "أ. أ" أحد أصحاب محلات صناعة الجلود أنه يستخدم مادة الغراء نظرا لأن عمله يتسبب بالعديد من الإصابات فى يده، فيستخدم تلك المادة كحل سريع وبديل للبيتادين والكريم المضاد الحيوى، مما يساعده على اختصار الوقت وتوفير الأموال التى قد يدفعها للصيدليات أو المستوصف".

ويقول آخر إنه سمع أن الأوروبيين يستخدمون الكولا لالتئام الجروح، فاقتبس هذا الأمر منهم، ولكن بالطبع الأمر مختلف كليا، فقد كانت بعض الجامعات الأميركية والأسترالية قد طورت غراءً طبيًا قادرًا على إغلاق الجروح فى 60 ثانية فقط، وهو عبارة عن مادّة لاصقة هلامية يمكن استخدامها عوضًا عن خياطة الجروح، وبإمكانها إغلاق جروح الجلد الخارجية أو الداخلية بنجاح كبير، وقد دُرست عملية التئام الجروح على مجموعة متنوعة من الأمراض عبر سنوات، ومن خلال معرفة آلية الشفاء.

وقد تمكن الأطباء من إيجاد علاج عبر الخلايا المناعية لتطبيقه على من أجرى عمليات جراحية، أو على مرضى السكرى الذين تطول مدة شفاء جروحهم مقارنة بالآخرين، فى هذا الصدد يقول الدكتور هانى شفيق استشارى الجراحة العامة، إنه بالطبع لا يمكن أن تحل الكولا مكان كريمات المضاد الحيوى أو العلاجات الأخرى لأنها بالأول والأخير مواد سامة تهلك صحة الإنسان.

وأضاف "شفيق" لـ"الزمان" أن المواد السامة ربما لا تؤثر عليهم فور استخدامها ولكن بالطبع يكون لها تأثير عبر المدى البعيد، كما يمكن أن تؤدى إلى ضعف مناعتهم، لافتا إلى أن الناس عليهم المحافظة على مناعتهم خاصة فى الوقت الحالى الذى نواجه فيه فيروس كورونا المستجد والذى يحتاج إلى مناعة قوية لمجابهته.

وأكد استشارى الجراحة، أنه على الناس عدم التهاون فى الأمور التى تخص صحتهم أو التى قد تتسبب بأمراض مزمنة لهم هم فى غنى عنها، وعلى الإنسان استشارة الطبيب فى كل شىء حتى لو بدا أن الأمر بسيط لأن مجرد جرح بسيط قد يصيبه تلوث يؤدى إلى غرغرينة فيتسبب فى بتر عضو بالكامل، ولا نذهب بعيدا فالكورونا تبدأ بارتفاع حرارة وربما كحة بسيطة ولكن نتائجها غير حميدة.

جدير بالذكر أن من أبرز الأضرار التى تسببها الكولا هى تدمير خلايا المخ والجهاز العصبى المركزى، والرئتين والجهاز التنفسى بالكامل وذلك بسبب بعض المواد والغازات السامة المكونة منها، كما تتسبب بقصور ومشكلات فى القلب، وتهتك عضلة القلب، وتحلل الأعصاب الطرفية، بالإضافة إلى الشعور بالغثيان والتقلصات واضطرابات فى المعدة، وفى بعض الأحيان قد تتسبب فى التعرض لنوبات من الصرع وضعف كلى للجسم.