رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

اللواء يحيى السنجق: أردوغان لن ينجح فى لعب دور «البلياتشو».. حكومة بايدن تختلف عن ترامب

"أمريكا تتخذ الصراعات الإقليمية مصلحة لجذب شراء الأسلحة منها، أردوغان بلياتشو ترامب ولا أعتقد أنه سيكرر ذلك فى حكم بايدن، إيران ستظل عدوا لدول الخليج طالما مستمرة فى ممارسة أفعالها المستفزة، الشعب اللبنانى هو الوحيد القادر على إصلاح بلده من الداخل، الإعلام المصرى فى حاجة للإصلاح بشكل يتناسب مع إنجازات الرئيس السيسى".. وغيرها من التفاصيل كشفها اللواء الدكتور يحيى السنجق، أحد أبطال قوات الدفاع الجوى فى حرب يونيو والاستنزاف والمؤرخ العسكرى لقوات الدفاع الجوى.

فى حواره مع "الزمان" حدثنا فى العديد من الملفات الهامة التى تخص قضايا الشرق الأوسط، كما تطرق إلى الملف الأمريكى وتحدث عن أزمة سد النهضة، وغيرها من الملفات التى تهم الرأى العام.. وإلى نص الحوار..

بسابق خبرتك فى سلاح الدفاع الجوى.. حدثنا عن أهداف التدريبات العسكرية التى تجريها مصر مع الدول الأخرى والتى كان آخرها الجوى المصرى الفرنسى؟

التدريبات والمناورات المشتركة عامل أساسى لدى القوات المسلحة لرفع قدراتها القتالية، للاطلاع على التكتيكات القتالية للدول الأخرى المشاركة، وهذه التدريبات تتم على أهداف فرضية من المحتمل أن تقابلها القوات المسلحة مثل التدريب على عمليات محتملة مستقبلية قد تحدث، وبهذا الشكل يتم وضع خطط للتدريب عليها، فضلاً عن التدريب على أساليب قتال قد تكون مستحدثة وأسلحة أكثر حداثة وكذلك الاطلاع على أسلحة للدول المشاركة قد لا نكون نمتلكها، وهى فرصة حتى للتعرف على الإمكانات القتالية والفنية لأية أسلحة جديدة، كما أن هذه التدريبات تعتبر فرصة لتدريب القادة والجنود على العمليات القتالية الحقيقية فى صورة مشابهة للعمليات الحقيقية.

وضح لنا المقصود مما قاله الرئيس السيسى أن الإرهاب أداة صريحة لتنفيذ المخططات والمؤامرات؟

فى يناير عام 2011 تم بث الشائعات والعمليات التخريبية والتطرف والإرهاب وجميعها عناصر لتدمير البنية التحتية داخل الدولة وهو أسلوب يخالف الحرب التقليدية، بحيث يتم تدمير الدولة من الداخل وهذا ما يطلق عليه حروب الجيل الرابع والتى تهدف لتدمير الدولة من الداخل بواسطة أبنائها من خلال التشكيك فى النظام وقدرات الدولة الاقتصادية والسياسية وخطط الدولة التى تهدف للتنمية، جميعها عملية تدميرية، الرئيس وضع يده على هذا الجزء بحسب خبرته القوية لأنه كان مديراً للمخابرات الحربية ومن مسئولياته الاطلاع على ما يهدد الأمن القومى المصرى فى الداخل والخارج ومن ضمنها حروب الجيل الرابع.

كيف نواجه المخططات والمؤامرات إعلامياً؟

هناك حقائق يجب أن نضعها فى الاعتبار وأعتقد يؤيدنى الكثيرين فى ذلك وهى أن الإعلام المصرى الحالى قاصر جداً على الفكر الإستراتيجى للرئيس السيسى، حيث إن الإعلام المصرى يمارس أسلوب التكرار فى أمور لا تتسم بالذكاء الإعلامى ويجب أن لا يفترض أن المتلقى "غبى" أو جاهل بالأمور السياسية، حيث يجب أن يتم التعامل مع المجتمع المتلقى على أنه إنسان ذكى وواعى للموقف وغير قاصر، ويجب أن يتم منحه المعلومات الحقيقية بدون زيادة أو تطبيل أو نقص أو محسنات لفظية لا طائل منها ولا معنى لها سوى وضع إضافات من الألفاظ التى لا تصلح، ونصح شيخ الأزهر بالاختصار فى خطبة الجمعة"، وهذا معناه عدم الزيادة بالكلام المُنمق وهو أمر لا يصلح، بل يجب أن يتم الدخول فى لُب الموضوع مباشرة بكلمات قصيرة واضحة.

لدينا رئيس يحاول رفع البلد من جميع النواحى ثم يأتى موظف صغير يوقف مشروع بسبب أمور تافهة مثل "طفاية حريق" أو غيرها، يجب إعطاء مجال للناس وحل مشاكلهم، فلا يجوز أن يكون الإعلام فى واد والشعب فى واد آخر، ولا يجب أن يتحدث الإعلام فى موضوعات تافهة لا تمثل المجتمع المصرى وقد تكون موضوعات خارجة عن الآداب العامة، وللأسف يتم تكرارها بوسائل الإعلام "فإذا بُليتم فاستتروا"، لماذا ندمر مجتمعنا من الداخل، ويجب أن نرفع من مستوى الإنسان المصرى وأن لا نغلق عقله بهذا الشكل كما يجب أن نُطهر جميع المصالح الحكومية والإدارة المحلية من جميع المتطرفين المتخلفين الذين يقفون ضد التطور والحداثة ونمو المجتمع.

اليوم من أجل أن يقوم شاب بتنفيذ مشروع صغير سيضطر أن يحصل على عشرات الموافقات وهذا أمر غير سهل ولا يشجع الصناعات الصغيرة، التى ينادى بها الرئيس ويجب أن يركز الإعلام على مثل هذه القضايا وليس الأمور التافهة، من المسئول عن كل هذا ومن يضع سياسات الدولة فى الإعلام؟!، لا أعتقد أن الرئيس يوافق على هذا ولا نريده أن يصاب باليأس من إداريين غير متفهمين لإستراتيجيته، الرئيس ينفذ مشروعات كثيرة ويجب على الإعلام أن يكشف هذا للمواطن ولكن دون تكرار بشكل مستفز يُجبر المواطن أن يعتقد أن هذا مُجرد "تطبيل" فيصرف نظره عن متابعة هذه الإنجازات الجبارة التى يقوم بها الرئيس، بل يجب أن يكررها الإعلام بطريقة مُتحضرة دون أن يُنفر منه المجتمع.

كيف يحافظ الاتحاد الأفريقى على حقوق مصر بخصوص سد النهضة؟

جنوب أفريقيا سلمت الرئاسة للكونغو هذا العام، وكان الاتحاد الأفريقى العام الماضى مُتبنيا مشاكل السد بين مصر وإثيوبيا والسودان، لكن للأسف المناورات الإثيوبية أفسدت جميع هذه اللقاءات والمحاولات خلال رئاسة جنوب أفريقيا وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بصفة مراقب عن طريق وزير المالية الأمريكى فى حكومة ترامب ووصلوا إلى قرارات وقعت عليها مصر والسودان ورفضت إثيوبيا التوقيع فى آخر لحظة رغم موافقتها على المسودة، لذلك نلاحظ أن إثيوبيا دائما تعود لنقطة الصفر فى كل مرة بهدف اكتساب الوقت، الحكومة الإثيوبية أعلنت الانتهاء من حوالى 97% من بناء السد، وهى مستمرة وأتمنى من الاتحاد الأفريقى أن يتدخل وأن يكون حاسماً فى اتخاذ القرارات بإيجاد حل سلمى.

الرئيس قال فى حديث له مع أحد القنوات "إن نفسنا طويل ونملك الصبر وسوف نحل الأمور بالأسلوب الدبلوماسى، وكان واضحاً جدا ولم يتحدث عن الفشل واللجوء لأساليب أخرى مثلما قالت أمريكا أن جميع الحلول مطروحة، وأعتقد أن جميع الحلول مطروحة ويجب أن تعى ذلك إثيوبيا ولكنهم ما زالوا متمسكين بالمشاكل وملء الخزان دون موافقة مصر والسودان وهذا مؤكد أنه سيؤثر على الدولتين وخاصة مصر لأن حصتها محدودة ولا يوجد أمطار تعوض هذا النقص، فلو بدأت إثيوبيا فى الملء الثانى للسد ستتأثر حصة مصر من المياه وأعتقد أن الحكومة المصرية ستتخذ إجراء لتأمين الأمن القومى المصرى، وأرى أن الاتحاد الأفريقى واع لهذه المخاطر.

هل تعتقد أن السد سيتحمل خاصة أن "حمدوك" أكد أن السد يهدد أمن وسلامة 20 مليون مواطن، وهل تعتقد أن الخلاف الحالى بين السودان وإثيوبيا يخدم مصلحة مصر؟

فعلا الصراع بين السودان وإثيوبيا فى صالح مصر، وقوف السودان وتفهمها للجانب المصرى ونقاط الحوار والنقاش مع إثيوبيا يعطى قوة لمصر، كما أننا نتفهم المخاطر التى تمر بها السودان حالياً ومستقبلاً بعد الملء وبالتالى مصر تقف بجوار السودان وتؤيدها، كما أن إثيوبيا محتلة جزءا من الأراضى السودانية والقوات المسلحة السودانية تحاول استرداد الأرض المغتصبة، وفى نفس المنطقة بإقليم تجراى يوجد منشقين على حكومة آبى أحمد، لذلك المنطقة حساسة وتنذر بعواقب كبيرة، وقد ذكرت منذ فترة أن إقليم تجراى سيستمر فى حرب العصابات لفترة طويلة لأن ثوار تجراى قوة لا يستهان بها بالنسبة لإثيوبيا فلديهم السلاح والمقاتلين المدربين ومن الصعب على الجيش الإثيوبى الاستمرار فى حرب العصابات وكل هذه الأمور تُهدد الأمن فى منطقة وسط أفريقيا كما تهدد سريان المياه للسودان ومصر، لو السد دُمر لأى سبب من الأسباب بدون الدخول فى تفاصيل هذا سيهدد سلامة الأراضى السودانية وحياة الملايين من البشر فى السودان ومصر لن يصل لها هذا التهديد بنفس نسبة خطورة وصوله إلى السودان لأننا لدينا السد العالى ومضيق تشكى الذى يمنع الفيضانات بينما السودان ستغرق، فيجب أن تتحد مصر والسودان لحل هذه المشكلة التى لا أستطيع أن أوضح كيفية حلها ولكن الرئيس قال إننا نحاول بشتى الطرق الدبلوماسية وسنصبر.

هل تعتقد أن هناك دعما يُقدم لإثيوبيا فى مقابل هذا التعنت؟

بلا شك وهذا مؤكد أن هناك دولا تدعمها ومن الممكن حصرهم ولكنهم معروفين، منهم دول قريبة من مصر ودول فى الشرق الأوسط، وأخرى خارج نطاق الشرق الأوسط، وهذا الأمر واضح للعالم وليس بسر، هناك حرب على مصر من جميع النواحى الاقتصادية والسياسية والمياه وتهديد الأمن القومى المصرى عن طريق قطع شريان الحياة لمصر، وهناك تهديد ثان وهو الحصار لهذه الدول على مصر لعمل قناة من خليج العقبة إلى البحر المتوسط، وهذا تهديد للملاحة فى قناة السويس، وتهديد فى مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر، فضلاً عن الحوثيين وهو فصيل مدعم من إيران يهدد الملاحة.

وإذا أغلق المضيق توقفت قناة السويس، وكذلك خط البترول الذى اتفقت عليه مصر مع اليونان وقبرص على إنشائه وأن حقول الغاز "أفروديت" ترسل الغاز إلى مصر والتى بدورها تُسيله وتُعيد تصديره إلى الخارج عن طريق خط البترول ثم جاءت إسرائيل بعدها لتتفق مع قبرص واليونان لعمل خط غاز لتوصيله لأوروبا لمنافسة الغاز المصرى، علما أن هناك دولا من شرق البحر الأبيض المتوسط بين مصر واليونان وقبرص وإسرائيل وعاصمته القاهرة جميعها تهديدات للأمن الداخل المصرى، لذلك سد النهضة ليس بالتهديد الوحيد ولكنه أحد التهديدات، فهناك تهديد آخر من ليبيا وتركيا واستخراج البترول فى البحر المتوسط، ودعم قطر للجماعات التكفيرية فى سيناء وغيرها من تهديدات للأمن القومى المصرى.

ما رأيك فى المصالح القطرية وهل تعتقد أن تتوقف عن أعمالها الاستفزازية للدول العربية؟

هذه المصالحة تمت برعاية أمريكية فى الأيام الأخيرة لولاية ترامب لذلك أعتقد أنها مصالحة "مشروخة" ولكن سنترك الباب مفتوحا لقطر لنرى خطواتها القادمة ومدى جديتها فى المصالحة، خاصة أن وسائل الأعلام الخاصة بها المتمثلة فى الجزيرة ما زالت تهاجم مصر وتبث الشائعات وتؤيد الجماعات المتطرفة، ولكننا صابرين وأعتقد الرئيس السيسى لم يرغب فى الانشقاق عن الموقف العربى بين الدول الأربعة التى سعت للمصالحة وهى السعودية والإمارات والبحرين ومصر ووافق على هذا التصالح أمام إثبات حسن النية من قطر، ولو لم تثبت حسن نيتها سيكون ذلك مُجرد حبر على ورق، وأنا شخصياً لا أعترف بهذه المصالحة وأعلن أن قطر لا تحترمها، لأن مصلحة مصر فوق كل المصالح.

هل تعتقد أن تحذو إيران حذو قطر فى المصالحة مع دول الخليج؟

إيران من مصلحتها إقامة علاقات قوية ومتينة مع الدول العربية والخليجية، فى نفس الوقت تحاول أمريكا اجتذاب الدول العربية فى صفها لمحاربة إيران، ولكن لو تمعنا لتصرفات إيران فى الدول العربية سنجد أنها تصرفات مشبوهة وما زالت خطر داهم على الدول العربية بالكامل، سنجد أن إيران تدعم الحوثيين فى اليمن الذى دُمر تماماً وتمدهم بالأسلحة التى تصل للرياض التى تهدد العمق الداخلى السعودى، كيف نقبل أن نتصالح مع إيران وهى تحاول السيطرة على العراق ولديها جماعات تخريبية وتمدهم بالأسلحة.

كيف نوافق أن تمزق لبنان لأحزاب برعاية حزب الله، وكذلك إيران متداخلة فى سوريا، لو احترمت إيران الدول العربية ولم تتدخل فى شئون غيرها ستكون العلاقات جيدة معها، فى الماضى كانت العلاقات المصرية الإيرانية جيدة ولكن الأمر اختلف وأصبحت دولة لا تريد السلام رغم أنها من مصلحتها أن تحسن علاقاتها بالعرب، ولكن الغباء الإيرانى يدمر كل شىء لذلك الدول العربية تلجأ لقوى عظمى مثل أمريكا لحمايتها من أى تدخل إيرانى فى المنطقة، مثل اليمن والسعودية والإمارات وسوريا والعراق ولبنان وهذا ليس فى صالحها أو صالح العرب، وعليها أن تراجع سياستها الخارجية بالنسبة للدول العربية وتمتنع عن تهديد سلامة هذه الدول.

من أين بدأت الأزمة بين اليمن والسعودية؟

بدأت من تشكيل جماعات الحوثى التى تؤيدها إيران وتمدها بالأسلحة والخبراء ووصل الأمر أن الحوثيين اعتبروا أن الجزيرة العربية جزءا من المفروض أن يمتلكوه وليس اليمن، وقد يمتدوا إلى دول الخليج بالكامل، لذلك هم بدأوا بتأييد جماعة الحوثى فى اليمن وقاموا بانقلاب على الحكومة الشرعية فى اليمن ونجحوا فى السيطرة على العاصمة ووصل بهم الأمر للسيطرة على مضيق باب المندب فى جنوب البحر الأحمر وتهديد الملاحة فى البحر الأحمر بالكامل، ومن هنا بدأت المشكلة بين السعودية واليمن حيث إن السعودية تؤيد الحكومة الشرعية وإيران تؤيد الجماعات الإنقلابية الحوثيين وتهدف لتدمير السعودية دون الدخول فى حرب مباشرة معها لذلك تلجأ للحرب بالوكالة مع الحوثيين، مثل ما تفعله تركيا فى ليبيا من إرسال قوات كبيرة وأرسلت قوات لوجستية تسيطر على القوات الليبية لحكومة الوفاق وجمعت مرتزقة سوريا وأرسلتهم لليبيا بمقابل مادى، وهذه هى الحرب بالوكالة بدلا من الزج بالقوات المسلحة يتم إرسال جماعات تكفيرية ومرتزقة لتهديد الأمن القومى الداخلى، وهذا هو ما حدث بين اليمن والسعودية.

كيف نجحت قناة السويس فى تحقيق أرقام قياسية رغم اضطراب التجارة العالمية وأزمة كورونا؟

قناة السويس ممر ملاحى ما بين البحر الأحمر والأبيض، ونحن نقدم خدمات دون أن يكون لنا سلطة لتسيير الخطوط الملاحية فى قناة السويس ونكتفى بتقديم الخدمات والتسهيلات بأسعار منافسة للبواخر لتسهيل المرور فى القناة، وكذلك تعميقها حتى تستوعب بواخر غاطس كبير، وهى تمثل عنصر جذب للملاحة العالمية للمرور فى القناة وبحساب تكلفة دوران البواخر من شرق وجنوب آسيا إلى أوروبا وشمالها عن طريق رأس الرجاء الصالح، سيكلفهم هذا الكثير فى الوقود والوقت، بينما قناة السويس تُسهل كل هذا وبفضل التفريعة الجديدة فى قناة السويس أصبح العبور أكثر سرعة وبالتالى تكلفة الرحلة أصبح أقل، كما أن قناة السويس لا تغالى فى أسعار الخدمات الملاحية للسفن العابرة من قناة السويس وبالتالى تزيد عدد المراكب المارة فى القناة، حيث قد أعلن منذ أيام مرور أعداد كبيرة من السفن للقناة منذ 2016 إلى 2020 بالرغم من جائحة كورونا.

هل تعتقد أن ينتهج بايدن نهج مخالف عن ترامب وأوباما بخصوص إيران؟

إيران هى العدو الثالث للولايات المتحدة الأمريكية بعد الصين وروسيا، ولا يمكن أن تسمح أمريكا لإيران بامتلاك سلاح نووى وخاصة أنها تهدد إسرائيل نووياً، كما أن إيران دخلت اتفاقات الحد من الأسلحة النووية عالمياً وفى نفس الوقت لم تشارك إسرائيل فى هذه الاتفاقات والتى تحقق الحماية لإسرائيل هى الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك لن تتصالح مع إيران إلا بعد السيطرة تماماً على السلاح النووى الإيرانى ومنعها من الحصول على هذا السلاح بأية طريقة سواء بالضغط والحصار الاقتصادى أو السياسى والحرب المستمرة والتهديد العسكرى، وأعتقد أن بايدن سيستمر فى هذه السياسة ولن يغيرها، وكذلك إيران تحاول أن تستميل بايدن لرفع الحصار الاقتصادى عنها مقابل التباحث فى الموقف النووى الإيرانى لذلك هى تحاول.

ولكن بايدن لم يرد على هذه المبادرة حتى الآن، وأعتقد أنه لو استمر الجذب والشد بين الدولتين سيستمر هذه الصراع فترة طويلة، ولكن إذا أظهرت أحد الدولتين التفاهم فى بعض النقاط قد تصبح العلاقات أحسن من ذلك، ولكن إيران ما زالت تهدد إسرائيل والشرق الأوسط بالكامل وبالتالى أمريكا من مصلحتها إقامة الصراعات فى الدول المحيطة لأن هذه الدول المحيطة تسعى للحصول على الأسلحة المتطورة بمليارات الدولارات، ولو نظرنا سنجد أن دولة الإمارات تحاول الحصول على المقاتلة الأمريكية F35، وأمريكا لم ترفض أو تقبل، ومن مصلحة أمريكا إقامة الصراعات الإقليمية فى الدول لجذب الدول لشراء أسلحة منها للسيطرة عليها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.

هل تتوقع فرض عقوبات دولية على الصين لكونها مصدر مستمر لظهور الأوبئة؟

ترامب اتهم الصين بأنها مصدر الفيروس ومنظمة الصحة أرسلت لجنة لتقصى الحقائق للصين ولكنها حتى الآن لم تعلن فى تقريرها إذا كان المنشأ الأساسى الصين أو من عوامل طبيعية، ولا أعتقد أن تشن أمريكا حرباً على الصين بسبب هذا الآن واتجاهات بايدن توضح أنه لن يرسل جنوده إلى أى دولة فى حروب مستقبلية ولكنه يحاول إعادة جنوده الموزعين حول العالم إلى أمريكا ما عدا النقط الحساسة التى يترك بها رموز لهذه القوات ولكنه قد يحدث حصارا اقتصاديا وسياسيا على الصين إذا ثبت إهمالها وتسببها لانتشار هذا الفيروس على مستوى عالمى.

رئيس الوزراء الليبى "دبيبة" كان مُصنفا ضمن تنظيم الإخوان فى 2017 من قبل البرلمان الليبى هل تعتقد وجودة الحالى سيخدم مصالح وأغراض أردوغان؟

أتذكر مقابلة تمت منذ أيام مع شقيق رئيس الوزراء الليبى الجديد ونفى انضمامه لأى جماعات إخوانية ولم نتأكد من حقيقة استمرار انضمامه للإخوان أو حياده عنها حتى الآن، ولكن واضح أن استيفانى وليامز مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة وافقت على عمل اتفاق سياسى ما بين 75 قطبا من الأقطاب السياسة الداخلية فى ليبيا واتفقوا على انتخاب مجلس رئاسى من 3 أشخاص ورئيس حكومة ووقف إطلاق النار بين حكومة الوفاق والجيش الوطنى الليبى، واتفقوا على إجراء انتخابات فى ديسمبر 2021 وطالبوا المجتمعين مع المبعوث بالانسحاب للقوات الأجنبية من ليبيا والجماعات الإرهابية والمرتزقة.

وكل هذا سيكشف الكثير من الحقائق سواء تطرف رئيس الوزراء أم لا، وإذا ثبت أنه منضم إلى الإخوان هناك مجلس رئاسة سيعزله ووجوده هذا مؤقت حتى الفترة الانتقالية، لذلك لا أعتقد أنه سيظهر أى نوع من التطرف، والخطوات التالية التى من المفترض أن يعلنها هو انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا هذه الخطوة ستبين مسيرته السياسية والدبلوماسية وإذا امتنع عن مطالبة القوات بالانسحاب من ليبيا أو أيد وجود المرتزقة هذا معناه انحيازه للديكتاتور الصغير أردوغان ولن ينجح فى عمله وهذا سيكون عكس الاتفاق الذى تم، وأتوقع ظهور قوى معارضة للاتفاق الذى تم مع مبعوث الأمم المتحدة داخلياً وخارجياً، من الإخوان داخليا وخارجياً من الدول الأخرى المتدخلة فى ليبيا بغرض انتهاك خيرات ليبيا، واتفاقية السراج التى تمت مع أردوغان أعتقد ستكون فقاعة اختبار للمجموعة الجديدة فى ليبيا.

إدراج أمريكا لبعض الحركات والقيادات الإخوانية الموجودة فى تركيا ضمن جماعات إرهابية هل تتوقع تأثر العلاقات بين أمريكا وتركيا بسبب هذا الإجراء؟

تركيا لها موقف خاص مع أمريكا وهذا يظهر بوضوح فى موقف تركيا داخل سوريا وضربها لمناطق فى العراق وتدخلها السافر بقوات نظامية فى ليبيا، وأمريكا تتبع نهج "إدارة وجهها للاتجاه المعاكس" لما تفعله تركيا ونحن نعلم أن هناك ضوءا أخضر من أمريكا لتركيا للقيام بمثل هذه العمليات لأسباب، وهى أن أكبر قاعدة أمريكية موجودة فى الشرق الأوسط داخل تركيا، كما أن تركيا عضو فى الحلف الأطلنطى، فضلا عن أن تركيا تهدد أوروبا بفتح باب اللاجئين والسوريين للوصول إلى أوروبا عن طريق اليونان ورومانيا وبلغاريا وإيطاليا، وكذلك أردوغان عندما حاول استكشاف البترول فى بعض المناطق القبرصية واليونانية والاتحاد الأوروبى هدد فى ذلك الوقت بتوقيع إجراءات ضد تركيا ولكنه قام بسحب مراكب الاستكشاف الخاصة به لمنع الاتحاد الأوروبى من اتخاذ القرار، أردوغان يلعب لعبة سياسية نجحت فى عصر ترامب ولا أعلم أنها ستنجح فى عصر بايدن أم لا ولكن أعتقد أن بايدن لن يخسر تركيا.

أردوغان واضح فى النصف الأخير من عام 2020 أنه ممثل يحسن التمثيل على الدول الأوربية ولكنه لن ينجح فى لعب دور البلياتشو فى عصر حكومة بايدن.

بعد اغتيال لقمان سليم هل تعتقد أن الدولة اللبنانية فقدت السيطرة فى حماية شعبها؟

مشكلة الوضع الحالى فى لبنان أنه لا يوجد حكومة وظهر هذا جلياً عندما جاء سعد الحريرى للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى لاستشارته فى الموقف الداخلى اللبنانى والدولى لمساعدته فى حل مشاكله ومساعدته فى تشكيل حكومة، والحكومة الموجودة حالياً هناك تقوم بتسيير الأعمال ليس أكثر أو أقل حتى هذه الحكومة لم تصمد أيام معدودة وقامت بتقديم استقالتها وهذا بسبب التدخل فى المجتمع اللبنانى بشكل سافر، ومجرد وجود حزب الله فى لبنان هذا الأمر كاف للسيطرة على الداخل بشكل كبير وهذا الحزب منتمى أساساً لإيران وهنا الغرب لن يسمح بذلك وخاصة أن حزب الله منتشر فى لبنان وبجواره قوات فى سوريا، واليوم إسرائيل تقوم بالهجوم والإغارة على المنشأة الموجودة فى سوريا ووصل الأمر أنها ضربت ضواحى دمشق الموجودة فيها القوات الإيرانية وكل هذا يؤثر على الشأن الداخلى اللبنانى، وبخصوص هذا الاغتيال بالتأكيد هز الكيان اللبنانى من الداخل ويوضح أن هناك عناصر مسيطرة فى الداخل اللبنانى وحل هذه المشكلة يأتى من الداخل باتحاد الشعب اللبنانى ولا يمكن أن تساعد دولة أخرى لحل مشاكلهم وهذا لن يحدث إلا فى حالة احتلال لبنان، ويجب الابتعاد عن الأحزاب والتطرف حتى يستطيع الشعب اللبنانى حل مشاكله، وعملية الاغتيال دليل واضح على وجود أياد خفية تلعب فى لبنان.