تشيلي أولمبياد 2027 الخاص بمشاركة 170 دولة من بينهم مصر روسيا تعلن طرد دبلوماسيين اثنين من لاتفيا أمريكا وكندا وبريطانيا تفرض عقوبات جديدة على إيران بإدارة كيان تعليمى وهمى بقصد النصب والإحتيال على المواطنين) الدوري الإنجليزي يكشف خريطة الموسم القادم بالكامل ويفجر مفاجآت بالجملة الصين تستدعي سفير ألمانيا بعد اعتقالات بتهمة التجسس لصالح بكين المجلس الأعلى للثقافة ينظم ندوة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحق المؤلف محافظ مطروح يطمئن على صحة وكيل وزارة الأوقاف عقب تعرضه لحادث سير د.عادل عبد العظيم يتفقد محطة بحوث الإسماعيلية لمتابعة العمل وبرنامج الخضر ورفع كفاءة الأصول المقاولون العرب لإدارة المرافق تحصل على الجائزة الأولى في التشغيل والصيانة والتحول الرقمي بمنتدى مصر لإدارة الأصول بمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء.. الإفراج بالعفو عن عدد من النزلاء المحكوم عليهم بعثة الزمالك تصل غانا لمواجهة دريمز في الكونفدرالية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

سر وساطة تركيا فى ملف سد النهضة

أثار العرض الذى قدمته الحكومة التركية على لسان فيصل ابروغلو المبعوث الشخصى للرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى العراق عن استعداد بلاده التوسط بين مصر والسودان وإثيوبيا فى مفاوضات سد النهضة، العديد من التساؤلات حول أسباب هذه الدعوة فى ذلك التوقيت، وما هى شروط مصر للقبول بتلك الوساطة، وهل يمكن أن تثق مصر فى تركيا بعد قيامها بتدريب الإثيوبيين على منظومة الدفاع الجوى التى أقامتها إثيوبيا للدفاع عن السد؟.

وقال الدكتور جمال شقرة رئيس لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، إن قبول مصر بمثل تلك الوساطة مرهون بتنفيذ طلباتها بتسليم الإرهابيين الذين تحتضنهم تركيا رغم كونهم خارجين عن القانون وسحب ميليشياتها من ليبيا ووقف عدوانها على سوريا، وتغيير موقفها من العراق.

أوضح أن أردوغان أصبح فى مأزق كبير نتيجة تراجع شعبيته، بعد الخسائر التى عانى منها الاقتصاد التركى مؤخراً، وتعرض حزب العدالة والتنمية الذى يرأسه للعديد من الانشقاقات السياسية، وملاحظته أن الوقت لم يعد فى صالح مصر حيث لم يبقَ على موعد الملء الثانى لبحيرة سد النهضة سوى ثلاثة أشهر فسعى لاستثمار الفرصة دون أن يطلب منه ذلك.

وأشار شقرة، إلى أن التصالح الذى تم مؤخرا بين مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية والبحرين مع دولة قطر الداعم الاقتصادى الأول له، ونجاح السياسة التى انتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعه السعودية فى الضغط على أردوغان، حين أعلن أن سرت الجفرة خط أحمر، وتأهب الجيش المصرى لمواجهة قواته وجها لوجه، بصورة أجبرته على التراجع خوفا على مستقبله السياسى.

وقال الخبير الاستراتيجى، إن التحالفات التى أقامتها مصر مع دولتى اليونان وقبرص شرق المتوسط أسالت لعاب الرئيس التركى نحو الغاز الطبيعى، غير أن كل هذه العوامل لا تدعو إلى التفاؤل المفرط فى التعامل مع تركيا التى تحمل استراتيجيات ثابتة تجاه الشرق الأوسط تستهدف إقامة الإمبراطورية التركية، غير أنه من الأهمية بمكان إقامة علاقات متوازنة مع الدول المحورية بالإقليم خاصة إيران والسعودية وتركيا لتحقيق المصالح المصرية أما التوترات السياسية فستزول مع مرور الوقت.

فى سياق متصل أوضحت الدكتورة حسناء الدمرداش، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن التدخل التركى فى مفاوضات سد النهضة يستهدف تيسير عملية شراء الكهرباء لها ولإسرائيل ونقلها عبر شبكات الربط الكهربائى مرورا بالسودان ومصر، مما سيحقق لهما أرباحا خيالية، لافتة إلى شراء الأخيرة مساحات شاسعة من الأراضى الإثيوبية لزراعتها خارج حدودها بما يحقق لها تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء.

أضافت الخبيرة الاستراتيجية، أن التقارب مع تركيا سيسمح لمصر بترسيم الحدود البحرية مع وتركيا مما سيعطيها الحق فى التنقيب عن البترول عبر مساحات هائلة تقدر بآلاف الكيلو مترات، كما سيسمح لها بتصدير الغاز المصرى لأوروبا عبر تركيا.

أضافت الدكتورة حسناء، أن سد النهضة ورقة تلعب بها تركيا التى تحركها إسرائيل بهدف الضغط على مصر لنقل المياه مشيرة إلى اعتراف تركيا بإسرائيل فور قيامها عام ١٩٤٧ دون مراعاة لأى ثوابت دينية، ومن الصعب أن نثق فى نواياهم بهذه السهولة.

أشارت الخبيرة الاستراتيجية، إلى فتح مصر لأسواق كثيرة أمام منتجاتها داخل الدول الأفريقية مما دعى تركيا المنافس الأول لها إلى طلب التواصل مع مصر لتحقيق مصالحها، ولذلك فإننا نقبل بالتعاون معها بما يحقق مصالحنا الاقتصادية ولكننا لسنا فى انتظار الدبلوماسية التركية لحل الأزمة مع إثيوبيا.

وقال اللواء ناجى شهود المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن التصريحات التركية لا تعدو أن تكون مجرد مناورات سياسية وراءها أهداف غير واضحة فلماذا لا يسعى أردوغان لحل مشاكله مع دول الجوار بدلا من توجهه إلى مصر.

أكد شهود أن الخارجية المصرية لم يصدر عنها أى بيان رسمى حول تلك التصريحات حتى الآن، مما يجعلها والعدم سواء، إلى حين إثباتها حسن النية بالالتزام التام بحل كل القضايا العالقة فى المنطقة.

من جانبه أوضح الدكتور أحمد القاضى الباحث المتخصص فى شأن حوض النيل، أن تركيا تواكب المتغيرات العالمية التى صاحبت وصول الرئيس الأمريكى الجديد جون بايدن لسدة الحكم, ورغبته فى حل مشاكل الشرق الأوسط بالطرق السلمية عبر الدبلوماسية الهادئة على غرار ما حدث فى ليبيا، مما دفع أردوغان إلى التفكير فى سياساته الخارجية.

وحذر الخبير الاستراتيجى، من الثقة المفرطة فى توجهات أردوغان السياسية الذى لا زال يحلم بالهيمنة على مقدرات المنطقة، غير أن مصر بحاجة إلى إقامة علاقات متوازنة مع الدول ذات الثقل الاستراتيجى فى الإقليم خاصة إيران والسعودية وتركيا بما يحقق مصالحها السياسية والاقتصادية أما التوترات السياسية فسوف تزول مع الوقت.