رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

فن

أستاذ أكاديمي يتهم الجزيرة الوثائقية بالسطو على حقوق الملكية الفكرية

فجر الفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة الجزيرة الوثائقية منذ أيام قليلة فيلم تحت عنوان "الأراجوز" والذي يتناول "الأراجوز المصري"، أزمة علمية حول فن الأراجوز المصري وتاريخه ونشأته وسيرة اللاعبين الأصليين.

وأوضح الدكتور نبيل بهجت أستاذ ورئيس قسم المسرح بجامعة حلون والخبير في فن الأراجوز وخيال الظل، أنه فوجئ عند عرض الفيلم الوثائقي بالعديد من الأخطاء التاريخية الخاصة بنشأة وتطور وصناعة الأراجوز المصري، كما أنه فوجئ أيضًا بوجود بعض اللقطات بداخل الفيلم مأخوذة من فيلم "الأراجوز المصري" والذي قدم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لتسجيل الأراجوز على قوائم الصون العاجل بالمنظمة، لافتا إلى أن فيلم "الأراجوز المصري" موجود على موقع اليونسكو، وجميع حقوق الملكية الفكرية تعود له، باعتباره منتج ومخرج الفليم، كما أن اللقطات والمشاهد لم تقتصر على الاقتباس من فيلم الأراجوز المصري فقط، وإنما تعدت ذلك حيث تم عرض عدد من اللقطات الخاصة بفرقة ومضة لفنون الأراجوز وخيال الظل، والتي تم عرضها خلال الاحتفاء بتسجيل الأراجوز على قوائم اليونسكو "مهرجان الأراجوز المصري الدورة الأولى، دون أن يتم الإشارة إليه أو حتى يتم أخذ تصريح منه لعرض تلك اللقطات بداخل الفيلم، وهو الأمر الذي اعتبره "بهجت" اعتداءً صارخًا على حقوق الملكية الفكرية.

وأشار "بهجت" إلى أن الأمر لم يقف عن حد السرقة أو الاقتباس فقط ، وإنما طال فن الأراجوز المصري أيضًا، حيث أن ما تم عرضه به العديد من الأخطاء العلمية، وبه تزيفًا لهذا الفن الشعبي المصري، حيث اعتمد الفيلم على الوسيط الأوروبي للعروض المشابهة للأراجوز ، وهو العلبة الفرنسية" وهو الأمر الذي أخرج الأراجوز عن مصريته من حيث الشكل العام، حيث أن الوسيط المستخدم في فقرات الأراجوز المصري هو "المسرح المتنقل" والذي ينحصر في أربعة عناصر "البرفان، العربة، الخيمة، الباردة" وما زال اللاعبون يستخدمون العربة في الموالد والأحياء الشعبية والبرفان في الحفلات، هذا بالإضافة إلى العديد من الأخطاء التي يلمسها المشاهد المصري بمجرد مشاهدة الفيلم".

وشدد "بهجت" على ضرورة الانتباه لما تم تقديمه خلال الفيلم، لاسيما في يتعلق بتاريخ "الأراجوز المصري" وتوثيقه، حيث قال :"أخشى من أن الانتشار الواسع لقناة الجزيرة قد يتسبب في أن يلجأ إليه الباحثون في مجال التراث الشعبي والفولكلور ويعتمدون على ما قُدم من خلاله، وبهذا يتم ترسيخ صورة مشوهة ومليئة بالأخطاء العلمية عن الفن الشعبي المصري خاصة الأراجوز والذي يعتبر من أهم فنون الدُمى والعرائس الشعبية، والتي توارثناها عبر الأجيال، بل كانت في وقت من الأوقات تستخدم في التعبير عن المشاكل الاقتصادية والسياسية التي يمر بها المجتمع المصري في العديد من الفترات الزمنية المتعاقبة".