رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

اتحاد إقليمى لإخراج المرتزقة من ليبيا

وافق ممثلو دول الجوار الليبى السودان وتشاد والنيجر على التنسيق مع الحكومة الليبية لخروج كافة المقاتلين الحاملين لجنسيات دولهم، بناء على الخطة التى عرضتها لجنة 5+5 الليبية خلال اجتماعها بالقاهرة هذا الأسبوع، وأعلنت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة أن اجتماعاتها بالقاهرة سادتها أجواء إيجابية من جميع الأطراف حيث تم الاستماع لوجهات النظر المختلفة بصدر رحب من الجميع.

وذكر البيان الختامى أن وجهات النظر أكدت فى مجملها على ضرورة البدء بإنشاء قنوات اتصال دائمة وفعالة بشأن خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، وأكد البيان على إبداء ممثلى السودان وتشاد والنيجر استعدادهم التام للتنسيق والتعاون الذى يكفل خروج كافة المقاتلين الذين يتبعون دولهم بكافة تصنيفاتهم من الأراضى الليبية وضمان استقبال هذه الدول لمواطنيها والتنسيق مع الحكومة الليبية لضمان عدم عودتهم مجددا إلى الأراضى الليبية وعدم زعزعة استقرار أى من دول الجوار.

وكانت اللجنة قد عقدت اجتماعاتها فى العاصمة المصرية القاهرة بحضور رئيس بعثة الأمم المتحدة المعنية بالشأن الليبى "يان كوبيتش" بهدف وضع آلية للتواصل والتنسيق لإيجاد أرضية مشتركة تمكن هذه الدول من التعاون المشترك للبدء بخطوات عملية على الأرض لخروج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب.

وقال اللواء محمد عبدالله الشهاوى المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الاجتماع ضم 5 خبراء عسكريين من شرق ليبيا، و5 آخرين من غرب ليبيا بهدف تجميع السلطة العسكرية فى يد الجيش الوطنى الليبى، وعدم السماح بتدخل الميليشيات المسلحة فى عمل مؤسسات الدولة لتوفير المناخ المناسب لإجراء الانتخابات الرئاسية البرلمانية فى موعدها يوم 24 ديسمبر المقبل.

أكد لـ"الزمان" أن الأمن القومى الليبى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى نظرا لارتباط البلدين بحدود جغرافية تمتد 1015 كيلو متر طولى، وخروج القوات الأجنبية وكذلك الميليشيات المسلحة يصب مباشرة فى الأمن القومى المصرى.

لفت اللواء الشهاوى إلى نجاح الجيش الليبى فى القضاء على العديد من الميليشيات المسلحة التى بلغ عددها 1700 فى ليبيا مما مثل خطورة على الأمن القومى المصرى واستدعى رفع حالة التأهب بين صفوف القوات المسلحة المصرية، مؤكدا أن أخبار الاجتماع مطمئنة لاتفاق جميع الحاضرين على خروج الميليشيات المسلحة من على أرض ليبيا.

من جانبه أوضح الدكتور أحمد عبدالدايم أستاذ التاريخ الحديث والعلاقات الدولية بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، أن هذه هى أول مرة يشارك فى الاجتماعات الأمنية الليبية، ثلاثة من دول الجوار هى السودان والنيجر وتشاد والتى يتبعها غالبية المرتزقة الموجودين على الأراضى الليبية.. ولكن السؤال المهم هل لدى حكومات هذه الدول سيطرة على هذه الميليشيات لإجبارهم على الخروج فى أى وقت.

لفت الخبير السياسى إلى مقتل الرئيس التشادى إدريس ديبى على يد ميليشيات تحارب الحكومة المركزية ولم تستطع قوات الحكومة التشادية الوصول لهؤلاء القتلة وكذلك السودان يعانى من خلافات عميقة بين المجلس العسكرى والمكون المدنى فكيف سيجبر الميليشيات على العودة إلى بلادهم ولديه مشاكل داخلية معقده.

أشار الدكتور عبدالدايم إلى وجود ميليشيات لتنظيمات إرهابية مثل جماعة "بوكوحرام" و"داعش" على الأراضى الليبية لها سيطرة فى جنوب ليبيا وفى بعض مناطق الغرب، ولدى هذه التنظيمات مشاكل سياسية وعسكرية مع دولها.

أضاف الخبير السياسى أن الدول الكبرى تؤيد إجراء الانتخابات فى موعدها وخروج القوات الأجنبية من ليبيا، ولكن هذه القوات دخلت فى تجارات غير مشروعة كثيرة مثل تهريب المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا إلى أوروبا عبر ليبيا، وكذلك تجارة المخدرات كما أن عددهم يتجاوز 20 ألف جندى مسلح.

أكد أستاذ العلاقات الدولية أن القاهرة مشغولة بالملف الليبى وبشكل كبير، وأن الاجتماعات الماضية حققت نجاحات لا بأس بها مثل فتح الطرق بين الشرق والغرب الليبى ولكن حسم القضية ليس سهلا نظرا لوجود قوات أجنبية مثل فاجنر التابعة للجيش الروسى والقوات التركية بخلاف الميليشيات المسلحة.

وقال الدكتور عبدالدايم إن هناك خلافا بين الليبيين حول اسم وزير الدفاع حتى الآن، وغير معروف موقف جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا بعد إخفاقهم فى مصر وتونس والمغرب واحتمال تدخلهم بصورة مفاجئة مما قد يعيد ترتيبات الانتخابات، مؤكدا عدم وضوح الموقف قبل منتصف شهر نوفمبر عقب إعلان أسماء المرشحين على منصب الرئيس رسميا، وحدوث نوع من التوافق على شخصية الرئيس الجديد.