كسوف كلي للشمس في أبريل المقبل.. هل يراه المصريون؟ تنفيذ 1000 مشروع ضمن برنامج فرصة للتمكين الاقتصادي «شؤون الحرمين» ترفع جاهزيتها لتهيئة الأجواء التعبدية خلال العشر الأواخر من رمضان فلسطين: العالم على «محك اختبار نهائي» لإدخال المساعدات إلى غزة فحص 6 ملايين و264 ألف طفل ضمن مبادرة علاج ضعف وفقدان السمع وزيرا الأوقاف والتنمية المحلية ومحافظ الجيزة يلتقون قيادات الدعوة بمحافظة الجيزة وزير التنمية المحلية ومحافظ الجيزة ومفتى الجمهورية يفتتحون مسجد الروضة بحدائق الأهرام جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة الجريمة ومرتكبي السرقات تطوير وتشغيل 3 أقسام للعلاج الطبيعي خلال فبراير الماضي طرح 19 ألف وظيفة معلم مساعد مادة قريبًا تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير (188) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية بشتى صورها
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

العراق يواجه عواصف الفوضى والانهيار

استهدفت طائرة مسيرة محملة بمتفجرات منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الواقع في المنطقة الخضراء شديدة التحصين فيالعاصمة بغداد فجر الأحد الماضي، في محاولة اغتيال فاشلة، جاء ذلك بعد أن تحولت احتجاجات في العاصمة العراقية على نتيجة الانتخابات العامة المبكرة الشهر الماضي إلى أعمال عنف.

وذكرت صحيفة «Financial Times» البريطانية، أن الحوادث الأمنية في ‎العراق، من المرجح أن تستمر طالما لم يكن هناك تسوية بين الشيعة تُقدم لهذه الجماعات، مثل إعطائها حصة في الحكومة الجديدة تتناسب مع حصتها قبل الانتخابات.

وقالت صحيفة «The New York Times» الأمريكية: «بينما أثار الهجوم على بيت ‎الكاظمي، مخاوف من تزايد عدم الاستقرار وسط الاضطرابات السياسية في ‎العراق، بدا أن مواطني البلاد يتجاهلونها، ففي وقت لاحق ومع بداية أسبوع العمل العراقي، كانت شوارع بغداد مليئة بالاختناقات المرورية التقليدية في ساعات الذروة».

ومن جهته، قال الخبير في الشأن الإيراني الدكتور مسعود إبراهيم حسن، لجريدة «الزمان»، إن محاولة اغتيال الكاظمي، هي محاولة لجر العراق إلى فتنة جديدة وإلى المزيد من الفوضى التي يعيشها العراق منذ احتلاله عام 2005.

وأشار إلى أن العراق قد عانى كثيرا من هذه الفوضى، خاصة عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي شهدت هزيمة للتيار الموالي لإيران في هذه الانتخابات.

وأكد أنه عقب إعلان هذه النتيجة خرجت الاحتجاجات إلى الشوارع، إضافة إلى المزيد من الصدامات بين قوات الأمن وبين المتظاهرين، والتي أدت إلى سقوط مصابين وقتلى، معتقدا أن هذه الحالة من الفوضى انتهت بمحاولة قتل الكاظمي بطائرة مسيرة على محل إقامته.

ويرى الخبير في الشأن الإيراني، أن هناك دلائل ومؤشرات تؤكد أن هذه المحاولة مخطط لها منذ فترة، وتؤكد ضلوع الكتائب الموالية لإيران، خاصة كتائب «حزب الله»، التي كانت أعلنت عن تهديدها للكاظمي قبل عملية الاغتيال بأيام، وعقب إعلان نتيجة الانتخابات.

وأردف: «الأمر الثاني الذي يؤكد ضلوع إيران في هذه العملية هو أنها تمت باستخدام طائرات مسيرة، وإيران لديها الخبرة في ذلك، وحتى ميليشياتها العسكرية المنتشرة في المنطقة كل عملياتها العسكرية التي تقوم بها ضد أعدائها في المنطقة، تتم من خلال هذه الطائرات المسيرة».

وأكد أن امتلاك الميليشيات العسكرية التابعة لإيران، طائرات مسيرة في العراق، أمر خطير جدا على الساحة السياسية العراقية، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد أعلنت أنها ستقوم بعمل منظومة ضد هذه الطائرات حتى أنها لم تفعلها على المنطقة الخضراء التي توجد فيها السفارة الأمريكية.

واستطرد: «كان مصطفى الكاظمي، مناهضا لفكرة التواجد الإيراني في العراق، منذ مجيئه، إذ أنه كان عاقد العزم على العودة إلى الحضن العربي، ولذلك قام بجولات عدة إلى دول عربية، إضافة إلى عقد اتفاقيات اقتصادية مع دول عربية كثيرة، منها المملكة العربية السعودية، كل هذا الأمر أقلق النظام الإيراني».

وأكمل: «مؤشر نتيجة الانتخابات الأخيرة يؤكد أن هناك تناقص في التواجد الإيراني في العراق، وهو ما يهدد مستقبل التواجد الإيراني، فهو بالنسبة لإيران الحديقة الخلفية، التي من خلالها تستطيع إيران التحايل على العقوبات الدولية».

واختتم: « كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن إيران تريد على رأس السلطة في العراق من يمثل الجمهورية الإيرانية، وليس مناهضا لها».

ومن جانبه، قال الصحفي والباحث في الشأن العراقي رعد هاشم، إن مهاجمة بيت القائد العام للقوات المسلحة حادث إرهابي بكل المقاييس، مؤكدا أنه يجب أن يتم التعامل معه بحزم وليس بصيغة فتح لجان.

وأوضح هاشم، أن وزارة الخارجية الأمريكية وفرت فرصة للكاظمي، يجب عدم التفريط بها؛ بعد إقرارها بأن محاولة اغتياله عملا إرهابيا.

وأضاف: «يجب استغلال استعدادها للتعاون مع العراقيين للتحقيق في الحادث، والتوصل للمنفذ ونوع الطائرة المسيرة المستخدمة، لتثبيت الجرم على الميليشيات وداعمتها إيران بغية معاقبة الطرفين».

ويرى أن سباق التسلح في العراق، أخل بميزان القوى إذ امتلك الحشد عشرات الطائرات المسيرة، بينما الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى مازالت تنتظر عروض وأسعار شراء لبضعة مسيّرات.

ومن ناحيته، يرى المحلل السياسي، إيهاب عمر، أن إدارة جو بايدن الديموقراطية، قررت العودة بالسياسة الأمريكية إلى استراتيجية القرن الأمريكي الجديد، أى سياسات الإدارة الجمهورية لجورج بوش الابن، قائلا: «وما أكثر التشابه بين الإدارتين خاصة فكرة أن الرئيس دمية بينما صلاحياته موزعة على مراكز القوي فى إدارته».

وأضاف أنه ومن هنا يلاحظ أمرين، أولاً السعي لحزام من الحروب الأهلية فى الشرق الأوسط، وثانيا أن تكون تلك الحروب على أسس طائفي سني شيعي، وفى هذا المضمار هنالك اتفاق واضح وصريح أمريكي إيراني بتفجير العراق ولبنان إلى حروب أهلية طائفية.

وأكد أن إيران تعمل فى خدمة هذا الطرح الأمريكي ليلاً نهاراً، بعد أن فشل غلمانها فى بيروت وبغداد وقبلها دمشق وغزة في إدارة تلك الولايات الفارسية.

ومن هذا المنطلق، أوضح أن مظاهرات الجمعة 5 نوفمبر 2021 من تدبير نوري المالكي، ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بتقنيات لا يمتلكها إلا ميلشيات إيران بالعراق.

واعتبر أن إيران حينما تستهدف رئيس الحكومة العراقية، فهى لا تستهدف الشخص ولكن المنصب، فهى ترسل رسالة إلى جلسات التفاوض القائمة فى بغداد، أن الكاظمي، لا يأت على هوى طهران، فهو فى مرمى طائراتها وأسلحتها وميلشياتها بالعراق، وأنه خيراً لتحالفات العراق الجديدة ألا تطمع فى رئيس وزراء من خارج الوصاية الإيرانية.

واختتم: «لقد كانت محاولة الاغتيال إنذار وتكتيك تفاوضي لفرض أسماء بعينها، ولكن فشل محاولة الاغتيال كشف اللعبة فوق رأس إيران وأزلامها فى العراق».

ويشار إلى أن هذه العملية هي الأولى من نوعها في العراق، من حيث استهدافها لرأس السلطة التنفيذية والعسكرية في البلاد، منذ اغتيال رئيس مجلس الحكم العراقي عز الدين سليم، في مايو 2004، حينما كان العراق في ذروة الفوضى والصراع السياسي وقتئذ.