قراءة فى سطور أول دعوى قضائية بمنع مطربى المهرجانات من الغناء
فى السنوات الاخيره انتشرت بصورة كبيرة ما يطلق عليه اسم"اغانى المهرجانات" وهى لاتمس لمفهوم الاغانى المتعارف عليها ،بل هى عبارة عن موسيقى ذات ايقاع سريع وصاخب للغاية يؤديها ما يعرف بمطربى المهرجانات والذين لا يتمتعون بادنى موهبة فى الغناء فلا نسمع منهم الا صراخ ونشاذ تنفر منه الاذان .
كما تضمنت تلك الاغانى – ان كان يمكن ان نطلق عليها هذا اللفظ تجاوزا – عبارات بذيئة ومنحطة وتتضمن ايحاءات جنسية وتحض على الرزيلة والفسق والفجور ،وتتعارض مع الذوق العام والاخلاق وتهدم قيم المجتمع المصرى ،وتشجع الاطفال والشباب الذى لم ينضج عقليا بعد ،على حفظ مثل تلك الاغانى الهابطة والمسيئة بل ويرقصون على نغمات تلك الاغانى بطريقة عصبية وبحركات سريعة و غريبة تؤدى الى اضطرابات نفسية وصحية لهؤلاء الشباب وتسبب لهم اضرار فادحة على المستوى الاجتماعى والاخلاقى فهى اقرب لظاهرة "هبوط اخلاقى" لم يعرف المجتمع المصرى لها مثيل.
-وبذلك فان اغانى المهرجانات لعبت دور كبير فى تدنى المستوى الاخلاقى للاطفال والشباب ،حيث ادت الى زيادة العنف اللفظى والجسدى والتنمر فى الشارع وانتشار السلوكيات التى تنطوى على العنف والعدوان وعدم احترام الكبير.
-كما ان الكثير من الشباب يلجأ الى تصوير مقاطع فيديو له تتضمن مقطع صوتى من هذه الاغانى المسفة والمنحطة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى بهدف السخرية والافتخار بخرق القانون لاظهار القوة وكسب الشهرة فى العالم الافتراضى الذى يعيشون فيه.
-واغانى المهرجانات بما تحمله من كلمات تحرض على العنف وعدوان و البلطجة وتحريض على تعاطى المخدرات وحمل الاسلحة وافتعال المشاغبات لاستعراض قوة زائفة اكتسبوها من مطربى تلك الاغانى ،وللاسف فان هذا النوع من الاغانى يطاردهم فى كل مكان سواء فى الحفلات او القنوات الفضائية او منصات التواصل الاجتماعى التى تبث تلك الاغانى الهابطة وتنشر سمومها بين الاطفال والشباب ،كما تستضيف القنوات والراديو وغيرها مطربى المهرجانات باعتبارهم مجتمع ويقدمون اعمال جليلة له.
ولذلك فقد قمت بكتابة دعوى امام محكمة مجلس الدولة ضد الجهات المعنية بهذا الامر لانها لم تتخذ الإجراءات الواجب عليها قانونا و هم نقيب المهن الموسيقية و رئيس المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام ، فوفقا للمادة5/3 من القانون رقم35 لسنة1978 الخاضعة له نقابة المهن الموسيقية فان الهدف من منح التصريح المؤقته بالغناء هى اهداف محددة تتمثل فى تيسير اظهار المواهب الكبيرة الواعدة او لاستمرار الخبرات المتميزة ، النهوض بفنون الموسيقى والمحافظة على التراث الفنى المصرى وتطويره بما يجمع بين الاصالة والمعاصرة ،فى حين ان اغانى المهرجانات لا تحقق تلك الاهداف بل على العكس لها تاثير سلبى على هذا الاهداف ويعمل على هدمها ،فشتان بين الخبيث والطيب ،فالاغانى تخاطب الوجدان والشعور الانسانى وترتقى بالذوق العام وتؤكد قيم المجتمع وثوابته ،فى حين ان اغانى المهرجانات تحض على الفسق والفجور والرزيلة وتؤثر على اخلاقيات المجتمع وتنال من قيمة السامية للمجتمع المصرى ٍ.
وعلى ذلك لا يكفى ان يكون باعث نقابة المهن الموسيقية على منح تصاريح الغناء المؤقتة لمطربى المهرجانات هو انها مجرد مصدر مالى للنقابة فقط دون مراعاة الاهداف السامية التى نصت عليه القانون على النحو سالف الذكر، و قد قمت بتوجيه انذار رسمى على يد محضر للسيد المعلن اليه الاول بنبه عليه باصدار القرارات اللازمة قانونا والتى اوجب القانون عليه اتخاذها والتى تتمثل فى الغاء تصريح الغناء المؤقت لجميع مطربى المهرجانات ورفض منحها مستقبلا على النحو الوارد تفصيلا بطلب الانذار الا ان سيادته قد امتنع عن تنفيذ ما يلزمه القانون بادائه بما يشكل قرار سلبيا بالامتناع عن تنفيذ قرار كان يتعين عليه اتخاذه.
كما ان رئيس المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام وفقا للقانون رقم92 لسنة2016 باصدار قانون التنظيم المؤسسى للصحافة والاعلام ، فهو يشرف ويراقب ويتابع كافة المواد الاعلامية التى تبث عبر وسائل الاعلام المختلفة سواء القنوات الفضائية والاذاعية والتلفزيون وغيرها من وسائل البث المرئى والمسموع والرقمى ،وانه يلتزم قانونا باتخاذ كافة الاجراءات والتدابير والضوابط التى تمنع بث المواد الاعلامية الهابطة والمسيئة للمجتمع وعلى راسها بالطبع اغانى المهرجانات ،وحيث نلاحظ ان بعض القنوات الفضائية والاذاعية تذيع اغانى المهرجانات كما تقوم باستضافة مطربى هذه المهرجانات على انهم نجوم فى فن الغناء ،على الرغم من تدنى وبذائة مايقدم منهم من كلمات مسفة تحض على الرذيلة والفسق والفجور والبلطجة وتمس كيان المجتمع المصرى فى اخلاقياته ومبادئه وتقاليده الاصلية على نحوما ذكرنا سلفا ، وحيث ان المعلن عليه بصفته لم يتخذ الاجراءات والتدابير والضوابط التى الزمه القانون باتخاذها فى مواجهة تلك الاغانى والتي تذاع فى القنوات الفضائية ومحطات الراديو على مواقع التواصل الاجتماعى وموقع يوتيوب ،دون ان يحرك المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام ساكنا ، فان تم توجيه انذار لسيادته ينبه عليه بضرورة اتخاذ الاجراءات والتدابير التى نص عليها القانون رقم92 لسنة 2016 و تم إقامة الدعوى بطلب الغاء تصاريح الغناء الصادرة لصالح مطربى المهرجانات ورفض منحها مستقبلا تحت اى ظرف ،وكذلك منع بث واذاعة اغانى المهرجانات عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والرقمية (اخصها القنوات الفضائية والراديو) وكذلك منع بثها عبر المواقع والمنصات الالكتروية وحجب الحسابات الالكترونية الموثقة لمطربى المهرجانات المنشاة عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة (اخصها فيس بوك وانستجرام والتيك توك) ،مع ما يترتب على ذلك اثار.