رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

اللواء ثروت النصيرى: انتهى عصر الإرهاب وأصبحنا دولة آمنة مستقرة

اللواء ثروت النصيرى، أحد أبطال القوات المسلحة، والمستشار فى أكاديمية ناصر العسكرية، حاورته "الزمان" فى عدد من الملفات الشائكة، المتعلقة بمصر وبدول الجوار، كما تحدثنا عن أزمة آبى أحمد الذى بدأ يسقط إلى الهاوية، وتطرقنا للملف الليبى ومحاولات الشعب لبناء دولته من خلال انتخابات حرة نزيهة، كما أوضح محاولات الإخوان الإرهابيين من تدمير أمن ليبيا خلال هذه الفترة لإفشال العملية الانتخابية، كما حدثنا اللواء النصيرى، عن الحروب النفسية وأهداف البعض من إحداث فتن طائفية، وكشف عن أسباب اتفاق مصر وإسرائيل لزيادة عدد قوات حرس الحدود، والهدف الرئيسى من إلغاء حالة الطوارئ فى مصر، وغيرها من موضوعات تهم الرأى العام، وإلى نص الحوار..

ما رؤيتك حول ما تمر به ليبيا الشقيقة من مرحلة انتقالية ومحاولات الإخوان لعرقلة الانتخابات؟

مصر تسعى بشكل مستمر إرساء استقرار الشعب الليبى، لأنها العمق الاستراتيجى لمصر، إذ إنه تربطنا حدود 1200 كيلو، وأمن ليبيا واستقرارها يعتبر من أمن واستقرار لمصر، لذلك منذ بداية الأزمة الليبية مصر تسعى دائما للمحاولة بالطرق السياسية، لتوحيد الصف الليبى ضمن حكومة موحدة بالإضافة لإخراج الميليشيات والمرتزقة حتى يتسنى للشعب أن يقيم انتخابات حرة ديسمبر المقبل، ونأمل أن يختار الشعب بمحض إرادته من يمثله فى هذه الانتخابات، فأمن الشعب واستقراره هو هدف استراتيجى لمصر، وهو امتداد طبيعى للجار الغربى.

بالنسبة لأعمال الإخوان هو أمر ليس بجديد عليهم، فهم دائما يسعون لبث الفتن والنزاعات، ولا يرغبون أن تكون ليبيا دولة حرة مستقرة، ومن مصلحتهم بث الفرقة والنزاع الداخلى، وخلق حرب أهلية داخل ليبيا، ولكن نحن نأمل أن الشعب والمسئولين فى ليبيا يوحدون جهودهم نحو مستقبل أكبر، يكفى أن ليبيا منذ أكثر من 10 سنوات تصارع وتعانى من أزمات متتالية، فهى تملك احتياطى بترول يفوق الدول ويجعلها أغنى دول العالم، كما تعيش على مساحة أكثر من 1.5 مليون كيلو متر مربع، فهى بلد تحمل العديد من الخيرات ولو الشعب الليبى استطاع أن يوحد خطوطه لعمل انتخابات حرة، بعيدا عن المشاكل والنزاعات الليبية، وهذا ما تسعى له الدبلوماسية المصرية على قلب رجل واحد، وهناك توحيد فى الصفوف والرؤى، كما أن القيادة السياسية فى مصر حريصة على أمن واستقرار ليبيا ومد العون لها فى شتى المجالات.

ما توقعاتك خلال الفترة المقبلة حول أزمة آبى أحمد فى إثيوبيا؟

الشعب الإثيوبى غير راضٍ عن أسلوب آبى أحمد فى الحكم، فهناك أعراق وقبائل كثيرة، ومن الصعب أن ينجح بسبب سياسته التعسفية فى إثيوبيا، ولن يحقق استقرارا بسبب هذه السياسة، فهو غير مقبول فى إقليم تيجراى، بالإضافة لأعماله وقراراته خاصة بسد النهضة التى تضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن، ويريد أن يعمل لصالحه خلال هذه الفترة، علما بأنه كان من الممكن أن يقبل بالاتفاقيات التى تمت بين مصر والسودان بخصوص السد، ويكون هناك حسن جوار مع إثيوبيا ولكن آبى أحمد لا يفكر بشكل صحيح، وقراراته خاطئة ونأمل أن يصحح مساره لأنه الآن يواجه مشاكل ونزاعات، بالإضافة إلى أنه شخص غير مقبول لدى شعبه فى إثيوبيا.

آبى أحمد سقط فى نظر شعبه وأمام إقليم تيجراى، ومشروع سد النهضة كان أحد أسباب سقوطه، حيث كان يحاول من خلاله إقامة مشروع يلتف حوله الإثيوبيون، كما إنه كان يأمل فى الحصول على الزعامة من خلال هذا المشروع، ولكن إدارته لهذا المشروع كانت إدارة فاشلة، لم يستطع أن يحوز على ثقة الأفارقة أو على المستوى الدولى والإقليمى، لذلك بدأ الشعب الإثيوبى أن ينفر منه، كما أن آبى بدأ يتعامل بعنف مع إقليم تيجراى، وكانت من الأمور التى زعزعت حكمه داخل إثيوبيا، ولم يكن يحكم بدبلوماسية أو بطريقة عقلانية، ووصل إلى مرحلة عدم رضى من الشعب الذى وصل لمرحلة المعاناة بسبب المجاعة والأزمات الاقتصادية، التى يعيشها الشعب، ولم يقم بدور كمسئول عن دولة لتحقيق الأمن والاستقرار والاكتفاء الذاتى لشعبه، بل لجأ للعنف وهذا أثر على الشعب الإثيوبى الذى لم يجد لقمة العيش.

ما تأثير زيادة عدد قواتنا على الحدود مع إسرائيل وتعديل اتفاقية السلام؟

من ضمن اتفاقيات كامب ديفيد أنه من الممكن التنسيق مع الجانب الآخر، فى الإجراءات الأمنية التى تتعلق بالاتفاقية، ومصر وإسرائيل بينهم تنسيق فى هذا المجال للقضاء على الأعمال الإرهابية، فأى عمل يتم بخصوص زيادة عدد قوات حرس الحدود يتم بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلى لأنه فى النهاية يصب فى مصلحة الطرفين، المصرى والإسرائيلى، ولا نستطيع الإنكار أنه ما زال هناك بعض البؤر الإرهابية فى هذه المنطقة برفح، وهذا يتطلب إجراءات احترازية للقضاء على هذه البؤر، إذ إن الإرهاب يحاول أن ينشط من جديد، ولكن بفضل الضربات الاستباقية التى تمت فى الفترات الأخيرة أصبحنا لا نسمع عن عمليات تحدث إلا على فترات متباعدة، ويسعى الجانب المصرى دائما أن تكون هذه البؤر تحت أنظارها بشكل دائما، سواء برا أو جوا، لذلك تتم المداهمات عند استشعارهم بأن هناك عملا على وشك الوقوع، وزيادة قوات حرس الحدود هو عمل استباقى يتم بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلى، بهدف تأمين هذه المنطقة من البؤر الإرهابية وإذا لجاء الأمر لعمل مداهمات لهذه البؤر للقضاء عليها، فهو يتم برا وجوا، وحاليا نشعر بأمان كامل فى هذا الاتجاه، بعد أن كان هو المكان الوحيد الذى تتم فيه الأعمال الإرهابية، خاصة فى المثلث "رفح والشيخ زويد، خاصة أننا لم نعد نسمع بيانات عسكرية مثل سابق، عن أى عمليات إرهابية تتم، وهذا دليل على أن العمليات الإرهابية أصبحت نادرة الحدوث، ومصر حريصة دائما على القيام بأعمال احترازية لمنع أى عمليات إرهابية فى هذا الاتجاه.

لذلك فإن تأمين هذا الاتجاه تطلب التصديق مع الجانب الإسرائيلى من أجل زيادة عدد القوات وتمركزها، وهذا يصب فى مصلحة الطرفين المصرى والإسرائيلى، لأنه فى النهاية الإرهاب لا دين أو وطن له ويسعى لإحداث الأزمات فى أى مكان، لذلك من مصلحة إسرائيل زيادة أعداد القوات بهدف القضاء نهائيا فى البؤر الموجودة فى رفح.

ما سبب إلغاء حالة الطوارئ فى مصر وما الحالات التى تتطلب فرضها مرة أخرى؟

يعلم القاصى والدانى بسبب الظروف الصعبة تسعى الحكومة من خلاله فرض الأمن والاستقرار والحزم فى هذه الفترة، خلال السنوات الماضية كانت تتطلب فرض حالة الطوارئ بسبب بعض الأعمال، بهدف تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما قام بإلغاء القانون كان ذلك بدافع أمرين هامين، وهو إثبات أن مصر أصبحت آمنة ومستقرة ولا يحدث بها أعمال إرهابية، لإنعاش السياحة العالمية خاصة الروسية والأوكرانية داخل مصر، إذ إن هذه الدول عندما تجد مصر خالية من حالة الطوارئ، وتتمتع بأمن واستقرار فى هذه الحالة سيكون هناك انتعاش فى السياحة داخل مصر، وهذا نراه واضحا فى شرم والعريش والغردقة، سنجد أن السياحة حدث بها انتعاش كبير، كما أن هذه الأماكن جذابة للسياح بسبب جمالها.

وقرار إلغاء حالة الطوارئ كان رسالة للعالم أن مصر آمنة، خالية من الإرهاب والتوترات التى تقلق ضيوف مصر، اليوم انتهى عصر الإرهاب وأصبحنا دولة آمنة مستقرة ويسعى كل فرد داخل مصر لتحقيق ذاته، فالسياحة تجذب ملايين الدولارات إلى مصر وتزيد الدخل القومى، ونحن اليوم نشهد عودة السياحة مرة أخرى، كما أن جميع الأعمال التى تقوم بها القيادة السياسية من مشروعات وأنشأ مدن جديدة، كل هذا يؤكد أن مصر تتحرك بشكل سريع نحو الأفضل فى مسار الدول الكبرى، إذ إن دولتنا اختلفت كثيرا فى عهد الرئيس السيسى فهو تولى الحكم 2014 وحتى الآن بدون مجاملات أنجز خلال 7 سنوات أعمال لم نرَها من قبل سواء طرق وكبارى ومشروعات ومدن مثل العاصمة الإدارية والعالمين، وغيرها من مشروعات تبنى على أحدث تراث، بالإضافة للمشروعات زراعية، كلها مشروعات زادت من قيمة مصر أمام الدول الكبرى، وكل هذا يؤكد أن مصر آمنة مستقرة.

ما أهمية وأهداف معرض إيديكس الذى يعرض فى مصر؟

هذا المعرض هو الثانى، والمعرض السابق تم عام 2019، ونجح نجاحا باهرا خلال هذه الفترة، وأتوقع المعرض القادم سيكون أكثر نجاحا وتفوقا، وهذا المعرض يُظهر إمكانات الجيش المصرى بتسليحه وقدراته ومعداته الحديثة، التى بدأت بتنوع مصادر السلاح، سواء من فرنسا التى حصلنا منها على الرافال والميسترال، وروسيا والصين وغيرها من دول عدة، كسرنا من خلالها التقيد بدولة واحدة وهى أمريكا كمصدر للسلاح، وأصبحنا نتعامل مع جميع الدول، وهذا المعرض يتم فيه عرض جميع الأسلحة التى تخص جميع الدول، بالإصافة للأسلحة المصرية التى تبين عظمة الجيش المصرى، حتى أصبحنا رقم 10 على العالم.

فى معرض إيديكس مصر تكشف عن قوتها وعراقتها، وتوضح للعالم أنها تملك السلاح، وهذا ليس معناه أن السلاح للبطش ولكنه لحماية مصر، فيعتبر المعرض من الأعمال المتميزة التى قامنا بها، كما نعلن من خلاله جيش مصر الذى حرر سيناء فى 1973، واستطاع أن يهزم الجيش الذى قيل إنه لا يقهر، نحن اليوم نملك أسلحة من الجيل الرابع، سواء طيارات أو دبابات أو غواصات، وهذا المعرض رسالة للعالم عن مدى قوة مصر فى تنوع مصادر السلاح.

حدثنا عن الحرب النفسية والأزمات الطائفية وتأثيرها على المواطنين؟

إذا كان الإنسان لديه إيمان راسخ فى قلبه ولا يتزعزع بالفتن فهو أهم من أى شىء، فالحرب النفسية هدفها زعزعة الاستقرار والأمن والإيمان داخل المواطنين، وأنا أرى الأزمات الطائفية أمور سلبية لا يخضع لها إلا الضعيف، وطالما الحقائق موجودة والإيمان قوى لن يهزمنا أحد سواء بحرب نفسية أو فتنة طائفية، ولدينا الإعلام يوضح الحقائق بشفافية لتكذيب الشائعات ودحر الحروب النفسية، التى تبث من الخارج، فهى سموم توجه للشباب ضعيف الإدراك، ولكن مع الدراسات والوعى الإعلامى يزيد الوعى للمواطنين.

تعليقك على الأحداث الجديدة فى السودان وبداية اتفاق الأطراف؟

مصر دائما تسعى لاستقرار الشقيقة السودان، لأنها البعد الجنوبى الاستراتيجى لنا، وحل مشاكلها هدف رئيسى لمصر، كذلك عدم التدخل فى شئونها الداخلية، وهذه هى سياسة مصر الدائمة، فنحن دولة واحدة، وأتوقع قريبا أن يعم بها الاستقرار والهدوء مرة أخرى بعد القرارات الأخيرة التى تُبشر بالخير بين جميع الأطراف.