رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الرئيس التنفيذى لشركة روساتوم: التشغيل الفعلى لمحطة الضبعة 2028

كشف ألكسندر فورونكوف الرئيس التنفيذى لشركة روساتوم الروسية للطاقة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال حواره مع جريدة الزمان، عن أبرز أعمال شركة روساتوم المسئولة عن بناء محطة الضبعة المصرية.

وأكد أن شركته تعمل حالياً على إنشاء محطتين للطاقة النووية السلمية، الأولى فى مصر، التى تشمل إنشاء محطة للطاقة النووية فى الضبعة، وتتكون من 4 وحدات من نوع VVER - 1200 بقدرة إنتاجية 4800 ميجاوات.

وكشف أيضًا عن أسرار وتفاصيل آخر ما توصلت إليه الأعمال التنفيذية والدراسات التحضيرية لمحطة الضبعة النووية، معلناً عن موعد التشغيل الرسمى لأول مفاعل نووى فى مصر.

وإلى نص الحوار..

حدثنا فى البداية عن شركة روساتوم الروسية ومجال عملها بمنطقة الشرق الأوسط؟ ولما اختارت الاستثمار فى مصر بوجه خاص؟

شركة روساتوم تعد أحد أكبر شركات الطاقة النووية فى العالم، والشركة تعمل منذ فترة كبيرة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهذا المجال، ونجحت منذ بدايتها فى تحقيق انتشار كبير وذلك من خلال إنشاء عدد كبير محطات الطاقة النووية السلمية، ونسعى للتوسع بها خاصة الدول العربية الخليجية، مثل السعودية والإمارات، ومصر وتونس والمغرب وغيرها من الدول.

واختارت روساتوم مصر، لأن جميع التوقعات تشير بأنها ستصبح من الدول الرائدة فى مجال الطاقة النووية السلمية خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة مع بدء تشغيل محطة الضبعة النووية التى تعد أحد أهم المشروعات القومية الكبرى التى ستحقق نقلة فريدة وغير مسبوقة فى مجال توليد الطاقة والكهرباء مستقبلا.

كم يبلغ عدد الدول التى تتعاملون معها حاليا بشكل عام وفى منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص؟

الشركة الروسية لديها تاريخ طويل من العمل يتعدى الـ75 عاماً تمكنت خلالهم من إنشاء أكثر من 100 مفاعل نووى فة 14 دولة مختلفة، وكانت روسيا، هى الأساس وهناك 60 مفاعلاً من نوع VVER لا يزال قيد الخدمة، منها 38 وحدة طاقة داخل روسيا من خلال 11 محطة طاقة نووية، كما أنها تعمل حالياً بتنفيذ مشروعات محطات جديدة فى 12 دولة حول العالم.

أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فالشركة تعمل حالياً على إنشاء محطتين للطاقة النووية السلمية، الأولى فى مصر، التى تشمل إنشاء محطة للطاقة النووية فى الضبعة، وتتكون من 4 وحدات من نوع VVER - 1200 بقدرة إنتاجية 4800 ميجاوات.

كما تبنى «روساتوم» محطة «أكويو» للطاقة النووية فى تركيا التى ستتزود أيضاً بـ4 وحدات طاقةVVER - 1200 تبلغ قدرتها الإجمالية 4800 ميجاوات.

هل تكتفى الشركة الروسية بالعمل فى المجال النووى فقط أم هناك مجالات أخرى؟

- بالطبع نحن نعمل فى مجالات عديدة بخلاف الطاقة النووية، لعل أبرزها طاقة الرياح ومجالات تحلية المياه وأيضاً المجال الصحى، كما أن لديها حصة كبيرة عالمياً فى مجال النظائر التى تستخدم فى تشخيص الأمراض ومنها السرطان.

حدثنا عن مشروع الضبعة النووى من حيث المواصفات ودرجات الآمان خاصة على سكان المنطقة؟

روساتوم تنفذ مشروع الضبعة النووى بأحدث التكنولوجيات فى العالم وهى تكنولوجيا الجيل الثالث المطور GEN3+ وذلك وفقًا لتصنيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما أن محطة الضبعة المقرر تنفيذها تمتلك من أحدث التقنيات وأكثرها أمانًا، وتعتمد أيضاً على أفضل وسائل الأمان والسلامة، وبالتالى نتوقع نحن جانبنا الروسى وطبقاُ لحسابات روساتوم بأن يكون لهذا المشروع انعكاسات إيجابية عديدة على مصر، خاصة على المستوى الاقتصادى والطبى والبحثى، فضلا عن توفير فرص العمل لكل المتواجدين حول المشروع بما يعود بالنفع على الجميع.

ماذا يمثل مشروع الضبعة النووى لشركة «روساتوم»؟

الشركة تشبه هذا المشروع الضخم والهام لتنمية مصر، بمشروع إنشاء السد العالى الذى يعتبر معجزة هندسية، خاصة أنه بمجرد بناء محطة الطاقة النووية ستتيح للناس فرصة لتحسين جودة الحياة وصنع مستقبل أفضل للأطفال.

ما أهمية القبول الاجتماعى للمجتمع المصرى لمشروع الضبعة النووى؟

هناك مساع جادة من قبل مصر وروسيا فى تقديم كل المعلومات المتكاملة عن المشروع النووى، خاصة أنه يوجد العديد من الفوائد الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والمالية التى تعود على المجتمع المصرى من تنفيذ المشروع النووى المصرى الأول السلمى لإنتاج الكهرباء.

كما توجد دراسات مشتركة بين الجانبين المصرى والروسى، خاصة بآليات توطين الصناعة التكنولوجية النووية الروسية فى مصر، وتعريف الشركات المصرية على المعدات التى تستخدم فى تنفيذ المحطات النووية على مستوى الدول الكبرى.

حدثنا عن درجة استفادة موردى الصناعة من الطاقة النووية؟

تعد المشروعات النووية بمثابة قاطرة تسحب الصناعات ذات الصلة إلى الأمام وتخلق الظروف المواتية لتطور قطاع التكنولوجيا المتقدمة فى البلاد، مما تسهم فى تطوير مشروعات كبيرة للبنية التحتية.

ماذا عن الشركات المصرية الراغبة فى تنفيذ المشروع النووى بجانب الجانب الروسى؟

- نحن لسنا الجهة التى تستطيع الكشف عن النسبة الحقيقية لمشاركة الشركات المصرية ببناء محطة الضبعة خاصة أنها متغيرة، ولكننا نتعامل بالفعل مع عدد كبير من الشركات المصرية بجانب الروسية لتنفيذ المشروع النووى المصرى لعل أبرزهم «حسن علام وبتروجيت والمقاولون العرب».

ماذا عن منتدى الطاقة النووية المصرى الروسى الثالث ومدى أهميته بالمشروع النووى؟

تعود أهمية منتدى الطاقة النووية المصرى الروسى الثالث الذى استضافته مصر لتعزيز سبل التعاون بين شركة روساتوم الروسية والجانب المصرى بالإضافة إلى عرض الفرص المتوافرة للشركات المصرية للمشاركة فى تنفيذ محطة الضبعة النووية، بخلاف عرض كل الترتيبات التى تعدها شركة روس أتوم المتعلقة بطرح المناقصات.

ماذا عن نسبة الطاقة النووية التى تنتجها «روساتوم» من إجمالى توليد الطاقة فى العالم خاصة بدول الشرق الأوسط؟

يعلم العالم أن روسيا عام 2020، شكلت أكبر مصدر صافٍ لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية بحصة سوقية بلغت 20.28%، وإذا تم إضافة الطاقة المنتجة من مصادر الطاقة الكهرومائية والمتجددة إلى التوليد النووى، سنجد أن هه الحصة زادت لـ40% من إجمالى توليد الكهرباء فى البلاد.

ولا تزال مشروعات الشركة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قيد التنفيذ وهى بـ«مصر وتركيا».

هل هناك أى عوائق واجهتكم خاصة بتكلفة بناء المحطات النووية؟

صحيح أن تكلفة إنشاء محطة طاقة نووية قد تكون أعلى بالمقارنة مع إنشاء أى محطة أخرى سواء رياح أو شمسية، ولكننا نرى أن هذا الأمر سيعود فيما بعد بالنفع خاصة أن المحطة النووية ستبدأ بتقديم إسهامات لا حصر لها فى ميزانية الدولة حتى عند الدخول بمرحلة البناء، وخلال فترة تشغيلها التى يمكن أن تصل إلى 80 عاماً، ستفوق الأرباح المالية من تشغيل المحطة حجم الاستثمارات الأولية التى تم إنفاقها على إنشائها بعدة أضعاف، بما فى ذلك العائدات الضريبية وتوطين صناعة مكونات المحطة، هذا بخلال تطوير الصناعات ذات الصلة وتوفير فرص عمل لآلاف من الناس وتطوير النظام التعليمى المحلى.

ومن وجهة نظركم كم ستبلغ القيمة المضافة للناتج المحلى الإجمالى لمصر بعد بناء مشروع الضبعة؟

تقريباً ستبلغ نحو 4 مليارات دولار سنوياً.

لماذا تم اختيار محطة «لينينجراد» النووية الروسية لتكون مرجعية عند بناء الضبعة؟

- نظراً لأن روساتوم تخطط أن تستعين بتنفيذ هذه المحطة لأنه تم تنفيذ مفاعلات روسية التصميم من نوع VVER - 1200 المنتمية إلى الجيل «3+» الأحدث من المفاعلات النووية، وحالياً تعد هذه المفاعلات الأكثر تقدماً وأماناً.

متى يتم البدء الفعلى لبناء محطة الضبعة النووية؟

لست الجهة المختصة التى تعلن عن موعد تشغيل المفاعل الأول، ولكننا نرى وفقا لتصريحات الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المصرى، أنه من المقرر بدء مرحلة التشغيل الانتقالى وفقا للجدول الزمنى عام 2028.