رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

اللواء محمد الغبارى: التنمية تساهم فى توفير فرص العمل لأهالى الصعيد

اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وواحدًا من رجال القوات المسلحة المصرية، الذى لم ينته دوره حتى الآن، فى توعية الشباب المصرى، وتقديم الدراسات والتدريبات والدورات العسكرية والحلقات والمناقشات التى توضح أهمية زيادة الوعى المصرى وكشف المخططات التى تسعى لهدم الاستقرار من خلال الشائعات وغيرها من طرق ملتوية.

حاورته "الزمان" فى عدد من الملفات المتعلقة بالشأن المصرى، فحدثنا عن تطوير القدرات العسكرية للجيش المصرى وأهميته، كما كشف لهنا أهمية معرض إيديكس الذى أقيم مؤخرا، وأوضح لنا أهمية هذا المعرض العسكرى الكبير.

كما تطرقنا إلى أهمية تطوير وتنمية مدن الصعيد وتأثير ذلك على أهل الريف، وسعى الدولة المصرية لتقليل معدلات الفقر هناك، وفرص العمل التى توفرها المشروعات التى تقام فى الصعيد، وغيرها من الموضوعات الهامة، وإلى نص الحوار..

حدثنا عن تطوير القدرات العسكرية للقوات المسلحة؟

الرئيس السيسى دائما يؤكد على رؤية الدولة المصرية لعام 2030، وقوة الدولة الشاملة، لذلك الدولة المصرية اهتمت بتطوير القدرات العسكرية للقوات المسلحة المصرية، من أجل تأمين المقدرات المصرية وكافة المصالح الاستراتيجية، لذلك تم البدء بتحديث قوات الدفاع الجوى والقوات الجوية، بالإضافة لترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان لحفظ وتأمين المصالح الاستراتيجية، وتم تطوير القوات البحرية وتم جلب الميسترال من أجل تأمين المصالح الاستراتيجية، كما تم إنشاء القواعد العسكرية الكبرى فى كافة أنحاء الجمهورية لزيادة القدرة العسكرية.

كما أن معرض إيديكس الذى أقيم بمصر فى نسخته الثانية، يعتبر تعريف حول القوة العسكرية فى العالم، لذلك القدرة العسكرية للدول، هى قدرة الدولة على تدعيم القدرة العسكرية لتنفيذ المهام المخطط لها الدولة، لذلك اقتصاد الدول مرهون بقدراتها العسكرية، كما أن المعارض والزيارات العسكرية المختلفة بين الدول تدعم القدرات العسكرية، ويعتبر معرض إيديكس من المعارض التى لا تقام فى دولة إلا إذا كانت لديها إنتاج حربى، وقدرات على التأمين الجيد.

حدثنا عن أهمية تطوير الصعيد؟

الرئيس عبدالفتاح السيسى يعمل على تحقيق مصطلحين هما الرؤية المستقبلية لـ2030، والتخطيط الاستراتيجى للتنمية الشاملة فى مصر، لذلك مشروعات التنمية فى صعيد مصر تؤكد رغبة القيادة السياسية فى تحقيق قوى الدولة الشاملة بأفرعها الثمانية، إذ أن قوى الدولة تنقسم إلى القوة الصلبة والقوة الحيوية، والقوة الصلبة تضم القوة العسكرية والاقتصادية وقوة السكان والموقع، أما القوة الحيوية تضم 5 أنواع وهى قوة الدولة الناعمة وتشمل السياسة الخارجية والسياسة الداخلية والإعلام وتكنولوجيا المعلومات والروح المعنوية.

لذلك الرئيس السيسى عمل على تدعيم قوى الدولة الشاملة بفروعها الثمانية بداية من تعظيم الموقع، فكان مشروع قناة السويس الجديدة، والعمل على ازدواج المجرى الملاحى لقناة السويس، ما أدى إلى زيادة إيرادات القناة بشكل غير مسبوق، فضلا عن شبكة طرق واسعة، تساهم بشكل كبير فى تعزيز الاستثمار، وتقليل حجم الإنفاق الكبير، وربط كافة محافظات الدولة بعضها ببعض.

كما عملت الدولة على تدعيم الكتلة الاقتصادية من زراعة وتجارة وصناعة ورؤوس أموال واستثمار، حيث شهدت الدولة المصرية زيادة فى حجم الرقعة الزراعية من خلال العديد من المشروعات القومية مثل مشروع الدلتا الجديدة، والمليون ونصف المليون فدان، وشرق العوينات، وإعادة إحياء مشروع توشكى من جديد، وهو الأمر الذى يساهم فى تقليل الاستيراد، وتحقيق النمو الاقتصادى، وتأمين الفجوة الغذائية للشعب المصرى.

ومن الأمور الجدية توجه الدولة نحو التوسع فى زيادة الرقعة الخضراء عبر الوسائل الحديثة، والتى جاء فى مقدمتها وسائل الرى الحديث لدى المصريين، ومشروع تبطين الترع، وإنشاء محطات تنقية مياه الصرف الزراعى، وتحديث وسائل الرى الحديثة.

أما بالنسبة لمحور الصناعة، الدولة اهتمت منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية على إعادة تشغيل المصانع المتوقفة، وإنشاء مصانع جديدة مثل مصانع البتروكيماويات، ومصانع الأسمنت فى سيناء، وإنشاء مصانع الرخام وغيرها من المصانع التى تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى، وزيادة فرص العمل للشباب، كما أن القطاع العسكرى حظى بعملية تطوير واسعة للقوات المسلحة، وزيادة قدرتها بشكل كبير لتكون قادرة على تأمين مصالح مصر الاقتصادية بالبحر المتوسط عقب التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود مع الدول المجاورة.

كما حققت الدولة محور القوة الناعمة، من خلال النشاط القوى خارجيا مع كافة الدول العربية والأوروبية، ما أدى إلى إحداث توازن للعلاقات المصرية بالخارج، فضلا عن السياسة الداخلية الناجحة والتعاون الكبير مع المجتمع المدنى الذى أصبح مؤيدا لجهود الدولة، والجمعيات الأهلية التى أصبحت أيضا شريكا فى أعمال التنمية بالمحافظات، فضلا عن تواجد الأحزاب السياسية والقيام بدورها بحرية ودون قيود، كما أن كافة بنود قوى الدولة الشاملة تشهد تنمية بشكل متواز وهو ما يحقق الأمن القومى المصرى.

التنمية فى صعيد مصر ساهم بشكل كبير فى توفير فرص العمل لأهالى الصعيد، وتقليل معدلات الفقر، فضلا عن بناء المدن الجديدة مثل سوهاج الجديدة وأسوان الجديدة وقنا الجديدة، والعديد من المشروعات التى تستهدف جذب الاستثمار لمنطقة الصعيد، فالدولة تعمل على تحقيق الهدف بأن يتم الخروج إلى 14 % من مساحة مصر بدلا من 7% التى نعيش عليها فى الوقت الراهن.

ما أهمية التدريبات العسكرية المشتركة مع الدول الأخرى؟

التدريب العسكرى يسمى "ردع" دون استخدام القوة، والردع يستخدم فى أمرين القوة أو التهديد، والتدريبات المشتركة لها أغراض متعددة منها، لرفع مستوى القوات ولردع التهديدات وإعطاء رسائل للقوى التى تهدد المنطقة باستعدادنا للمجابهة وبالتالى يتم ردع هذا التهديد، ومثال على هذه التدريبات، التدريب فى البحر المتوسط لردع تركيا، وتدريب "سيف العرب" المشترك مع عدد من الدول العربية والتدريب مع السودان نسور النيل ١، والرئيس عبدالفتاح السيسى عندما تولى المهمة وضع رؤية 2030، وهى أول رؤية استراتيجية توضع فى مصر منذ بداية تاريخها، حيث كان من قبل يتم وضع تخطيط لمدة 5 سنوات فقط، ولكن هذا التخطيط وضع للدولة الشاملة، فضلا عن تطوير القدرة العسكرية من أجل حماية المصالح الخاصة لمصر.

كما أن مصر الدولة الوحيدة التى حاربت الإرهاب، لذلك لديها الخبرة فضلا عن انتصارها فى آخر الحروب التى اندلعت فى المنطقة وهى حرب أكتوبر، بالإضافة لتطوير وتحديث الأسلحة بشكل مستمر التى تجابه الإرهاب، لذلك تهتم الدول الأجنبية والعربية بعمل تدريبات مشتركة مع مصر، كما يستفيد الجنود من خلال توسيع نطاق الخبرة وتطوير قدراتهم.

كيف رفع التدريب المشترك من مكانة الجيش المصرى فى العالم؟

التدريب المشترك عامل من العوامل الهامة لتقدم جيشنا عن باقى الجيوش، فهو يوفر علينا ردع أية قوى معادية تحاول اختراق الأمن القومى عن طريق الحدود، لأنه يوفر للجيش كيفية التعامل لمجابهة المخاطر، والتدريبات المشتركة التى تتم مع الدول على الحدود البحرية توضح للعالم أننا قوى مشتركة ومتفقة على ردع أية عدوان.

لذلك التدريبات المشتركة "ردع" للعدو لأنه سيكون مجابه من خلال الطرفين، فضلا عن أن التدريب المشترك له فائدة أخرى وهى التدريب على الأسلحة الجديدة، إذ أن التدريب المشترك يتم بأسلحة تم شرائها ومن هنا نستعرض مدى كفاءة هذه الأسلحة التى قمنا بشرائها من دولة أخرى مثل روسيا أو أمريكا أو فرنسا أو غيرها من البلاد التى نأتى منها بالسلاح وبهذا الشكل نكون قمنا بعمل ترويج لهذا السلاح، وهذه فائدة للدول وساعدناها من خلال الترويج عن هذا السلاح، ومن جهة أخرى فى المقابل سوف تعفينا الدولة فى المرة القادمة من ضريبة المبيعات على السلاح، وبالتالى حصلنا على تخفيض على شراء السلاح.

وبهذا الشكل التدريب المشترك يعتبر عامل آخر لرفع قدرات الجيش المصرى، والتدريب والتسليح وإعادة التنظيم جميعها عوامل غيرت من مكانة الجيش المصرى ووضعته فى هذه المكانة التى يراها العالم اليوم.