رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

فن

أقنعة الزيني زهرة معرض ”مبدعون خالدون” الليلة في أتيليه العرب

"بعد رحيل الفنان تبدأ اللوحة حياتها الخاصة لتؤكد خلوده وتعيد نقش إبداعه على جدران المعارض وفي الذاكرة الجمعية للشعب الذي رسم ناسه وكشف له الأقنعة".
هكذا بدأ الناقد التشكيلي هشام قنديل رئيس مجلس إدارة أتيليه العرب للثقافة والفنون حديثه عن الفنان الكبير الراحل زكريا الزيني، الذي تشارك أعماله " 40 عملا" في معرض "مبدعون خالدون" اليوم السبت.


يقول قنديل: إن الزيني الذي رحل عن عالمنا في العام 1994 لا يزال حيا بألوانه وإبداعاته، لأن خلود الفن يفلت من كمائن الموت كما قال درويش، مشيرا إلى أن مشاركة أربعين عملا للفنان الكبير تمثل زهرة وفاء لأفضل فنان رسم الزهور إذا استعرنا مقولة الناقد الكبير محمود بقشيش عنه.


ويقول الفنان الكبير حسين بيكار عن أعمال الزيني: إن الفنان وهو يخطو أولى خطواته بثقة يشوبها الحذر الشديد. لا تستهويه بهرجة الألوان، ولا تبهره المهارات الاستعراضية أو تلهه عن تقوية دعائم عمله وترسيخها بإحكام عناصره البنائية دون أن تفقد نبضها الروحى الذى يتدفق من التعبير الساكن المتأمل دون تبلد، ومن ألوانه الداكنة، والبنيات الوقور وقار التربة المصرية وخصوبتها، والتى لا تلبث أن تنجلى عن ألوان أكثر إشراقا وشفافية لتبلغ ذروتها فى الستينيات معلنة عن مرحلة أكثر نضجا وأكثر اقترابا من الفكر التقدمى الحديث.
فيما يقول الناقد الدكتور رضا عبد السلام: إن الرسوم التى يسجلها الزينى وهى عديدة ليست بالضرورة أن تكون إعداداً للوحة أو حتى مشروع لوحة، إنه يرسم فقط من أجل استجلاء الفكرة أو استدعاء تصوره الخاص لما سوف يكون عليه عمله الفنى القادم. من هنا تنتفى صفة العلاقة المباشرة بين الرسم المبدئى والمنتج الفنى النهائى فهو كثيراً ما يفضل الرسم والتلوين مباشرة على سطح القماش أو الخشب كى يحتفظ دائماً داخله بدفء المشاعر وطزاجة الانفعال وقوة الخيال وعفوية التعبير وتألقه.
الزيني من أوائل الفنانين الذين برعوا في رسم الأقنعة واستلهام الجمال من النفايات، وفي ذلك يقول الناقد والفنان الراحل محمود بقشيش: كان الزيني يشارك الناس أحزانهم وأفراحهم، فقد كان يغضب مما يستحق الغضب وبالذات ما يجرح كرامة الإنسان، ولم يرسم تلك الأقنعة ليدعونا إلى اليأس بل يحذرنا منه، ولو كان يائساً ما قدم لنا زهوره المشرقة ولا أحال نفايات الطريق إلى لآلىء.
ولد زكريا أحمد الزيني في العام 1932 ورحل عن عالمنا في العام 1994 تاركا إرثا كبيرا من اللوحات والأعمال الإبداعية التي تكشف عن جوانب متعددة من التأثر بالموروث الغربي.
درس في فينيسا لمدة أربعة أعوام من العام 1962 إلى العام 1966 ولكن هذا التأثر يتم توظيفه في لوحة الزيني كتقنيات فنية ترسم وترصد وتفكك الموروث الشعبي والواقع المصري المعاش.
عمل الزيني أستاذا للتصوير في كلية الفنون الجميلة ووكيلا للكلية وشارك في عشرات المعارض في القاهرة ومدن كثيرة بالعالم وساهم بإبداعه في رسومات مترو الأنفاق ومبنى جريدة الأهرام ومبنى بانوراما حرب أكتوبر.