الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

الرئيس الفرنسي يغني في شوارع باريس لامتصاص الغضب الشعبي بسبب نظام التقاعد

حتى الأغنية الجماعية التي يغنيها مجموعة من الشباب الفرنسي في شوارع العاصمة باريس قد تكون من الممارسات المحفوفة بالمخاطر بالنسبة لرئيس يحاول إقناع شعبه بقبول قرار زيادة سن التقاعد الذي لا يلقى شعبية على الإطلاق بين الفرنسيين.

وأدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحديث متلفز الثلاثاء الماضي أعرب فيه عن أسفه لعدم "توافر إجماع" على إصلاحات نظام التقاعد، وهو الحديث الذي أدلى به ثم خرج في نزهة مع قرينته بريجيت.

وانضم الرئيس الفرنسي إلى بعض الرجال الذين كانوا يرددون أغنية يتذكر أن جدته كانت تغنيها.

لكن بعض من ينتمون إلى اليمين المتشدد نشروا هذا المشهد على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).

وكان المغنيون الشباب، الأعضاء في جوقة باريسية، يرددون الأغاني التقليدية في الحي السادس في العاصمة الفرنسية باريس.

واقترب أحدهم من الرئيس ماكرون وطلب منه أن ينضم إليهم ويردد ويغني معهم أغنية من أغاني تراث منطقة جبال البرانس بعنوان "لو ريفيوج"، وهي نفس الأغنية التي غناها أثناء رحلته إلى سلسلة الجبال الفرنسية العام الماضي.

ويبدو من الفيديو أن الشباب، الذين ينتمون إلى جوقة سان لونجين المحلية، كانوا يستخدمون تطبيقا إلكترونياً على هواتفهم لقراءة كلمات الأغنية التي أنتجها مشروع "كانتو".

وقالت صحيفة لايبرايشن، المعروفة بميلها إلى اليسار، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إن المشروع الغنائي، الذي يروج لأغنيات الذكريات والأغنيات التقليدية، أسسه ويشغله نشطاء من اليمين المتشدد.

كما يروج هذا الفريق الأغنيات الكلاسيكية وأغاني الأطفال فرنسية، وكذلك يروج لأغنيات تعتبر موضع شك لارتباطها بكتائب الفاشية الإسبانية التي يرجع تاريخها إلى الثلاثينيات علاوة على أغنيات أخرى ترتبط بألمانيا النازية.

ويدرك ماكرون وفريقه تماما كيف يمكن للفيديوهات التي تحقق انتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي أن تشتت انتباه الناس عن الهموم اليومية، خاصة فيما يتعلق بإصلاحات نظام التقاعد الفرنسي.

وقال مرافقو الرئيس الفرنسي لإذاعة فرانس إنتر إن ماكرون خرج لقضاء بعض الوقت مع زوجته بعد أن أدلى بحديث متلفز للشعب الفرنسي عندما طلب منه المغنيون الانضمام إليهم.

وقال مسؤول بصقر الإليزيه: "ثم انضم إليهم وغنى معهم أغنية من تراث منطقة البرانس يعرفها ويحبها. ولم يكن بإمكانه في ذلك الوقت أن يعرف خلفية كل واحد ممن كانوا يتحدثون إليه".

وفي فيديو آخر انتشر الشهر الماضي، اختفت ساعة باهظة الثمن كان يرتديها الرئيس الفرنسي بطريقة سحرية في منتصف مقابلة تلفزيونية أُجريت معه. لكن لا يُعد اختفاء تلك الساعة خبرا يمكن تناوله بالتحليل، إذ لا توجد أدلة على أن الرئيس الفرنسي كان محرجا من ارتداء الساعة باهظة الثمن. لكن التفسير الأكثر وضوحا لذلك هو أن الساعة كانت ترتطم بالطاولة التي أمامه، وهي الرواية الأكثر إقناعا.

كما ترددت رواية أخرى تزعم أن الرئيس الفرنسي ضُبط وهو يقدم الدعم المعنوي لليمين المتشدد، أو أنه كان يحتفل بينما تمر البلاد بأزمة بسبب إصلاحات نظام التقاعد.

لكن الرابط الوحيد بين ما حدث واليمين المتشدد هو أن مؤسس التطبيق الذي كان يقرأ المغنيون منه كلمات الأغنية مقرب من حزب التجمع الوطني.

ويستهدف التطبيق تشجيع الغناء الجماعي. وبالإضافة إلى أنه ممول جزئياً من وزارة الثقافة الفرنسية، يحتوي التطبيق على الكثير من الأغنيات الثورية المحببة لليسار المتشدد، والتي ينشرها على مواقعه الإلكترونية مثل أغنية "آه كا أيرا" التي تجسد "اقتياد الأرستقراطيين إلى المشنقة".

ويبدو أن الجوقة التي كانت تغني مع الرئيس الفرنسي تنتمي إلى اليمين الكاثوليكي. لكن جيراود، أحد المغنيين بها، قال لإذاعة فرانس إنتر إن الشيء الوحيد الذي يربطهم بتطبيق "كانتو" هو أنه يحتوي على مخزون هائل من الموسيقى التي يحبونها.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون لا يمكنه التحكم في تحديد من يصادفه أثناء نزهاته الليلية هو وقرينته.

وتستمد القصة بأكملها أهميتها من أن هناك فيديو يظهر كل ما حدث، كما أنها تأتي والرئيس الفرنسي ليس في أفضل حالاته من أنه لا يحظى بالشعبية بين الفرنسيين نتيجة الاحتقان إزاء إصلاحات نظام التقاعد.

ووقع الرئيس الفرنسي قرارا لا يحظى بشعبية في البلاد برفع سن التقاعد إلى 64 سنة مقابل السن السابق عند 62 سنة علاوة على تكليف رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن مهمة قيادية تتضمن العديد من الإجراءات تستمر لمئة يوم تسير وفقا لخارطة طريق للمشروعات الكبرى "في خدمة فرنسا".

وبينما كانت هذه الأغنية المرتجلة التي غناها مع الجوقة في شوارع باريس هي أول ظهور للرئيس الفرنسي بعد فرض إصلاحات نظام التقاعد، كان ظهوره الثاني في نهار الأربعاء في مدينة الإلزاس في موترشولتز التي شهدت وضع خطة الرئيس الفرنسي لإعادة الترشح لفترة ولاية ثانية. وعند وصوله المدينة، أطلق عليه السكان والمحتجون خلال مظاهرات صيحات الاستهجان بصوت عالٍ. ثم تحدث إلى العمال في مصنع للأخشاب ليجد أن الكهرباء قد قُطعت من قبل أعضاء النقابات المحتجين على إصلاحات النظام التقاعدي.ورد الرئيس ماكرون على ذلك قائلاً: "الغضب لن يمنعني من الاستمرار في التحرك".

click here click here click here nawy nawy nawy