رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

أمة الإسلام في كل مكان...

أمة الإسلام في كل مكان...
أحبتي في الله ...
أبنائي وبناتي في العروبة والإسلام في كل مكان.. 
 أكتب إليكم .. وأنا متوعكة جدا صحيا.. بعد استنفاذ كل قواي النفسية وطاقتي العصبية والفكرية.. في كتابة مقالي الحزين «آه سوريا».. ومعه مقال آخر عن تجديد «الخطاب الديني».. الذي سوف ينشر على التوالي.. 
 من المفترض أني آخذ قسطا من الراحة يمثل لي هدنة عن الكتابة... والتي تكون يوم الخميس بعد الجهد المتواصل في الكتابة ليل نهار طوال الأسبوع.. 
 ولكن أخذني فضولي الآن.. لأتابع تواصلكم الغالي معي.. فلا استطيع العيش دون محاكاتكم ..

يا كل أخواني وأبنائي وبناتي.. 
 دعوني أصدقكم القول .. إنها زادتني حزنا وهما وألما.. وشعورا عظيما بالمسئولية تجاهكم.. وتمنيت لو كان قلمي هذا منديلا أمسح به غصتكم ومرارتكم التي تقطرت من كلماتكم.. 
أعتذر أن كنت آلمتكم.. ولكن سامحوني...
 إن لكم علي أن أنبهكم كي تعدوا العدة.. إما لمواجهة شياطين الدنيا وشرها... وإما لمقابلة رب العزة بعد عمر طويل لكم.. 
يعز علي ألمكم ..يقويني الله أن أحمل عنكم.. أن أخفف معاناتكم.. التي اخترقت قلبي من كلماتكم.. 
 وإن كانت في الوقت نفسه.. أثلجت صدري ليقين بداخلي.. أن الإسلام بخير.. أن أمة الإسلام عظيمة.. أن الرحمة لا تزال تسكن قلوبها الجميلة.. تستحق إن شاء الله.. شفاعة نبي الرحمة يوم الشفاعة.. تستحق حرقة قلبي عليها وكأنكم كلكم أولادي.. 
 أنتم تحاربون الآن معي.. صدقوني أنتم في جهاد عظيم الآن.. من أجل نصرة أخوة لكم.. في الدين والعروبة والوطنية.. يلوذون بكم.. ضد تحالف لاإنساني عظيم ضدهم.. تماما مثلما نادى عليكم من قريب أخوانكم على أرض الاناضول واستغاثوا بكم.. 
 حتى وإن كان جهاد بالقلب.. فما بالكم باللسان والقلم معي الآن.. لتشدوا أزرهم.. لعلكم تٌفيقوا أولي الأمر في كل مكان.. 
أصحاب الأمانة وأعدائها في آن واحد.. لابد وأن يشعروا بأن هناك أمة.. 
 وأنا في غمار علوي وارتفاعي معكم عن الدنيا.. وعن الفناء والعدم.. وأنا في نشوة التوحد بينكم في حب الله .. والحرقة من أجل أتباع رسول الله.. في كل مكان خاصة الآن على أرض المحشر.. أرض الميعاد.. 
حزنت كثيرا.. حين قرأت ما مكان بالنسبة لي طعنة في لحظة جميلة بينكم.. 
إنه أحد أبنائي الغاليين الذي لا يزال يصر على عزل أبناء من أي إنتماء داخل مصر.. 
وأقول له : 
من الذي أيد قتل المعتصمين في مصر؟؟!!!... 
من لم يوجعه قلبه لما وقع من أحداث مؤسفة؟؟!!!... 
 لماذا يتم تجاهل ألم وأسف الرئيس شخصيا بعدما وقع لأخوانه وأبنائه؟؟!! .. رغم ما كان من استفزاز وعنف مقصود من قياداتهم!!.. 
ابني العزيز .. لماذا تظلمنا؟؟؟
 دعوني أصارح أبناء ذلك الإنتماء.. الذين هم أبنائي لن انفصل عنهم ولن ينفصلوا عني؟؟؟... هم مصريون مسلمون بريئون مما ولدوا عليه ... من ميراث عقيم.. وأنا معهم لتصحيحه.. 
ولكن....... 
لأني وعدتهم.. ولكن .. 
ابني العزيز.. هل تغفل الحالة التي كانت تعيشها مصر آنذاك؟؟!!.. 
هل نسيت الدماء التي هان على قياداتهم إسالتها بلا رحمة؟؟!!!.. في الشوارع نهارا جهارا وبلا حياء.. 
 هل نسيت سيناء للبيع والضياع.. سيناء التي استرددناها ببحور الدم؟؟!!.. والحزن الذي أمات أهالينا بعد فقد أبنائهم!!!.. فلذات أكبادهم فيها!!! ... 
 هل تغفل دماء أبنائنا من حماتها من الجيش والشرطة التي لا تزال تهدر؟؟!!!!.. تنفيذا للتهديدات التي كانت على مرئي ومسمع من العالم كله!!!.. 
هل توافق على هذا الإرهاب والفوضى الذي لا يزال يستهدف حماة الوطن في بيوتهم الآن؟؟؟!!!... 
 وبعد أن هدأت الأمور واستقرت إلى حد كبير ... لماذا تغفل الأيادي الممتدة لفتح صفحة جديدة بيضاء .. بعيدة عن الدماء والإرهاب والفوضى والتآمر.. 
ولا أزال وغيري يمدونها بأبنائهم الذين هم أبناؤنا ولا ذنب لهم.. 
 أكتب إليهم وأحدثهم.. وللأمانة هم يسمعون ويتقبلون... ويستجيبون ويطيعون.. بقلوب عامرة بالإيمان لا تزال صافية خضراء.. تحكمها الفطرة وسماحة الإسلام.. يدخلون في أحضاني برحمة عظيمة من الله.. 
 هذا موقفي ... في احتوائهم منذ اليوم الأول لمصيبة يناير الأسود ...

يا كل أبنائي وبناتي الغاليين..
 لا أريد أن أري هذه الكلمات مرة أخرى.. الغوها على الأقل بيني وبينكم .. ليس هناك فرقة أو شقة .. لا تريد أن اسمع من برددها ثانية.. كفاية.. خلاص.. 
 لابد وأن تراعوا مشاعري تجاه احساسي بكم.. لابد وأن تروا الكارثة التي حلت على الأمة العربية والإسلامية.. التي هي أكبر من أي أحداث مضت.. 
ماذا تنتظرون أكثر من ذلك لتصفحوا وتسامحوا وتعفون في الله؟؟!!.. 
ماذا تنتظرون كي يلتحم كل أبناء الوطن على قلب رجل واحد؟؟!!!...
قلبي ينفطر عليكم حين شعرت أنه لا يزال هناك شقة بينكم!!!!..
 لاتزال قلوبكم تحمل ذكريات أليمة لنا جميعا.. تتذكرون رد فعل الوطن في الدفاع عن نفسه وعن سائر أبناء الوطن.. ولا تذكرون وتنكرون ما كان من أفعال مسبقة لا يقبلها العقل... ولا الأخوة الوطنية.. ويرفضها الدين..

أبنائي وبناتي الغاليين في كل مكان.. 
 ألم تعلموا حديث رسول الله:( إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة ).. ويقصد بهؤلاء من يتسامحوا ويعفوا ويصفحوا.. اللهم اجعلنا منهم جميعا..

أبنائي وبناتي الغاليين في كل مكان..
 إن ما حدث في مصر يختلف تماما عما يحدث في أرض المحشر «سوريا».. وأقول لكم بل وأناديكم أن تفرغوا قلوبكم وعقولكم حتى تستطيعوا أن تسمعوا نداء أرض المحشر لعلكم تساهمون في تطهيرها من دنس الروم وهوس الفرس عليها ... 
 افسحوا قلوبكم فلا يكون فيها إلا مناصرة أخوانكم المسلمين.. المقهورين المذلولين.. المقهورين المشردين قي كل مكان..

من قلبي أناديكم.. أن تعززوا بلادكم.. في مصر وفي كل مكان ..
أن تعززوا جيشكم وشرطتكم أولا..
أن تناصروا رئيسكم أولا.. 
أن تصححوا اقتصادكم أولا.. 
أن تعالجوا مصيبة الدولار أولا... 
وكارثة السياحة أولا.. 
حتى تكونوا قوة واحدة في أرض المحشر،، حتى تستطيعوا أن تترجموا أحزانكم لها بما يرضي الله ورسوله.. 
 أكتب إليكم وحالتي الصحية يرسى لها.. لأنها لم تكن مجرد كلمات ترص.. ولكنها نبضات قلبي.. قطرات دمي.. أنهار دموعي.. رعدات فرائسي.. وأنا أحاول أن أجمع لكم حلو الدنيا.. ترتشفونه فيروي ظمأكم.. أحاول أن أجمعكم بقوة الدنيا والدين.. وحب الله والرسول.. لعل فيه نجاتكم.. أسترحمكم.. لا وقت للشتات.. 
 سوريا تلوذ بكم... فلسطين تحتاجكم.. ليبيا تناديكم.. العراق تستغيث بكم.. اليمن يحلم بوجودكم .. المسلمون في كل مكان ينتظرونكم.. يستغيثون بكم.. نعم أنتم أيها المصريون.. يا من نصرتم سيدتنا العقيلة درة بني هاشم.. أخت الحسن والحسين.. أحبابكم.. أذكركم حين ضاق عليها حرم جدها لم يكن إلا المصريون أجدادكم.. كونوا مثلهم.. تحابوا .. تراحموا .. أفشوا السلام بينكم.. 
 أرجوكم ليس هنا وقت أولا «وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» سورة لقمان.. 
من يعلم منا أنه سيطلع عليه النهار.. من منا إذا كان سيلحق بالليل.. برءوا ذمتكم أمام الله ورسوله.. 
 ثانيا الدنيا تنتهي .. ألم تلحظوا .. أرتفعوا فوقها فورا معي.. لتروا أرض المحشر.. وهي تتهيأ ليوم الحشر.. «كله كوم وسوريا كوم تاني»... لا وقت للكره.. لا وقت إلا للإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر فقط...

يا أبنائي في أمة الإسلام جميعا .. 
 إلحقوا إلى الجهاد الحقيقي.. اقرأوا .. اعرفوا الدين بصحيح العقيدة.. حتى تتصدوا للذين يشيعون الكفر والإلحاد... 
 إلحقوا .. غيروا على ربكم.. ضد يتطاولون عليه.. ويشككون في القرآن بينكم.. بضرب ثوابت الدين أو محاولات محو السنة الشريفة أو بأذى الرسول وضربه بالطعن في صحابته .. غافلين عن قوله «ص» :«لا تؤذوني في أصحابي»...

يا أبنائي الغاليين في الامة الإسلامية جمعاء.. 
ساعدوني 
عفوا يا الله .....
عفوا يا رسول الله ... 
اعمل المستحيل قدر طاقتي.. غيرة عليك وعلى نبيك وعلى دينك.. ولكني أدرك أن الأمر يفوق طاقتي.. 
 يا مصريين.. كلكم واحد ... الإسلام يحتاج نصرتكم.. ونصرتكم في قوتكم ووحدتكم.. حتى تجمعوا من حولكم شباب ونساء الأمة العربية من حولكم جمعاء.. 
 الشيعة إن لم تقرأوا عنهم وتحاوروهم لتصحيح عقائدهم.. سوف يسحقونكم.. إن لم تقرأوا عن الصهيوأمريكية والماسونية العالمية التي أنتم بالنسبة لهم خنازير.. حتى تواجههوها سوف يصفونكم..

أبنائي وبناتي في الأمة العربية والإسلامية.. 
لن تكون لكم حياة دون مصر.. لا تثقوا في سواها.. 
قبل أن يكون هناك شعوب أخرى.. مثل العراقيين أو اللبنانيين أو الليبيين أو السوريين وغيرهم تم تصفيتهم.. 
قبل أن يكون هناك صدام آخر وغيره يعدونه الآن في بلاد الشام.. «قال معارضة قال»..
بالطبع كانت ثغرة من أجل تدمير سوريا... والاستفراد برئيسها والتمثيل به مثلما عملوا في الرئيس صدام.. استغلوا ثغرات بلاده لتكون منفذا لإضعافها وإبادتها وتقسيمها وتشريد أهلها والقضاء على الإسلام بداخلها ثم إذلال رئيسها تماما مثلما حدث في العراق وليبيا ولكن كان ستر الله في أرض المحروسة بالله.. لم يكتمل السيناريو.. لوجود خير أجناد الأرض .. الأوفياء للأرض وللعروبة ومن قبلهما لله ورسوله.. 
 استودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع والأمانات.. فأنا في حالة يرثى لها الآن من الإعياء الشديد لشدة الإرهاق من الكتابة .. لذا أكتفي بهذا القدر.. إلا أنني معكم إلى أن يأذن الله لي بأمر آخر..