ترامب يكشف عن هدنة جديدة في غزة

أمريكا تتراجع أمام تمردات الحوثيين.. وانفراجة جديدة للفلسطينيين
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن من المقرر صدور مزيد من المعلومات بشأن غزة بشأن مقترح جديد للإفراج عن المحتجزين ووقف إطلاق النار في القطاع.
وقال ترامب في البيت الأبيض «هناك الكثير من الحديث يدور حول غزة حاليًا، ستعرفون على الأرجح خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة».
وفي وقت سابق، أفادت وكالة «رويترز» للأنباء، بأن واشنطن تخطط لتشكيل حكومة مؤقتة في غزة برئاسة مسؤول أمريكي.
وأضافت رويترز، أن أمريكا ستستعين بتكنوقراط فلسطينيين ضمن إدارتها لغزة.
وذكر خمسة أشخاص مطلعين، أن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا إمكان قيادة واشنطن لإدارة مؤقتة في غزة بعد الحرب.
وقالت المصادر، إن المشاورات «رفيعة المستوى» تركزت على تشكيل حكومة انتقالية برئاسة مسؤول أمريكي تشرف على غزة، إلى أن يصبح القطاع «منزوع السلاح ومستقرا وظهور إدارة فلسطينية قادرة على العمل».
وكان ترامب قال الثلاثاء الماضي، إن الحوثيين "استسلموا"، وطلبوا من الولايات المتحدة وقف الغارات عليهم، مشيرا إلى أن القصف الأميركي سيتوقف فورا، متابعا:" الحوثيون قالوا إنهم لم يعودوا يريدون القتال، ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن".
وأضاف أن الولايات المتحدة ستوقف قصف الحوثيين في اليمن بعد أن وافقت الحركة اليمنية المتحالفة مع إيران على التوقف عن تعطيل ممرات الشحن المهمة في الشرق الأوسط.
فيما أكد نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله "الحوثيين" باليمن نصر الدين عامر، أن الولايات المتحدة فشلت في حربها على اليمن وقررت الهروب من دعم إسرائيل.
وقال عامر في تصريحات لقناة "الجزيرة مباشر"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلى عن حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر لكن الجماعة اليمنية لن تتخلى عن غزة، مشيرا إلى أن ترامب هو من بادر بإرسال الرسائل إلى الحوثيين.
وشدد عامر على أن الجماعة اليمنية الموالية لإيران لن تتراجع عن إسناد قطاع غزة وتعمل ليلا ونهارا من أجل تصعيد عملياتها ضد إسرائيل، مضيفا "استراتيجيتنا واضحة ونطور من أسلحتنا لمعاقبة الاحتلال ودفعه من أجل وقف عدوانه على غزة".
وجدد نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين، على أن الجماعة لن تسمح بمرور أي سفينة إسرائيلية عبر البحر الأحمر، موضحا أن الحوثيين يفعلون ما بوسعهم "نصرة لإخواننا في غزة وإسرائيل ستدفع ثمن جرائمها في غزة".
ووصفت الخارجية الأميركية الاتفاق بأنه "اختبار لجدية الحوثيين"، مشيرة إلى أنهم "أبلغونا عبر سلطنة عمان برغبتهم في وقف إطلاق النار"، لكنها شددت على أن "الحكم سيكون على الأفعال لا الأقوال".
وأعلنت سلطنة عمان، عن توصل الولايات المتحدة والمتمردين الحوثيين في اليمن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يشمل وقف استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وذلك بعد أسابيع من التصعيد العسكري.
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن الاتفاق جاء "بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عمان مؤخراً مع الولايات المتحدة الأميركية والسلطات المعنية في صنعاء بهدف تحقيق خفض التصعيد"، مضيفاً أن الاتفاق "يقضي بعدم استهداف أي من الطرفين للآخر مستقبلاً، بما في ذلك السفن الأميركية".
أكد مسؤول في وزارة الدفاع لشبكة CNN أن الجيش الأميركي تلقى تعليمات مساء الإثنين بوقف الضربات ضد الحوثيين.
في المقابل، تواصل إسرائيل ضرب أهداف في اليمن، ردًا على إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا يوم الأحد أصاب مطار بن غوريون، المطار الرئيسي في إسرائيل.
وجاء إعلان ترامب يوم بعد سلسلة من التحركات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسلطنة عُمان والحوثيين، بحسب مصادر مطلعة.
وأضافت المصادر أن التفاهم بين واشنطن والحوثيين على عدم مهاجمة بعضهم البعض يهدف إلى خلق زخم لاستئناف محادثات الاتفاق النووي الإيراني، ولا يزال توقيت الجولة الرابعة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران غير واضح.
ويقود المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، جهود التفاوض بشأن الملف الإيراني، وقد عمل خلال الأسبوع الماضي على التوسط لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، وفقًا لما أفادت به المصادر.
وأضافت أن سلطنة عُمان سهّلت هذه المحادثات، كما دأبت في السنوات السابقة على لعب دور الوسيط بين واشنطن والحوثيين.
ويُتوقع أن يشكل هذا التهدئة نقطة انطلاق نحو إحراز تقدم في المحادثات الشاملة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي، وفقًا للمصادر.
وقد جاءت المحادثات مع الحوثيين بشكل مباشر بعد منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) لوزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، كتب فيه الأسبوع الماضي أن إيران "ستدفع الثمن في الزمان والمكان اللذين نختارهما" إذا استمرت في تقديم الدعم الفتاك للحوثيين.
وكتب هيغسيث: "نحن نعرف بالضبط ما تفعلونه... وأنتم تعرفون جيدًا قدرات الجيش الأميركي."
ويأتي تعليق العمليات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين في وقت تعثرت فيه الحملة منذ بدايتها؛ فخلال سبعة أسابيع فقط، أسقط الحوثيون ما لا يقل عن سبع طائرات أميركية مسيّرة باهظة الثمن، ما أعاق قدرة واشنطن على الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من العملية، بحسب ما أفاد به عدد من المسؤولين الأميركيين لـ CNN. كما أشار مسؤولون سابقون إلى أن تأثير الضربات على قدرات الحوثيين كان محدودًا، إذ أظهروا قدرة مفاجئة على الصمود.
ولا يزال من غير الواضح ما الذي يعنيه وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين بالنسبة لإسرائيل، التي تشهد تصعيدًا عسكريًا مستمرًا منذ أيام ضد الجماعة المدعومة من إيران. فمنذ شهور، يطلق الحوثيون صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، يُعترض معظمها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بينما تنفذ إسرائيل ضربات جوية متكررة ضد مواقع حوثية في اليمن.
لكن صاروخًا أُطلق يوم الأحد نجح في اختراق الدرع الصاروخي الإسرائيلي وسقط قرب مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، في أول حادثة من نوعها تستهدف منشأة حيوية بهذه الحساسية.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد، قائلاً إن العملية "لن تكون ضربة واحدة وتنتهي.
" وفي يوم الإثنين، شنّت قوات الدفاع الإسرائيلية سلسلة ضربات على ميناء الحديدة في اليمن ومصنع إسمنت قريب.
وفي اليوم التالي، وسّعت إسرائيل عملياتها، وأعلنت أنها "عطلت بالكامل" المطار الدولي في اليمن، واستهدفت "عدة" محطات كهرباء. وفي المقابل، توعّد القيادي الحوثي محمد البخيتي بالرد، وقال لقناة "العربية" يوم الثلاثاء: "سنقابل التصعيد بالتصعيد."