منافذ الجيش.. ذراع اقتصادية لحماية المواطن من جشع التجار

تؤكد تجربة منافذ القوات المسلحة أن الدور الوطنى للمؤسسة العسكرية لا يقتصر على البندقية والمدرعة، بل يمتد إلى السلع والغذاء والدواء، وفى وقت يشعر فيه المواطن بوطأة الظروف، تقف هذه المنافذ بمثابة مظلة أمان تحميه من تقلبات الأسواق وجشع بعض التجار، لتظل القوات المسلحة كما عهدها الشعب، فى خدمة الوطن والمواطن فى السلم كما فى الحرب.
هذه المنافذ لم تعد مجرد نقاط بيع، بل أصبحت جزءًا من منظومة الأمن الغذائى الوطنى، وركيزة فى جهود الدولة لرفع المعاناة عن كاهل المواطن، وتوفير احتياجاته الأساسية بجودة عالية وأسعار عادلة.
تُدار هذه المنافذ تحت إشراف، جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، جهاز الخدمات العامة، هيئة الإمداد والتموين، إدارة الخدمات الطبية (فى بعض المنتجات الصحية والغذائية)، وهى تعمل بتكامل مع الوزارات المعنية مثل وزارة التموين ووزارة الزراعة ووزارة التضامن الاجتماعى، لتحقيق تغطية شاملة وفعالة فى مختلف المحافظات.
المواطن أولا
تهدف منافذ القوات المسلحة إلى تخفيف حدة التضخم وارتفاع الأسعار، وضمان وصول السلع الأساسية لكل شرائح المجتمع، ومحاربة الاحتكار والمضاربة غير المشروعة، ودعم الفئات المتوسطة ومحدودة الدخل، وتتميز تلك المنافذ بسياسة تسعيرية عادلة، حيث تُباع المنتجات بأسعار تقل بنسبة 20-35% عن مثيلاتها فى الأسواق التجارية، دون المساس بجودة المنتج.
الانتشار الجغرافى على مستوى الجمهورية
تمتد منافذ القوات المسلحة إلى مختلف أنحاء الجمهورية، وتشمل منافذ ثابتة: داخل المجمعات الاستهلاكية، الأسواق المركزية، الأندية، والهيئات الحكومية.
ومنافذ متحركة (سيارات مبردة) تجوب القرى والنجوع والمناطق العشوائية، خاصة خلال فترات الأعياد أو الطوارئ.
ومنافذ فى المحافظات الحدودية والصعيد، حيث تقل تغطية القطاع الخاص أو تتأثر سلاسل التوريد، ويتم تحديث خريطة التوزيع بناءً على احتياجات المواطنين ومؤشرات الضغط السكانى والاقتصادى.
المنتجات المتوفرة
تضم المنافذ تشكيلة واسعة من السلع الغذائية والاستهلاكية، منها اللحوم البلدية الطازجة وتأتى من مزارع جهاز الخدمة الوطنية، ولحوم مستوردة (مبردة ومجمدة) ولحوم ضأن وعجول مخصصة لعيد الأضحى.
السلع التموينية، تتمثل فى الأرز، السكر، الزيت، المكرونة، البقوليات، والشاى، الصلصات، التوابل، ومنتجات الألبان والمخبوزات، والمنظفات والمطهرات للحفاظ على الصحة العامة بأسعار منافسة.
وتضاعف القوات المسلحة جهودها خلال المواسم مثل عيد الأضحى حيث يرتفع الطلب على اللحوم، فتطرح كميات إضافية بأسعار منخفضة، وشهر رمضان بطرح "شنط رمضانية" متنوعة، والعام الدراسى من خلال توفير مستلزمات المدارس بأسعار رمزية، والأزمات الاقتصادية أو الكوارث حيث تفعل الخطط البديلة وتطلق القوافل الغذائية.
الجودة والرقابة
تخضع المنتجات التى تباع عبر المنافذ لرقابة صارمة من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وإدارة مراقبة الجودة بالقوات المسلحة، وأجهزة التفتيش الطبى والغذائى، وتؤكد القوات المسلحة أن سلامة الغذاء وجودته لا تقل أهمية عن السعر، وهو ما يعزز الثقة المتزايدة من المواطنين بهذه المنافذ.
جهود جهاز مشروعات الخدمة الوطنية
تقوم القوات المسلحة، عبر جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بدور محورى فى سد الفجوات السوقية، وضمان توافر السلع الأساسية للمواطنين، وخاصة فى الفترات الحساسة مثل الأعياد أو الأزمات الاقتصادية، وذلك فى ظل ما يشهده العالم من اضطرابات اقتصادية وسلاسل توريد متأثرة بالحروب والتغيرات المناخية.
جهاز مشروعات الخدمة الوطنية
تأسس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية عام 1979 بهدف، تحقيق الاكتفاء الذاتى من الاحتياجات الاستراتيجية، وتخفيف العبء عن كاهل الدولة فى دعم السوق المحلى، وتوفير السلع والخدمات للمواطن بأسعار عادلة، والمساهمة فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
يمتلك الجهاز عشرات الشركات العاملة فى قطاعات الزراعة، الإنتاج الحيوانى، الصناعات الغذائية، البتروكيماويات، البنية التحتية، والصناعات الثقيلة، ما يمنحه قدرة إنتاجية ولوجستية ضخمة.
يوفر الجهاز للمواطنين:
اللحوم والدواجن، حيث يعمل على توفيرها من مزارع الجهاز فى توشكى والواحات والفيوم، واستيراد لحوم مبردة ومجمدة عالية الجودة من دول مثل السودان والبرازيل، بالإضافة لتوفير دواجن كاملة ومقطعة ومجمدة عبر شركتى "أمان" و"الوطنية للدواجن".
ويطرح الأضاحى الحية والمذبوحة خلال موسم عيد الأضحى بأسعار أقل من السوق بنسبة 25-35%.
كما يوفر الجهاز الحاصلات الزراعية، لزراعة آلاف الأفدنة فى مناطق مثل شرق العوينات وتوشكى وشمال سيناء، وإنتاج المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح، الذرة، البنجر، والفول، وطرح الخضروات والفواكه الطازجة عبر منافذ البيع الثابتة والمتحركة.
المواد الغذائية الأساسية
يعمل على تعبئة وتغليف وطرح سلع تموينية مثل الأرز – السكر – الزيت – المكرونة – البقوليات – الشاى – العدس، وتقديم "شنط غذائية" متكاملة بأسعار مدعمة للأسر الأولى بالرعاية، والتعاون مع مبادرات "كتف فى كتف" و"حياة كريمة" لتوزيع السلع بالمجان فى المناطق الأكثر احتياجًا.
كما يعمل على تصنيع الألبان والجبن والزبادى من مزارع الجهاز، وإنتاج مخبوزات آلية وتوزيعها فى المدارس ومراكز التجمعات، إنتاج المنظفات والمعقمات والمطهرات فى مصانع تابعة للجهاز، وتوزيعها بأسعار رمزية، وتوفير منتجات العناية الشخصية فى الأزمات الصحية (مثل جائحة كورونا).
وتتكون وذلك عبر أكثر من 500 منفذ ثابت موزعة على الجمهورية، وسيارات مبردة متنقلة تصل إلى القرى والمناطق المحرومة، وشراكة مع جمعيات أهلية ومبادرات شبابية لتوزيع السلع المجانية أو المدعومة، وهو جهاز لا يهدف للربح، بل يراعى القدرة الشرائية للمواطن، بفرق سعرى بين 20 و35% عن أسعار السوق الحر، لكسر احتكار التجار والمضاربين فى أوقات ارتفاع الأسعار.
وتخضع جميع السلع للفحص البيطرى والصحى، ورقابة على الجودة فى التعبئة والتخزين والنقل، ومتابعة يومية لحالة المنافذ وحركة البيع.
مواسم التدخل الاستراتيجى للجهاز
خلال عيد الأضحى، حيث يتم توفير الأضاحى واللحوم بأسعار مناسبة، وفى شهر رمضان ويتم طرح سلع يكثر استهلاكها بأسعار مدعومة، والمواسم الدراسية لتوفير الزى المدرسى والمواد الغذائية للأطفال، والأزمات الاقتصادية حيث تيم مضاعفة الإنتاج وفتح مخازن الطوارئ لدعم الأسواق.
يعمل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالتنسيق مع مؤسسات الدولة
مثل وزارة التموين لتوزيع السلع المدعومة، ودعم وزارة التضامن الاجتماعى فى مبادرات الدعم الغذائى، وتنسيق مع مباحث التموين والرقابة الإدارية لمنع التلاعب والاحتكار.