إيجابيات سداد قرض الضبعة بالروبل.. وتخفيف الضغط على الدولار

إيمان محمد
بعد موافقة البرلمان على تعديل الاتفاقية التمويلية بين مصر وروسيا، لدعم محطة الضبعة النووية، وتغيير طريقة سداد القرض الروسى فإن ذلك يسهل إجراءات سداده، ويخفف من الضغط على الطلب على الدولار.
وتهدف التعديلات الجديدة لضمان توافق استخدام القرض مع الجدول الزمنى لتنفيذ المشروع الذى من أهميته الوصول لمستهدف صفر انبعاثات بقطاع الطاقة بحلول عام 2050 من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، ومحطات الطاقة النووية، لتحقيق استقرار فى الشبكة القومية للكهرباء، إذ سبق ووقعت مصر مع روسيا، فى نوفمبر 2015، اتفاقية لإنشاء محطة الضبعة النووية، بقرض روسى بقيمة 25 مليار دولار، وفى ديسمبر2017 دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ على أن تتولى شركة «روساتوم» الروسية أعمال العقد الرئيسى للهندسة والتوريد والبناء، وتوريد الوقود النووى، ودعم التشغيل والصيانة وكذلك إدارة الوقود النووى المستهلك، وتوريد الوقود النووى طوال فترة العمر التشغيلى.
وبناءً على ذلك، فقد أكد عدد من الخبراء أن الموافقة على سداد قرض تمويل مشروع محطة الضبعة النووية بالروبل الروسى، يساهم فى تسريع وتيرة تنفيذ المشروع، والذى يمثل أحد أهم مشروعات الطاقة فى مصر؛ لأنه يقلل من الاعتماد الكلى على الوقود السائل والغاز الطبيعى فى إنتاج الكهرباء، كما يسهم فى تنويع مصادر الطاقة، وتسهيل إجراءات سداد القرض دون الاعتماد على عملة الدولار فقط.
وفى هذا الصدد، أشار الدكتور شريف حلمى رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، إل آخر مستجدات تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية مؤكدًا أن هناك تقدمًا ملحوظًا فى أعمال تنفيذ مشروع الضبعة النووى، ومن المقرر تسليم أول مفاعل من المحطة بنهاية عام 2028 بقدرة 1200 ميجاوات، الذى من المستهدف له تغطية نسبة 20% من احتياجات البلاد من الكهرباء، بعد الانتهاء من كامل المشروع بحلول عام 2030، كما يساهم فى تلبية احتياجات الاستهلاك المنزلى والصناعية فى البلاد.
وأضاف أن الهيئة تؤكد إلتزامها الكامل بتنفيذ الأعمال وفق الجدول الزمنى المحدد، ووفقًا لأعلى معايير الجودة والسلامة العالمية، فى ظل تعاون وثيق وبنّاء مع مسئولى شركة «آتوم ستروى إكسبورت» الروسية، الجهة المُنفذة للأعمال الإنشائية بالمشروع، وإن تحقيق هذا التقدم فى وقت قياسى ما كان ليتحقق لولا الجهود المخلصة لفرق العمل الهندسية والفنية من الجانبين المصرى والروسى، الذين يعملون جنبًا إلى جنب بروح الفريق الواحد، مدعومين بنظام الإنتاج الخاص بشركة روساتوم (RPS) الذى يُعد من النماذج الرائدة فى إدارة وتنفيذ المشروعات الكبرى.
وأوضح أن الشركة المنفذة للمشروع قد أنهت الصبة الخرسانية للمرحلة الثانية من المستوى الثانى لمبنى وعاء الاحتواء الداخلى بمبنى المفاعل بالوحدة النووية الثانية، خلال مايو قبل الموعد المحدد لها بالجدول الزمنى، كما تم الانتهاء من تركيب آخر شريحة من المستوى الثالث من وعاء الاحتواء الداخلى فى موضعه التصميمى بالوحدة الثانية من محطة الضبعة النووية بالتعاون مع المصمم العام والمقاول العام للمشروع هو القسم الهندسى التابع لمؤسسة روساتوم الحكومية.
وأشار إلى أن المستوى الثالث من وعاء الاحتواء الداخلى يحتوى على أكبر شريحة فى الهيكل بأكمله، حيث يبلغ طولها 17 مترًا، وسيتم لاحقًا تركيب الجزء المدمج من القفل الهوائى المخصص لنقل المعدات الخاص بمبنى المفاعل بها.
وأفاد بأنه تم إنجاز تركيب المستوى الثالث من وعاء الاحتواء الداخلى فى غضون أسبوعين، إذ يبلغ قطر هذا المستوى 44 مترًا، حيث شارك نحو 50 متخصصًا فى تركيب كل شريحة، كما تم تنفيذ أعمال التركيب باستخدام رافعة ثقيلة تبلغ قدرتها 1350 طنًا.
وقال رئيس المحطات النووية إن الانتهاء من تركيب المستوى الثالث من وعاء الاحتواء الداخلى للوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة النووية يُعد محطة بارزة على طريق تنفيذ هذا المشروع القومى، الذى يمثل أحد أعمدة رؤية الدولة المصرية لتأمين مصادر طاقة موثوقة ومستدامة للأجيال القادمة.
علمًا بأن وعاء الاحتواء الداخلى هو هيكل أسطوانى يُستخدم يضم بداخله المفاعل النووى والمعدات الخاصة بالدائرة الأولية للمحطة، ويتكوَّن المستوى الثالث لوعاء الاحتواء الداخلى من 12 شريحة مسبقة الصنع، تم تصنيعها بموقع محطة الضبعة النووية، ويبلغ ارتفاع شرائح المستوى الثالث 9 أمتار، بينما يتراوح وزنها ما بين 40 و100 طنًا، وذلك حسب عناصرها الهيكلية.
وذكر أيضًا أن مشروع محطة الضبعة النووية يسير بخطى واثقة نحو تحقيق الهدف المنشود فى إرساء دعائم قطاع طاقة نووية سلمى ومتطور، يُسهم فى تعزيز أمن الطاقة، ويُدعم خطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة فى مختلف القطاعات.