النرويج تحقق أكبر كشف نفطي في عقد.. حسرة في بريطانيا

أُعلن في النرويج عن تطور مفاجئ يعيد تشكيل ملامح خريطة الطاقة في أوروبا.

فقد أعلنت شركة "آكر بي بي" (Aker BP) عن اكتشاف أحد أكبر حقول النفط خلال السنوات العشر الماضية، وذلك في منطقة كانت تُعتبر مستكشفة بالكامل في بحر الشمال.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة تليغراف البريطانية، يقع الحقل المكتشف في منطقة "يغدراسيل" (Yggdrasil)، قرب المياه البريطانية. وقالت الشركة أن الحقل يحتوي على ما يعادل 134 مليون برميل من النفط القابل للاستخراج، واصفة الاكتشاف بأنه "من بين أكبر الاكتشافات التجارية في النرويج منذ عقد".

من جانبه، قال كارل جوني هيرسفيك، الرئيس التنفيذي لشركة "آكر بي بي"إن "نتائج هذا الاكتشاف تُظهر بوضوح أن هناك إمكانيات غير مستغلة في مناطق كنا نظن أنها نضبت"، مشيرًا إلى أن استخدام تقنيات استكشاف حديثة كان المفتاح وراء هذا النجاح.

مفارقة صارخة بين السياسات
ويأتي هذا الاكتشاف بينما قررت بريطانيا، تحت إشراف وزير الطاقة إد ميليباند، وقف منح تراخيص جديدة للتنقيب عن الوقود الأحفوري. وأثار القرار جدلًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والبيئية، خصوصًا مع تزايد اعتماد المملكة المتحدة على واردات النفط والغاز من الخارج، بما في ذلك النرويج.

وفي الوقت الذي ارتفع فيه إنتاج النفط النرويجي لأعلى مستوى له منذ أكثر من عشر سنوات، تتجه بريطانيا نحو إغلاق نحو 180 من أصل 280 حقلًا نفطيًا وغازيًا خلال السنوات الخمس المقبلة، ما يعني انخفاضًا متوقعًا في الإنتاج بنسبة تصل إلى 70%.

ونقل تقرير تليغراف عن أشلي كيلتي، المحلل في بنك الاستثمار "بانمور ليبروم"، أن "نجاح النرويج يعود إلى دعم حكومي قوي ونظام ضريبي يشجع على الاستثمار والتنقيب". وذلك في حين أن المملكة المتحدة تعاني من "تغييرات ضريبية مستمرة وعداء حكومي واضح تجاه الاستثمارات طويلة الأمد"، على حد تعبيره.

ويُذكر أن النرويج تحتفظ حاليًا بـ90 حقلًا نشطًا، منها 67 في بحر الشمال، وتخطط "آكر بي بي" لحفر 55 بئرًا إضافيًا وبناء منصة معالجة جديدة وخطوط تصدير للنفط والغاز، وهو ما يتوقع أن يخلق آلاف الوظائف في عدة أحواض لبناء السفن النرويجية.

انعكاسات اقتصادية
ويقع الاكتشاف الجديد على بُعد نحو 100 ميل شرق جزر شتلاند البريطانية، ما يثير احتمال وجود احتياطيات مماثلة في المياه البريطانية، ولكن السياسات الحالية قد تحول دون الاستفادة منها.

نم جانبه، قال مايك ثولن، ممثل هيئة "الطاقات البحرية في المملكة المتحدة"، إن "النرويج لا تزال تفتح جولات ترخيص سنوية بينما تعرقل السياسات البريطانية الإنتاج المحلي".

وفي ظل هذا الوضع، زادت واردات بريطانيا من النفط والغاز النرويجي لتصل إلى 20 مليار جنيه إسترليني العام الماضي، وقد أصبحت النرويج المصدر الرئيسي للغاز البريطاني، بتزويدها المملكة بـ29 مليار متر مكعب في 2024 وحده.