آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل: نتنياهو يتحمل مسئولية عدم الإفراج عن المحتجزين حتى الآن

تظاهر آلاف الإسرائيليين، السبت، في عدة مدن بأنحاء البلاد، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل تفضي للإفراج عن ذويهم المحتجزين في قطاع غزة الذي يواجه حرب إبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من 22 شهرا.
يأتي ذلك وسط تصاعد ضغوط عائلات وذوي الأسرى الإسرائيليين للمضي في إبرام صفقة تضمن الإفراج عن ذويهم، بينما أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الخميس، ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراحهم بالتوازي مع المضي بخطة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.
ويُظهر تصريح نتنياهو رغبته في صفقة بشروط جديدة، في وقت ينتظر فيه الوسطاء ردا رسميا منه على مقترح أمريكي أعلنت حماس موافقتها عليه مؤخرا، وتطابق في معظمه مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقا.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الخاصة إنّ آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في "ساحة المختطفين" وسط تل أبيب بهدف الضغط على الحكومة بقيادة نتنياهو، لإبرام صفقة.
وتقدّر إسرائيل أن لدى حماس 50 أسيرا، بينهم 20 أحياء، فيما تحتجز في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ عائلات المحتجزين شاركوا في المظاهرة المركزية، وألقوا كلمات أمام المحتجين، تُحمّل نتنياهو مسؤولية عدم الإفراج عن المحتجزين.
كما نظمت مظاهرات في مناطق أخرى في أنحاء البلاد، شارك فيا آلاف آخرون، من بينها في مدينة "ريشون لتسيون" (وسط) وحيفا (شمال)، بحسب قناة (12) العبرية الخاصة.
ووفق القناة، أغلق متظاهرون عدة شوارع رئيسية في عدة مدن، من بينها أحد مقاطع شارع "90" قرب مدينة "كريات شمونة" الذي يربط شمال البلاد بجنوبها.
وفي وقت ساق السبت، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، إنّ "من يريد الإفراج عن المحتجزين لا يحتل غزة"، مؤكدة في مؤتمر صحفي أمام وزارة الدفاع بتل أبيب أنّ نتنياهو، "يضع العراقيل" أمام إبرام صفقة تبادل.
واليوم أيضا، كشفت نتائج استطلاع أجراه معهد لازار للأبحاث، لصالح صحيفة "معاريف" أن 72 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وأعرب 62 بالمئة من المشاركين عن انعدام ثقتهم بحكومة نتنياهو.
وبحسب القناة 12، فإن مقترح الصفقة المطروح حاليا يشمل إعادة انتشار القوات الإسرائيلية قرب الحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ووقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة 60 يوما يتم خلالها تنفيذ التبادل على مرحلتين: الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثمانًا إسرائيليًا مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب بحث ترتيبات تهدئة دائمة منذ اليوم الأول.
ورغم ذلك، تمضي تل أبيب بخطة عسكرية لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، تبدأ بمدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة، قبل تطويقها وتنفيذ عمليات توغل داخل الأحياء، ثم التوجه إلى مخيمات اللاجئين وسط القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلفت 62 ألفا و622 شهيدا، و157 ألفا و673 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 281 شخصا، بينهم 114 طفلا.