كيف تفاعل العالم مع القصف الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي في خان يونس؟

أثار القصف الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة موجة واسعة من الإدانات الدولية والأممية، بعد أن أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 20 فلسطينياً، بينهم خمسة صحفيين وعدد من أفراد الطواقم الطبية والإغاثية.
وتوالت ردود الفعل الغاضبة من عواصم العالم، التي شددت على ضرورة حماية المدنيين وفتح تحقيق عاجل في الحادثة، فيما وثّقت وسائل إعلام عالمية مشاهد الغارات وما خلّفته من دمار وخسائر بشرية فادحة.
إدانات دولية واسعة
وأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين استياءه من الغارة الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه لم يكن على علم بها. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "لست راضيا عنها. لا أريد أن أراها. وفي الوقت نفسه، علينا أن ننهي هذا.. الكابوس".
وفي لندن، أدانت وزارة الخارجية البريطانية الإثنين القصف الإسرائيلي "المروّع". وشدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عبر منصة إكس على أنه "ينبغي حماية المدنيين والطواقم الطبية والصحافيين. نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار".
وفي برلين، عبرت وزارة الخارجية الألمانية عن الشعور بالفزع لمقتل عدد من الصحفيين وأفراد الطوارئ والمدنيين في غارة جوية إسرائيلية على مستشفى ناصر في غزة. وقالت الوزارة في منشور على إكس "يتعين التحقيق في الهجوم".
وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين إن القصف الإسرائيلي لمستشفى في غزة الذي تسبب في استشهاد مدنيين وصحفيين "لا يمكن التسامح معه"، وفقا لوكالة رويترز.
استنكار أممي وتحذيرات حقوقية
إلي ذلك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الاثنين إن الأمين العام أنطونيو جوتيريش يستنكر بشدة استشهاد فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى ناصر في غزة، ويدعو إلى إجراء تحقيق فوري ونزيه. وأضاف دوجاريك للصحفيين "يذكر الأمين العام بضرورة احترام المدنيين وحمايتهم، بمن فيهم العاملون في المجال الطبي والصحفيون، في جميع الأوقات. ويدعو إلى إجراء تحقيق فوري ونزيه في عمليات القتل هذه"، وفقا لوكالة رويترز.
فيما قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في بيان "ينبغي أن يكون قتل الصحفيين في غزة صدمة للعالم، لا تدفعه إلى صمت مطبق، بل إلى التحرّك للمطالبة بالمحاسبة والعدالة"، مشدّدة على أن «الصحفيين ليسوا هدفا. والمستشفيات ليست هدفا في أي حرب».
وأشارت إلى أنه "في ظلّ الحرب والمجاعة، ما زال الصحفيون الدوليون يمنعون من قبل السلطات الإسرائيلية" من دخول القطاع حيث "قتل 247 صحفيا فلسطينيا على الأقلّ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وشدّدت المتحدثة باسم المفوضية الأممية السامية على أن "هؤلاء الصحفيين هم أعين العالم وآذانه. ولا بدّ من حمايتهم"، مشيرة إلى ضرورة "التحقيق في مقتلهم ومقتل المدنيين الآخرين الذين لا تحصى أعدادهم على نحو عاجل ومستقلّ لإحقاق العدالة".
**الموقف العربي
عربياً، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة استهداف الطواقم الطبية والإغاثية والإعلامية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب قطاع غزة.
وشددت الوزارة على رفض المملكة للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقوانين والأعراف الدولية، مجددًة مطالبة المملكة للمجتمع الدولي بوضع حد لهذه الجرائم الإسرائيلية، ومؤكدًة ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجالات الطبية والإغاثية والإعلامية.
**استهداف مباشر للصحفيين والطواقم الطبية
أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن طائرة إسرائيلية استهدفت مبنى الياسين الطبي داخل مجمع ناصر، قبل أن تعود لتضرب الموقع ثانية أثناء عمليات إنقاذ الضحايا.
ونعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين خمسة من أعضائها الذين استشهدوا في القصف، ووصفت الغارتين بأنهما "جريمة اغتيال" تعرض لها أربعة صحفيين هم محمد سلامة ومريم أبو دقة ومعاذ أبو طه وحسام المصري. وأكدت في بيان لاحق "استشهاد الصحفي أحمد أبو عزيز متأثرا بجراحه".
قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن "أحد الصحفيين القتلى وأحد الجرحى يعملان معها كمتعاقدين".
وجاء في بيان لمتحدث باسم "رويترز": "نشعر بالأسى لعلمنا بمقتل المتعاقد مع رويترز حسام المصري وإصابة متعاقد آخر معنا هو حاتم خالد بجروح في الضربتين الإسرائيليتين على مستشفى ناصر في غزة اليوم".
وقالت وكالة أنباء "أسوشتد برس"، إن الصحفية مريم أبو دقة كانت "صحفية مستقلة" تتعاون مع الوكالة، لكنها «لم تكن في مهمة» لحساب الوكالة لدى استهدافها.
وأعربت "أسوشتد برس" عن شعورها بـ"الصدمة والحزن" لعلمها بمقتل مريم أبو دقة (33 عاما) التي تتعاون مع الوكالة منذ بدء الحرب.
استشهد أكثر من 20 فلسطينيا في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الاثنين، في حين سجلت وزارة الصحة 11 حالة وفاة جديدة نتيجة التجويع وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية.
واستهدف قصف إسرائيلي مجمع ناصر الطبي وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 19 فلسطينيا بينهم 4 صحفيين، وهم مصور الجزيرة محمد سلامة والمصوران حسام المصري ومعاذ أبو طه والصحفية مريم أبو دقة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 244 بعد استشهاد 4 صحفيين باستهداف مستشفى ناصر.
كذلك، أفاد الدفاع المدني باستشهاد أحد كوادره وإصابة 7 آخرين أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين وانتشال الشهداء من الموقع.
وأفادت مصادر طبية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف خياما تؤوي نازحين ومنازل وتجمعات مدنيين في حين أطلق النار صوب منتظري المساعدات.
واستشهدت سيدة وأصيب 7 آخرون في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين قرب مسجد مطر في منطقة المواصي شمال غربي مدينة رفح.
ووسط القطاع، استشهد 5 فلسطينيين بينهم طفلة وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة لتأمين المساعدات الإنسانية في محيط معبر كيسوفيم شرق المحافظة الوسطى.
واستشهد فلسطيني وأُصيب 6 آخرون من منتظري المساعدات الأميركية برصاص إسرائيلي قرب نقطة توزيع المساعدات في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة.