إسرائيل تدمر برج الجندي المجهول بغزة وتشرد مئات النازحين

دمر الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، "برج الجندي المجهول" الذي يقطنه مئات الفلسطينيين في حي الرمال بمدينة غزة، ويجاوره مخيمات كبيرة للنازحين، وذلك بعد وقت قصير من إنذار سكانه والنازحين في محيطه بالإخلاء، في إطار الإبادة الجماعية التي يرتكبها في القطاع.
وقال شهود عيان للأناضول إن طائرات حربية إسرائيلية دمرت "برج الجندي المجهول" في شارع عمر المختار بحي الرمال بمدينة غزة، بعد وقت قصير من إنذار الفلسطينيين بإخلائه، رغم أن محيطه يضم عشرات الخيام والمباني السكنية التي تؤوي مئات النازحين.
وذكر الشهود أن سكان البرج السكني المرتفع تدافعوا لإخلائه خوفًا من القصف دون أن يصطحبوا معهم أي من أمتعتهم أو حتى ملابسهم.
وفي وقت سابق، أنذر الجيش الإسرائيلي، الفلسطينيين في برج "الجندي المجهول" والخيام المجاورة له "بالإخلاء فورًا" قبل مهاجمته.
وقال الجيش، في بيان على منصة شركة "إكس" الأمريكية: "إنذار عاجل إلى كل من لم يخلِ بعد منطقة ميناء غزة وحي الرمال وتحديدًا في برج الجندي المجهول المحدد باللون الأحمر وفي الخيام القريبة منه والواقع في شارع عمر المختار".
وأرفق الجيش خريطة حدد فيها البرج باللون الأحمر.
وأضاف، أنه "سيهاجم المبنى في الوقت القريب"، بزعم "وجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو بجواره".
وأوضح مراسل الأناضول أن فلسطينيين نزحوا من برج "الجندي المجهول" ومحيطه بعد إنذار الجيش الإسرائيلي بقصفه، وسط حالة من الهلع بين المواطنين.
يُعد "برج الجندي المجهول" من أضخم الأبراج السكنية في مدينة غزة، إذ يضم عشرات الشقق والمحال التجارية، وكان يؤوي مئات العائلات والنازحين خلال الحرب.
ويقع البرج في أكثر منطقة تجارية وحيوية بحي الرمال بالمدينة.
ومنذ أيام، شرعت إسرائيل في حملة تدمير تدريجية للمباني السكنية المرتفعة بمدينة غزة، ما زاد أعداد العائلات المشردة ودفعها إلى ظروف نزوح قاسية، في وقت يحذّر فيه مراقبون من أن الهدف هو دفع الفلسطينيين قسرًا إلى النزوح جنوبًا، ضمن مخطط إسرائيلي أمريكي أوسع لتهجيرهم خارج القطاع.
ومنذ 11 أغسطس الماضي، دمر الجيش الإسرائيلي بمدينة غزة 1600 برج وعمارة سكنية بشكل كامل، ونحو ألفي برج وعمارة أخرى بشكل بليغ، إضافة إلى 13 ألف خيمة، ما تسبب بتشريد أكثر من 100 ألف نسمة كانوا يقطنون تلك المساكن والخيام، وفق المكتب الإعلامي.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و871 شهيدا، و164 ألفا و610 مصابين من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 422 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.