سوريا.. حل لغز سرقة المتحف الوطني في دمشق والقبض على أحد المتورطين
أعلنت وزارة الثقافة السورية، الجمعة، حل لغز حادث سرقة قطع أثرية من داخل المتحف الوطني بدمشق في 11 نوفمبر الماضي، والقبض على أحد المتورطين فيه.
وقالت الوزارة في بيان: "منذ أن وقعت حادثة السرقة في المتحف الوطني بدمشق الشهر الماضي، فإن فريقها وفريق وزارة الداخلية، لم يوفرا جهدا لملاحقة الفاعلين وجمع كافة الأدلة المتعلقة بمسرح الجريمة والقطع التي تمت سرقتها من قاعة الكلاسيك، ليتكلل هذا العمل المتواصل بالنجاح خلال زمن قياسي".
وأضافت أنها "استعانت كذلك بخبرات تكنولوجية وطنية سورية نجحت في تشغيل منظومة المراقبة التي كان السارقون يعتقدون أنها معطلة وخارج الخدمة".
وأردفت الوزارة أن ذلك "مكّن من سحب جميع الفيديوهات التي تظهر عملية السرقة بأدق تفاصيلها، وتفعيل منظومة الكاميرات التي ترصد الحركة في أروقة وقاعات المتحف قبل وأثناء وبعد تنفيذ السرقة".
وتابعت أنها "تزف البشرى إلى الرأي العام السوري الذي أظهر حرصه النبيل على الثقافة والتراث السوريين"، مشيرة إلى "القبض على المدعو (ط.ح) الذي اعترف بجريمته وقدم معلومات عن المتورطين معه في السرقة".
وأشادت الوزارة في بيانها بـ"جهود رجال الأمن، وجميع الجهود المبذولة من كل من ساعد في تلك المهمة التي تطلبت الحفاظ على أعلى درجات السرية والدقة الشديدة في التصريحات الإعلامية والتعامل المدروس مع اللصوص واستدراجهم".
وأشارت إلى أن "الدولة السورية كلها تتعرض، ومنذ التحرير وإسقاط نظام الجريمة، لحملات تشويه وتخريب تحاول النيل من استقرار البلاد وعرقلة مسار البناء في وزارات الدولة ومؤسساتها المختلفة".
وذكرت أن تلك الحملات "تسعى إلى الاستمرار على النهج السابق الذي رأيناه في ظل النظام البائد والذي كان يستبيح كل شيء من أجل مصالح رخيصة، دون أن يستثني الوطن والإنسان والهوية والتراث".
وفي 8 ديسمبر 2024، دخل الثوار السوريون العاصمة دمشق معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000 ـ 2024)، الذي ورث الحكم عن والده حافظ (1971 ـ 2000).
وشددت الوزارة على أن "تراث سوريا المادي واللامادي وآثارها العريقة أمانة كبرى في أعناقنا جميعاً، لن نتهاون في صونها وحمايتها والتصدي لمن يحاول استهدافها بكل وسيلة".
وفي 11 نوفمبر الماضي، قالت المديرية العامة للآثار والمتاحف إنها باشرت التحقيق بإشراف وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة، للوقوف على ملابسات فقدان عدد من المعروضات من المتحف الوطني بدمشق، دون أن تحدد طبيعة المفقودات.
وأضافت في حينه، أن "العمل جار على تعزيز منظومات الأمن والحماية في مختلف المتاحف السورية ضمن خطة وطنية شاملة للحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي".
وتأسس المتحف الوطني في دمشق عام 1919، ونُقل إلى مبناه الحالي سنة 1936.
وهو يتألف من 5 أقسام رئيسية، أولها قسم عصور ما قبل التاريخ، وثانيها قسم الآثار السورية الشرقية القديمة، وثالثها قسم الآثار السورية المحلية، التي تعود إلى حضارات اليونان والرومان والبيزنطيين.
والقسم الرابع مخصص للآثار العربية الإسلامية منذ عهد الأمويين، ومنها واجهة قصر الحير الغربي وخزف الرقة.
أما القسم الخامس فهو قسم الفن الحديث الذي يعرض أجمل ما أبدعه الفنانون المعاصرون من لوحات ومنحوتات.
كذلك يحتوي حرم المتحف على حدائق متاخمة له، وتعدُّ بمثابة متحف مستقل في الهواء الطلق، وذلك بالإضافة إلى وجود مقهى، ومتجر للهدايا.

