العطش يضرب 18 منطقة سكانية

أزمة تتكرر كل يوم دون انقطاع، رغم تغير الحقائب الوزارية على مدار السنوات الأخيرة، ولم يضع المسؤولون حلولًا لتوفير المياه للمواطنين، فجميع وزراء الإسكان عايشوا أزمة انقطاع المياه عن العديد من المناطق وآخرهم الدكتور مصطفى مدبولى الوزير الحالى.
انقطاع المياه وغيابها لفترات طويلة عن مناطق معينة منح تجار المياه قبلة الحياة وجعلهم ينتشرون بشكل أكبر وأوفر.
منذ فترة وجيزة بدأ أهالى ما يقرب من 18 منطقة على مستوى المحافظات بتنظيم وقفات أمام وزارة الإسكان بمنطقة سعد زغلول بسبب أزمة المياه، وكان آخرها مظاهرة تضم ما يقرب من 500 رجل وسيدة يطالبون بجملة واحدة «عايزين مياه يا وزير»، فدائمًا يصرح المهندس مصطفى مدبولى، بأنه يقوم بتركيب مواسير مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظات بتكلفة تتجاوز الملايين، وتقوم الوزارة بإرسال البيان بالصور إلى الصحفيين لنشر الخبر.
التقت محررة «الزمان» بأهالى القرى التى تنقطع عنها المياه بصفه مستمرة.
يروى علاء متولى أحد أهالى منطقة الطوابق بفيصل أن تلك المنطقة الذى تضم الآلاف من السكان من الطبقة الشعبية تأتى إليها المياه ساعة بالأسبوع، وقمنا بالعديد من الوقفات الاحتجاجية أمام المحافظة وأمام مجلس الوزراء ولكن لم ينظر إلينا أحد، وهذا جعل ظهور تجار المياه، والذين يقومون بيبع جرادل مياه والواحد يبلغ سعره 400 جنيه، ويبلغ وزنه 5 كيلو مياه، فنحن أسرة نتكون من 5 أفراد نقوم بالشرب فقط من تلك المياه.
وتابع: نقوم بالاستحمام يوم الخميس وذلك اليوم الذى تأتى به المياه، أما بالنسبة للطعام فتقوم أم الأولاد بطهى الطعام بإناء واحد فقط وتقوم بغسله يوم الخميس أيضًا وكل هذا العذاب لم يشعر به أحد سوى المقيمين بمنطقة الطوابق بفيصل، وهذا غير معاناة تجار المياه، ونتعرض للذل والإهانة حتى نقوم بالحصول على جردل المياه والذى من الممكن أن نقضى ما يقرب من 4 ساعات بالشمس الحارقة حتى نحصل على المياه.
وأضاف متولى أن تجار المياه يتواجدون بمنطقة الكعابيش بنهاية الطوابق، فنحن نريد أن نعيش حياة آدمية.
قرية التسعين الكبرى بالبحيرة
«مأساة حقيقة نعيشها يوميًا».. هكذا عبر عبدالعظيم محمد، أحد سكان قرية التعسين الكبرى بالبحيرة، إذ أكد أن هناك ما يقرب من 7 قرى تابعة لمجلس قرية زهرة بمركز كفر الدوار بالبحيرة لم تأت المياه إليهم إلا يومًا واحدًا بالأسبوع ولمدة ساعة ثم تقطع مرة أخرى، على الرغم من موجة الحرارة الشديدة إلا أننا نعيش دون قطرة مياه، والقرى الخالية من المياه قرى «الصغرى والحاجة على وسلومة وسامون والتعسين الكبرى واللقاتية»، وعلى الرغم من أننا تقدمنا بالعديد من الشكاوى إلى المجلس المحلى وقمنا بعمل وقفات احتجاجية أمام المحافظة ولكن دون جدوى، ولكن العديد من نواب الدائرة قاموا بتوفير سيارة مياه من المفترض أن تأتى بشكل يومى، ولكنها لم تأت بشكل دائم.
وقال إن هناك معاناة يجدها الأهالى وخصوصًا السيدات فى نقل المياه بالجراكن والأوانى لمسافات طويلة، وكل هذا ذهبنا للعديد من المسؤولين العديد من المرات ويقومون بوعدنا بإيجاد حلول لتلك المشكلات ولكن كل محاولاتنا باتت بالفشل.
وأضافت سارة وهدان، من مواطنى قرية سلومة: «منتهى الذل والمعاناة تحدث معنا، فجميع السيدات أو الرجال يقومون بالجرى وراء سيارة المياه وهناك من يتساقط على الأرض وهناك من يسقط منه الجردل، فنضطر إلى شراء جردل مياه بقيمة 200 جنيه يكفى لمدة 3 أيام فقط، ويبلغ وزنه 3 كيلو، والعديد من الأوقات تمر دون أن نجد نقطة مياه نشربها، على الرغم من أن أهالى القرية أكدوا مرارًا وتكرارًا أنهم على أتم استعداد بعمل إصلاحات وتركيب مواسير المياه على نفقتهم الخاصة، ولكن لم يستمع إلينا أحد».
صرخة أمام الوزارة
من أمام الوزارة وجدنا الآلاف من السيدات يصرخن إذ تحدثت «صفاء» قائلة: إننا بقرية «بليع» بمركز ميت غمر بالمنصورة والمياه لم تأت منذ شهر رمضان وحتى الآن لم تتوافر نقطة مياه للشرب، فلا توجد قطرة مياه للشرب، فلم يستطع مسئول من هؤلاء تحمل دقيقة دون مياه، فالأطفال لا تتحمل ذلك الحر، فهناك أطفال توفوا بالقرية بسبب عدم توافر المياه، ولم نقم بالاستحمام على الرغم من موجة الحر الشديدة، ولم نطه الطعام فنحن نعيش فى جهنم على الأرض، ونريد حلًا دون وعود زائفة من وزير الإسكان».
الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحى
وفى هذا السياق صرح العميد محيى الصرفى، المتحدث الإعلامى للشركة القابضة بهيئة مياه الشرب والصرف الصحى، بأن وزير الإسكان لم يمكث بمنزله، وانتهى الوزير من 47 مشروعًا لمياه الشرب والصرف الصحى، بتكلفة إجمالية 5 مليارات و410 ملايين جنيه، منها 39 مشروعًا لمياه الشرب، فى 13 محافظة، بتكلفة إجمالية 3 مليارات و950 مليون جنيه، و8 مشروعات للصرف الصحى فى 7 محافظات، بتكلفة إجمالية مليار و460 مليون جنيه، بداية الشهر الحالى، ضمن خطة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة الدقهلية، وبالتالى فإن البحيرة والجيزة والـ18 قرية التى تشهد انقطاعًا مستمرًا للمياه سوف يتم الانتهاء من أزمتها بأقرب وقت ممكن، ولم يتم توفير الحلول بالمظاهرات، وعلى الرغم من الوقفات الاحتجاجية التى يقومون بها إلا أن الوزير مقدر ما يمرون به.