فى الذكرى الثانية لها.. النزاعات الدولية وانخفاض التجارة العالمية وراء تراجع إيرادات قناة السويس

في ذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة من الكيلو 61 إلى الكيلو 95، والتي تم اقتتاحها 6 أغسطس 2015 بطول 35 كم، بهدف تلافى المشكلات القديمة مثل توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، وتعظيم دور إقليم القناة كمركز لوجيستى وصناعى عالمى متكامل إقتصاديا وعمرانيا ومتزن بيئيا.

 تعود بداية هذه الفكرة الى السبعينات حيث تم طرحها على الرئيس الراحل السادات لكن المشروع لم ينفذ ثم أعيد طرحة على الرئيس حسنى مبارك لكنه أيضا لم ينفذ.

وفي أغسطس 2014 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى البدء الفعلى في حفر ممر ملاحى جديد لقناة السويس، وفي 15 أغسطس 2014  أعلن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب طرح شهادات استثمار باسم "قناة السويس" بهدف جمع 60 مليار جنية مصري لتمويل مشروع محور القناة من خلال المصريين فقط.

وبالفعل قام العديد من المصريين بشراء شهادات الإستثمار و حفرت القناة بتمويل المصريين.

شهد حفل إفتتاح قناة السويس يوم 6 أغسطس مشاركة دولية عالية المستوى، حيث شارك في الحفل زعماء وملوك العالم والوفود العربية والأوروبية والأفريقية والأسيوية، والذين حضروا لحفل الإفتتاح بدعوة من الرئيس السيسي لمشاهدة الإنجاز المصرى وقدرة المصريين على تحقيق الحلم بإفتتاح قناة السويس الجديدة في وقت قياسى.

وطبقا للإحصائيات  الرسمية التي نشرتها هيئة قناة السويس منذ افتتاح المجرى الملاحى الجديد في أغسطس 2015 وحتى نهاية مارس 2016 فإن حجم الإيرادات بلغ 3 مليارات و429 مليون دولار، وحققت إيرادات القناة في سبتمبر 2015 عقب إفتتاحها مباشرة 448.8 مليون دولار مقابل 462.1 مليون دولار في أغسطس من نفس العام، بتراجع قدرة 13.3 مليون دولار بعد إنخفاض عدد السفن المارة، ومع بداية عام 2016 شهدت إيرادات القناة خلال شهرى يناير وفبراير ما يقرب من 3.178 لشهر يناير و3.108 لشهر فبراير. 

و قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، إن إيرادات القناة خلال الربع الأول من 2016 زادت عن نفس الفترة من عام 2015 بمقدار 592.4 مليون جنيه رغم انخفاض حجم التجارة العالمية.

وأكدت الإحصائيات الرسمية المنشورة على موقع قناة السويس الرسمى، أن إجمالي حمولات السفن المارة بالقناة خلال الفترة من أغسطس 2015 حتى مارس 2016 بلغت 663.6 مليون طن.

وأشار مميش الى أن عدد السفن التي عبرت قناة السويس خلال الربع الأول من العام 2016 بلغ 4178 سفينة بزيادة 111 سفينة بالنسبه لنفس الفترة من العام 2015.

ويقول وائل النحاس الخبير الإقتصادى، إننا لا نستطيع حتى الأن قول أنها وصلت لأهدافها من الأرباح العائدة منها بسبب انخفاض التجارة العالمية، والذى أثر بشكل كبير على حركة الملاحة في قناة السويس الجديدة.

وأضاف أنه لا يمكن التنبؤ بمستقبل إيرادات القناة إلا بالنظام الإقتصادى العالمى الجديد الذى لم يتم تقريره بعد بسبب النزاعات الدولية الحالية، ويقول"نأمل أن تاتى إيرادات عالية من القناة بعد تقرير النظام الإقتصادى العالمى الجديد".

وأشار أيضا إلى أن إيرادات القناة كانت كافية للحفاظ على موراردنا، أى أننا حافظنا على المستوى الاقتصادى بالتوسعات في قناة السويس، لكننا لم نصل بعد لمرحلة الانتعاش الاقتصادى ونأمل تحسن الأوضاع".