رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

«إيديكس 2018» انطلاقة مصرية نحو العالمية

القاهرة تنافس العالم فى الصناعات الدفاعية

مكاسب جوهرية تجنيها مصر عسكريا واقتصاديا

بلاد النيل تقود مسكر العالم من بوابة «إيديكس 2018»

خبراء: فرصة كبرى لتبادل الخبرات العسكرية

اقتصاديون: مؤشر أمان لتحقيق التنمية المستدامة

حققت مصر مكاسب كبرى من احتضانها معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية «إيدكس 2018» لأول مرة وسط مشاركة ملوك ورؤساء القوى العسكرية حول العالم الذين شاهدوا ما شيده المصريون وليستفيدوا ويفيدوا أبناء الجيش فى شتى المجالات.

وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، الاثنين الماضى، معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية «إيدكس2018»، بمركز  المعارض الدولية بالتجمع الخامس.

ويعد «إيديكس 2018» معرضا عسكريا مصريا دوليا، من أهم المعارض على المستوى الإقليمى والعالمى، إذ يمثل ملتقى لتبادل الخبرات التكنولوجية بين المشاركين من الهيئات والأنظمة المختصة بالتسليح والصناعات الدفاعية من مختلف أنحاء العالم.

وقد أقيمت فعاليات المعرض على مدار 3 أيام «الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء»، وامتدت الصالات على نحو 30 ألف متر، قسمت حتى تتسع لـ373 شركة عالمية عارضة، بينها 42 شركة أمريكية و37 شركة فرنسية و28 صينية، فضلا عن 13 من الشركات الروسية، وهو الأول فى شمال أفريقيا، ومن المنتظر أن يعقد كل عامين.

وشارك فى المعرض وزراء للدفاع من أمريكا، وروسيا، والإمارات، وعمان، والسودان، وفرنسا، واليونان، وقبرص، وجنوب السودان، والكاميرون، وكوريا الجنوبية، والصومال، وغيرهم فضلًا عن 7 رؤساء أركان و7 وزراء للإنتاج الحربى من الدول الشقيقة، بالإضافة إلى 373 جهة عارضة من صناع أنظمة الدفاع والأمن، إلى جانب أكثر من 10 آلاف زائر وتضمن المعرض برنامجًا للمؤتمرات وبرامج لكبار الشخصيات.

اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى، قال إن معرض «إيديكس 2018» يمنح مصر الرقم 11 على خارطة الصناعات الدفاعية فى العالم، ومشاركتها فى تنظيم المؤتمرات العسكرية.

وأضاف العصار أن هناك مردودا إيجابيا على الجناح المصرى فى المعرض، وأن هناك 40 شركة شاركت فى الجناح المصرى، ويتيح لمصر فرص عقد شراكات مع الدول الأخرى.

وأشار إلى أن «إيديكس 2018» أثبت للعالم كله قدرة مصر على صناعة الأسلحة الحديثة، وتوافر فرص التسويق بين الدول والشركات المشاركة داخل «إيديكس 2018».

وتابع: «تم الإعلان عن أسلحة وعربات جديدة داخل المعرض، وقد نالت إعجاب الكثيرين أثناء الافتتاح».

وشدد على أن الصناعات البحرية، تتم على أعلى مستوى داخل ترسانة الإسكندرية بأيدٍ مصرية، والتى تتوافر بها جميع الإمكانيات التى أتاحت وجود شراكة مع إحدى الشركات الفرنسية.

وأوضح وزير الإنتاج الحربى أن هناك 376 شركة من 41 دولة حول العالم عرضت منتجاتها فى معرض «إيديكس 2018»؛ وهذا يدل على أهمية المعرض، مشيدًا بالإقبال الكثيف من الوفود الرسمية على المعرض.

وتابع: «حضر 10 وزراء دفاع و7 رؤساء أركان و8 وزراء إنتاج حربى من كافة دول العالم وهو أمر مشرف.. فكنا نستهدف أن يولد معرض إيديكس 2018 عملاقًا وهو ما تحقق بالفعل، نتيجة عام كامل من التجهيزات».

ومن جانبه، قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، إن المعرض يرسخ الدور المحورى والمؤثر الذى تقوم به مصر فى المنطقة، ويؤكد مساهمتها فى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمى والدولى.

ولفت إلى أنه فرصة لتبادل الخبرات بين مختلف العاملين بالجهات العالمية والمحلية الرائدة فى مجال أنظمة التسليح والصناعات الدفاعية والعسكرية للتباحث بشكل معمق فى آخر التطورات التكنولوجية الصناعية وشئون التسليح العسكرى لمنطقة الشرق الأوسط.

المكاسب العسكرية من «إيديكس 2018»

اللواء أركان حرب ناجى شهود المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، قال إن المعرض له مردود إيجابى للغاية على المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية.

وأضاف أن استضافة مصر بهذا الحجم والضخامة ينقل رسالة للعالم بالاستقرار السياسى والأمنى فى مصر، وينقل الصورة الحقيقية عن مصر.

وتابع: «المعرض يمنح العسكرية المصرية فرصة للاطلاع على أحدث الأسلحة، التى تعرضها الشركات المشاركة بالمعرض».

اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، قال إنه فرصة لتبادل الخبرات بين مختلف العاملين بالجهات العالمية والمحلية الرائدة فى مجال أنظمة التسليح والصناعات الدفاعية والعسكرية للتباحث بشكل معمق فى آخر التطورات التكنولوجية الصناعية وشئون التسليح العسكرى لمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف سالم لـ«الزمان» أنه فرصة لإظهار مهارات مصر العسكرية، وسيخدم مصر فبدلًا من إرسال الوفود المتخصصة فى مجال التسليح إلى جميع دول العالم لتستفيد من خبراتهم، هم من يأتون ليعرضوا ما لديهم من إمكانيات فى المعرض، فأصبح من السهل على أن أنتقى وأعرف ما ينقصنى من هذه الأصناف وأعمل على أن أتزود منها.

وتابع: «كما أنه تم توفير جميع السفريات الخاصة بالتسليح ومبالغها، ويدخل فى سياحة المعارض التى افتقدتها مصر فى الآونة الأخيرة، وانظر إلى العائد الذى يأتى من وراء هذه الدول؛ فمن هنا نجد أنه تم تنشيط السياحة، والاقتصاد، ومن المؤكد أنه سيكون هناك نوع من التعرف بيننا وبين الوفود المنتظر وجودها وكذلك التنسيق، فيمكن أن يتم الاتفاق على أشياء عسكرية بين الوفود وبعضها».

وأكد الخبير العسكرى أن الاستفادة المصرية من هذا المعرض كبيرة جدًا فى شتى المجالات العسكرية والسياسية والأمنية، فجيمع هذه المجالات ستنشط على إثر هذا المؤتمر، وهو خير دليل للعالم كله على أن مصر آمنة والدليل وجود هذا الكم من الدول العريقة فى محفل دولى مثل هذا على الأراضى المصرية.

وعن الإقامة السنوية لهذا المعرض، قال: نأمل أن يقام مثل هذا المعرض على الأراضى المصرية، موضحًا أنه بعد انتهاء أى محفل دولى يتم عمل دراسة جدوى له، فإذا وجدت مصر أنها استفادت منه الاستفادة المرجوة منه نستطيع أن نقول إنه سيتم عمل مثل هذا فى السنوات المقبلة.

كما أشاد اللواء سمير فرج، الخبير الإستراتيجى، بمعرض «إيديكس 2018» قائلًا: «حدث غير عادى وسيكون مشرفا للعسكرية المصرية، موضحًا أنه سيحقق 3 أهداف عسكرية وسياسية واقتصادية».

ومن ناحية الأهداف العسكرى، أكد فرج أن المعرض فرصة كبيرة لضباط القوات المسلحة لمعرفة الجديد فى الترسانة الحربية فى العالم، مضيفًا أن هناك 17 معرضًا حول العالم فى هذا الشأن، وكان به إمكانيات متميزة وهناك دول خارجية تطلب من مصر عمل تصنيع مشترك، والبيع فى أفريقيا والعالم العربى، بالإضافة إلى أن هذا المعرض سيضع مصر فى موقف متقدم فى التصنيف العالمى.

ورأى أن الأهداف الاقتصادية للمعرض تتمثل في تسويق المنتجات العسكرية التى تنتجها المصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع، فحاليا نمتلك إنتاجا متميزا، ويكفى وجود مصنع لتصنيع الطائرات فى حلوان ومصنع ينتج أحدث أنواع الدبابات.

وأشار فرج إلى أن المعرض مفيد أيضا من الناحية السياسة، إذ به جناح لمقاومة الإرهاب، ومصر لديها خبرة خلال السنوات الماضية فى كيفية مقاومة الإرهاب وهى إضافة مصرية خالصة تقدمها مصر للعالم فى مقاومة الإرهاب.

وعن المدرعة المصرية التى عرضت خلال المعرض، أكد الدكتور حسن عبد المجيد، نائب رئيس الهيئة القومية للإنتاج الحربى، أنها مصرية مائة فى المائة وجميع دول العالم تجلب مكونات من الخارج، مؤكدًا أن صناعة مدرعة مصرية أمر يدعو للفخر، وأن المدرعة تتميز بطرازين «إس تى 200» و«إس تى 500».

وتابع عبدالمجيد أن المدرعة عندما يتم إطلاق النار عليها تستطيع الصمود لمدة 3 ساعات وتقوم بالتعامل مع العدو من خلال تجهيزات على أعلى مستوى، وفى حال تعرضها للغم 10 كيلوجرام فإن الطاقم الذى بداخلها يكون آمنا تمامًا، كما يؤكد وضع مصر كدولة رائدة وفاعلة، وصاحبة قدرة على تنظيم مثل تلك الفعاليات العسكرية الدولية الرفيعة.

 ومن جانبه، لفت نائب رئيس الهيئة القومية للإنتاج الحربى، إلى أنه تم صناعة رشاش بمعدل 800 طلقة فى الدقيقة، بعد إجراء عدة تجارب عليه وهو معدل عالٍ من إطلاق النيران، وتم عرضه فى معرض «إيدكس 2018»، وإن هذا الرشاش صناعة مصرية مئة فى المائة.

المنظمون: أضخم معرض عالمى

المهندس حسن بكر ممثل شركة «كلاريون» المنظمة لمعرض «إيديكس 2018» قال إن انطلاق المعرض فى مصر يعد أضخم إطلاق لمعرض للمعدات العسكرية عالميًا، ولم يحدث من قبل فى أى دولة نظمت معرضًا عسكريا أن يحضر افتتاحه ١٠ آلاف شخص بين عارض ومشارك، مضيفًا أن المعرض له عدد كبير من الفوائد لمصر، خاصة أنه يقام لأول مرة على أرضها.

وأكد بكر أن المعرض فرصة للتواصل بين الجهات المصرية وكبرى الشركات العالمية والتى تقدر بـ٣٧٣ شركة تشارك فى المعرض، للتعرف على أنظمة التسليح المختلفة والتواصل بينهم بشكل مباشر، موضحا أن المعرض شارك به أكبر موردى الأسلحة عالميًا.

وبيّن أن تجمع ١٠ آلاف شخص فى مكان وقت وتوقيت واحد فى مركز المنارة أعطى رسالة للعالم بأن مصر آمنة، إضافة إلى أن المشاركين سيقومون بزيارة عدد من الأماكن التاريخية والمعالم السياحية فى مصر وهو ما يمثل أهمية كبيرة لنشر السياحة المصرية.

أبرز المحتويات العملاقة

واستكمل بأن المدرعة فهد مصرية الصنع الذى تنتجها وزارة الإنتاج الحربى، وكذلك مجسمات من المدرعة «تمساح 3» تنتجتها الهيئة العربية للتصنيع التابعة لوزارة الإنتاج الحربى.

وضمت المنتجات، مجموعة من أسلحة الدفاع الجوى، منها جهاز الرؤية السلبى لقائد المركبة  «vpr»وجهاز الرؤية السلبى الليلى لقائد المركبة التوباز بالإضافة إلى جهاز الرؤية السلبى لقائد المركبة «bk» بجانب أجهزة الاستطلاع وهى: جهاز الرؤية السلبى لحكمدار المركبة «brom» وجهاز الرؤية السلبى لرامى المركبة «topaz» إضافة إلى جهاز الرؤية السلبى لحكمدار المركبة  «bk».

كما ضمت المعروضات، مجسمات لـ«لانشات مكافحة الحرائق» ولانشات أخرى حربية، فضلًا عن القنابل والمقذوفات.

مكاسب اقتصادية مصرية

الخبير الاقتصادى خالد الشافعى ورئيس مركز العاصمة للبحوث والدراسات الاقتصادية، قال إن أفضل مكاسب هذا المعرض هو الإعلان للعالم أجمع أن مصر هى بلد الأمن والأمان، وهذا يعنى أنها قبلة اقتصادية آمنة للمستثمرين حول العالم والاستثمارات بكافة أنواعها سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية، وكلها إيجابيات تضخ لصالح الاقتصاد المصرى، مضيفًا أنه أكبر مؤشر لطمأنة المستثمرين، وكل المؤسسات الاستثمارية العالمية، وأيضًا للشركات التى شاركت فى هذا المعرض.

وتوقع تحقيق المعرض طفرة فى الاقتصاد المصرى، سواء كان أثره فوريا أو آجلًا خلال السنوات المقبلة، موضحًا أن الآثار الفورية تتمثل فى أن كل الشركات المشاركة وغيرها من العازمين على الاستثمار فى مصرنا الحبيبة رأوا بأعينهم خلال المعروضات بالمعرض أن أموالهم فى أمان فى استثمار وهذا يدفعهم إلى التفكير الفورى للاستثمار فى مصر.

 وأما على الأثر الأجل، فقال: «أعتقد أن المعرض سيؤتى ثمره خاصة أن مصر تستهدف ما لا يقل من 9 إلى 10 مليارات دولار حجم استثمار مباشر داخل أراضى المحروسة ومن المتوقع أن هذا المبلغ سيزيد».

وأشار الخبير الاقتصادى، إلى أن من فوائد «إيديكس 2018» أنه نموذج لإقامة معارض أخرى على أرض مصر فى شتى المجالات ليست العسكرية فحسب وهذا يحدث نوعًا جديدًا من أنواع تبادل المنتجات إذ أنه يوفر جهدًا وأموالًا باهظة وسيتم توفيرها فى مشاريع استثمارية، كما أنه يمنح الفرصة لتسويق المنتجات المصرية إلى جميع دول العالم، وأن مصر تنتج أسلحة ورشاشات وذخائر وعربات مدرعة، وقطعا بحرية.

وعن تأثر الدولار بالطفرة الاقتصادية الناشئة عن المعرض، أوضح الشافعى لـ«الزمان» أن الدولار يتأثر بالعرض والطلب وهو يتأثر بأثر السوق العالمية إذ أنه ينخفض عندما تزداد الصادرات المصرية فهو لا ينخفض بمعرض إيديكس فحسب ولكن بجميع المشاريع المصرية الناجحة جميعًا فالاقتصاد المصرى لا يترتفع برتفاع مشروع واحد فقط بل بجميع جهود الدولة.

وعن السياحة، بيّن أن 15% من السياح حول العالم يزورون المعارض العالمية الكبرى، لمتابعة أحدث التقنيات والوسائل الحديثة فى شتى المجالات وهذا ساهم فى الدخل القومى للدول المنشئة لهذه المعارض.