إسرائيل تراوغ «حزب الله» للحصول على الغاز اللبناني

«البشبيشي»: إسرائيل قد تقوم بمقايضة مع حزب الله للحصول على الغاز اللبناني

«ياسين»: الحرب القادمة ستكون أشد من سابقاتها وسيسعى الحزب لاحتواء العمليات الإسرائيلية فى إطارها وطابعها الحالى " دفاعى وقائي"

 «سليمان»: مصلحة إسرائيل تعيين الحدود مع لبنان لاستخراج الغاز وتحقيق مكاسب مادية هى بحاجة إليها

أعلن الجيش الإسرائيلى أنه رصد أنفاقا لحزب الله تسمح بالتسلل من لبنان إلى إسرائيل وبدأ عملية لتدميرها، ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المتحدث باسم القوات الإسرائيلية، جوناثان كونريكوس، قوله إن «أنفاق الهجوم» تلك لم تكن بدأت العمل بعد، لكنها إما ستُسد وإما ستهدم دون أن يحدد عدد الأنفاق أو يوضح الوسائل التى ستستخدم لهذا الهدف، لكن يرى البعض أن الأنفاق ذريعة لإسرائيل للحصول على الغاز اللبنانى، وعلّقت على هذا الشأن الدكتورة هبة البشبيشى، أستاذ العلاقات الدولية، بقولها إن العمليات القائمة بين إسرائيل وحزب الله لن تصل إلى حد الحرب لكنهم يقومون ببعض الاستفزازات من وقت لآخر ببعض العمليات لكن ليست منها خطورة لأنه ليس هناك شكل معلوم لتشكيلات حزب الله، فمن غير المعلوم هل حزب الله «حزب» أم قوات عسكرية متمركزة فى أكثر من مكان سواء لبنان، أو سوريا، أو فلسطين، وإسرائيل لن تشن حربا على قوات غير معروفة.

وأضافت البشبيشى فى تصريح خاص لـ«الزمان»، أن إسرائيل قد تتخذ تلك الأنفاق كذريعة لها من أجل الوصول إلى الغاز اللبنانى، فإسرائيل دائما تبحث عن مصلحتها، وتحاول سرقة أى شيء من الدول العربية، مشيرة إلى أن إسرائيل قد تقوم بعملية مقايضة، لكن مقايضة غير رسمية وغير معروفة وغير متعارف عليها، للحصول على جزء من الغاز اللبنانى مقابل أنها تترك الأنفاق، وذلك يكون عن طريق وسطاء لحزب الله وإسرائيل، وهم بالفعل يقومون بمحادثات كثيرة غير معلنة.

وفى سياق متصل قال الخبير اللبنانى عادل ياسين، المتخصص فى الشئوون الإسرائيلية، إن إسرائيل والحزب يحرصان على عدم الدخول فى حرب أو حتى مواجهة واسعة، لذلك ستواصل إسرائيل عملها ضد الأنفاق الهجومية داخل حدودها واستعراض ذلك كإنجاز أمنى، أما الحزب فأعتقد بأنه لن يقدم على الرد مالم تتجاوز إسرائيل حدود عملها وتنتهك السيادة اللبنانية، وأن مسألة الغاز معقدة ولن تدخل فى حسابات أحد فى المرحلة الحالية ما لم يحدث اختراق أو انتهاك لا يقبله الحزب.

وأضاف فى تصريح خاص لـ«الزمان»، أن إسرائيل تدرك أن حزب الله يمتلك أكثر من مئة ألف صاروخ، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا على جبهتها الداخلية، كما أن نتنياهو اعترف بأن الحزب يمتلك عشرات من الصواريخ الدقيقة التى يمكنها استهداف منشآت إستراتيجية وحيوية فى إسرائيل، لذلك سيعمل على تجنب الدخول فى مواجهة حقيقة مع الحزب، أما حزب الله فيدرك هو الآخر أن الحرب القادمة ستكون أشد من سابقاتها لذلك سيسعى الحزب لاحتواء العمليات الإسرائيلية فى إطارها وطابعها الحالى «دفاعى وقائى».

من ناحية أخرى، قالت الدكتورة سماء سليمان، خبير العلاقات الدولية، إن عملية درع الشمال ليس المقصود بها حزب الله فقط ولكن أيضا من ورائه إيران فى سوريا، بغية دفعها للخروج منها، وهذا أمر مستبعد تماما، وهذه العملية سوف تتكرر من وقت لآخر بهدف تمشيط منطقة الحدود ووصول إسرائيل إلى منظومة إلكترونية لمجابهة صواريخ حزب الله ولكن هذه العملية لن تتطور لحرب طويلة الأمد لأن ذلك لن يكون فى صالح إسرائيل، كما أنه ليس بمقدورها الانتصار فيها، وسيعيد إسرائيل للواجهة كعدو أول فى المنطقة، وهذا ما تتحاشاه إسرائيل تماما.

وأضافت سليمان فى تصريح خاص لـ«الزمان»: بالنسبة للغاز اللبنانى فمن مصلحة إسرائيل تعيين الحدود مع لبنان لتستخرجه وتحقق مكاسب مادية هى بحاجة إليها، فى حين يقف الحزب للحيلولة دون حدوث تعيين للحدود البحرية قبل أن يضمن الحزب نصيبه فيها.