رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

مشروعات اقتصادية وطفرة أمنية.. أرض الفيروز تعانق الحرية

تنمية اقتصادية وطفرة أمنية.. أرض الفيروز تعانق الحرية

القضاء على ٩٠% من الجماعات الإرهابية

نهضة تنموية ومشروعات محورية

الضربات الاستباقية صمام الأمان لدحر التطرف

«سينا يا صبية.. يا حرة وأبية.. جينالك جينالك بقلوب فدائية».. كلمات سطرتها دماء المصريين خلال دفاعهم عن أرض الفيروز فى حرب العبور وتحرير الأرض فى عام 1973، ومنها توالت الانتصارات على أرض سيناء لكنها لم تكن انتصارات عسكرية فحسب بل «اقتصادية، وسياسية، وتنموية.. وغيرها».

وقدمت القوات السلحة خلال عام 2018 مشاريع تنموية كبيرة على الأراضى السيناوية للنهوض بها وترصد «الزمان» الطفرة التى تحققت خلال العام الجارى فى شبه جزيرة سيناء.

أطلقت الشركة العامة لتجارة الجملة إحدى شركات القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين والتجارة الداخلية القافلة رقم 65 إلى محافظة شمال سيناء؛ لتوفير السلع الغذائية للمواطنين، بأسعار أقل من مثيلاتها فى الأسواق الأخرى، إذ توفر القافلة السلع الغذائية الأساسية مثل السكر والزيت والجبن ومنتجات اللحوم والدواجن وغيرها من السلع الأخرى، بجانب تأمين مخزون إستراتيجى من السلع فى المحافظة بشكل مستمر وذلك بالتنسيق بين الوزارة  ومحافظة شمال سيناء.

 وكانت وزارة التموين والتجارة الداخلية قد تعاقدت على شراء 47 ألفا و500 طن أرز مستورد من منشأ الصين لتعزيز الاحتياطى الإستراتيجى  لمخزون الأرز المقرر طرحه على بطاقات التموين، وذلك من خلال المناقصة التى طرحتها الوزارة وتقدمت لها العديد من الشركات، ومن المقرر وصول الأرز خلال شهر فبراير المقبل وذلك بعد إجراء اختبارات الطهى والتذوق اللازمة لأول مرة وفقا لشروط المناقصة واجتياز العينات لكافة الاختبارات اللازمة والتى تمت بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بوزارة الزراعة وأسفرت النتيجة عن توافق نتيجة العينات مع ذوق المستهلك المصرى.

صحة أهالى سيناء

قال محافظ شمال سيناء اللواء دكتور محمد عبدالفضيل شوشة، إنه تم  فحص 4472 مواطنًا فى الحملة القومية للقضاء على «فيروس سى» والكشف عن الأمراض غير السارية، تنفيذًا لمبادرة الرئيس السيسى «100 مليون صحة».

وأضاف شوشة أنه تم فحص 58 ألفا و127 مواطنًا منذ بداية الحملة فى مختلف المراكز والمدن من خلال النقاط والفرق الطبية المنتشرة على مستوى المحافظة فى المستشفيات والوحدات الصحية والمراكز الطبية، وفى المدارس ومراكز الشباب والكليات والمعاهد.

وأكد وكيل وزارة الصحة فى شمال سيناء الدكتور محمود طلحة، أن الحملة تستهدف 254 ألفا و697 مواطنا، مشيرا إلى مشاركة 120 فريقا طبيا فى 80 نقطة فحص على مستوى المحافظة من خلال الحملة، بالإضافة إلى 20 فريقا متحركا فى مختلف المناطق والتجمعات، و6 فرق مخصصة لفحص أبناء المحافظة من المنقولين من الشيخ زويد ورفح إلى محافظات الإسماعيلية والشرقية والمنوفية والبحيرة.

وخصصت مديرية الصحة بالمحافظة مندوبين صحيين آخرين وحركة تنقلات أخرى للأماكن الأكثر احتياجا والأخرى التى تشهد زحاما على مراكز التحاليل والكشف فى العريش وبئر العبد.

أبناء سيناء يتعلمون

افتتحت قواتنا المسلحة مدارس جديدة للتعليم الأساسى بمحافظة سيناء؛ لخدمة أبناء القبائل بالتجمعات البدوية والمناطق النائية بنطاق مدينتى أبوزنيمة وأبورديس، بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدنى لتخفيف العبء عن كاهل أبناء تلك المناطق وتقديم فرص تعليم متساوية بما يسهم فى تحقيق التنمية البشرية المأمولة بشبه جزيرة سيناء.

استهدفت اللجنة المشرفة على تعمير سيناء استكمال تجهيزات الفصول التعليمية الأساسية، مع البدء فى إنشاء مبنى للإسكان الطلابى بجامعة العريش، وبالفعل افتتح قائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب أربع مدارس للتعليم الأساسى لخدمة عدد من التجمعات البدوية والقرى النائية بنطاق مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء شملت مدرسة الشهيد العميد أركان حرب أحمد محمد عبدالله الكفراوى بقرية آل جرير، ومدرسة الشهيد الرقيب أول أحمد رضا عبدالحكيم ناصف بقرية الروضة، والتى أقامتها القوات المسلحة بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدنى.

وتضم كل مدرسة 8 فصول تعليمية، مزودة بكافة الأنشطة التعليمية والخدمية من ملاعب رياضية مجهزة وقاعة للحاسب الآلى ومكتبة ومعامل وغرف للأنشطة المدرسية والمكاتب الإدارية واستراحة للمعلمين المغتربين مجهزة بكافة الأجهزة ومتطلبات الإعاشة المتكاملة، إذ تعد نموذجا للمدرسة المتطورة القادرة على تقديم منظومة تعليمية تتناسب مع الجهود الطموحة لتطوير التعليم وخلق أجيال جديدة قادرة على استيعاب متغيرات العصر والارتقاء بالطبيعة الديموجرافية فى تلك المناطق .

كما قامت المنطقة الشمالية العسكرية بأعمال صيانة وترميم عدد من المدارس بمحافظة الإسكندرية ورفع كفاءة المنشآت والمبانى التى تمثل خطرًا على التلاميذ، إذ قامت المنطقة بمعاينة المدارس الأكثر احتياجا لأعمال الترميم والصيانة من الداخل والخارج، وإضفاء الشكل الجمالى والتنسيق الحضارى من الخارج للموقع العام وتجهيزها ودعمها بالأثاث المدرسى .

وتم توفير 6 آلاف مقعد مدرسى لطلاب المدارس الأكثر كثافة ووضع خطة للانتهاء من أعمال الصيانة للمدارس فى موعدها المحدد للمحافظة على انتظام العملية التعليمية وامتحانات الفصل الدراسى الأول حرصا على مستقبل التلاميذ .

وأكد المسئولين عن العملية التعليمية بالإسكندرية أن تدخل القوات المسلحة ساهم فى صيانة وترميم المبانى والمنشآت التعليمية وتوفير التخت المدرسية .

من جانبهم وجه الأهالى والطلاب الشكر والتقدير للقوات المسلحة على مساهمتها فى دعم المجتمع المدنى وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين .

اللواء أركان حرب على حفظى محافظ جنوب سيناء السابق، يشيد بجهود كافة أجهزة الدولة لتنفيذ مخططات وبرامج التنمية الشاملة داخل سيناء وخارجها، وأخص بالذكر التنسيق المستمر مع القوات المسلحة ومؤسسات المجتمع المدنى فى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية داخل التجمعات السكنية والمناطق النائية بالمحافظة.

وأكد حفظى أن المهمة الرئيسية للقوات المسلحة فى سيناء والدولة المصرية هى حماية الحدود والوطن والشعب، من أى تهديدات أو تحديات تؤثر على الأمن القومى للدولة؛ لإتاحة الأمن والاستقرار الذى يساهم فى التنمية ما يؤدى إلى رفاهية الشعب، موضحًا أن المؤسسة الوحيدة المصرية التى تستطيع وحدها أن تقوم بتلك الرسالة على أكمل وجه كما يقال هى القوات المسلحة التى تعمل بمبدأ «يد تبنى ويد تحمل السلاح».

وأشار محافظ سيناء السابق إلى أن دور القوات المسلحة حماية مصر من الإرهاب والأعمال التخربية، والسير قدمًا نحو التنمية، مؤكدًا أن الجميع يسعى لإعادة سيناء كما كانت فى أمن واستقرار.

وأوضح حفظى أن الدراسة والتخطيط المسبق والتدقيق ثم متابعة التنفيذ على أرض الواقع للقوات المسلحة جعلها تحقق الأرقام القياسية فى المشاريع القومية خاصة أنها تنجز جميع الأعمال التى توكل لها بدقة عالية وفى وقت قياسى.

وعن مدارس سيناء التى افتتحتها القوات المسلحة مؤخرًا، قال اللواء محمد مختار قنديل أحد أبطال أكتوبر بسلاح المهندسين، إن القوات المسلحة لم تنشئ المدارس فحسب بل تخوض تنمية شاملة داخل سيناء من «إصلاح طرق، ومحطات تحلية، وإسكان للبدو، ومدن جديدة، ومحطات مياه شرب»، موضحًا أن هذا لم يكن فى سيناء فحسب بل هو فى جميع أنحاء الجمهورية.

وأوضح اللواء أن قواتنا المسلحة هى الجهة الوحيدة القادرة على الذهاب إلى سيناء، مشيرًا إلى أنه من الصعب أن تذهب أى شركة مصرية مدنية للعمل داخل سيناء؛ لأنها تستطيع حماية مقدرات التنمية التى تخوضها.

وعن إعلان سيناء خالية من الإرهاب، قال قنديل لـ«الزمان» إن الإرهاب محصور فى مدينتى العريش والشيخ زيد، مؤكدًا أن جنوب سيناء آمنة وخالية من الإرهاب، ومستدلًا بأن منتدى شرم الشيخ للشباب يؤكد على أمان واستقرار سيناء، ويعد ترويجًا سياحيًا لمصر.

وعن شمال سيناء، أضاف أن الإرهابيين يختفون وسط الأهالى وفى الزراعات، متابعًا أن سيناء ستعود أفضل من سابق عهدها عند فتح الأنفاق فى 30 يونيه 2019.

وأكد أنه يصعب إعلان أن سيناء تطهرت من الإجرام إلى يوم القيامة، موضحًا أنه إذا قضينا على الإرهاب ستجد تجار السلاح وإذا قضينا عليهم تجد تجار المخدرات.. وإلخ، لكن الدولة المصرية تسعى جاهدةً للقضاء على الإجرام بجميع أنواعه.

وتابع قنديل: «القوات المصرية تنتهج طريقة جديدة للتعامل من المجرمين وهى الضربات الاستباقية لهم، على عكس ما كان يحدث فى السابق فكنا نتظر الأعمال الإرهابية كى نرد، لكن الآن تسبقهم الضربات الأمنية».

وأكد اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن مصر مستهدفة، فمنذ 2013 ومكافحة الإرهاب مستمرة، ومع ذلك النجاحات التى حققتها قواتنا المسلحة سواء كانت فى سيناء أو فى أى بقعة من بقاع مصر كبيرة.

وأشار سالم لـ«الزمان» إلى أن سيناء 2018 حجمت بنسبة تصل إلى 90% من الإرهاب، موضحًا أن القوات المسلحة تواجه ثلاثة فصائل إجرامية بسيناء وهى الإرهابيون وهؤلاء تواجهم بالنيران مباشرةً، والانتحاريون ونواجهم بخبراء مفرقعات، وتجار السلاح وكذلك تجار المخدرات، منوهًا إلى أنه تم تحجيم هؤلاء العناصر الإجرامية بشكل كبير جدًا.

وعن أهالى سيناء، أشاد سالم بدور الأهالى هناك فى مكافحة الإرهاب ومساعدة الجيش المصرى، مشيرًا إلى أن هناك تواصلا مشتركا بين الأهالى والجيش المصرى لمعرفة أماكن الأوكار الإرهابية ومكافحتها.

التنمية الزراعية فى سيناء

ترتكز التنمية فى شمال سيناء على محورين رئيسيين هما توفير الموارد المائية ثم البنية الأساسية مع اتخاذ كافة الإجراءات لضمان الحفاظ على هذه البنية بعد تنفيذها، وضمان توفير المياه للأراضى، على مساحة 400 ألف فدان، واستهدفت 7 مليارات جنيه لتنمية مشروع الـ400 ألف فدان على أن يتم الاستفادة من مياه مصرف بحر البقر؛ ليدخل 5 ملايين متر مكعب لمياه ترعة السلام لرى الأراضى الخاصة بالمشروع.

وتأتى مشروعات المياه فى شمال سيناء، كأحد المشروعات الهامة المستهدفة، حسب خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعام المالى الجديد «2018/2019»، التى وافق عليها مجلس النواب، وذلك بإحلال وتجديد محطة تحلية وسط سيناء، وشبكة مياه العريش، ومحطة تحلية مياه العريش (3)، بالإضافة إلى بدء تنفيذ مشروع لإمداد مدينة رفح الجديدة بالمياه، ومحطة تحلية الشيخ زويد (بطاقة 5000 متر مكعب/ يوم).

واستُكملت الأعمال التجريبية لشبكة الرى العامة، وحفر وتجهيز آبار وإنشاء بحيرات تخزين وتعلية سدود وادى الأزارق، والجرافى وتطوير محطات طلمبات صرف تل الحير، وتأهيل مصرف جلبانة وإنشاء شبكة صرف مغطى بجنوب القنطرة ومبنى معدات مراكز الطوارئ.

الخطة التنموية تُستكمل أيضا بإنشاء قرى ومساكن لأهالى سيناء، فاستهدفت الخطة 5 قرى بسهل الطينة، و2 أخرى تحت الإنشاء جنوب القنطرة، و90% من الـ400 ألف فدان صالحة للزراعة، وهناك 125 ألف فدان مزروعة بالفعل بزراعات مثل: «بنجر السكر» ويمكن إقامة صناعات على هذه الأراضى التى تعتمد على الإنتاجية الزراعية كمصانع السكر والتعليب والزيتون.

وعقدت اللجنة المشرفة على تعمير وتنمية سيناء لقاءات مكثفة لتنفيذ هذا المشروع، معتبرة أنه نواة حقيقية لأرض الفيروز، وأعدت كراسة الشروط والمواصفات وسيتم طرحها بمعرفة وزارة الزراعة، على أن يتم الانتهاء نهاية 2018 من تجهيز 156.5 ألف فدان لطرحها.