رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

كاتب سوري: الدول العربية تفكر في الحل الناعم تجاه دمشق

إبراهيم الجبين
إبراهيم الجبين

قال الكاتب السوري إبراهيم الجبين، إن القرار الذي اتخذته الدول العربية في السابق لمقاطعة نظام الرئيس بشار الأسد، كان نتاج الجرائم التي ارتبكها بحق الشعب.

وتراوحت جرائم الأسد، بين الاعتقالات والتدمير واستعمال الكيماوي بحق المدنيين والنساء والأطفال، وهي فظائع لا تسقط بالتقادم، ولا يمكن أن يتجاوزها أي طرف يعترف بالقانون الدولي.

وأضاف الجبين في تصريحات خاصة لـ"الزمان"، القضية السورية تم تدويلها طيلة السنوات الماضية، و صدر قانون 2254 عن الأمم المتحدة الذي قضى بضرورة وقف إطلاق النار، وجلوس النظام مع المعارضة المدعومة من الدول العربية، ووضع حل سياسي وتلبية مطالب الشعب السوري إلا أنه لم يطبق على أرض الواقع.

والوجود الروسي والإيراني، كان داعمًا أساسيًا  لنظام الأسد، وساعده للهروب من المحاسبة، إلى جانب تفريغ قرارات مجلس الأمن من فحواها والتهرب من المفاوضات طيلة الوقت، عن طريق تطبيق مسارات جانبية كالأستانة وسوتشي وغيرها.

وأكد الكاتب السوري، أن هذا الوضع هو الذي ساعد بعض الدول العربية على تغيير سياستها في التعامل مع الملف السوري، والخروج بتلك النظرية الجديدة، أن المقاطعة كانت سببًا في ترك الساحة السورية ليستفرد بها الإيرانيون.

ويبدو أن الدول العربية في الوقت الحالي، بدأت تراجع سياستها في التعامل مع الملف السوري، والتفكير في حلول ناعمة بديلًا عن الصدام المباشر، وعدم تكرار تجربة التخلي عن العراق مرة آخرى الذي احتله إيران عقب الغزو الأمريكي.

وعبر إبراهيم الجبين عن موقف الشعب السوري، بأنه تجاوز الموقف السياسي إلى الموقف الإنساني الذي لا يقبل الوحشية التي يتعامل بها النظام بلا حساب.

وعن الانسحاب الأمريكي من سوريا وتأثيره على الأوضاع الأخيرة، أجاب المفكر السوري، أن هناك عدد من الدول كان الملف السوري وجرائم الرئيس الحالي تداخل في قوانينها الرسمية وهناك من حركت جيوشها ضده بمراجعات قانونية ودستورية لا يمكن طيها بجرة قلم.

فلا يمكن أن يستفيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليكتشف فجأة أن الأسد ليس مجرم حرب بعدما أمر البنتاغون والبوارج الحربية بقصف مواقعه التي انطلقت منها الهجمات الكيماوية.

والحقيقة لا يختلف الأمر كثيرًا مع الرئيس الفرنسي، ورئيسة الوزراء البريطانية، وقادة العالم الآخرين.

وفي السياق ذاته قال الجبين، إن الحديث عن عودة سوريا للجامعة العربية، ليس بمعزل عن الشعب، فمقعد سوريا ليس ملك النظام الحالي وحده الذي سيتغير يومًا ما، ويحل محله آخر، ودولتنا فاعلة في المنظومة العربية منذ المؤتمر الأول في 1944.

واختتم الكاتب السوري، حديثه لـ"الزمان"، عن نفسي أشك أن قرار عودة سوريا للجامعة سوف يعزز نظام الأسد، أو سيعيد الملف إلى وجهه العربي والذي طالبنا به ولا زلنا ليكون للقضية ثقل نوعي.

إذ من غير المعقول، أن تعقد الاجتماعات في طهران وموسكو وأنقرة وجينيف وفيينا، للنظر والتقرير في مصير سوريا، في ظل غياب الأطراف العربية.