رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

سرقة الهواتف والحقائب.. النهب السريع في العشوائيات

مصدر أمنى: حملات أمنية مكثفة والدراجات النارية سبب رئيسى فى السرقات

الضحايا: عايشين فى رعب وخايفين على أولادنا.. ومحامٍ: استعدت 4 آلاف هاتف   

بات «نشالو الهواتف المحمولة والحقائب» مصدر رعب للكثير من المارة فى شوارع القاهرة الكبرى، بعد انتشار طريقة السرقة باستخدام الدراجات البخارية أو التوكتوك، وتعدد شكاوى المواطنين فى هذا الأمر، فى الوقت الذى تبذل فيه وزارة الداخلية جهودا كبيرة لتتبع السارقين وفرض الأمن بالشارع عن طريق تسيير دوريات شرطية. 

وتمكن رجال مديرية أمن القاهرة من ضبط العديد من المتهمين فى قضايا سرقة الهواتف المحمولة وخطف حقائب السيدات عن طريق أسلوب المغافلة، وفى هذا الشأن أوضح مصدر داخل المديرية أن معظم أفراد العصابات التى تم إلقاء القبض عليها يستقلون دراجات نارية غير مرخصة وفى الغالب تكون مسروقة ليرتكبوا بها جرائمهم ويصعب الوصول إليهم أو تحديد أماكن إقامتهم إذا ما تم التقاط صور دراجاتهم النارية عن طريق كاميرات المراقبة بالشوارع أو أمام المحال التجارية.

وأكد مصدر بوزارة الداخلية أن أجهزة الشرطة شنت خلال الفترة الماضية حملات أمنية مكثفة لضبط الدراجات النارية والمركبات دون ترخيص، نظرًا لخطورتها على المجتمع وما تسببه فى عمليات سرقة وإجرام وإرهاب، منوها إلى أهمية تركيب كاميرات على أوجه المحال التجارية والمنشآت العامة، ولفت إلى أن الحملات الأمنية لضبط الخارجين على القانون مستمرة ليس فقط فى العاصمة بل فى جميع المحافظات، ورأى أن سهولة سرقة الهواتف المحمولة والحقائب هى السبب الرئيسى فى ازدياد معدل هذه الجريمة.

محمد محمود مواطن فقد هاتفه المحمول بعدما سرقه شخصان أثناء ذهابه إلى منزله فى منطقة اللبينى بالمريوطية بمحافظة الجيزة، قال إن الواقعة تسببت له فى حدوث كدمات بالوجه وإصابات بالغة تركت أثرًا كبيرا على جسده.

وأضاف المواطن أن منطقة اللبينى بفيصل أصبح من المعروف عنها أنها مأوى للصوص والحرامية، حتى أطلق المواطنون عليها «منطقة الأشباح»، نظرًا لحدوث العديد من حالات سرقة الهواتف المحمولة والحقائب عن طريق الدراجات النارية أو باستخدام التوك توك.

ورغم نجاح شرطة الاتصالات فى التوصل إلى عدد من التشكيلات العصابية التى تسرق الهواتف المحمولة، إلا أن محمود لم يسترد هاتفه حتى الآن بحسب قوله.

ووصفت هالة السيد واقعة سرقة حقيبتها فى منطقة المريوطية بـ«الطريقة البشعة»، قائلة: «شخصان راكبين توك توك سرقوا شنطتى بطريقة بشعة واتسحلت فى الشارع أمام أعين المارة ولم يتدخل لإنقاذى سوى شخص واحد»، وأعربت عن يأسها بسبب تكرار حوادث سرقة الحقائب والهواتف المحمولة عن طريق المركبات غير المرخصة.

وفى هذا السياق قال المحامى هانى رحال، والمتخصص فى عودة سرقة الهواتف المحمولة عن طريق التتبع، إن مشكلة سرقة الهواتف المحمولة عن طريق الدراجات النارية ازدادت فى الآونة الأخيرة؛ بسبب سهولة سرقتها فى الأماكن النائية والهادئة أثناء حديث الشخص فى الهاتف على حين غفلة.

وأضاف رحال لـ«الزمان» أنه أعاد ما يقرب من 4 آلاف هاتف محمول حتى الاَن إلى أصحابه، مشيرًا إلى أنه تخصص فى هذا الجانب من القضايا، نظرًا لازديادها فى الفترة الأخيرة، وحث المحامى أى مواطن يتعرض لسرقة هاتفه بالتوجه إلى أقرب قسم شرطة وتحرير محضر محضر تتبع عن طريق «السيريال نمبر» المتواجد بالجهاز المحمول ويكون مدونا على عقد شراء الهاتف أو علبته.

وتعد عقوبة السرقة من العقوبات المخلة بالشرف، وتكون السرقة جنحة فى ظرفها البسيط إذا ما وقعت فى النهار من عموم الأشخاص وعقوبتها الأقصى لا تتعدى الـ3 سنوات، وقد تصبح جناية إذا ما اقترنت بقتل أو استعمال قوة أو بسلاح كسرقة تحت تهديد السلاح وعقوبتها تصل إلى 7 سنوات مشدد، بخلاف أن يكون معها حكم تبعى وهو المراقبة الشرطية وتكون مساوية للحكم بحسب تقدير المحكمة، بحسب ما بينه أحد المحامين، إلا أن تلك العقوبة لم تردع «بيتر.س» الشاب صاحب الـ23 عاما، عن ارتكابه جريمة السرقة، إذ اعترف أمام الأجهزة الأمنية أنه تخصص فى سرقة الهواتف المحمولة منذ عام ونصف عن طريق الدراجات النارية، لافتا إلى أنه سرق ما يقرب من الألف هاتف، وتابع: «بدأت الحكاية بسبب ظروف فى بيتى ومرض أختى فأضطريت إنى أسرق ولكن بعد فترة لقيت الموضوع سهل ومربح فكملت فى الطريق واتعرفت على أصدقاء سوء وبدأنا نسرق مع بعض»، لكن قصة الشاب لم تمنع عنه المحاكمة التى يواجهها ويتنظر عقوبته.

ونفس الأمر حدث مع «أحمد.م» صاحب الـ23 عاما، الذى عبر عن ندمه على سلوكه طريق سرقة الهواتف المحمولة وحقائب السيدات مستغلا فى جرائمه التوك توك، وقال: «بدأت الواقعة بعدما تم رفدى من العمل منذ سنتين ووجدت أن الأبواب أمامى مغلقة فلجأت للجريمة، والموضوع كان سهل حتى تم القبض عليا، ولكن أنا ندمان عما فعلته».

ومع أن المتهم ندم على جريمته إلا أنه لم يستطع إعادة الحقوق إلى ضحاياه بعد إنفاقه قيمة متحصلات سرقاته، فكامل عاطف، أحد ضحاياه قال إن المتهم سرق منه هاتف باهظ الثمن، لافتا أيضا إلى تعرضه لسرقة هاتفه المحمول أيضا 4 مرات فى مناطق متفرقة، ولكن جميعها عن طريق الدراجات البخارية، وأخبر «الزمان» أنه فى كل مرة يقوم بتحرير محضر فى قسم الشرطة التابع للمنطقة التى حدثت فيها الواقعة ليتم تحويل المحضر بعد فترة إلى النيابة ولكن فى النهاية تكون تلك الإجراءات بلا جدوى، والتقطت ولاء منصور، طرف الحديث قائلة: «أنا ساكنة فى منطقة الطالبية فيصل منذ أكثر من 20 سنة وعايشين فى أمان، ولكن فى الفترة الأخيرة بقينا عايشين فى رعب وخوف؛ بسبب ازدياد سرقة الهواتف المحمولة والحقائب عن طريق التوك توك أو الدراجات النارية، وبقينا نخاف نسيب أولادنا لوحدهم يروحوا المدرسة أو النادى، وبنطالب الجهات المعنية بضرورة وضع حل نهائى وفورى للمشكلة الكبيرة دي».

وكشف العديد من المتهمين أنهم يقومون بإعادة بيع المسروقات لتجار متعازنين معهم أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، ويبين «محمد.خ»، الطالب صاحب الـ19 سنة، بعد وقوعه فى قبضة رجال الأمن أنه كون مع مجموعة من الأشخاص تشكيلا عصابيا تخصص فى سرقة الهواتف المحمولة من المواطنين باستخدام دراجة نارية دون لوحات معدنية، وبين أنهم يقومون بتغليف الهاتف داخل علب مُقلدة مُطابقة للأصل وطبع رقم المسلسل الخاص بالهاتف عليها لإيهام المواطنين بأنها حديثة وبيعها عبر مواقع الإنترنت.