رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

رئيس المعهد الإسلامي البرازيلي: دار الإفتاء اللبنانية في أمريكا اللاتينية تعمل على نشر وساطة الإسلام

الإفتاء لا تقبل دون سن الأربعين

لبنان بلد طائفى يقوم على معادلات سياسية صعبة ويدفع ثمن الانفتاح والتعددية

حكى الشيخ محمد عبدالله المغربى، رئيس المعهد الإسلامى البرازيلى، والممثل السابق لدار الإفتاء اللبنانية فى البرازيل، تجربته مع دار الإفتاء اللبنانية، موضحا أن لبنان بلد طائفى يقوم على معادلات سياسية صعبة، كان الله فى عون ساستها ورجال دينها حقيقة، فهم يمرون بين النقاط حتى يحفظوا هذا البلد الحضارى بسبب التعددية الانفتاح؛ الذى يدفع ثمنه وتعدديته.

كما كشف إمام المركز الإسلامى الأقدم فى أمريكا اللاتينية عن وجود أزهر فى لبنان، غير تابع لمؤسسة الأزهر الشريف، مشيرا إلى أن الإفتاء اللبنانية لا يتم تعيين أى مفتٍ بها تحت سن الأربعين، ولا يمكن لحزبى أن يُعيَن فى أى موقع.

كل هذه الملفات وغيرها يقصها الشيخ محمد عبدالله المغربى، رئيس المعهد الإسلامى البرازيلى، والممثل السابق لدار الإفتاء اللبنانية فى البرازيل، وأمين عام بيت الأديان بأمريكا اللاتينية، وإلى نص الحوار.

ما طبيعة عملك فى البرازيل؟

أول ما ذهبت كنت إماما للمركز الإسلامى الأقدم فى أمريكا اللاتينية، والذى أُسس سنة 1927، وبقيت فيه ثلاث سنوات، ومن بعدها عُينت ممثلا لدار الإفتاء اللبنانية، لأن الجالية هناك فى غالبيتها العُظمى لبنانية، وظللت بها 6 سنوات، عدت بعدها إلى العودة إلى المركز الإسلامى، ولى نشاط فى تأسيس عدد من الجمعيات، كما لى نشاط فى الحوار الإسلامى المسيحى، كما أننى أعمل أمين عام بيت الأديان، وهو يضم رؤساء الطوائف الدينية فى البرازيل، فأنا أتحدث باسمهم فى المؤتمرات وفى اللقاءات والندوات.

نحن المسلمون أقلية فى البرازيل، ومع ذلك بفضل الله ثم حسن العلاقات والتدبير وصلنا إلى هذا الموقع (أمين عام بيت الأديان)، فهذا المجلس ليس له رئيس، بل له أمين عام فقط.

لماذا لا يوجد رئيس لبيت الأديان الذى تتولى أمانته العامة؟

لا يوجد رئيس لبيت الأديان يضم رؤساء طوائف، كلهم رؤساء وبالتالى فالمجلس يحتاج إلى أمين للتنظيم فقط.

نشاطكم فى المجتمع والشارع البرازيلى؟

البرازيل بلد الحرية التامة، والبرازيل شعب يحب الوافد إليه، ويسمح لهم بكل شيء؛ والحقيقة أننا قلما ننزل إلى الشارع، هم يأتون إلينا فى المساجد والمدارس، وهم يدعوننا إلى الجامعات والمدارس لإلقاء المحاضرات، نلقى المحاضرات حتى فى الكنائس.

وبالمناسبة المساجد فى كل يوم عندها وفود سياحية من مدارس وجامعات ووفود سياحية للتعرف على الإسلام، فكل الذين يدخلون الإسلام عندنا لا يدخلون بجهود المسلمين، بل ببحث البرازيلى عن الحقيقة.

هل تواجهون أى حكر أوحجر على الدعوة من جانب الحكومة البرازيلية؟

لم نواجه أى حجر على مر الأيام والسنوات، إلا علاقة المحبة والمودة والتكامل بيننا وبينهم.

هل للأزهر دور فى دعم مؤسستكم؟

الأزهر هو صمام الأمان لهذه الأمة على مر العصور، هو الذى حفظ الدين والوسطية، والعلماء الذين يذهبون إلى البرازيل هم خريجو الأزهر، يُبتعثُون من وزارة الأوقاف المصرية، فالأزهر هو صمام الأمان فى يومنا وماضينا ومستقبلنا، لذلك يُنظر إلى الأزهر من الخارج على أنه المرجعية العليا للمسلمين، والمرجعية الوسطية، والمرجعية الصادقة التى تحمى الدين وتعطى الرأى والموقف الصادق والجريء والحق.

من أى هيئة أو جامعة تخرجت؟

أنا لبنانى الأصل مقيم فى البرازيل منذ 12 سنة، وأنا خريج الأزهر الذى يتبع دار الإفتاء اللبنانية.

ما تعنى بـ«أزهر لبنان»؟ 

نحن عندنا أزهر لبنان، لكن هناك تعاون بينه وبين الأزهر الشريف، فالأزهر الشريف دائما ما يرسل إلينا مشايخ  للتدريس عندنا.

فهو مؤسسة مستقلة من الإعدادى والثانوى حتى الجامعة إلى الدكتوراه، صحيح هى غير تابعة للأزهر لكن بينهما تعاون كبير، إذ أنها تدرس العلم الأزهرى الشرعى فضلا عن التعليم الأكاديمى الذى يتبع الحكومة اللبنانية أيضا، ومقرها الرئيسى فى بيروت، ولها فروع فى سائر المحافظات، أكبرها فى البقاع، وتشهد إقبالا كبيرا.

لماذا لا توجد لديكم وزارة أوقاف.. والمفتى هو الرمز الأعلى لديكم؟

نحن فى لبنان ليست عندنا وزارة أوقاف، أعلى شيء هو مفتى الجمهورية، وهذا ما يمتاز به لبنان عن سائر الدول العربية والإسلامية، فالإفتاء هو القرار وهو الشيء الرسمى فى لبنان، وبما أن الجاليات غالبيتها لبنانية فى بعض الدول، فإن المفتى يرسل – أسوة ببقية الطوائف- معتَمَد له وممثل.

ماذا تعنى ببقية الطوائف؟

لبنان هو بلد طائفى، به 18 طائفة طائفة، وأكثره مهاجر، فكل طائفة تُرسل لأتباعها ممثلين فعندنا مطران للموارنة، ومطران للأرثوذوكس، وممثل للمجلس الشيعى، فينبغى أن يكون هنالك ممثل لدار الإفتاء فى هذه المعمعة؛ للذلك يُرسل المفتى كل فترة معتمدا أو ممثلا له إلى الجاليات اللبنانية يمكث بينهم ويجلس معهم لتوثيق مواضيع الزواج، والطلاق، والأمور الاجتماعية، والمصالحات، وأن يكون داعية من نفس البلد كى يفهم حاجاتهم فيلبيها.

حدثنا عن تجربتك كممثل للمفتى اللبنانى بالبرازيل.

تجربتى كانت جيدة ولطيفة فى البرازيل، فلقد نعُمت أولا مع سماحة المفتى السابق الشيخ محمد رشيد قبانى، ثم مع سماحة المفتى الحالى الشيخ عبداللطيف دريان، حفظه الله تعالى لمدة 6 سنوات كنت خادما فيها لهذه الجالية، وأقمت فى ذلك الوقت الحوار الإسلامى المسيحى الأول فى البرازيل، الذى حضره ممثل عن رئيس الجمهورية (عن الرئيس البرازيلي) وسفراء العرب، ودول عربية عربية وإسلامية.

وأقمت عدة نشاطات كان لها صدى كبير على مستوى البرازيل وخارجها، وقُمت بجهود فى توحيد الجمعيات والجالية، وأسست مركزا فى دار الإفتاء، وبحمد الله سبحانه وتعالى خرجتُ وأنا مرتاح.

لماذا قالوا عنك «لم يُعين فى هذه السن أحد من قبل».. رغم تعيينك فى سن الحادية والثلاثين؟

كما قلت خرجت من عملى ممثلا للإفتاء وأنا مرتاح، ولو أنى يوم عُينت عُيِنت فى سن مبكرة، وقالوا عنى «لم يُعين فى هذه السن أحد من قبل»، حيث عُينت وسنى 31 عاما، وعادة لا يعينون أحد تحت الأربعين سنة فى الإفتاء، فلا يُعين مفتٍ لمحافظة أو قضاء أو ممثل لدار الفتوى إلا أن يكون فوق الأربعين.

ما أبرز الهيئات والجامعات المعتبرة فى الفتوى لديكم؟

ويشترط فى المفتى أو ممثل دار الفتوى اللبنانية أن يكون خريج الأزهر أو أى جامعة معتبرة فى دار الفتوى، لأن عندنا عدة جامعات بعضها غير معتبر.

أبرز الهيئات المعتبرة فى الفتوى لدينا كلية الشريعة الإسلامية التى تتبع دار الفتوى مباشرة، جامعة الإمام الأوزاعى، المعهد العالى للدراسات الإسلامية الذى يتبع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وغيرها من الجامعات، فعندنا عدد كبير.

هل تقتصر دار الفتوى على خريجى هذه الهيئات والجامعات اللبنانية فقط أم تقبل خريجى الجامعات فى دول أخرى؟

يمكن أن يُقبل خريج الجامعات فى دول غير لبنان كجامعة الأزهر الشريف، أو جامعة الملك سعود بالسعودية؛ ولكن تحافظ دار الفتوى اللبنانية فى تعييناتها على أن ينتهج المُعيَن المنهج الوسطى السليم، بعيدا عن أى غلة أو تطرف، لا يمكن لحزبى أن يُعين فى أى موقع.

تحدثنا كثيرا عن دورك فى البرازيل.. لكن ماذا عن لبنان؟

لبنان بلدى، لبنان حفظها الله من كل شر، لبنان بلد طائفى يقوم على معادلات سياسية صعبة، والعاملين فى الشأن العام البنانى سواء كانوا رجال دين أو سياسيين كان الله فى عونهم حقيقة، فهم يمرون بين النقاط حتى يحفظوا هذا البلد، هذا بلد التجادبات بين الدول العربية والإسلامية والأوروبية والأمريكية، هو بلد حضارى بهذه التعددية وهذا الانفتاح؛ وفى نفس الوقت، يدفع ثمن هذا الانفتاح وهذه التعددية، بجانبنا إسرائيل هذه الدولة العنصرية، التى لا تريد لأى وطن أن يكون منفتحا حتى لا يغطى عليها ويبرز مساوئها العنصرية الموجودة فى داخله.